بسم الله الرحمان الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله , أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده
وصلي اللهم وبارك وسلم على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين والتابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اما بعد :ان الدين النصيحة
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا </A>
أي اعملوا بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- جميعا، واجتمعوا على ذلك ولا تفرقوا، ولا تفرقوا بترك العمل بالكتاب والسنة، فإن الاختلاف إنما يكون بترك العمل، والاجتماع يكون بالعمل، العمل بالكتاب والسنة.
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ</A>
هذه مصيبة كونهم يتفرقون بعد العلم، وبعد البينة، وبعد البصيرة -والعياذ بالله-، يدل على أنهم غاوون، وأنهم انحرفوا عن بصيرة، والله تعالى نهانا أن نتشبه بأهل الكتاب، فيصيبنا ما أصابهم.
ولهذا قال الله سبحانه في الآية الأخرى:وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا </A>فمن كان في شق والله ورسوله في شق فهو هالك، وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ </A>سبيل المؤمنين هم الصحابة والتابعون
فمن خالف الصحابة والتابعين وأهل السنة والجماعة، فهو من الذين تفرقوا واختلفوا في دينهم؛ فهو متوعد بهذا الوعيد
الإيمان بما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، فمن جحد الأسماء والصفات، أو حرفها، أو نفاها، أو أبطل معناها، أو كيفها، أو فوض معناها، فقد شاق الله ورسوله، واتبع غير سبيل المؤمنين، وهو متوعد بأن يصليه الله الجحيم
-نسأل الله السلامة والعافية-.