انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


    حقوق بين الزوجين وواجبات

    أبو عبيدة الأثري
    أبو عبيدة الأثري
    مدير


    عدد الرسائل : 642
    الرتبة : حقوق بين الزوجين وواجبات Ytyhyig4
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 109
    تاريخ التسجيل : 23/05/2008

    حقوق بين الزوجين وواجبات Empty حقوق بين الزوجين وواجبات

    مُساهمة من طرف أبو عبيدة الأثري الإثنين يونيو 02, 2008 4:42 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله و الصلاه و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ... أما بعد

    للزواج آثار هامه و مقتضيات كبيره ، فهو رابطه بين الزوج و زوجته يلزم كل واحد منهما بحقوق الآخر :

    1- حقوق بدنيه -2- حقوق اجتماعيه -3- حقوق ماليه ...

    فيجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف و أن يبذل الحق الواجب له بكل سماحه و سهوله من غير تكرٌه لبذله و لا مماطله ، قال الله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) ، و قال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) . كما يجب على المرأه ان تبذل لزوجها ما يجب عليها بذله . و متى قام كل واحد من الزوجين بما يجب عليه للآخر كانت حياتهما سعيده ، و دامت العشره بينهما ، و ان كان الأمر بالعكس حصل الشقاق و النزاع ، و تنكدت حياه كل منهما .

    و لقد جاءت النصوص الكثيره بالوصيه بالمرأه و مراعاه حالها و ان كمال الحال ، من المحال ، فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " استوصوا بالنساء خيراً فان المرأه خلقت من ضلع ، و ان تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء " رواه البخاري و مسلم ، و في روايه " ان المراه خلقت من ضلع و لن تستقيم لك على طريقه فان استمتعت بها استمتعت بها و فيها عوج و ان ذهبت تقيمها كسرتها و كسرها : طلاقها " رواه مسلم ، و قال - صلى الله عليه و سلم - : " لا يفرك مؤمن مؤمنه ان كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر " رواه مسلم . و معنى لا يفرك : لا يبغض . ففي هذه الأحاديث ارشاد النبي - صلى الله عليه و سلم - أمته كيف يعامل الرجل المرأه ، و أنه ينبغي أن يأخذ منها ما تيسر , لأن طبيعتها التي منها خلقت أن لا تكون على الوجه الكامل ، بل لا بد فيها من عوج ، و لا يمكن ان يستمتع بها الرجل الا على الطبيعه التي خلقت عليها . و في هذه الأحاديث أنه ينبغي للانسان أن يقارن بين المحاسن و المساويء في المرأه ، فانه اذا كره منها خلقاً فليقارنه بالخلق الثاني الذي يرضاه منها ، و لا ينظر اليها بمنظار السخط و الكراهه وحده .

    و ان كثيرا من الأزواج يريدون الحاله الكامله من زوجاتهم و و هذا شيء غير ممكن ، و بذلك يقعون في النكد و لا يتمكنون من الاستمتاع و المتعه بزوجاتهم ، و ربما أدى ذلك الى الطلاق ، كما قال - صلى الله عليه و سلم - : " و ان ذهبت تقيمها كسرتها و كسرها طلاقها " فينبغي للزوج ان يتساهل و يتغاضى عن كل ما تفعله الزوجه اذا كان لا يخل بالدين و الشرف .

    أ) من حقوق الزوجه على زوجها :

    ومن حقوق الزوجه على زوجها : أن يقوم بواجب نفقتها من الطعام و الشراب و الكسوه و المسكن و توابع ذلك , لقوله تعالى ( وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) ، و قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " و لهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف " رواه الترمذي و صححه ، و سئل : ما حق زوجه أحدنا عليه ؟ قال : " أن تطعمها اذا طعمت ، و تكسوها اذا اكتسيت ، و لا تضرب الوجه ، و لا تقبح ، و لا تهجر الا في البيت " رواه أبو داوود .

    و من حقوق الزوجه على زوجها : أن يعدل بينها و بين جارتها ( الجاره : الزوجه الثانيه ) ان كان له زوجه ثانيه ، يعدل بينهما في الانفاق و السكنى و المبيت ، و كل ما يمكنه العدل فيه ، فان الميل الى احداهما كبيره من الكبائر ، قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " من كانت له امرأتان فمال الى احداهما جاء يوم القيامه و شقه مائل " رواه احمد و أهل السنن بسند صحيح ...
    و أما ما لا يمكنه أن يعدل فيه كالمحبه و راحه النفس فانه لا اثم عليه فيه , لأن هذا بغير استطاعته . قال الله تعالى : ( وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ ) .

    و كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقسم بين نسائه فيعدل ، و يقول : " اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك و لا أملك " رواه أهل السنن الأربعه ...

    و لكن لو فضٌل احداهما على الأخرى في المبيت برضاها فلا بأس ، كما كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقسم لعائشه يومها و يوم سوده حين وهبته سوده لعائشه ( لحديث عائشه المتفق عليه ) . و كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يسأل و هو في مرضه الذي مات فيه : " أين أنا غداً ، أين أنا غداً ؟ " فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء . فكان في بيت عائشه حتى مات . رواه البخاري و مسلم

    ب) من حقوق الزوج هلى زوجته :

    أما حقوق الزوج على زوجته : فهي أعظم من حقوقها عليه , لقوله تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) ، و الرجل قوٌام على المرأه ، يقوم بمصالحها و تأديبها و توجيهها ، كما قال تعالى : ( لرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) .

    فمن حقوق الزوج على زوجته : ان تطيعه في غير معضيه الله ، و أن تحفظه في سره و ماله ، فقد قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأه تسجد لزوجها " رواه الترمذي و قال : حديث حسن ، و قال - صلى الله عليه و سلم - : " اذا دعي الرجل امرأته الى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكه حتى تصبح " رواه البخاري و مسلم ...

    و من حقوقه عليها : أن لا تعمل عملاً يضيع عليه كمال الاستمتاع ، حتى و لو كان ذلك تطوعاً بعباده , لقول النبي - صلى الله عليه و سلم - : " لا يحل لامرأه أن تصوم و زوجها شاهد الا باذنه ، و لا تأذن لأحد في بيته الا باذنه " رواه البخاري و مسلم ...

    و لقد جعل رسول الله - صلى الله عليه و سلم - رضا الزوج عن زوجته من أسباب دخولها الجنه ، فروى الترمذي من حديث أم سلمه - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال : " أيما امرأه ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنه " رواه ابن ماجه ، و الترمذي ، و قال : حديث حسن غريب .



    منقول من ( كتــــــــاب " حقوق دعت اليها الفطره و قررتها الشريعه " للشيخ الامام محمد بن صالح العثيمين قدس الله سره و أسكنه فسيح جناته ) ...

    و صلي اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم..
    منقوووووووووووووووول

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 10:20 pm