انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 5:58 pm

    سلام عليكن ورحمة الله وبركاته

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    قال ابن إسحاق : وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن قريشا حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له يا ابن أخي ، إن قومك قد جاءوني ، فقالوا لي كذا وكذا ، للذي كانوا قالوا له فأبق علي وعلى نفسك ، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فظن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قد بدا لعمه فيه أنه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 قال ثم استعبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبكى ثم قام فلما ولى ناداه أبو طالب فقال أقبل يا ابن أخي ، قال فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال اذهب يا ابن أخي ، فقل ما أحببت ، فوالله لا أسلمك لشيء أبدا .
    لو وضعوا الشمس في يميني
    فصل
    وذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في شمالي على أن أدع هذا الذي جئت به ما تركته مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 أو كما قال . خص الشمس باليمين لأنها الآية المبصرة وخص القمر بالشمال لأنها الآية الممحوة وقد قال عمر - رحمه الله - لرجل قال له إني رأيت في المنام كأن الشمس والقمر يقتتلان ومع كل واحد منهما نجوم فقال عمر مع أيهما كنت ؟ فقال مع القمر قال كنت مع الآية الممحوة اذهب فلا تعمل لي عملا ، وكان عاملا له فعزله فقتل الرجل في صفين مع معاوية واسمه حابس بن سعد ، وخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النيرين حين ضرب المثل بهما ; لأن نورهما محسوس والنور الذي جاء به من عند الله - وهو الذي أرادوه على تركه - هو لا محالة أشرف من النور المخلوق قال الله سبحانه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ التوبة 33 ] . فاقتضت بلاغة النبوة - لما أرادوه على ترك النور الأعلى - أن يقابله بالنور الأدنى ، وأن يخص أعلى النيرين وهي الآية المبصرة بأشرف اليدين وهي اليمنى بلاغة لا مثلها ، وحكمة لا يجهل اللبيب فضلها .
    البداء
    وقول ابن إسحاق : ظن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قد بدا لعمه بداء أي ظهر له رأي فسمى الرأي بداء لأنه شيء يبدو بعد ما خفي والمصدر البدء والبدو والاسم البداء ولا يقال في المصدر بدا له بدو ، كما لا يقال ظهر له ظهور بالرفع لأن الذي يظهر ويبدو هاهنا هو الاسم نحو البداء وأنشد أبو علي


    بدا لك في تلك القلوص بداء </SPAN>
    ومن أجل أن البدو هو الظهور كان البداء في وصف الباري - سبحانه - محالا ; لأنه لا يبدو له شيء كان غائبا عنه والنسخ للحكم ليس ببداء كما توهمت الجهلة من الرافضة واليهود ، إنما هو تبديل حكم بحكم بقدر قدره وعلم علمه وقد يجوز أن يقال بدا له أن يفعل كذا ، ويكون معناه أراد . وهذا من المجاز الذي لا سبيل إلى إطلاقه إلا بإذن من صاحب الشرع وقد صح في ذلك ما خرجه البخاري في حديث الثلاثة الأعمى والأقرع والأبرص وأنه عليه السلام قال بدا لله أن يبتلهم فبدا هنا بمعنى : أراد وذكرنا الرافضة ، لأن ابن أعين ومن اتبعه منهم يجيزون البداء على الله تعالى ، ويجعلونه والنسخ شيئا واحدا ، واليهود لا تجيز النسخ يحسبونه بداء ومنهم من أجاز البداء كالرافضة ويروى أن عليا - رحمه الله - صلى يوما ، ثم ضحك فسئل عن ضحكه فقال تذكرت أبا طالب حين فرضت الصلاة ورآني أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنخلة فقال " ما هذا الفعل الذي أرى " ؟ فلما أخبرناه قال " ذا حسن ولكن لا أفعله أبدا ، لا أحب أن تعلوني استي " فتذكرت الآن قوله فضحكت .
    قال ابن إسحاق : ثم إن قريشا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإسلامه وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة ، قالوا له - فيما بلغني - مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله فخذه فلك عقله ونصره واتخذه ولدا فهو لك ، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا ، الذي قد خالف دينك ودين آبائك ، وفرق جماعة قومك ، وسفه أحلامهم فنقتله فإنما هو رجل برجل فقال والله لبئس ما تسومونني أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه هذا والله ما لا يكون أبدا . قال فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي : والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك ، وجهدوا على التخلص مما تكرهه فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا ، فقال أبو طالب للمطعم والله ما أنصفوني ، ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علي فاصنع ما بدا لك مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 أو كما قال . قال فحقب الأمر وحميت الحرب وتنابذ القوم وبادى بعضهم بعضا .
    فقال أبو طالب عند ذلك - يعرض بالمطعم بن عدي - ويعم من خذله من بني عبد مناف ومن عاداه من قبائل قريش ، ويذكر ما سألوه وما تباعد من أمرهم



    ألا قل لعمرو والوليد ومطعم


    ألا ليت حظي من حياطتكم بكر

    من الخور حبحاب كثير رغاؤه


    يرش على الساقين من بوله قطر

    تخلف خلف الورد ليس بلاحق


    إذا ما علا الفيفاء قيل له وبر

    أرى أخوينا من أبينا وأمنا


    إذا سئلا قالا : إلى غيرنا الأمر

    بلى لهما أمر ولكن تجرجما


    كما جرجمت من رأس ذي علق صخر

    أخص خصوصا عبد شمس ونوفلا


    هما نبذانا مثل ما ينبذ الجمر

    هما أغمزا للقوم في أخويهما


    فقد أصبحا منهم أكفهما صفر

    وتيم ومخزوم وزهرة منهم


    وكانوا لنا مولى إذا بغي النصر

    فوالله لا تنفك منا عداوة


    لا منهم ما كان من نسلنا شفر

    فقد سفهت أحلامهم وعقولهم


    وكانوا كجفر بئس ما صنعت جفر </SPAN>
    قال ابن هشام : تركنا منها بيتين أقذع فيهما .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:00 pm

    عرض قريش على أبي طالب
    فصل
    وذكر قول الملأ من قريش لأبي طالب هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش ، وأجمله فخذه مكان ابن أخيك . أنهد . أي أقوى وأجلد ويقال فرس نهد للذي يتقدم الخيل وأصل هذه الكلمة التقدم ومنه يقال نهد ثدي الجارية أي برز قدما . وعمارة بن الوليد هذا المذكور هو الذي أرسلته قريش مع عمرو بن العاص إلى أرض الحبشة فسحر هناك وجن وسنزيد في خبره شيئا بعد هذا إن شاء الله .
    وذكروا أن أبا طالب قال لهم حين سألوه أن يأخذ عمارة بدلا من محمد صلى الله عليه وسلم أرأيتم ناقة تحن إلى غير فصيلها وترأمه لا أعطيكم ابني تقتلونه أبدا ، وآخذ ابنكم أكفله وأغذوه وهو معنى ما ذكر ابن إسحاق قال ابن إسحاق فحقب الأمر عند ذلك يريد اشتد وهو من قولك : حقب البعير إذا راغ عنه الحقب من شدة الجهد والنصب وإذا عسر عليه البول أيضا لشد الحقب على ذلك الموضع فيقال منه حقب البعير ثم يستعمل في الأمر إذا عسر وكذلك قوله فشري الأمر عند ذلك أي انتشر الشر ، ومنه الشرى ، وهي قروح تنتشر على البدن يقال منه شري جلد الرجل يشرى شرى .
    شعر أبي طالب
    فصل
    وذكر شعر أبي طالب ألا قل لعمرو والوليد . إلى آخر الشعر . وفيه


    أي إن بكرا من الإبل أنفع لي منكم فليته لي بدلا من حياطتكم كما قال طرفة في عمرو بن هند :



    فليت لنا مكان الملك عمرو


    رغوثا حول قبتنا تخور </SPAN>
    وقوله من الخور حبحاب . الخور الضعاف والحبحاب بالحاء الصغير . وفي حاشية كتاب الشيخ أبي بحر جبجاب بالجيم وفسره فقال هو الكثير الهدر وفي الشعر


    أي يشبه بالوبر لصغره ويحتمل أن يكون أراد يصغر في العين لعلو المكان وبعده والفيفاء فعلاء ولولا قولهم الفيف لكان حمله على باب القضقاض والجرجار أولى ، ولكن سمع الفيف فعلم أن الألفين زائدتان وأنه من باب قلق وسلس الذي ضوعفت فيه فاء الفعل دون عينه وهي ألفاظ يسيرة نحو قلق وسلس وثلث وسدس وقد اعتنينا بجمعها من الكلام ولعل لها موضعا تذكر فيه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى ، ولا تكون ألف فيفاء للإلحاق فيصرف لأنه ليس في الكلام فعلال فإن قيل يكون ملحقا بقضقاض وبابه قلنا : قضقاض ثنائي مضاعف فلا يلحق به الثلاثي ، كما لا يلحق الرباعي بالثلاثي ولا الأكبر بالأقل وقد حكي فيفاة بالقصر وليست ألفها للتأنيث إذ لا يجمع بين علامتي تأنيث فهي إذا من باب أرطاة ونحوها ، كأنها ملحقة بسلهبة .
    وفي الشعر


    وترك صرف علق إما لأنه جعله اسم بقعة وإما لأنه اسم علم وترك صرف الاسم العلم سائغ في الشعر وإن لم يكن مؤنثا ولا عجميا نحو قول عباس بن مرداس



    وما كان حصن ولا حابس


    يفوقان مرداس في المجمع </SPAN>
    ونحو قول الآخر



    يا من جفاني وملا


    نسيت أهلا وسهلا

    ومات مرحب لما


    رأيت ما لي قلا </SPAN>
    فلم يصرف مرحبا ، وسيأتي في هذا الكتاب شواهد كثيرة على هذا ، ونشرح العلة فيه إن شاء الله تعالى ، ولو روي من رأس ذي علق الصخر بحذف التنوين لالتقاء الساكنين لكان حسنا ، كما قرئ مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 قل هو الله أحد الله الصمد مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 بحذف التنوين من " أحد " ، وهي رواية ابن أبي عمرو بن العلاء وقال الشاعر


    وقال آخر


    قال ابن إسحاق : ثم إن قريشا تذامروا بينهم على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين أسلموا معه فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ومنع الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - منهم بعمه أبي طالب وقد قام أبو طالب ، حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون في بني هاشموبني المطلب ، فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقيام دونه فاجتمعوا إليه وقاموا معه وأجابوه إلى ما دعاهم إليه إلا ما كان من أبي لهب عدو الله الملعون .
    فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره في جهدهم معه وحدبهم عليه جعل يمدحهم ويذكر قديمهم ويذكر فضل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم ومكانه منهم ليشد لهم رأيهم وليحدبوا معه على أمره فقال



    إذا اجتمعت يوماقريش


    لمفخر فعبد مناف سرها وصميمها

    فإن حصلت أشراف عبد منافها


    ففي هاشم أشرافها وقديمها

    تداعت قريش غثها وسمينها


    علينا فلم تظفر وطاشت حلومها

    وكنا قديما لا نقر ظلامة


    إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها

    ونحمي حماها كل يوم كريهة


    ونضرب عن أجحارها من يرومها

    بنا انتعش العود الذواء وإنما


    بأكنافنا تندي وتنمي أرومها </SPAN>
    وأنشد قول أبي طالب



    إذا اجتمعت يوماقريش لمفخر


    فعبد مناف سرها وصميمها </SPAN>
    قوله سرها ، أي وسطها ، وسر الوادي وسرارته وسطه وقد تقدم متى يكون الوسط مدحا ، وأن ذلك في موضعين في وصف الشهود وفي النسب وبينا السر في ذلك .
    وقال في القصيدة ونضرب عن أحجارها من يرومها . أي ندفع عن حصونها ومعاقلها ، وإن كانت الرواية أجحارها بتقديم الجيم فهو جمع جحر والجحر هنا مستعار وإنما يريد عن بيوتها ومساكنها .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:03 pm

