من طرف أبوالشيماء الأحد فبراير 28, 2010 11:40 amرصد تواجد القاعدة في اليمن , وتأثيرها , وعلاقتها بالأطراف المحلية :أمنية , إسلامية , معارضة .
(ورقة عمل مقدمة لمؤسسة الجزيرة العربية للدراسات والبحوث ـ فرع تعز)
تمهيد :
القاعدة فكر له جذوره التاريخية منذ القدم , فهو أقرب إلى الأفكار التي تأثرت بالفكر التكفيري , فقتلت وسفكت الدم لأدنى شبهة , دون مراعاة للضوابط الشرعية , والمصالح الدنيوية .
وقد عايش السلف هذا الفكر الذي أذاقهم الويلات .
وفكر القاعدة في عصرنا الحاضر أصبح فكراً عالمياً, له مريدوه , والمتفانون في سبيله , ساعد في انتشاره تفشي الظلم , والفساد , وتنحية الشريعة الإسلامية عن الحكم في عدد من بلدان المسلمين .
تواجد القاعدة في اليمن .
الانتقال من مكان إلى مكان آخر أكثر أمنا هو من سياسات القاعدة التي تتبعها باستمرار، امتد هذا التنظيم من جبال تورابورا, وكهوف قندهار إلى صحاري حضرموت ,وشوارع صنعاء .وعلاوة على ما يوفره اليمن من ظروف، ولما يعيشه من واقع يجعل من القاعدة مجرد ضلع من أضلاع مثلث مشتعل تواجهه الدولة اليمنية، فالحروب على الحوثيين في الشمال، والحراك الجنوبي في عدن، إضافة إلى القاعدة.
إضافة إلى ذلك يشكل البعد الرمزي لليمن عامل جذب لأفراد القاعدة، إذ ينحدر والد زعيم التنظيم أسامة بن لادن من محافظة حضرموت اليمنية، كما يحوي التنظيم بين أفراده العديد من اليمنيين. مع العلم أن الجنسية اليمنية تمثل أكثر من ثلث المعتقلين في معسكر غوانتنامو، 96 يمنياً من أصل 240 معتقلاً.
ويناقش هذا المحور من جهتين :
الأولى:تواجد القاعدة الزمني.
«القاعدة» متواجدة من التسعينيات تقريباً , وكان من أبرز عملياتها تفجيرات فندق جولد مور عام 1992 م .
وخلال الفترة الماضية بدأت الدولة في معالجات أمنية باعتقال عدد من عناصرها , فضلاً عن المعالجات الفكرية المتمثلة في الحوار الفكري معهم حيث أجرى كثير من علماء اليمن حوارات مكثفة مع عناصر القاعدة أدت إلى توبة بعضهم.
ورفض البعض الآخر , وهو الذي دخل مع الحكومة في المواجهة حالياً.
ويذكر بعضهم أن القاعدة في السعودية منذ مايو 2008م أعلنت أنها خسرت المعركة على أرض السعودية، وطالبت قياداتها وأعضاءها وكوادرها بالتوجه إلى اليمن ، وتم إعلان ناصر عبد الكريم الوحيشي في يناير2009م قائداً لتنظيم القاعدة في منطقة شبه الجزيرة العربية
وهوممن هرب في 2006 من سجن مبنى الاستخبارات في اليمن ومعه 23 قيادي من قيادات القاعدة.
الثانية: تواجد القاعدة المكاني .
حضورها الفعال يتركز في المنطقة الوسطى من اليمن والتي تشمل غالباً محافظات : مأرب , وأبين , وشبوه . وإذا نظرنا إلى خريطة اليمن فسوف نجد أن هذه المنطقة تجمع بين تضاريس جبلية وصحراوية,وهى ما تجد فيها القاعدة مساحة مناسبة للتنقل , والتواجد تحت حماية بعض القبائل اليمنية.
الآثار السلبية لتواجد القاعدة في اليمن خاصة , وبلاد المسلمين عامة .
من المعروف أن هذا التنظيم قد اتخذ من التفجيرات , والاغتيالات , والاختطافات وغيرها سبيلاً ومنهجاً , والسير على هذا النهج ـ على إطلاقه ـ يؤول إلى فتن لايغطيها ذيل , ولا يسترها ليل .
ومن هذه الآثار:
1ـ إزهاق أرواح الأبرياء , من الأطفال ,والشيوخ, والنساء , وقتل الأنفس المعصومة الدم بالإسلام .
2ـ إهلاك أموال المسلمين الخاصة :كالبيوت والمحلات , والعامة :كالمصانع , والمنشئآت .
