بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاه و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ... أما بعد
للزواج آثار هامه و مقتضيات كبيره ، فهو رابطه بين الزوج و زوجته يلزم كل واحد منهما بحقوق الآخر :
1- حقوق بدنيه -2- حقوق اجتماعيه -3- حقوق ماليه ...
فيجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف و أن يبذل الحق الواجب له بكل سماحه و سهوله من غير تكرٌه لبذله و لا مماطله ، قال الله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) ، و قال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) . كما يجب على المرأه ان تبذل لزوجها ما يجب عليها بذله . و متى قام كل واحد من الزوجين بما يجب عليه للآخر كانت حياتهما سعيده ، و دامت العشره بينهما ، و ان كان الأمر بالعكس حصل الشقاق و النزاع ، و تنكدت حياه كل منهما .
و لقد جاءت النصوص الكثيره بالوصيه بالمرأه و مراعاه حالها و ان كمال الحال ، من المحال ، فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " استوصوا بالنساء خيراً فان المرأه خلقت من ضلع ، و ان تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء " رواه البخاري و مسلم ، و في روايه " ان المراه خلقت من ضلع و لن تستقيم لك على طريقه فان استمتعت بها استمتعت بها و فيها عوج و ان ذهبت تقيمها كسرتها و كسرها : طلاقها " رواه مسلم ، و قال - صلى الله عليه و سلم - : " لا يفرك مؤمن مؤمنه ان كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر " رواه مسلم . و معنى لا يفرك : لا يبغض . ففي هذه الأحاديث ارشاد النبي - صلى الله عليه و سلم - أمته كيف يعامل الرجل المرأه ، و أنه ينبغي أن يأخذ منها ما تيسر , لأن طبيعتها التي منها خلقت أن لا تكون على الوجه الكامل ، بل لا بد فيها من عوج ، و لا يمكن ان يستمتع بها الرجل الا على الطبيعه التي خلقت عليها . و في هذه الأحاديث أنه ينبغي للانسان أن يقارن بين المحاسن و المساويء في المرأه ، فانه اذا كره منها خلقاً فليقارنه بالخلق الثاني الذي يرضاه منها ، و لا ينظر اليها بمنظار السخط و الكراهه وحده .
و ان كثيرا من الأزواج يريدون الحاله الكامله من زوجاتهم و و هذا شيء غير ممكن ، و بذلك يقعون في النكد و لا يتمكنون من الاستمتاع و المتعه بزوجاتهم ، و ربما أدى ذلك الى الطلاق ، كما قال - صلى الله عليه و سلم - : " و ان ذهبت تقيمها كسرتها و كسرها طلاقها " فينبغي للزوج ان يتساهل و يتغاضى عن كل ما تفعله الزوجه اذا كان لا يخل بالدين و الشرف .
أ) من حقوق الزوجه على زوجها :
ومن حقوق الزوجه على زوجها : أن يقوم بواجب نفقتها من الطعام و الشراب و الكسوه و المسكن و توابع ذلك , لقوله تعالى ( وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) ، و قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " و لهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف " رواه الترمذي و صححه ، و سئل : ما حق زوجه أحدنا عليه ؟ قال : " أن تطعمها اذا طعمت ، و تكسوها اذا اكتسيت ، و لا تضرب الوجه ، و لا تقبح ، و لا تهجر الا في البيت " رواه أبو داوود .
و من حقوق الزوجه على زوجها : أن يعدل بينها و بين جارتها ( الجاره : الزوجه الثانيه ) ان كان له زوجه ثانيه ، يعدل بينهما في الانفاق و السكنى و المبيت ، و كل ما يمكنه العدل فيه ، فان الميل الى احداهما كبيره من الكبائر ، قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " من كانت له امرأتان فمال الى احداهما جاء يوم القيامه و شقه مائل " رواه احمد و أهل السنن بسند صحيح ...
و أما ما لا يمكنه أن يعدل فيه كالمحبه و راحه النفس فانه لا اثم عليه فيه , لأن هذا بغير استطاعته . قال الله تعالى : ( وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ ) .
و كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقسم بين نسائه فيعدل ، و يقول : " اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك و لا أملك " رواه أهل السنن الأربعه ...