    موقف الوليد بن المغيرة من القرآن

    ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش - وكان ذا سن فيهم وقد حضر الموسم فقال لهم يا معشر قريش ، إنه قد حضر هذا الموسم وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ، ولا تختلفوا ، فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قولكم بعضه بعضا ، قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس ، فقل وأقم لنا رأيا نقول به قال بل أنتم فقولوا أسمع قالوا : نقول كاهن قال لا والله ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه قالوا : فنقول مجنون قال ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته قالوا : فنقول شاعر قال ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر قالوا : فنقول ساحر قال ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟
    قال والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لعذق وإن فرعه لجناة - قال ابن هشام : ويقال لغدق - وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا : ساحر جاء بقول هو سحر يفرق به بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته .
    فتفرقوا عنه بذلك فجعلوا يجلسون بسبل الناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره .
    وذكر خبر الوليد بن المغيرة وقوله فيما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الوحي والقرآن قد سمعنا الشعر فما هو بهزجه ولا رجزه . والهزج من أعاريض الشعر معروف عند العروضيين ولا أعرف له اشتقاقا إلا أن يكون من قولهم في وصف الذباب هزج أي مترنم وأما الرجز فيحتمل أن يكون من رجزت الحمل إذا عدلته بالرجازة وهو شيء يعدل به الحمل وكذلك الرجز في الشعر أشطار معدلة ويجوز أن يكون من رجزت الناقة إذا أصابتها رعدة عند قيامها ، كما قال الشاعر حتى تقوم تكلف الرجزاء فالمرتجز كأنه مرتعد عند إنشاده لقصر الأبيات .
    وقوله قد سمعنا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه الزمزمة صوت ضعيف كنحو ما كانت الفرس تفعله عند شربها الماء ويقال أيضا : زمزم الرعد وهو صوت له قبل الهدر وكذلك الكهان كانت لهم زمزمة الله أعلم بكيفيتها ، وأما زمزمة الفرس ، فكانت من أنوفهم .
    وقول الوليد إن أصله لعذق وإن فرعه لجناة . استعارة من النخلة التي ثبت أصلها ، وقوي وطاب فرعها إذا جنى ، والنخلة هي العذق بفتح العين ورواية ابن إسحاق أفصح من رواية ابن هشام ; لأنها استعارة تامة يشبه آخر الكلام أوله ورواية ابن هشام : إن أصله لغدق وهو الماء الكثير ومنه يقال غيدق الرجل إذا كثر بصاقه وأحد أعمام النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسمى : الغيداق لكثرة عطائه والغيدق أيضا ولد الضب وهو أكبر من الحسل قاله قطرب في كتاب الأفعال والأسماء له .
    ما نزل في حق الوليد من القرآن
    وهذا البيت في أرجوزة له مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ المدثر 17 - 22 ] . قال ابن هشام : بسر كره وجهه . قال العجاج
    يصف كراهية وجهه . وهذا البيت في أرجوزة له
    قال ابن إسحاق : وأنزل الله تعالى : في رسوله - صلى الله عليه وسلم - وفيما جاء به من الله تعالى ، وفي النفر الذين كانوا معه يصنفون القول في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما جاء به من الله تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ الحجر : 90 - 93 ] .
    قال ابن هشام : واحدة العضين عضة يقول عضوه فرقوه . قال رؤبة بن العجاج :
    وهذا البيت في أرجوزة له .
    قال ابن إسحاق : فجعل أولئك النفر يقولون ذلك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن لقوا من الناس وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتشر ذكره في بلاد العرب كلها .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:07 pm

    فصل وذكر ابن إسحاق قول الله تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ذرني ومن خلقت وحيدا مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 الآيات التي نزلت في الوليد وفيها له تهديد ووعيد شديد لأن معنى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ذرني ومن خلقت مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي دعني وإياه فسترى ما أصنع به كما قال مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 فذرني ومن يكذب بهذا الحديث مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ القلم 44 ] وهي كلمة يقولها المغتاظ إذا اشتد غيظه وغضبه وكره أن يشفع لمن اغتاظ عليه فمعنى الكلام أي لا شفاعة تنفع لهذا الكافر ولا استغفار يا محمد منك ، ولا من غيرك وقوله مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 وبنين شهودا مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي مقيمين معه غير محتاجين إلى الأسفار والغيبة عنه لأن ماله ممدود والمال الممدود عندهم اثنا عشر ألف دينار ، فصاعدا مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ومهدت له تمهيدا مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي هيأت له وقدمت له مقدمات استدراجا له وقوله تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 سأرهقه صعودا مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 هي عقبة في جهنم يقال لها : الصعود مسيرها سبعون سنة يكلف الكافر أن يصعدها ، فإذا صعدها بعد عذاب طويل صب من أعلاها ، ولا يتنفس ثم لا يزال كذلك أبدا ، كذلك جاء في التفسير .
    وقوله سبحانه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 فقتل كيف قدر مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي لعن كيفما كان تقديره فكيف هاهنا من حروف الشرط وقيل معنى قتل أي هو أهل أن يدعى عليه بالقتل وقد فسر ابن هشام : بسر والبسر أيضا : القهر والبسر حمل الفحل على الناقة قبل وقت الضراب .
    وفسر عضين وجعله من عضيت أي فرقت ، وفي الحديث " لا تعضية في ميراث إلا ما احتمله القسم " ومعنى هذا الحديث موافق لمذهب ابن القاسم ورأيه في كل ما لا ينتفع به إذا قسم أو كان فيه ضرر على الشريكين ألا يقسم وهو خلاف رأي مالك ، وحجة مالك قول الله تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ النساء 7 ] . وقد قيل في عضين إنه جمع عضة وهي السحر وأنشدوا :



    أعوذ بربي من النافثيا


    ت في العقد العاضه المعضه </SPAN>
    ومنه قولهم

    أبو طالب يفخر بنسبه وابن أخيه

    فلما خشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها ، وتودد فيها أشراف قومه وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من شعره أنه غير مسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه فقال



    ولما رأيت القوم لا ود فيهم


    وقد قطعوا كل العرى والوسائل

    وقد صارحونا بالعداوة والأذى


    وقد طاعوا أمر العدو المزايل

    وقد حالفوا قوما علينا أظنة


    يعضون غيظا خلفنا بالأنامل

    صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة


    وأبيض عضب من تراث المقاول

    وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي


    وأمسكت من أثوابه بالوصائل

    قياما معا مستقبلين رتاجه


    لدي حيث يقضى حلفه كل نافل

    وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم


    بمفضى السيول من إساف ونائل

    موسمة الأعضاد أو قصراتها


    مخيسة بين السديس وبازل

    ترى الودع فيها ، والرخام وزبنة


    بأعناقها معقودة كالعثاكل
    </SPAN>
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:09 pm

    شرح لامية أبي طالب
    فصل وذكر قصيدة أبي طالب إلى آخرها ، وفيها : وأبيض عضب من تراث المقاول . قد شرحنا الأقيال والمقاول فيما تقدم وتراث أصله وراث من ورثت ، ولكن لا تبدل هذه الواو تاء إلا في مواضع محفوظة وعلتها كثرة وجود التاء في تصاريف الكلمة فالتراث مال قد توورث وتوارثه قوم عن قوم فالتاء مستعملة في التوريث والتوارث وكذلك تجاه البيت التاء مستعملة في التوجه والتوجيه ونحوه فلما ألفوها في تصاريف الكلمة لم ينكروا قلب الواو إليها ، كما فعلوا في ريحان وهو من الروح لكثرة الياء في تصاريف الكلمة كما قدمنا قبل وهي في تراث وبابه أبعد لأن الياء المألوفة في مادة الكلمة زائدة وياء ريحان ليست كذلك وكذلك التكأة من توكأت وتترى من التواتر والتولج من التولج والمتلج لأنهم يقولون اتلج بالتشديد فتصير الواو تاء للإدغام حتى يقولوا : متلج فيجعلونها تاء دون الإدغام . هذا أشبه بقياس ريحان وبابه فإن التاء الأولى من متلج أصلية وهي في متلج إذا ضعفت أصلية أيضا ، فهي هي فقف على هذا الأصل فإنه سر الباب . وأراد بالمقاول آباءه شبههم بالملوك ولما يكونوا ملوكا ، ولا كان فيهم من ملك بدليل حديث أبي سفيان حين قال له هرقل : هل كان في آبائه من ملك ؟ فقال لا . ويحتمل أن يكون هذا السيف الذي ذكر أبو طالب من هبات الملوك لأبيه فقد وهب ابن ذي يزن لعبد المطلب هبات جزلة حين وفد عليه مع قريش ، يهنئونه بظفره بالحبشة وذلك بعد مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعامين . وقوله
    موسمة الأعضاد أو قصراتها
    يعني [ معلمة ] بسمة في أعضادها ، ويقال لذلك الوسم السطاع والخباط في الفخذ والرقمة أيضا في العضد ويقال للوسم في الكشح الكشاح ولما في قصرة العنق العلاط والعلطتان والشعب أيضا في العنق وهو كالمحجن وفي العنق وسم آخر أيضا يقال له قيد الفرس . قال الراجز



    كوم على أعناقها قيد الفرس


    تنجو إذا الليل تدانى ، والتبس </SPAN>
    ولوسوم الإبل أسماء كثيرة وباب طويل ذكر أبو عبيد أكثره في كتاب الإبل فمنها المشيطنة والمفعاة والقرمة وهي في الأنف وكذلك الجرف والخطاف وهي في العنق والدلو والمشط والفرتاج والثؤثور والدماع في موضع الدمع والصداغ في موضع الصدغ واللجام من الخد إلى العين يقال منه بعير ملجوم والهلال والخراش وهو من الصدغ إلى الذقن .
    وقوله أو قصراتها جمع قصرة وهي أصل العنق وخفضها بالعطف على الأعضاد ولا يجوز أن تكون في موضع نصب كما تقول هو ضارب الرجل وزيدا في باب اسم الفاعل لأن قوله موسمة الأعضاد من باب الصفة المشبهة وهي لا تعمل إلا مضمرة واسم الفاعل يضمر إذا عطف على المخفوض وذلك أن الصفة لا تعمل بالمعنى ، وإنما تعمل بشبه لفظي بينها ، وبين اسم الفاعل فإذا زال اللفظ ورجع إلى الإضمار لم تعمل وتخالف اسم الفاعل أيضا ; لأن معمولها لا يتقدم عليها ، كما يتقدم المفعول على اسم الفاعل وذلك أن منصوبها فاعل في المعنى ، والفاعل لا يتقدم والصفة لا يفصل بينها وبين منصوبها بالظرف ويجوز ذلك في اسم الفاعل والصفة لا تعمل إلا بمعنى الحال واسم الفاعل يعمل بمعنى الحال والاستقبال نعم ويعمل بمعنى الماضي إذا دخلت عليه الألف واللام ولو روي موسمة الأعضاد بنصب الدال على معنى : موسمة الأعضاد بالتنوين وحذفه لالتقاء الساكنين لجاز كما روي في شعر حندج
    بالنصب وبالرفع أيضا ، أي البياض منهم على نية التنوين في مقاناة وحذفه لالتقاء الساكنين وأما الخفض فلا خفاء به . وإذا كانت القصرات مخفوضة بالعطف على الأعضاد ففيه شاهد لمن قال هو حسن وجهه كما روى سيبويه حين أنشد
    وفي حديث أم زرع صفر ردائها ، وملء كسائها مثل حسنة وجهها ، وفي الأمالي من صفة النبي صلى الله عليه وسلم شثن الكفين طويل أصابعه أعني : مثل صفر ردائها . وقوله ترى الودع فيه . الودع والودع بالسكون والفتح خرزات تنظم ويتحلى بها النساء والصبيان كما قال



    [ السن من جلنزيز عوزم خلق ]


    والحلم حلم صبي يمرس الودعه </SPAN>
    وقال الشاعر



    إن الرواة بلا فهم لما حفظوا


    مثل الجمال عليها يحمل الودع

    لا الودع ينفعه حمل الجمال له


    ولا الجمال بحمل الودع تنتفع

    </SPAN>
    ويقال إن هذه الخرزات يقذفها البحر وأنها حيوان في جوف البحر فإذا قذفها ماتت ولها بريق ولون حسن وتصلب صلابة الحجر ، فتثقب ويتخذ منها القلائد واسمها مشتق من ودعته أي تركته ، لأن البحر ينضب عنها ويدعها ، فهي ودع مثل قبض ونفض وإذا قلت الودع بالسكون فهي من باب ما سمي بالمصدر . وقوله والرخام أي ما قطع من الرخام فنظم وهو حجر أبيض ناصع والعثاكل أراد العثاكيل فحذف الياء ضرورة كما قال ابن مضاض وفيها العصافر أراد العصافير وفي أول القصيدة وقد حالفوا قوما علينا أظنة [ جمع ظنين ] أي متهم ولو كان بالضاد مع قوله علينا ، لعاد معناه مدحا لهم كأنه قال أشحة علينا ، كما أنشد عمرو بن بحر [ الجاحظ ] :