3ـ زعزعة الأمن , والاستقرار, ونزع الطمأنينة والهدوء, وإثارة الرعب والفزع بين الناس , وإذا استحكم هذا فلا دين يبقى ولا دنيا.
4 ـ صد الناس عن سبيل الله , وتنفيرمن أراد الدخول في الإسلام , وتُضعف حجة الدعاة إلى الله تعالى , وهي مع هذا تشوه جمال الإسلام , وتسيء إلى سمعته .
5 ـ إعطاء أعداء الإسلام المتربصين به الفرصة السانحة , والحجة القاطعة ـ عندهم ـ لغزو بلاد المسلمين , واحتلالها عسكريا .
وزد على هذا تجفيف ما يسمى بالمنابع , وحرب الأعمال الخيرية , والجامعات الإسلامية , والمراكز والمعاهد الدعوية تحت ستار :" الحرب ضد الإرهاب " .
6 ـ الانحراف بالشباب عن السير الصحيح , والطريق القويم الذي يسير عليه علمائهم ودعاتهم المعتدلين إلى منهج دخيل , أضر بالإسلام والمسلمين .
7ـ إسقاط هيبة العلماء , ومرجعية الأمة من أعين المسلمين , وتناولهم بكل سوء وشتيمة .
علاقة القاعدة بالأطراف التالية ـ محلياً ـ :
1ـ الأمنية : الجهات الأمنية هي من يقوم بمهمة الحرب ضد كل من يعلن العداء ـ لاسيما المسلح ـ ضد الدولة , ومن هنا يكمن عداء القاعدة لهذا السلك الأمني , بوصفهم عملاء أعداء للإسلام , بل وربما وصل الأمر إلى تكفيرهم , وإباحة دماءهم كما هو المعهود من منهج يُلقي الأحكام جُزافاً .بين قوسين ( منهج بلا بريك ) .
مع عدم إغفال أنه قد يوجد في السلك الأمني من يتبنى هذا الفكر, ويقوم بدعمه من طرف خفي .
2ـ الإسلامية:
تختلف القاعدة مع بقية الجماعات الإسلامية , في فكرة التغيير , فأرادت أن تقطف الثمر قبل أوانه , (ومن استعجل الشيء قبل أوانه عقب بحرمانه) .
وتنظر القاعدة للعاملين في الحقل الدعوي ممن يخالف فكرها , بنظرة عوراء , فهم مابين عملاء للحكام , ومخذلين عن فريضة الجهاد ـ بمفهومهم ـ , وساكتين عن الكفر والظلم .
بل قد يصل ببعضهم الأمر إلى تفسيق , وتضليل , وتكفير المخالف لهم , ولو كان من الراسخين في العلم , المشهود لهم بالفضل والإحسان , لايشفع له ذلك ولو حبة خردل , فلاينفع مع الكفر إيمان ,والناس على فسطاطين : إيمان لانفاق فيه , وكفر لاإيمان فيه , ( وإن لم تكن معنا فأنت ضدنا ) .
3-المعارضة:
المعارضة بالمفهوم العام تدخل فيه القاعدة , وهي ممن ينتهج المعارضة للدولة بطريقتها , وأسلوبها الخاص بها
وتحتلف مع بقية المعارضين من السياسين , فلا تقر أسلوبهم , والذي يشوبه الاعتراف بالديمقراطية , والتداول السلمي للسلطة , والرأي والرأي الأخرـ بالمفهوم الغربي ـ وغيره .
وقد تستخدم المعارضة لتحقيق مآربها كما هو الحال في الجنوب مع الحراك الجنوبي في عدة مواقف منها إقرار الوحيشي ـ قائد التنظيم في جزيرة العرب ـ للحراك الجنوبي بمطالبته بالانفصال , وفي خضم هذه الفوضى تجد القاعدة مجالا لترتيب أوراقها أكثر .
ومن ثم ظهور القاعدة بقوة في هذا الوقت الحرج الذي تمر به البلاد , هو التهور بعينه , والطيش بحذافيره . ويذكر للقاعدة السنية صلات بالحوثية الرافضية نقلها العوفي أحد عناصرها في الجزيرة , وهذا من المفارقات العجيبة إن ثبت
وفي الأخير : أهيب بعلماء الأمة , ودعاتها أن ينتبهوا لخطورة هذا المنهج , فإنه إن حل في أرض فعل بالأمة الأفاعيل , وأذاقها الويلات .