و لكن لو فضٌل احداهما على الأخرى في المبيت برضاها فلا بأس ، كما كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقسم لعائشه يومها و يوم سوده حين وهبته سوده لعائشه ( لحديث عائشه المتفق عليه ) . و كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يسأل و هو في مرضه الذي مات فيه : " أين أنا غداً ، أين أنا غداً ؟ " فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء . فكان في بيت عائشه حتى مات . رواه البخاري و مسلم
ب) من حقوق الزوج هلى زوجته :
أما حقوق الزوج على زوجته : فهي أعظم من حقوقها عليه , لقوله تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) ، و الرجل قوٌام على المرأه ، يقوم بمصالحها و تأديبها و توجيهها ، كما قال تعالى : ( لرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) .
فمن حقوق الزوج على زوجته : ان تطيعه في غير معضيه الله ، و أن تحفظه في سره و ماله ، فقد قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأه تسجد لزوجها " رواه الترمذي و قال : حديث حسن ، و قال - صلى الله عليه و سلم - : " اذا دعي الرجل امرأته الى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكه حتى تصبح " رواه البخاري و مسلم ...
و من حقوقه عليها : أن لا تعمل عملاً يضيع عليه كمال الاستمتاع ، حتى و لو كان ذلك تطوعاً بعباده , لقول النبي - صلى الله عليه و سلم - : " لا يحل لامرأه أن تصوم و زوجها شاهد الا باذنه ، و لا تأذن لأحد في بيته الا باذنه " رواه البخاري و مسلم ...
و لقد جعل رسول الله - صلى الله عليه و سلم - رضا الزوج عن زوجته من أسباب دخولها الجنه ، فروى الترمذي من حديث أم سلمه - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال : " أيما امرأه ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنه " رواه ابن ماجه ، و الترمذي ، و قال : حديث حسن غريب .
منقول من ( كتــــــــاب " حقوق دعت اليها الفطره و قررتها الشريعه " للشيخ الامام محمد بن صالح العثيمين قدس الله سره و أسكنه فسيح جناته ) ...
و صلي اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم..
منقوووووووووووووووول
الحمد لله و الصلاه و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ... أما بعد
للزواج آثار هامه و مقتضيات كبيره ، فهو رابطه بين الزوج و زوجته يلزم كل واحد منهما بحقوق الآخر :
1- حقوق بدنيه -2- حقوق اجتماعيه -3- حقوق ماليه ...
فيجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف و أن يبذل الحق الواجب له بكل سماحه و سهوله من غير تكرٌه لبذله و لا مماطله ، قال الله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) ، و قال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) . كما يجب على المرأه ان تبذل لزوجها ما يجب عليها بذله . و متى قام كل واحد من الزوجين بما يجب عليه للآخر كانت حياتهما سعيده ، و دامت العشره بينهما ، و ان كان الأمر بالعكس حصل الشقاق و النزاع ، و تنكدت حياه كل منهما .
و لقد جاءت النصوص الكثيره بالوصيه بالمرأه و مراعاه حالها و ان كمال الحال ، من المحال ، فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " استوصوا بالنساء خيراً فان المرأه خلقت من ضلع ، و ان تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء " رواه البخاري و مسلم ، و في روايه " ان المراه خلقت من ضلع و لن تستقيم لك على طريقه فان استمتعت بها استمتعت بها و فيها عوج و ان ذهبت تقيمها كسرتها و كسرها : طلاقها " رواه مسلم ، و قال - صلى الله عليه و سلم - : " لا يفرك مؤمن مؤمنه ان كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر " رواه مسلم . و معنى لا يفرك : لا يبغض . ففي هذه الأحاديث ارشاد النبي - صلى الله عليه و سلم - أمته كيف يعامل الرجل المرأه ، و أنه ينبغي أن يأخذ منها ما تيسر , لأن طبيعتها التي منها خلقت أن لا تكون على الوجه الكامل ، بل لا بد فيها من عوج ، و لا يمكن ان يستمتع بها الرجل الا على الطبيعه التي خلقت عليها . و في هذه الأحاديث أنه ينبغي للانسان أن يقارن بين المحاسن و المساويء في المرأه ، فانه اذا كره منها خلقاً فليقارنه بالخلق الثاني الذي يرضاه منها ، و لا ينظر اليها بمنظار السخط و الكراهه وحده .