    لو كنت في قوم عليك أشحة


    عليك ألا إن من طاح طائح

    يودون لو خاطوا عليك جلودهم


    وهل يدفع الموت النفوس الشحائح </SPAN>





    أعوذ برب الناس من كل طاعن


    علينا بسوء أو ملح بباطل

    ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة


    ومن ملحق في الدين ما لم نحاول

    وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه


    وراق ليرقى في حراء ونازل

    وبالبيت حق البيت من بطن مكة


    وبالله إن الله ليس بغافل

    وبالحجر المسود إذ يمسحونه


    إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل

    وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة


    على قدميه حافيا غير ناعل

    وأشواط بين المروتين إلى الصفا


    وما فيهما من صورة وتماثل

    ومن حج بيت الله من كل راكب


    ومن كل ذي نذر ومن كل راجل

    وبالمشعر الأقصى إذا عمدوا له


    إلآل إلى مفضى الشراج القوابل

    وتوقافهم فوق الجبال عشية


    يقيمون بالأيدي صدور الرواحل

    وليلة جمع والمنازل من منى


    وهل فوقها من حرمة ومنازل

    وجمع إذا ما المقربات أجزفه


    سراعا كما يخرجن من وقع وابل

    وبالجمرة الكبرى إذا صمدوا لها


    يؤمون قذفا رأسها بالجنادل

    وكندة إذ هم بالحصاب عشية


    تجيز بهم حجاج بكر بن وائل

    حليفان شدا عقد ما اختلفا له


    وردا عليه عاطفات الوسائل

    وحطمهم سمر الرماح وشرحه


    وشبرقه وخد النعام الحوامل

    فهل بعد هذا من معاذ لعائذ


    وهل من معيذ يتقي الله عاذل </SPAN>
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:11 pm

    وفيها :



    وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه


    وراق ليرقى في حراء ونازل </SPAN>
    ثور جبل بمكة وثبير : جبل من جبالها ذكروا أن ثبيرا كان رجلا من هذيل مات في ذلك الجبل فعرف الجبل به كما عرف أبو قبيس بقبيس بن شالح رجل من جرهم ، كان قد وشى بين عمرو بن مضاض وبين ابنة عمه مية فنذرت ألا تكلمه وكان شديد الكلف بها ، فحلف ليقتلن قبيسا ، فهرب منه في الجبل المعروف به وانقطع خبره فإما مات وإما تردى منه فسمي الجبل أبا قبيس وهو خبر طويل ذكره ابن هشام في غير هذا الكتاب .
    وقوله وراق ليرقى قد تقدم القول فيه وأصح الروايتين فيه وراق لبرقي حراء ونازل . قال البرقي : هكذا رواه ابن إسحاق وغيره وهو الصواب . قال المؤلف فالوهم فيه إذا من ابن هشام ، أو من البكائي والله أعلم . وقوله وبالحجر الأسود فيه زحاف يسمى : الكف ، وهو حذف النون من مفاعيلن وهو بعد الواو من الأسود ونحوه قول حندج
    ألا رب يوم لك منهن صالح
    وموضع الزحاف بعد اللام من ذلك . وقوله
    الأصائل جمع أصيلة والأصل جمع أصيل وذلك أن فعائل جمع فعيلة والأصيلة لغة معروفة في الأصيل وظن بعضهم أن أصائل جمع آصال على وزن أفعال وآصال جمع أصل نحو أطناب وطنب وأصل جمع أصيل مثل رغف جمع رغيف فأصائل على قولهم جمعجمع الجمع وهذا خطأ بين من وجوه منها : أن جمعجمع الجمع لم يوجد قط في الكلام فيكون هذا نظيره وعن جهة القياس إذ كانوا لا يجمعون الجمع الذي ليس لأدنى العدد فأحرى ألا يجمعوا جمع الجمع وأبين خطأ في هذا القول غفلتهم عن الهمزة التي هي فاء الفعل التي في أصيل وأصل وكذلك هي فاء الفعل في أصائل لأنها فعائل وتوهموها زائدة كالتي في أقاويل ولو كانت كذلك كانت الصاد فاء الفعل وإنما هي عينه كما هي في أصيل وأصل فلو كانت أصائل جمع آصال مثل أقوال وأقاويل لاجتمعت همزة الجمع مع همزة الأصل ولقالوا فيه أواصيل بتسهيل الهمزة الثانية ووجه آخر من الخطأ بين أيضا ، وهو أن أفاعيل جمع أفعال لا بد من ياء قبل آخره كما قالوا في أقاويل فكان يكون أواصيل وليس في أصائل حرف مد ولين قبل آخره إنما هي همزة فعائل ومن الخطأ في قولهم أيضا : أن جعلوا أصلا جمعا كثيرا مثل رغف ثم زعموا أن آصالا جمع له فهم بمنزلة من قال في رغف جمع أرغاف فإن قيل فجمع أي شيء هي آصال ؟ قلنا : جمع أصل الذي هو اسم مفرد في معنى الأصائل لا جمع أصل الذي هو جمع ، فإن قيل فهل يقال أصل واحد كما يقال أصيل واحد ؟ قلنا : قد قال بعض أرباب اللغة ذلك واستشهدوا بقول الأعشى :



    يوما بأطيب منها نشر رائحة


    ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل</SPAN>
    أي دنا الأصيل فإن صح أن الأصل بمعنى الأصيل وإلا فآصال جمع أصيل على حذف الياء الزائدة مثل طوي وأطواء ولا أعرف أحدا قال هذا القول أعني : جمعجمع الجمع غير الزجاجي وابن عزيز . وقوله
    وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة
    يعني موضع قدميه حين غسلت كنته رأسه وهو راكب فاعتمد بقدمه على الصخرة حين أمال رأسه ليغسل وكانت سارة قد أخذت عليه عهدا حين استأذنها في أن يطالع تركته بمكة فحلف لها أنه لا ينزل عن دابته ولا يزيد على السلام واستطلاع الحال غيرة من سارة عليه من هاجر ، فحين اعتمد على الصخرة أبقى الله فيها أثر قدمه آية . قال الله سبحانه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 فيه آيات بينات مقام إبراهيم مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 </A>[ آل عمران : 97 ] أي منها مقام إبراهيم ، ومن جعل مقاما بدلا من آيات قال المقام جمع مقامة وقيل بل هو أثر قدمه حين رفع القواعد من البيت وهو قائم عليه .
    وقوله بين المروتين هو كنحو ما تقدم في بطن المكتين والحمتين وعنيزتين مما ورد مثنى من أسماء المواضع وهو واحد في الحقيقة وذكرنا العلة في مجيئه مثنى ومجموعا في الشعر . وفيها قوله
    البيت . فالمشعر الأقصى : عرفة وألالا : جبل عرفة . قال النابغة
    وسمي ألالا لأن الحجيج إذا رأوه ألوا في السير أي اجتهدوا فيه ليدركوا الموقف قال الراجز



    مهر أبي الحبحاب لا تشلي


    بارك فيك الله من ذي أل</SPAN>
    والشراج : جمعشرج ، وهو مسيل الماء والقوابل المتقابلة . وفيها قوله وحطمهم سمر الصفاح جمع صفح وهو سطح الجبل والسمر يجوز أن يكون أراد به السمر يقال فيه سمر وسمر بسكون الميم ويجوز نقل ضمة الميم إلى ما قبلها إلى السين كما قالوا في حسن حسن وكذا وقع في الأصل بضم السين غير أن هذا النقل إنما يقع غالبا فيما يراد به المدح أو الذم نحو حسن وقبح كما قال وحسن ذا أدبا . أي حسن ذا أدبا ، وجائز أن يراد بالسمر ههنا جمع : أسمر وسمراء ويكون وصفا للنبات والشجر كما يوصف بالدهمة إذا كان مخضرا ، وفي التنزيل مدهامتان [ الرحمن 64 ] أي خضراوان إلى السواد . وقوله وشبرقه . وهو نبات يقال ليابسه الحلي ، والرطبة : الشبرق .




    يطاع بنا أمر العدا ود أننا


    تسد بنا أبواب ترك وكابل

    كذبتم وبيت الله نترك مكة


    ونظعن إلا أمركم في بلابل

    كذبتم - وبيت الله - نبزى محمدا


    ولما نطاعن دونه ونناضل

    ونسلمه حتى نصرع حوله


    ونذهل عن أبنائنا والحلائل

    وينهض قوم في الحديد إليكم


    نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل

    وحتى ترى ذا الضغن يركب ردعه


    من الطعن فعل الأنكب المتحامل

    وإنا - لعمر الله - إن جد ما أرى


    لتلتبسن أسيافنا بالأماثل

    بكفي فتى مثل الشهاب سميدع


    أخي ثقة حامي الحقيقة باسل

    شهورا وأياما وحولا مجرما


    علينا وتأتي حجة بعد قابل

    وما ترك قوم - لا أبا لك - سيدا


    يحوط الذمار غير ذرب مواكل

    وأبيض يستسقى الغمام بوجهه


    ثمال اليتامى عصمة للأرامل

    يلوذ به الهلاك من آل هاشم


    فهم عنده في رحمة وفواضل

    لعمري لقد أجرى أسيد وبكره


    إلى بغضنا وجزآنا لآكل

    وعثمان لم يربع علينا وقنفذ


    ولكن أطاعا أمر تلك القبائل

    أطاعا أبيا ، وابن عبد يغثهم


    ولم يرقبا فينا مقالة قائل

    كما قد لقينا من سبيع ونوفل


    وكل تولى معرضا لم يجامل

    فإن يلفيا ، أو يمكن الله منهما


    نكل لهما صاعا بصاع المكايل

    وذاك أبو عمرو أبى غير بغضنا


    ليظعننا في أهل شاء وجامل

    يناجي بنا في كل ممسى ومصبح


    فناج أبا عمر بنا ثم خاتل

    ويؤلي لنا بالله ما إن يغشنا


    بلى قد تراه جهرة غير حائل

    أضاق عليه بغضنا كل تلعة


    من الأرض بين أخشب فمجادل </SPAN>
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:14 pm

    وقوله نبدي محمدا أي نسلبه ونغلب عليه .
    وقوله نهوض الروايا . هي الإبل تحمل الماء واحدتها : راوية والأسقية أيضا يقال لها : روايا ، وأصل هذا الجمع رواوي ثم يصير في القياس روائي مثل حوائل جمع : حول ولكنهم قلبوا الكسرة فتحة بعدما قدموا الياء قبلها ، وصار وزنه فوالع وإنما قلبوه كراهية اجتماع واوين واو فواعل الواو التي هي عين الفعل ووجه آخر وهو أن الواو الثانية قياسها أن تنقلب همزة في الجمع لوقوع الألف بين واوين فلما انقلبت همزة قلبوها ياء كما فعلوا في خطايا وبابه مما الهمزة فيه معترضة في الجمع والصلاصل . المزادات لها صلصلة بالماء . وفيها قوله غير ذرب مواكل . وهو مخفف من ذرب والذرب اللسان الفاحش المنطق والمواكل الذي لا جد عنده فهو يكل أموره إلى غيره .
    وفيها قوله ثمال اليتامى ، أي يثملهم ويقوم بهم يقال هو ثمال مال أي يقوم به . وفيها قوله
    ليظعننا في أهل شاء وجامل
    الشاء والشوي : اسم للجمع مثل الباقر والبقير ولا واحد لشاء والشوي من لفظه وإذا قالوا في الواحد شاة فليس من هذا ; لأن لام الفعل في شاة هاء بدليل قولهم في التصغير شويهة وفي الجمع شياه والجامل اسم جمع بمنزلة الباقر .
    وقوله وكنتم زمانا حطب قدر حطب اسم للجمع مثل ركب وليس بجمع لأنك تقول في تصغيره حطيب وركيب .
    وقوله حطاب أقدر هو جمع حاطب فلا يصغر إلا أن ترده إلى الواحد فتقول حويطبون ومعنى البيت أي كنتم متفقين لا تحطبون إلا لقدر واحدة فأنتم الآن بخلاف ذلك . وفيها قوله
    من الأرض بين أخشب فمجادل
    أراد الأخاشب ، وهي جبال مكة ، وجاء به على أخشب لأنه في معنى أجبل مع أن الاسم قد يجمع على حذف الزوائد كما يصغرونه كذلك والمجادل جمع مجدل وهو القصر كأنه يريد ما بين جبال مكة ، فقصور الشام أو العراق ، والفاء من قوله فمجادل تعطي الاتصال بخلاف الواو كقوله بين الدخول فحومل وتقول مطرنا بين مكة فالمدينة إذا اتصل المطر من هذا إلى هذه ولو كانت الواو لم تعط هذا المعنى .