فيجب التحذير منه , وتنبيه الشباب لخطورته , قبل أن ينفلت الزمام من أيدينا , و يكتوي بناره الجميع .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
وكتبه /أبومالك عدنان بن عبده بن أحمد المقطري
يوم الأربعاء 20 محرم 1431هـ الموافق 6/1/2010م
اليمن ـ تعز
(ورقة عمل مقدمة لمؤسسة الجزيرة العربية للدراسات والبحوث ـ فرع تعز)
تمهيد :
القاعدة فكر له جذوره التاريخية منذ القدم , فهو أقرب إلى الأفكار التي تأثرت بالفكر التكفيري , فقتلت وسفكت الدم لأدنى شبهة , دون مراعاة للضوابط الشرعية , والمصالح الدنيوية .
وقد عايش السلف هذا الفكر الذي أذاقهم الويلات .
وفكر القاعدة في عصرنا الحاضر أصبح فكراً عالمياً, له مريدوه , والمتفانون في سبيله , ساعد في انتشاره تفشي الظلم , والفساد , وتنحية الشريعة الإسلامية عن الحكم في عدد من بلدان المسلمين .
تواجد القاعدة في اليمن .
الانتقال من مكان إلى مكان آخر أكثر أمنا هو من سياسات القاعدة التي تتبعها باستمرار، امتد هذا التنظيم من جبال تورابورا, وكهوف قندهار إلى صحاري حضرموت ,وشوارع صنعاء .وعلاوة على ما يوفره اليمن من ظروف، ولما يعيشه من واقع يجعل من القاعدة مجرد ضلع من أضلاع مثلث مشتعل تواجهه الدولة اليمنية، فالحروب على الحوثيين في الشمال، والحراك الجنوبي في عدن، إضافة إلى القاعدة.
إضافة إلى ذلك يشكل البعد الرمزي لليمن عامل جذب لأفراد القاعدة، إذ ينحدر والد زعيم التنظيم أسامة بن لادن من محافظة حضرموت اليمنية، كما يحوي التنظيم بين أفراده العديد من اليمنيين. مع العلم أن الجنسية اليمنية تمثل أكثر من ثلث المعتقلين في معسكر غوانتنامو، 96 يمنياً من أصل 240 معتقلاً.
ويناقش هذا المحور من جهتين :
الأولى:تواجد القاعدة الزمني.
«القاعدة» متواجدة من التسعينيات تقريباً , وكان من أبرز عملياتها تفجيرات فندق جولد مور عام 1992 م .
وخلال الفترة الماضية بدأت الدولة في معالجات أمنية باعتقال عدد من عناصرها , فضلاً عن المعالجات الفكرية المتمثلة في الحوار الفكري معهم حيث أجرى كثير من علماء اليمن حوارات مكثفة مع عناصر القاعدة أدت إلى توبة بعضهم.
ورفض البعض الآخر , وهو الذي دخل مع الحكومة في المواجهة حالياً.
ويذكر بعضهم أن القاعدة في السعودية منذ مايو 2008م أعلنت أنها خسرت المعركة على أرض السعودية، وطالبت قياداتها وأعضاءها وكوادرها بالتوجه إلى اليمن ، وتم إعلان ناصر عبد الكريم الوحيشي في يناير2009م قائداً لتنظيم القاعدة في منطقة شبه الجزيرة العربية
وهوممن هرب في 2006 من سجن مبنى الاستخبارات في اليمن ومعه 23 قيادي من قيادات القاعدة.
الثانية: تواجد القاعدة المكاني .
حضورها الفعال يتركز في المنطقة الوسطى من اليمن والتي تشمل غالباً محافظات : مأرب , وأبين , وشبوه . وإذا نظرنا إلى خريطة اليمن فسوف نجد أن هذه المنطقة تجمع بين تضاريس جبلية وصحراوية,وهى ما تجد فيها القاعدة مساحة مناسبة للتنقل , والتواجد تحت حماية بعض القبائل اليمنية.
الآثار السلبية لتواجد القاعدة في اليمن خاصة , وبلاد المسلمين عامة .
من المعروف أن هذا التنظيم قد اتخذ من التفجيرات , والاغتيالات , والاختطافات وغيرها سبيلاً ومنهجاً , والسير على هذا النهج ـ على إطلاقه ـ يؤول إلى فتن لايغطيها ذيل , ولا يسترها ليل .
ومن هذه الآثار:
1ـ إزهاق أرواح الأبرياء , من الأطفال ,والشيوخ, والنساء , وقتل الأنفس المعصومة الدم بالإسلام .
2ـ إهلاك أموال المسلمين الخاصة :كالبيوت والمحلات , والعامة :كالمصانع , والمنشئآت .
3ـ زعزعة الأمن , والاستقرار, ونزع الطمأنينة والهدوء, وإثارة الرعب والفزع بين الناس , وإذا استحكم هذا فلا دين يبقى ولا دنيا.