و ان كثيرا من الأزواج يريدون الحاله الكامله من زوجاتهم و و هذا شيء غير ممكن ، و بذلك يقعون في النكد و لا يتمكنون من الاستمتاع و المتعه بزوجاتهم ، و ربما أدى ذلك الى الطلاق ، كما قال - صلى الله عليه و سلم - : " و ان ذهبت تقيمها كسرتها و كسرها طلاقها " فينبغي للزوج ان يتساهل و يتغاضى عن كل ما تفعله الزوجه اذا كان لا يخل بالدين و الشرف .
أ) من حقوق الزوجه على زوجها :
ومن حقوق الزوجه على زوجها : أن يقوم بواجب نفقتها من الطعام و الشراب و الكسوه و المسكن و توابع ذلك , لقوله تعالى ( وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) ، و قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " و لهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف " رواه الترمذي و صححه ، و سئل : ما حق زوجه أحدنا عليه ؟ قال : " أن تطعمها اذا طعمت ، و تكسوها اذا اكتسيت ، و لا تضرب الوجه ، و لا تقبح ، و لا تهجر الا في البيت " رواه أبو داوود .
و من حقوق الزوجه على زوجها : أن يعدل بينها و بين جارتها ( الجاره : الزوجه الثانيه ) ان كان له زوجه ثانيه ، يعدل بينهما في الانفاق و السكنى و المبيت ، و كل ما يمكنه العدل فيه ، فان الميل الى احداهما كبيره من الكبائر ، قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " من كانت له امرأتان فمال الى احداهما جاء يوم القيامه و شقه مائل " رواه احمد و أهل السنن بسند صحيح ...
و أما ما لا يمكنه أن يعدل فيه كالمحبه و راحه النفس فانه لا اثم عليه فيه , لأن هذا بغير استطاعته . قال الله تعالى : ( وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ ) .
و كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقسم بين نسائه فيعدل ، و يقول : " اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك و لا أملك " رواه أهل السنن الأربعه ...
و لكن لو فضٌل احداهما على الأخرى في المبيت برضاها فلا بأس ، كما كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقسم لعائشه يومها و يوم سوده حين وهبته سوده لعائشه ( لحديث عائشه المتفق عليه ) . و كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يسأل و هو في مرضه الذي مات فيه : " أين أنا غداً ، أين أنا غداً ؟ " فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء . فكان في بيت عائشه حتى مات . رواه البخاري و مسلم
ب) من حقوق الزوج هلى زوجته :
أما حقوق الزوج على زوجته : فهي أعظم من حقوقها عليه , لقوله تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) ، و الرجل قوٌام على المرأه ، يقوم بمصالحها و تأديبها و توجيهها ، كما قال تعالى : ( لرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) .
فمن حقوق الزوج على زوجته : ان تطيعه في غير معضيه الله ، و أن تحفظه في سره و ماله ، فقد قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأه تسجد لزوجها " رواه الترمذي و قال : حديث حسن ، و قال - صلى الله عليه و سلم - : " اذا دعي الرجل امرأته الى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكه حتى تصبح " رواه البخاري و مسلم ...
و من حقوقه عليها : أن لا تعمل عملاً يضيع عليه كمال الاستمتاع ، حتى و لو كان ذلك تطوعاً بعباده , لقول النبي - صلى الله عليه و سلم - : " لا يحل لامرأه أن تصوم و زوجها شاهد الا باذنه ، و لا تأذن لأحد في بيته الا باذنه " رواه البخاري و مسلم ...
و لقد جعل رسول الله - صلى الله عليه و سلم - رضا الزوج عن زوجته من أسباب دخولها الجنه ، فروى الترمذي من حديث أم سلمه - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال : " أيما امرأه ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنه " رواه ابن ماجه ، و الترمذي ، و قال : حديث حسن غريب .
منقول من ( كتــــــــاب " حقوق دعت اليها الفطره و قررتها الشريعه " للشيخ الامام محمد بن صالح العثيمين قدس الله سره و أسكنه فسيح جناته ) ...
و صلي اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم..
منقوووووووووووووووول