    وسائل أبا الوليد ماذا حبوتنا


    بسعيك فينا معرضا كالمخاتل

    وكنت امرئ ممن يعاش برأيه


    ورحمته فينا ولست بجاهل

    فعتبة لا تسمع بنا قول كاشح


    حسود كذوب مبغض ذي دغاول

    ومر أبو سفيان عني معرضا


    كما مر قيل من عظام المقاول

    يفر إلى نجد وبرد مياهه


    ويزعم أني لست عنكم بغافل

    ويخبرنا فعل المناصح أنه


    شفيق ويخفي عارمات الدواخل

    أمطعم لم أخذلك في يوم بحدة


    ولا معظم عند الأمور الجلائل

    ولا يوم خصم إذ أتوك ألدة


    أولي جدل من الخصوم المساجل

    أمطعم إن القوم ساموك خطة


    وإني متى أوكل فلست بوائل </SPAN>
    وقوله


    يروى بالجيم وبالحاء فمن رواه بالجيم فهو من المساجلة في القول وأصله في استقاء الماء بالسجل وصبه فكأنه جمع مساجل على تقدير حذف الألف الزائدة من مفاعل أو جمع مسجل بكسر الميم وهو من نعت الخصوم ومن رواه المساحل بالحاء فهو جمع مسحل وهو اللسان وليس بصفة للخصوم إنما هو مخفوض بالإضافة أي خصماء الألسنة وقال ابن أحمر


    أي لسانه وهو أيضا من السحل وهو الصب ، ومنه حديث أيوب حين فرج عنه فجاءت سحابة فسحلت في بيدره ذهبا ، وجاءت أخرى فسحلت في البيدر الآخر فضة .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:20 pm


    جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا


    عقوبة شر عاجلا غير آجل

    بميزان قسط لا يخس شعيرة


    له شاهد من نفسه غير عائل

    لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا


    بني خلف قيضا بنا والغياطل

    ونحن الصميم من ذؤابة هاشم


    وآل قصي في الخطوب الأوائل

    وسهم ومخزوم تمالوا وألبوا


    علينا العدا من كل طمل وخامل

    فعبد مناف أنتم خير قومكم


    فلا تشركوا في أمركم كل واغل

    لعمري لقد وهنتم وعجزتم


    وجئتم بأمر مخطئ للمفاصل

    وكنتم حديثا حطب قدر وأنتم


    ألان حطاب أقدر ومراجل

    ليهنئ بني عبد مناف عقوقنا


    وخذلاننا ، وتركنا في المعاقل

    فإن نك قوما نتئر ما صنعتم


    وتحتلبوها لقحة غير باهل

    وسائط كانت في لؤي بن غالب


    نفاهم إلينا كل صقر حلاحل

    ورهط نفيل شر من وطئ الحصى


    وألام حاف من معد وناعل

    فأبلغ قصيا أن سينشر أمرنا


    وبشر قصيا بعدنا بالتخاذل

    ولو طرقت ليلا قصيا عظيمة


    إذا ما لجأنا دونهم في المداخل

    ولو صدقوا ضربا خلال بيوتهم


    لكنا أسى عند النساء المطافل
    فصل وفيها :



    لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا


    بني خلف قيضا بنا والغياطل
    قيضا أي معاوضة ومنه قول النبي عليه السلام لذي الجوشن إن شئت قايضتك به المختار من دروع بدر فقال ما كنت لأقيضه اليوم اليوم بشيء يعني : فرسا له يقال له ابن القرحاء . وقال أبو الشيص



    لا تنكري صدي ولا إعراضي


    ليس المقل عن الزمان براض

    بدلت من برد الشباب ملاءة


    خلقا ، وبئس مثوبة المقتاض
    والغياطل : بنو سهم ، لأن أمهم الغيطلة وقد تقدم نسبها ، وقيل إن بني سهم سموا بالغياطل لأن رجلا منهم قتل جانا طاف بالبيت سبعا ، ثم خرج من المسجد فقتله فأظلمت مكة ، حتى فزعوا من شدة الظلمة التي أصابتهم والغيطلة الظلمة الشديدة والغيطلة أيضا : الشجر الملتف ، والغيطلة اختلاط الأصوات والغيطلة البقرة الوحشية والغيطلة غلبة النعاس وقوله يخس شعيرة أي ينقص والخسيس الناقص من كل شيء ويروى في غير السيرة يحص بالصاد والحاء مهملة من حص الشعر إذا أذهبه .
    وقوله من كل طمل وخامل الطمل اللص ، كذا وجدته في كتاب أبي بحر وفي العين الطمل الرجل الفاحش والطمل والطملال الفقير والطمل الذئب . وقوله لقحة غير باهل الباهل الناقة التي لا صرار على أخلافها ، فهي مباحة الحلب يقال ناقة مصرورة إذا كان على خلفها صرار يمنع الفصيل من أن يرضع وليست المصراة من هذا المعنى ، إنما هي التي جمع لبنها في ضرعها ، فهو من الماء الصرى ، وقد غلط أبو علي في البارع فجعل المصراة بمعنى المصرورة وله وجه بعيد وذلك أن يختبئ له بقلب إحدى الراءين ياء مثل قصيت أظفاري ، غير أنه بعيد في المعنى ، وقالت امرأة المغيرة تعاتب زوجها ، وتذكر أنها جاءته كالناقة الباهلة التي لا صرار على أخلافها : أطعمتك مأدومي وأبثثتك مكتومي ، وجئتك باهلا غير ذات صرار ، وفي الحديث لا تورد الإبل بهلا [ أو بهلا ] ، فإن الشياطين ترضعها ، أي لا أصرة عليها .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:24 pm


    فكل صديق وابن أخت نعده


    لعمري - وجدنا غبه غير طائل

    سوى أن رهطا من كلاب بن مرة


    براء إلينا من معقة خاذل

    وهنا لهم حتى تبدد جمعهم


    ويحسر عنا كل باغ وجاهل

    وكان لنا حوض السقاية فيهم


    ونحن الكدى من غالب والكواهل

    شباب من المطيبين وهاشم


    كبيض السيوف بين أيدي الصياقل

    فما أدركوا ذحلا ولا سفكوا دما


    ولا حالفوا إلا شر القبائل

    بضرب ترى الفتيان فيه


    كأنهم ضواري أسود فوق لحم خرادل

    بني أمة محبوبة هندكية


    بني جمح عبيد قيس بن عاقل

    ولكننا نسل كرام لسادة


    بهم نعي الأقوام عند البواطل

    ونعم ابن أخت القوم غير مكذب


    زهير حساما مفردا من حمائل

    أشم من الشم البهاليل ينتمي


    إلى حسب في حومة المجد فاضل

    لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد


    وإخوته دأب المحب المواصل

    فلا زال في الدنيا جمالا لأهلها


    وزينا لمن والاه رب المشاكل

    فمن مثله في الناس أي مؤمل


    إذا قاسه الحكام عند التفاضل

    حليم رشيد عادل غير طائش


    يوالي إلها ليس عنه بغافل

    فوالله لولا أن أجيء بسبة


    تجر على أشياخنا في المحافل

    لكنا اتبعناه على كل حالة


    من الدهر جدا غير قول التهازل

    لقد علموا أن ابننا لا مكذب


    لدينا ، ولا يعنى بقول الأباطل

    فأصبح فينا أحمد في أرومة


    تقصر عنه سورة المتطاول

    حدبت بنفسي دونه وحميته


    ودافعت عنه بالذرا والكلاكل

    فأيده رب العباد بنصره


    وأظهر دينا حقه غير باطل

    رجال كرام غير ميل نماهم


    إلى الخير آباء كرام المحاصل

    فإن تك كعب من لؤي صقيبة


    فلا بد يوما مرة من تزايل </SPAN>
    قال ابن هشام : هذا ما صح لي من هذه القصيدة وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها
    وفيها قوله


    يقال قوم براء [ بالضم ] وبراء بالفتح وبراء بالكسر فأما براء بالكسر فجمع بريء مثل كريم وكرام وأما براء فمصدر مثل سلام والهمزة فيه وفي الذي قبله لام الفعل ويقال رجل براء ورجلان براء وإذا كسرتها أو ضممتها لم يجز إلا في الجمع وأما براء بضم الباء فالأصل فيه برآء مثل كرماء فاستثقلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الأولى ، وكان وزنه فعلاء فلما حذفوا التي هي لام الفعل صار وزنه فعاء وانصرف لأنه أشبه فعالا ، والنسب إليه إذا سميت به براوي ، والنسب إلى الآخرين برائي وبرائي ، وزعم بعضهم إلى أن براء بضم أوله من الجمع الذي جاء على فعال وهي ثمانية ألفاظ فرير وفرار وعرن وعران ولم يصنع شيئا ، وقال النحاس براء بضم الباء .
    قال ابن هشام : وحدثني من أثق به قال مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 أقحط أهل المدينة ، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكوا ذلك إليه فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فاستسقى ، فما لبث أن جاء من المطر ما أتاه أهل الضواحي يشكون منه الغرق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حوالينا ولا علينا ، فانجاب السحاب عن المدينة ، فصار حواليها كالإكليل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . لو أدرك أبو طالب هذا اليوم لسره فقال له بعض أصحابه كأنك يا رسول الله أردت قوله



    وأبيض يستسقى الغمام بوجهه


    ثمال اليتامى عصمة للأرامل
    قال أجل </SPAN>مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1
    قال ابن هشام : وقوله " وشبرقه " عن غير ابن إسحاق .
    قال ابن إسحاق : والغياطل : من بني سهم بن عمرو بن هصيص ، وأبو سفيان بن حرب بن أمية . ومطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف . وزهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وأمه عاتكة بنت عبد المطلب . قال ابن إسحاق : وأسيد وبكره عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي . وعثمان بن عبيد الله : أخو طلحة بن عبيد الله التيمي . وقنفذ بن عمير بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة . وأبو الوليد عتبة بن ربيعة . وأبي : الأخنس بن شريق الثقفي ، حليف بني زهرة بن كلاب .
    قال ابن هشام : وإنما سمي الأخنس لأنه خنس بالقوم يوم بدر وإنما اسمه أبي ، وهو من بني علاج وهو علاج بن أبي سلمة بن عوف بن عقبة . والأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب . وسبيع بن خالد ، أبو بلحارث بن فهر . ونوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، وهو ابن العدوية . وكان من شياطين قريش ، وهو الذي قرن بين أبي بكر الصديق وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما في حبل حين أسلما ، فبذلك كانا يسميان القرينين فقتله علي بن أبي طالب عليه السلام يوم بدر . وأبو عمرو : قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف " وقوم علينا أظنة " : بنو بكر بن عبد مناة بنت كنانة فهؤلاء الذين عدد أبو طالب في شعره من العرب .

    ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ينتشر

    فلما انتشر أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العرب ، وبلغ البلدان ذكر بالمدينة ولم يكن حي من العرب أعلم بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر وقبل أن يذكر من هذا الحي من الأوس والخزرج ، وذلك لما كانوا يسمعون من أحبار اليهود ، وكانوا لهم حلفاء ومعهم في بلادهم . فلما وقع ذكره بالمدينة وتحدثوا بما بين قريش فيه من الاختلاف . قال أبو قيس بن الأسلت أخو بني واقف .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:30 pm

    الاستسقاء
    فصل وذكر حديث استسقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ، وهو حديث مروي من طرق كثيرة وبألفاظ مختلفة .
    وقوله حتى أتاه أهل الضواحي يشكون الغرق . الضواحي : جمع ضاحية وهي الأرض البراز التي ليس فيها ما يكن من المطر ولا منجاة من السيول وقيل ضاحية كل بلد خارجه . وقوله عليه السلام مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 اللهم حوالينا ، ولا علينا مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 كقوله في حديث آخر مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 اللهم منابت الشجر وبطون الأودية وظهور الآكام مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 فلم يقل اللهم ارفعه عنا - هو من حسن الأدب في الدعاء لأنها رحمة الله ونعمته المطلوبة منه فكيف يطلب منه رفع نعمته وكشف رحمته وإنما يسأل سبحانه كشف البلاء والمزيد من النعماء ففيه تعليم كيفية الاستسقاء . وقال اللهم منابت الشجر ولم يقل اصرفها إلى منابت الشجر لأن الرب تعالى أعلم بوجه اللطف وطريق المصلحة كان ذلك بمطر أو بندى أو طل أو كيف شاء وكذلك بطون الأودية والقدر الذي يحتاج إليه من مائها .
    فصل فإن قيل كيف قال أبو طالب


    ولم يره قط استسقى ، وإنما كانت استسقاءاته عليه السلام بالمدينة في سفر وحضر وفيها شوهد ما كان من سرعة إجابة الله له .
    فالجواب أن أبا طالب قد شاهد من ذلك أيضا في حياة عبد المطلب ما دله على ما قال روى أبو سلمان حمد بن محمد بن إبراهيم [ بن الخطاب الخطابي ] البستي النيسابوري ، أن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم قالت تتابعت على قريش سنو جدب قد أقحلت الظلف وأرقت العظم فبينا أنا راقدة اللهم أو مهدمة ومعي صنوى إذ أنا بهاتف صيت يصرخ بصوت صحل يقول يا معشر قريش إن هذا النبي المبعوث معكم هذا إبان نجومه فحي هلا بالحيا والخصب ألا فانظروا منكم رجلا طوالا عظاما أبيض فظا ، أشم العرنين له فخر يكظم عليه . ألا فليخلص هو وولده وليدلف إليه من كل بطن رجل ألا فليشنوا من الماء وليمسوا من الطيب وليطوفوا بالبيت سبعا ، ألا وفيهم الطيب الطاهر لذاته ألا فليدع الرجل وليؤمن القوم ألا فغثتم أبدا ما عشتم . قالت فأصبحت مذعورة قد قف جلدي ، ووله عقلي ، فاقتصصت رؤياي فوالحرمة والحرم إن بقي أبطحي إلا قال هذا شيبة الحمد وتتامت عنده قريش ، وانفض إليه الناس من كل بطن رجل فشنوا ومسوا واستلموا واطوفوا ، ثم ارتقوا أبا قبيس وطفق القوم يدفون حوله ما إن يدرك سعيهم مهلة حتى قروا بذروة الجبل واستكفوا جنابيه فقام عبد المطلب ، فاعتضد ابن ابنه محمدا - صلى الله عليه وسلم - فرفعه على عاتقه وهو يومئذ غلام قد أيفع أو قد كرب ثم قال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم غير معلم ومسئول غير مبخل وهذه عبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم فاسمعن اللهم وأمطرن علينا غيثا مريعا مغدقا ، فما راموا والبيت حتى انفجرت السماء بمائها ، وكظ الوادي بثجيجه . رواه أبو سليمان عن ابن الأعرابي . قال حدثنا محمد بن علي بن البختري ، نا يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، نا عبد العزيز بن عمران عن ابن حويصة قال يحدث مخرمة بن نفيل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي .
    وذكر الحديث ورواه بإسناد آخر إلى رقيقة وفيه ألا فانظروا منكم رجلا وسيطا عظاما جساما أوطف الأهداب وأن عبد المطلب قام ومعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أيفع أو كرب وذكر القصة .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:37 pm

    أبو قيس بن الأسلت ونسبه وشعره في الرسول " صلى الله عليه وسلم "

    قال ابن هشام : نسب ابن إسحاق أبا قيس هذا ههنا إلى بني واقف ونسبه في حديث الفيل إلى خطمة لأن العرب قد تنسب الرجل إلى أخي جده الذي هو أشهر معه .
    قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة أن الحكم بن عمرو الغفاري من ولد نعيلة أخي غفار ، وهو غفار بن مليل ونعيلة بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة وقد قالوا : عتبة بن غزوان السلمي وهو من ولد مازن بن منصور وسليم بن منصور .
    قال ابن هشام : فأبو قيس بن الأسلت من بني وائل ووائل وواقف وخطمة إخوة من الأوس .
    قال ابن إسحاق : فقال أبو قيس بن الأسلت - وكان يحب قريشا ، وكان لهم صهرا ، كانت عنده أرنب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي ، وكان يقيم عندهم السنين بامرأته - قصيدة يعظم فيها الحرمة وينهى قريشا فيها عن الحرب ويأمرهم بالكف بعضهم عن بعض ويذكر فضلهم وأحلامهم ويأمرهم بالكف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذكرهم بلاء الله عندهم ودفعه عنهم الفيل وكيده عنهم فقال



    يا راكبا إما عرضت فبلغن


    مغلغلة عني لؤي بن غالب

    رسول امرئ قد راعه ذات بينكم


    على النأي محزون بذلك ناصب

    وقد كان عندي للهموم معرس


    فلم أقض منها حاجتي ومآربي

    نبيتكم شرجين كل قبيلة


    لها أزمل من بين مذك وحاطب

    أعيذكم بالله من شر صنعكم


    وشر تباغيكم ودس العقارب

    وإظهار أخلاق ونجوى سقيمة


    كوخز الأشافي وقعها حق صائب

    فذكرهم بالله أول وهلة


    وإحلال أحرام الظباء الشوازب

    وقل لهم والله يحكم حكمه


    ذروا الحرب تذهب عنكم في المراحب

    متى تبعثوها ، تبعثوها ذميمة


    هي الغول للأقصين أو للأقارب

    تقطع أرحاما ، وتهلك أمة


    وتبري السديف من سنام وغارب

    وتستبدلوا بالأتحمية بعدها


    شليلا وأصداء ثياب المحارب

    وبالمسك والكافور غبرا سوابغا


    كأن قتيريها عيون الجنادب

    فإياكم والحرب لا تعلقنكم


    وحوضا وخيم الماء مر المشارب

    تزين للأقوام ثم يرونها


    بعاقبة إذ بينت أم صاحب

    تحرق لا تشوي ضعيفا ، وتنتحي


    ذوي العز منكم بالحتوف الصوائب

    ألم تعلموا ما كان في حرب داحس


    فتعتبروا أو كان في حرب حاطب

    وكم قد أصابت من شريف مسود


    طويل العماد ضيفه غير خائب

    عظيم رماد النار يحمد أمره


    وذي شيمة محض كريم المضارب

    وماء هريق في الضلال كأنما


    أذاعت به ريح الصبا والجنائب

    يخبركم عنها امرؤ حق عالم


    بأيامها والعلم علم التجارب

    فبيعوا الحراب ملمحارب واذكروا


    حسابكم والله خير محاسب

    ولي امرئ فاختار دينا ، فلا يكن


    عليكم رقيبا غير رب الثواقب

    أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم


    لنا غاية قد يهتدى بالذوائب

    وأنتم لهذا الناس نور وعصمة


    تؤمون والأحلام غير عوازب

    وأنتم - إذا ما حصل الناس - جوهر


    لكم سرة البطحاء شم الأرانب

    تصونون أجسادا كراما عتيقة


    مهذبة الأنساب غير أشائب

    يرى طالب الحاجات نحو بيوتكم


    عصائب هلكى تهتدي بعصائب

    لقد علم الأقوام أن سراتكم


    على كل حال خير أهل الجباجب

    وأفضله رأيا ، وأعلاه سنة


    وأقوله للحق وسط المواكب

    فقوموا ، فصلوا ربكم وتمسحوا


    بأركان هذا البيت بين الأخاشب

    فعندكم منه بلاء ومصدق


    غداة أبى يكسوم هادي الكتائب

    كتيبته بالسهل تمسي ، ورجله


    على القاذفات في رءوس المناقب

    فلما أتاكم نصر ذي العرش ردهم


    جنود المليك بين ساف وحاصب

    فولوا سراعا هاربين ولم يؤب


    إلى أهله م الحبش غير عصائب

    فإن تهلكوا ، نهلك وتهلك مواسم


    يعاش بها ، قول امرئ غير كاذب </SPAN>
    قال ابن هشام : أنشدني بيته " وماء هريق " ، وبيته " فبيعوا الحراب " ، وقوله " ولي امرئ فاختار " ، وقوله















    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:41 pm

    ابن الأسلت وقصيدته
    فصل وذكر ابن هشام كل من سماه أبو طالب في قصيدته أو أشار إليه وعرف بهم تعريفا مستغنيا عن الزيد . وذكر قصيدة أبي قيسصيفي بن الأسلت واسم الأسلت عامر والأسلت هو الشديد الفطس يقال سلت الله أنفه ومن السلت حديثمناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 بشر بن عاصم حين أراد عمر أن يستعمله فلما كتب له عهده أبى أن يقبله وقال لا حاجة لي به . إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة فيقفون على جسر جهنم فمن كان مطاوعا لله تناوله بيمينه حتى ينجيه ومن كان عاصيا لله انخرق به الجسر إلى واد من نار تلتهب التهابا ، قال فأرسل عمر إلى أبي ذر وإلى سلمان فقال لأبي ذر أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال نعم والله وبعد الوادي واد آخر من نار . قال وسأل سلمان فكره أن يخبره بشيء فقال عمر من يأخذها بما فيها ؟ فقال أبو ذر من سلت الله أنفه وعينيه وأضرع خده إلى الأرضمناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 ذكره ابن أبي شيبة .
    وأول القصيدة


    البيت . المغلغلة الداخلة إلى أقصى ما يراد بلوغه منها ، ومنه تغلغل في البلاد إذا بالغ في الدخول فيها ، وأصله تغلل ومغللة ولكن قلبوا إحدى اللامين غينا ، كما فعلوا في كثير من المضاعف وأصله من الغلل والغلالة فأما الغلل فماء يستره النبات والشجر وأما الغلالة فساترة لما تحتها .
    وفيها . نبيتكم شرجين . أي فريقين مختلفين ونبئتكم لفظ مشكل وفي حاشية الشيخ نبيتكم شرجين وهو بين في المعنى ، وفيه زحاف خرم ولكن لا يعاب المعنى بذلك وأما لفظ التبيت في هذا البيت فبعيد من معناه والأزمل الصوت والمذكي : الذي يوقد النار والحاطب الذي يحطب لها ، ضرب هذا مثلا لنار الحرب كما قال الآخر



    أرى خلل الرماد وميض جمر


    ويوشك أن يكون لها ضرام

    فإن النار بالعودين تذكى


    وإن الحرب أولها الكلام</SPAN>
    وقوله وهي الغول للأدنى ، أي هي الهلاك يقال الغضب غول الحلم أي يهلكه والغول بفتح الغين وجع البطن قاله البخاري في تفسير قولهمناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 لا فيها غول مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 وقوله وإحلال أحرام الظباء الشوازب . أي إن بلدكم بلد حرام تأمن فيه الظباء الشوازب التي تأتيه من بعد لتأمن فيه فهي شاربة أي ضامرة من بعد المسافة وإذا لم تحلوا بالظباء فيه فأحرى ألا تحلوا بدمائكم وإحرام الظباء كونها في الحرم ، يقال لمن دخل في الشهر الحرام أو في البلد الحرام : محرم . والأتحمية ثياب رقاق تصنع باليمن والشليل درع قصيرة والأصداء جمع صدأ الحديد والقتير حلق الدرع شبهها بعيون الجراد وأخذ هذا المعنى التنوخي فقال



    كأثواب الأراقم مزقتها


    فخاطتها بأعينها الجراد</SPAN>
    وقوله في وصف الحرب



    تزين للأقوام ثم يرونها


    بعاقبة إذ بيتت أم صاحب</SPAN>



    الحرب أول ما تكون فتية


    تسعى ببزتها لكل جهول

    حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها


    ولت عجوزا غير ذات خليل

    شمطاء جزت رأسها ، فتنكرت


    مكروهة للشم والتقبيل</SPAN>
    فقوله أم صاحب أي عجوزا كأم صاحب لك ، إذ لا يصحب الرجل إلا رجل في سنه وفي جامع البخاري : كانوا إذا وقعت الحرب يأمرون بحفظ هذه الأبيات يعني : أبيات عمرو المتقدمة .
    وقوله