4 ـ صد الناس عن سبيل الله , وتنفيرمن أراد الدخول في الإسلام , وتُضعف حجة الدعاة إلى الله تعالى , وهي مع هذا تشوه جمال الإسلام , وتسيء إلى سمعته .
5 ـ إعطاء أعداء الإسلام المتربصين به الفرصة السانحة , والحجة القاطعة ـ عندهم ـ لغزو بلاد المسلمين , واحتلالها عسكريا .
وزد على هذا تجفيف ما يسمى بالمنابع , وحرب الأعمال الخيرية , والجامعات الإسلامية , والمراكز والمعاهد الدعوية تحت ستار :" الحرب ضد الإرهاب " .
6 ـ الانحراف بالشباب عن السير الصحيح , والطريق القويم الذي يسير عليه علمائهم ودعاتهم المعتدلين إلى منهج دخيل , أضر بالإسلام والمسلمين .
7ـ إسقاط هيبة العلماء , ومرجعية الأمة من أعين المسلمين , وتناولهم بكل سوء وشتيمة .
علاقة القاعدة بالأطراف التالية ـ محلياً ـ :
1ـ الأمنية : الجهات الأمنية هي من يقوم بمهمة الحرب ضد كل من يعلن العداء ـ لاسيما المسلح ـ ضد الدولة , ومن هنا يكمن عداء القاعدة لهذا السلك الأمني , بوصفهم عملاء أعداء للإسلام , بل وربما وصل الأمر إلى تكفيرهم , وإباحة دماءهم كما هو المعهود من منهج يُلقي الأحكام جُزافاً .بين قوسين ( منهج بلا بريك ) .
مع عدم إغفال أنه قد يوجد في السلك الأمني من يتبنى هذا الفكر, ويقوم بدعمه من طرف خفي .
2ـ الإسلامية:
تختلف القاعدة مع بقية الجماعات الإسلامية , في فكرة التغيير , فأرادت أن تقطف الثمر قبل أوانه , (ومن استعجل الشيء قبل أوانه عقب بحرمانه) .
وتنظر القاعدة للعاملين في الحقل الدعوي ممن يخالف فكرها , بنظرة عوراء , فهم مابين عملاء للحكام , ومخذلين عن فريضة الجهاد ـ بمفهومهم ـ , وساكتين عن الكفر والظلم .
بل قد يصل ببعضهم الأمر إلى تفسيق , وتضليل , وتكفير المخالف لهم , ولو كان من الراسخين في العلم , المشهود لهم بالفضل والإحسان , لايشفع له ذلك ولو حبة خردل , فلاينفع مع الكفر إيمان ,والناس على فسطاطين : إيمان لانفاق فيه , وكفر لاإيمان فيه , ( وإن لم تكن معنا فأنت ضدنا ) .
3-المعارضة:
المعارضة بالمفهوم العام تدخل فيه القاعدة , وهي ممن ينتهج المعارضة للدولة بطريقتها , وأسلوبها الخاص بها
وتحتلف مع بقية المعارضين من السياسين , فلا تقر أسلوبهم , والذي يشوبه الاعتراف بالديمقراطية , والتداول السلمي للسلطة , والرأي والرأي الأخرـ بالمفهوم الغربي ـ وغيره .
وقد تستخدم المعارضة لتحقيق مآربها كما هو الحال في الجنوب مع الحراك الجنوبي في عدة مواقف منها إقرار الوحيشي ـ قائد التنظيم في جزيرة العرب ـ للحراك الجنوبي بمطالبته بالانفصال , وفي خضم هذه الفوضى تجد القاعدة مجالا لترتيب أوراقها أكثر .
ومن ثم ظهور القاعدة بقوة في هذا الوقت الحرج الذي تمر به البلاد , هو التهور بعينه , والطيش بحذافيره . ويذكر للقاعدة السنية صلات بالحوثية الرافضية نقلها العوفي أحد عناصرها في الجزيرة , وهذا من المفارقات العجيبة إن ثبت
وفي الأخير : أهيب بعلماء الأمة , ودعاتها أن ينتبهوا لخطورة هذا المنهج , فإنه إن حل في أرض فعل بالأمة الأفاعيل , وأذاقها الويلات .
فيجب التحذير منه , وتنبيه الشباب لخطورته , قبل أن ينفلت الزمام من أيدينا , و يكتوي بناره الجميع .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
وكتبه /أبومالك عدنان بن عبده بن أحمد المقطري
يوم الأربعاء 20 محرم 1431هـ الموافق 6/1/2010م
اليمن ـ تعز
منقول