    يذكر معنى داحس إذا ذكره ابن إسحاق بعد هذه القصيدة إن شاء الله تعالى .
    وقوله فيها : ولي امرئ فاختار دينا فإنما . أي هو ولي امرئ اختار دينا ، والفاء زائدة على أصل أبي الحسن قال في قولهم زيدا فاضرب الفاء معلقة أي زائدة ومن لا يقول بهذا القول يجعل الفاء عاطفة على فعل مضمر كأنه قال ولي امرئ تدين فاختار دينا ، أو نحو هذا ، وقد تقدم شرح باقي القصيدة في آخر قصة الحبشة .
    وقال فيها : كريم المضارب وفي حاشية كتاب الشيخ لعله الضرائب يريد جمع ضريبة ولا يبعد أيضا أن يكون قال المضارب . يريد أن مضارب سيوفه غير مذمومة ولا راجعة عليه إلا بالثناء والحمد والوصف بالمكارم .
    وفيها قوله وماء هريق في الضلال . ويروى : في الصلال جمع صلة وهي الأرض التي لا تمسك الماء أي رب ماء هريق في الضلال من أجل السراب لأنه لا يهريق ماء من أجل السراب إلا ضال غير مميز بمواضع الماء وأذاعت به أي بددته فلم ينتفع به وهذا مثل ضربه للنظر في عواقب الأمور ويروى : وما أهريق في أمر ومعناه والذي أهريق في أمر الضلال فوصل ألف القطع ضرورة ويقال أريق الماء وأهريق بالجمع بين الهمزة والهاء وهي أقلها ، ولتعليلها موضع غير هذا .
    وقوله فيها : بين ساف وحاصب السافي : الذي يرمي بالتراب والحاصب الذي يقذف بالحصباء .
    وفيها ذكر الجباجب ، وهي منازل منى . كذا قال ابن إسحاق ، وقال البرقي : هي حفر بمنى ، يجمع فيها دم البدن والهدايا ، والعرب تعظمها وتفخر بها ، وقيل الجباجب : الكروش . يقال للكرش جبجبة بفتح الجيم والذي تقدم واحده جبجبة بالضم .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:46 pm

    قال ابن هشام : وأما قوله ألم تعلموا ما كان في حرب داحس فحدثني أبو عبيدة النحوي : أن داحسا فرس كان لقيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان ، أجراه مع فرس لحذيفة بن بدر بن عمرو بن زيد بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ، يقال لها : الغبراء . فدس حذيفة قوما وأمرهم أن يضربوا وجه داحس إن رأوه قد جاء سابقا ، فجاء داحس سابقا ، فضربوا وجهه وجاءت الغبراء . فلما جاء فارس داحس أخبر قيسا الخبر ، فوثب أخوه مالك بن زهير فلطم وجه الغبراء فقام حمل بن بدر ، فلطم مالكا . ثم إن أبا الجنيدب العبسي لقي عوف بن حذيفة فقتله ثم لقي رجل من بني فزارة مالكا فقتله فقال حمل بن بدر أخو حذيفة بن بدر



    قتلنا بعوف مالكا وهو ثأرنا


    فإن تطلبوا منا سوى الحق تندموا </SPAN>
    وهذا البيت في أبيات له . وقال الربيع بن زياد العبسي :



    أفبعد مقتل مالك بن زهير


    ترجو النساء عواقب الأطهار </SPAN>
    وهذا البيت في قصيدة له . فوقعت الحرب بين عبس وفزارة فقتل حذيفة بن بدر وأخوه حمل بن بدر ، فقال قيس بن زهير بن جذيمة يرثي حذيفة وجزع عليه



    كم فارس يدعى وليس بفارس


    وعلى الهباءة فارس ذو مصدق

    فابكوا حذيفة لن ترثوا مثله


    حتى تبيد قبائل لم تخلق </SPAN>
    وهذان البيتان في أبيات له . وقال قيس بن زهير :



    على أن الفتى حمل بن بدر


    بغى ، والظلم مرتعه وخيم </SPAN>
    وهذا البيت في أبيات له وقال الحارث بن زهير أخو قيس بن زهير :



    تركت على الهباءة غير فخر


    حذيفة عنده قصد العوالي </SPAN>
    وهذا البيت في أبيات له قال ابن هشام : ويقال أرسل قيس داحسا والغبراء وأرسل حذيفة الخطار والحنفاء والأول أصح الحديثين . وهو حديث طويل منعني من استقصائه قطعه حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    فصل وذكر حديث حرب داحس مختصرا ، وداحس اسم فرس كان لقيس بن أبي زهير ومعنى داحس مدحوس كما قيل ماء دافق أي مدفوق والدحس إدخال اليد بقوة في ضيق كما روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بغلام يسلخ شاة فأمره أن ينتحي ليريه ثم دحس عليه السلام بيده بين الجلد واللحم حتى بلغ الإبط ثم صلى ، ولم يتوضأ . فداحس سمي بهذا الاسم لأن أمه كانت لرجل من بني تميم ثم من بني يربوع اسمه قرواش بن عوف وكان اسم الفرس : جلوى ، وكان ذو العقال فرسا عتيقا لحوط بن جابر فخرجت به فتاتان له لتسقياه فبصر بجلوى ، فأدلى حين رآها ، فضحك غلمة كانوا هنالك فاستحيت الفتاتان ونكستا رأسيهما ، فأفلت ذو العقال حتى نزا على جلوى ، وقيل ذلك لحوط فأقبل مغضبا ، وهو يسعى حتى ضرب بيده في التراب ثم دحسها في رحم الفرس ، فسطا عليها ، فأخرج ماء الفحل معها ، واشتملت الرحم على بقية الماء وحملت بمهر فسموه داحسا ، وأظهر ما فيه أن يكون مثل لابن وتامر وأن لا يكون فاعلا بمعنى مفعول فهو داحس بن ذي العقال بن أعوج الذي تنسب إليه الخيل الأعوجية في قول بعضهم وقد تقدم غير هذا القول - ابن سبل وكان لغني بن يعصر وفيه يقال



    إن الجواد بن الجواد بن سبل


    إن دايموا جاد وإن جاد وبل </SPAN>
    وفي ذي العقال يقول جرير



    تمسي جياد الخيل حول بيوتنا


    من آل أعوج أو لذي العقال </SPAN>
    وأنشد



    أفبعد مقتل مالك بن زهير


    ترجو النساء عواقب الأطهار </SPAN>
    وفيه إقواء وهو حذف نصف سبب من القسم الأول وقد تكلمنا على معنى الإقواء قبل وأما اختلاف القوافي فيسمى : اكتفاء وإقواء أيضا لأنه من الكفء فكأنه جعل الرفع كفئا للخفض فسوى بينهما ، وفيها قوله ترجو النساء عواقب الأطهار . كقول الأخطل



    قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم


    دون النساء ولو باتت بأطهار </SPAN>
    فيقال إن حرب داحس دامت أربعين سنة لم تحمل فيها أنثى ، لأنهم كانوا لا يقربون النساء ما داموا محاربين وذكر الأصبهاني أن حرب داحس كانت بعد يوم جبلة بأربعين سنة وقد تقدم يوم جبلة ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في تلك الأيام وقال لبيد



    وغنيت حرسا قبل مجرى داحس


    لو كان للنفس اللجوج خلود </SPAN>
    وكان لبيد في حرب جبلة ابن عشر سنين وقوله حرسا أي وقتا من الدهر ويروى سبتا والمعنى واحد وكان إجراء داحس والغبراء على ذات الإصاد موضع في بلاد فزارة وكان آخر أيام حرب داحس بقلهى من أرض قيس ، وهناك اصطلحت عبس ومنولة وهي أم بني فزارة شمخ وعدي ومازن فيقال لهذا الموضع قلهى ، وأما قلهي فموضع بالحجاز وفيه اعتزل سعد بن أبي وقاص حين قتل عثمان وأمر ألا يحدث بشيء من أخبار الناس وألا يسمع منها شيئا ، حتى يصطلحوا ، ويقال إن الحنفاء كانت فرس حذيفة وأنها أجريت مع الغبراء ذلك اليوم . قال الشاعر



    إذا كان غير الله للمرء عدة


    أتته الرزايا من وجوه الفوائد

    فقد جرت الحنفاء حتف حذيفة


    وكان يراها عدة للشدائد </SPAN>
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:49 pm

    قال ابن هشام : وأما قوله " حرب حاطب " . فيعني حاطب بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، كان قتل يهوديا جارا للخزرج فخرج إليه يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج - وهو الذي يقال له ابن فسحم وفسحم أمه وهي امرأة من القين بن جسر - ليلا في نفر من بني الحارث بن الخزرج فقتلوه فوقعت الحرب بين الأوس والخزرج فاقتتلوا قتالا شديدا ، فكان الظفر للخزرج على الأوس ، وقتل يومئذ سويد بن صامت بن خالد بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، قتله المجذر بن ذياد البلوي ، واسمه عبد الله حليف بني عوف بن الخزرج . فلما كان يوم أحد خرج المجذر بن ذياد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرج معه الحارث بن سويد بن صامت ، فوجد الحارث بن سويد غرة من المجذر فقتله بأبيه . وسأذكر حديثه في موضعه - إن شاء الله تعالى - ثم كانت بينهم حروب منعني من ذكرها واستقصاء هذا الحديث ما ذكرت في حديث حرب داحس .
    وأما حرب حاطب الذي ذكرها ، فهي حرب كانت على يد حاطب بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الأوس ، فنسبت إليه وكانت بين الأوس والخزرج .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:51 pm

    حكيم بن أمية ينهي قومه عن عداوة الرسول </A>
    قال ابن إسحاق : وقال حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي ، حليف بني أمية وقد أسلم ، يورع قومه عما أجمعوا عليه من عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيهم شريفا مطاعا :



    هل قائل قولا من الحق قاعد


    عليه وهل غضبان للرشد سامع

    وهل سيد ترجو العشيرة نفعه


    لأقصى الموالي والأقارب جامع

    تبرأت إلا وجه من يملك الصبا


    وأهجركم ما دام مدل ونازع

    وأسلم وجهي للإله ومنطقي


    ولو راعني من الصديق روائع </SPAN>

    ذكر ما لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه

    مفتريات قريش وإيذاؤهم للرسول صلى الله عليه وسلم
    قال ابن إسحاق : ثم إن قريشا اشتد أمرهم للشقاء الذي أصابهم في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أسلم معه منهم فأغروا برسول الله صلى الله عليه وسلم سفهاءهم فكذبوه وآذوه ورموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون ورسول الله صلى الله عليه وسلم مظهر لأمر الله لا يستخفى به مباد لهم بما يكرهون من عيب دينهم واعتزال أوثانهم وفراقه إياهم على كفرهم . قال ابن إسحاق : فحدثني يحيى بن عروة بن الزبير ، عن أبيه عروة بن الزبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال قلت له مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 ما أكثر ما رأيت قريشا أصابوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما كانوا يظهرون من عداوته ؟ قال حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر ، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط : سفه أحلامنا ، وشتم آباءنا ، وعاب ديننا ، وفرق جماعتنا ، وسب آلهتنا ، لقد صبرنا منه على أمر عظيم أو كما قالوا ، فبينا هم في ذلك إذ طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل يمشي حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفا بالبيت فلما مر بهم غمزوه ببعض القول قال فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ثم مضى ، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها ، فعرفت ذلك في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ، فوقف ثم قال أتسمعون يا معشر قريش ؟ أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح . مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 قال فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع حتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول حتى إنه ليقول انصرف يا أبا القاسم فوالله ما كنت جهولا . قال فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه . فبينما هم في ذلك طلع عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون أنت الذي تقول كذا وكذا ، لما كان يقول من عيب آلهتهم ودينهم ؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 نعم أنا الذي أقول ذلك مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 قال فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه . قال فقام أبو بكر رضي الله عنه دونه وهو يبكي ويقول أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟ ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا نالوا منه قط . قال ابن إسحاق : وحدثني بعض آل أم كلثوم ابنة أبي بكر أنها قالت رجع أبو بكر يومئذ وقد صدعوا فرق رأسه مما جبذوه بلحيته وكان رجلا كثير الشعر .
    قال ابن هشام : حدثني بعض أهل العلم إن أشد ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش أنه خرج يوما فلم يلقه أحد من الناس إلا عذبه وآذاه لا حر ولا عبد فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله فتدثر من شدة ما أصابه فأنزل الله تعالى عليه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 يا أيها المدثر قم فأنذر مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ المدثر 1 - 2 ] .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الأحد أغسطس 09, 2009 6:54 pm


    • ما لقي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من قومه
    فصل فيما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه ذكر ابن إسحاق والواقدي والتيمي ، وابن عقبة وغيرهم في هذا الباب أمورا كثيرة تتقارب ألفاظها ومعانيها ، وبعضهم يزيد على بعض فمنها حثو سفهائهم التراب على رأسه ومنها أنهم كانوا ينضدون الفرث والأفحاث والدماء على بابه ويطرحون رحم الشاة في برمته ومنها : بصق أمية بن خلف في وجهه ومنها : وطء عقبة بن أبي معيط على رقبته وهو ساجد عند الكعبة حتى كادت عيناه تبرزان ومنها أخذهم بمخثقه حين اجتمعوا له عند الحجر ، وقد ذكره ابن إسحاق ، وزاد غيره الخبر أنهم خنقوه خنقا شديدا وقام أبو بكر دونه فجبذوا رأسه ولحيته حتى سقط أكثر شعره وأما السب والهجو والتلقيب وتعذيب أصحابه وأحبائه وهو ينظر فقد ذكر من ذلك ابن إسحاق ما في الكتاب وقد قال أبو جهل لسمية أم عمار بن ياسر : ما آمنت بمحمد إلا لأنك عشقته لجماله ثم طعنها بالحربة في قبلها حتى قتلها ، والأخبار في هذا المعنى كثيرة . السبب في تلقيبه بالمدثر والنذير العريان
    وذكر ابن إسحاق قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " دثروني دثروني فأنزل الله تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 يا أيها المدثر قم فأنذر مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 قال بعض أهل العلم في تسميته إياه بالمدثر في هذا المقام ملاطفة وتأنيس ومن عادة العرب إذا قصدت الملاطفة أن تسمي المخاطب باسم مشتق من الحالة التي هو فيها ، كقوله عليه السلام لحذيفة قم يا نومان وقوله لعلي بن أبي طالب - وقد ترب جنبه قم أبا تراب فلو ناداه سبحانه وهو في تلك الحال من الكرب باسمه أو بالأمر المجرد من هذه الملاطفة لهاله ذلك ولكن لما بدئ
    بـ مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2
    يا أيها المدثر مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أنس وعلم أن ربه راض عنه ألا تراه كيف قال عندما لقي من أهل الطائف من شدة البلاء والكرب ما لقي رب إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي إلى آخر الدعاء فكان مطلوبه رضا ربه وبه كانت تهون عليه الشدائد . فإن قيل كيف ينتظم يا أيها المدثر مع قوله مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 قم فأنذر مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 وما الرابط بين المعنيين حتى يلتئما في قانون البلاغة ويتشاكلا في حكم الفصاحة ؟ قلنا : من صفته عليه السلام ما وصف به نفسه حين قال مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 أنا النذير العريان مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 وهو مثل معروف عند العرب ، يقال لمن أنذر بقرب العدو وبالغ في الإنذار وهو النذير العريان وذلك أن النذير الجاد يجرد ثوبه ويشير به إذا خاف أن يسبق العدو صوته وقد قيل إن أصل المثل لرجل من خثعم سلبه العدو ثوبه وقطعوا يده فانطلق إلى قومه نذيرا على تلك الحال فقوله عليه السلام مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 أنا النذير العريان مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 أي مثلي مثل ذلك والتدثر بالثياب مضاد للتعري ، فكان في قوله مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 يا أيها المدثر مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 مع قوله مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 قم فأنذر مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 والنذير الجاد يسمى : العريان تشاكل بين والتئام بديع وسماقة في المعنى ، وجزالة في اللفظ .
    تقديم المفعول على الفعل
    وقوله بعد هذا : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 وربك فكبر مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي ربك كبر لا غيره لا يكبر عليك شيء من أمر الخلق وفي تقديم المفعول على فعل الأمر إخلاص ومثله قوله مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 إياك نعبد وإياك نستعين مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي لا نعبد غيرك [ ولا نستعين إلا بك ] ، ولم يقل نعبدك ونستعينك ، وفي الحديث مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 إذا قال العبد مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 إياك نعبد وإياك نستعين مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 يقول الله تعالى : أخلص لي عبدي العبادة واستعانني عليها ، فهذه بيني وبين عبدي مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1
    فصل وذكر قول عتبة إن كان هذا رئي تراه . ولغة بني تميم رئي بكسر الراء وكذلك يقولون في كل فعيل عين الفعل معه همزة أو غيرها من حروف الحلق يكسرون أوله مثل رحيم وشهيد والرئي : فعيل بمعنى مفعول ولا يكون إلا من الجن ، ولا يكون فعيل بمعنى مفعول في غير الجن . إلا أن يؤثر فيه الفعل نحو جريح وقتيل وذبيح وطحين ولا يقال من الشكر شكير ولا ذكرته فهو ذكير ولا فيمن لطم لطيم إلا أن تغير منه اللطمة كما قالوا : لطيم الشيطان . قال ابن الزبير حين قتل عمرو بن سعيد الأشدق [ بن العاص ] : ألا إن أبا ذبان قتل لطيم الشيطان مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ الأنعام 29 ] . وقالوا من الحمد حميد ذهبوا به مذهب كريم وكذلك قالوا في الجن : رئي ، وإن كانت الرؤيا لا تؤثر في المرئي لأنهم ذهبوا به مذهب قرين ونجي .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الإثنين أغسطس 10, 2009 6:36 pm

    إسلام حمزة رضي الله عنه

    قال ابن إسحاق : حدثني رجل من أسلم ، كان واعية أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا فآذاه وشتمه ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف لأمره فلم يكلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومولاة لعبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة في مسكن لها تسمع ذلك ثم انصرف عنه فعمد إلى ناد من قريش عند الكعبة ، فجلس معهم فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أن أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له وكان صاحب قنص يرميه ويخرج له وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم وكان أعز فتى في قريش ، وأشد شكيمة فلما مر بالمولاة وقد رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته قالت له يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام وجده ههنا جالسا ، فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد صلى الله عليه وسلم . فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته فخرج يسعى ، ولم يقف على أحد ، معدا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها ، فشجه شجة منكرة ثم قال أتشتمه فأنا على دينه أقول ما يقول ؟ فرد ذلك علي إن استطعت . فقامت رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقال أبو جهل دعوا أبا عمارة فإني والله قد سببت ابن أخيه سبا قبيحا ، وتم حمزة رضي الله عنه على إسلامه وعلى ما تابع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه . فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز وامتنع وأن حمزة سيمنعه فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه .
    إسلام حمزة
    فصل وذكر إسلام حمزة وأمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة وأهيب عم آمنة بنت وهب تزوجها عبد المطلب ، وتزوج ابنه عبد الله آمنة في ساعة واحدة فولدت هالة لعبد المطلب حمزة . وولدت آمنة لعبد الله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أرضعتهما ثويبة كما تقدم وزاد غير ابن إسحاق في إسلام حمزة أنه قال لما احتملني الغضب وقلت : أنا على قوله أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي ، وبت من الشك في أمر عظيم لا أكتحل بنوم ثم أتيت الكعبة ، وتضرعت إلى الله سبحانه أن يشرح صدري للحق ويذهب عني الريب فما استتممت دعائي حتى زاح عني الباطل وامتلأ قلبي يقينا - أو كما قال - فغدوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما كان من أمري ، فدعا لي بأن يثبتني الله وقال حمزة بن عبد المطلب حين أسلم :



    حمدت الله حين هدى فؤادي


    إلى الإسلام والدين الحنيف

    الدين جاء من رب عزيز


    خبير بالعباد بهم لطيف

    إذا تليت رسائله علينا


    تحدر دمع ذي اللب الحصيف

    رسائل جاء أحمد من هداها


    بآيات مبينة الحروف

    وأحمد مصطفى فينا مطاع


    فلا تغشوه بالقول العنيف

    فلا والله نسلمه لقوم


    ولما نقض فيهم بالسيوف

    ونترك منهم قتلى بقاع


    عليها الطير كالورد العكوف

    وقد خبرت ما صنعت ثقيف


    به فجزى القبائل من ثقيف

    إله الناس شر جزاء قوم


    ولا أسقاهم صوب الخريف </SPAN>
    عتبة بن ربيعة يذهب إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) </A>
    قال ابن إسحاق : وحدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال حدثت أن عتبة بن ربيعة - وكان سيدا - قال يوما وهو جالس في نادي قريش ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد وحده يا معشر قريش ، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها ، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم حمزة ، ورأوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيدون ويكثرون فقالوا : بلى يا أبا الوليد قم إليه فكلمه فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا ابن أخي ، إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة والمكان في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها .
    قال فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 قل يا أبا الوليد أسمع مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 قال يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا ، جمعنا لك من أموالنا ، حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا ، حتى لا نقطع أمرا دونك ، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك ، طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه أو كما قال له حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع منه قال مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 أقد فرغت يا أبا الوليد " ؟ قال نعم قال " فاسمع مني " ، قال أفعل فقال بسم الله الرحمن الرحيم مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ فصلت 1 - 5 ] . ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها يقرؤها عليه فلما سمعها منه عتبة أنصت لها ، وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما ، يسمع منه ثم انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السجدة منها ، فسجد ثم قال قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت ، فأنت وذاك مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1
    فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلس إليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال ورائي أني قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة . يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي ، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم وإن يظهر على العرب ، فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به قالوا : سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه قال هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الإثنين أغسطس 10, 2009 6:38 pm

    بين النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وبين قريش

    قال ابن إسحاق : ثم إن الإسلام جعل يفشو بمكة في قبائل قريش في الرجال والنساء وقريش تحبس من قدرت على حبسه وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمين ثم إن أشراف قريش من كل قبيلة - كما حدثني بعض أهل العلم عن سعيد بن جبير ، وعن عكرمة مولى ابن عباس ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال اجتمع عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب ، والنضر بن الحارث ، أخو بني عبد الدار ، وأبو البختري بن هشام والأسود بن المطلب بن أسد ، وزمعة بن الأسود ، والوليد بن المغيرة ، وأبو جهل بن هشام - لعنه الله - وعبد الله بن أبي أمية ، والعاص بن وائل ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان ، وأمية بن خلف ، أو من اجتمع منهم .
    قال اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة ، ثم قال بعضهم لبعض ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه فبعثوا إليه إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك ، فأتهم فجاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريعا ، وهو يظن أن قد بدا لهم فيما كلمهم فيه بداء وكان عليهم حريصا يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم حتى جلس إليهم فقالوا له يا محمد إنا قد بعثنا إليك ; لنكلمك ، وإنا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك ، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة فما بقي أمر قبيح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك - أو كما قالوا له - فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا ، فنحن نسودك علينا ، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك - وكانوا يسمون التابع من الجن رئيا - فربما كان ذلك بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 ما بي ما تقولون ، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم . ولكن الله بعثني إليكم رسولا ، وأنزل علي كتابا ، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا ، فبلغتكم رسالات ربي ، ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكممناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - قالوا : يا محمد فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك ، فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدا ، ولا أقل ماء ولا أشد عيشا منا ، فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا ، وليبسط لنا بلادنا ، وليفجر لنا فيها أنهارا كأنهار الشاموالعراق ، وليبعث لنا من مضى من آبائنا ، وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب ، فإن كان شيخ صدق فنسألهم عما تقول أحق هو أم باطل فإن صدقوك ، وصنعت ما سألناك ، صدقناك ، وعرفنا به منزلتك من الله وأنه بعثك رسولا - كما تقول - فقال لهم صلوات الله وسلامه عليه
    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 ما بهذا بعثت إليكم إنما جئتكم من الله بما بعثني به وقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله تعالى ، حتى يحكم الله بيني وبينكممناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 قالوا : فإذا لم تفعل هذا لنا ، فخذ لنفسك ، سل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله فليجعل لك جنانا وقصورا وكنوزا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغي ، فإنك تقوم بالأسواق كما نقوم وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولا كما تزعم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 ما أنا بفاعل وما أنا بالذي يسأل ربه هذا ، وما بعثت إليكم بهذا ، ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرامناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 - أو كما قال -مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكممناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 قالوا : فأسقط السماء علينا كسفا كما زعمت أن ربك لو شاء فعل فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 ذلك إلى الله إن شاء أن يفعله بكم فعلمناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 قالوا : يا محمد أفما علم ربك أنا سنجلس معك ، ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب فيتقدم إليك فيعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا ، إذا لم نقبل منك ما جئتنا به إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبدا ، فقد أعذرنا إليك يا محمد وإنا والله لا نتركك وهي بنات الله .
    وقال قائلهم لن نؤمن لك حتى تأتينا بالله وبالملائكة قبيلا . فلما قالوا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو ابن عمته فهو لعاتكة بنت عبد المطلب - فقال له يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لأنفسهم أمورا ، ليعرفوا بها منزلتك من الله كما تقول ويصدقوك ويتبعوك فلم تفعل ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به فضلك عليهم ومنزلتك من الله فلم تفعل ثم سألوك أن تعجل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب فلم تفعل - أو كما قال له - فوالله لا أؤمن بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ، ثم ترقى فيه وأنا أنظر إليك حتى تأتيها ، ثم تأتي معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول . وأيم الله أن لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك ، ثم انصرف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله حزينا آسفا لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه ولما رأى من مباعدتهم إياه .
    طلب الآيات
    فصل
    وذكر ما سأله قومه من الآيات وإزالة الجبال عنهم وإنزال الملائكة عليه وغير ذلك جهلا منهم بحكمة الله تعالى في امتحانه الخلق وتعبدهم بتصديق الرسل وأن يكون إيمانهم عن نظر وفكر في الأدلة فيقع الثواب على حسب ذلك ولو كشف الغطاء وحصل لهم العلم الضروري ، بطلت الحكمة التي من أجلها يكون الثواب والعقاب إذ لا يؤجر الإنسان على ما ليس من كسبه كما لا يؤجر على ما خلق فيه من لون وشعر ونحو ذلك وإنما أعطاهم من الدليل ما يقتضي النظر فيه العلم الكسبي وذلك لا يحصل إلا بفعل من أفعال القلب وهو النظر في الدليل وفي وجه دلالة المعجزة على صدق الرسول وإلا فقد كان قادرا سبحانه أن يأمرهم بكلام يسمعونه ويغنيهم عن إرسال الرسل إليهم ولكنه سبحانه قسم الأمر بين الدارين فجعل الأمر يعلم في الدنيا بنظر واستدلال وتفكر واعتبار لأنها دار تعبد واختبار وجعل الأمر يعلم في الآخرة بمعاينة واضطرار لا يستحق به ثواب ولا جزاء وإنما يكون الجزاء فيها على ما سبق في الدار الأولى ، حكمة دبرها ، وقضية أحكمها ، وقد قال الله تعالى :مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ الإسراء 59 ] .
    يريد - فيما قال أهل التأويل - إن التكذيب بالآيات نحو ما سألوه من إزالة الجبال عنهم وإنزال الملائكة يوجب في حكم الله ألا يلبث الكافرين بها ، وأن يعاجلهم بالنقمة كما فعل بقوم صالح وبآل فرعون ، فلو أعطيت قريش ما سألوه من الآيات وجاءهم بما اقترحوا ثم كذبوا لم يلبثوا ، ولكن الله أكرم محمدا في الأمة التي أرسله إليهم إذ قد سبق في علمه أن يكذب به من يكذب ويصدق به من يصدق وابتعثه رحمة للعالمين بر وفاجر أما البر فرحمته إياهم في الدنيا والآخرة وأما الفاجر فإنهم أمنوا من الخسف والغرق وإرسال حاصب عليهم من السماء .
    كذلك قال بعض أهل التفسير في قولهمناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ الأنبياء 107 ] مع أنهم لم يسألوا ما سألوا من الآيات إلا تعنتا واستهزاء لا على جهة الاسترشاد ودفع الشك فقد كانوا رأوا من دلائل النبوة ما فيه شفاء لمن أنصف قال الله سبحانه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ العنكبوت 51 ] الآية وفي هذا المعنى قيل



    لو لم تكن فيه آيات مبينة

    كانت بداهته تنبيك بالخبر</SPAN>
    وقد ذكر ابن إسحاق في غير هذه الرواية أنهم سألوا أن يجعل لهم الصفا ذهبا ، فهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله لهم فنزل جبريل فقال لهم ما شئتم إن شئتم فعلت ما سألتم ثم لا نلبثكم إن كذبتم بعد معاينة الآية فقالوا : لا حاجة لنا بها .
    وذكر قول عبد الله بن أبي أمية له واسم أبي أمية حذيفة والله لا أومن بك حتى تتخذ سلما إلى آخر الكلام وقد أسلمعبد الله بن أبي أمية قبل فتح مكة ، وسيأتي ذكر إسلامه .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الإثنين أغسطس 10, 2009 6:43 pm

    فلما قام عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو جهل : يا معشر قريش ، إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا ، وشتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وشتم آلهتنا ، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما أطيق حمله - أو كما قال - فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه فأسلموني عند ذلك أو امنعوني ، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ، ما بدا لهم قالوا : والله لا نسلمك لشيء أبدا ، فامض لما تريد .
    فلما أصبح أبو جهل ، أخذ حجرا كما وصف ثم جلس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظره وغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كان يغدو ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة وقبلته إلى الشام ، فكان إذا صلى صلى بين الركن اليماني [url=http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%cd%cc%d1% %c7%e1%c3%d3%e6%cf]والحجر الأسود [/url]، وجعل الكعبة بينه وبين الشام .
    فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وقد غدت قريش ، فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل . فلما سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتمل أبو جهل الحجر ، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزما . منتقعا لونه مرعوبا . قد يبست يداه على حجره . حتى قذف الحجر من يده .
    وقامت إليه رجال قريش . فقالوا له ما لك يا أبا الحكم ؟ قال قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط . فهم بي أن يأكلني .
    قال ابن إسحاق : فذكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 ذلك جبريل عليه السلام ، لو دنا لأخذه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 . فلما قال لهم ذلك أبو جهل . قام النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي .
    قال ابن هشام : ويقال النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف
    قال ابن إسحاق : فقال يا معشر قريش . إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد قد كان محمد فيكم غلاما حدثا ، أرضاكم فيكم . وأصدقكم حديثا . وأعظمكم أمانة . حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به . قلتم ساحر لا والله ما هو بساحر . لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم وقلتم كاهن . لا والله ما هو بكاهن قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم وقلتم شاعر لا والله ما هو بشاعر قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها . هزجه ورجزه وقلتم مجنون لا والله ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه يا معشر قريش ، فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم .
    هم أبي جهل بإلقاء الحجر
    وذكر خبر أبي جهل ، وما هم به من إلقاء الحجر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد وقد رواه النسوي بإسناد إلى أبي هريرة قال قال أبو جهل وذكر الحديث إلى قوله فنكص أبو جهل على عقبيه فقالوا : ما لك ؟ فقال إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 لو دنا لاختطفته الملائكة عضوا عضوا مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 وخرجه أيضا مسلم وذكر النسوي أيضا بإسناده إلى ابن عباس أن أبا جهل قال له ألم أنهك ؟ فوالله ما بمكة ناد أعز من نادي فأنزل الله تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 أرأيت الذي ينهى عبدا مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 إلى قوله مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 فليدع ناديه سندع الزبانية مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ العلق 17 - 18 ] .
    تفسير أرأيت
    قال محمد بن يزيد في الكلام حذف تقديره مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أمصيب هو أو مخطئ ؟ وكذلك في قوله مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 أرأيت إن كان على الهدى مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ العلق 11 ] كأنه قال أليس من ينهاه بضال وقوله مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 لنسفعن بالناصية مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ العلق 15 ] أي لنأخذن بها إلى النار وقيل معنى السفع ههنا : إذلاله وقهره والنادي والندي والمنتدى بمعنى واحد وهو مجلس القوم الذين يتنادون إليه وقال أهل التفسير فيه أقوالا متقاربة قال بعضهم فليدع حيه وقال بعضهم عشيرته وقال بعضهم مجلسه وفي أرأيت معنى : أخبرني ، ولذلك قال سيبويه : لم يجز إلغاؤها ، كما تلغى : علمت إذا قلت : علمت أزيد عندك أم عمرو ، ولا يجوز هذا في : أرأيت ، ولا بد من النصب إذا قلت : أرأيت زيدا ، أبو من هو ؟ قال سيبويه : لأن دخول معنى أخبرني فيها لا يجعلها بمنزلة أخبرني في جميع أحوالها ، قال المؤلف وظاهر القرآن يقضي بخلاف ما قال سيبويه إلا بعد البيان وذلك أنها في القرآن ملغاة لأن الاستفهام هو مطلوبها ، وعليه وقعت في قوله مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ العلق 13 ] .
    فقوله ألم يعلم استفهام وعليه وقعت أرأيت ، وكذلك أرأيت ، وأرأيتكم في الأنعام فإن الاستفهام واقع بعدها نحو مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 هل يهلك إلا القوم الظالمون مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ الأنعام 47 ] . وهذا هو الذي منع سيبويه في : أرأيت وأرأيتك أبو من أنت ؟ وأما البيان فالذي قاله سيبويه صحيح ولكن إذا ولى الاستفهام أرأيت ، ولم يكن لها مفعول سوى الجملة وأما في هذه المواضع التي في التنزيل فليست الجملة المستفهم عنها هي مفعول أرأيت ، إنما مفعولها محذوف يدل عليه الشرط ولا بد من الشرط بعدها في هذه الصور لأن المعنى : أرأيتم صنيعكم إن كان كذا ، وكذا ، كما يقول القائل أرأيت إن لقيت العدو أتقاتله أم لا ؟ تقدير الكلام أرأيت رأيك أو صنيعك إن لقيت العدو فحرف الشرط وهو إن دال على ذلك المحذوف ومرتبط به والجملة المستفهم عنها كلام مستأنف منقطع إلا أن فيه زيادة بيان لما يستفهم عنه ولو زال الشرط ووليها الاستفهام لقبح كما قال سيبويه ، ويحسن في : علمت ، وهل علمت وهل رأيت ، وإنما قبحه مع أرأيت خاصة وهي التي دخلها معنى : أخبرني فتدبره .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الإثنين أغسطس 10, 2009 6:49 pm

    وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش ، وممن كان يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينصب له العداوة وكان قد قدم الحيرة ، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس ، وأحاديث رستم وإسفندياذ ، فكان إذا جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسا فذكر فيه بالله وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله خلفه في مجلسه إذا قام ثم قال أنا والله يا معشر قريش ، أحسن حديثا منه فهلم إلي فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم وإسفندياذ . ثم يقول بماذا محمد أحسن حديثا مني ؟
    قال ابن هشام : وهو الذي قال فيما بلغني : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 سأنزل مثل ما أنزل الله [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1
    قال ابن إسحاق : وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول - فيما بلغني : نزل فيه ثمان آيات من القرآن قول الله عز وجل مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 [إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ القلم 15 ] وكل ما ذكر فيه من الأساطير من القرآن .
    فلما قال لهم ذلك النضر بن الحارث بعثوه وبعثوا معه عقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة ، وقالوا لهما : سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته وأخبراهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول وعندهم علم ليس عندنا من علم الأنبياء فخرجا حتى قدما المدينة ، فسألا أحبار يهود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووصفا لهم أمره . وأخبراهم ببعض قوله . وقالا لهم إنكم أهل التوراة . وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا .
    فقالت لهما أحبار يهود سلوه عن ثلاث نأمركم بهن . فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل . وإن لم يفعل فالرجل متقول . فروا فيه رأيكم . سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم فإنه قد كان لهم حديث عجب وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هي ؟ فإن أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي . وإن لم يفعل فهو رجل متقول .
    فاصنعوا في أمره ما بدا لكم . فأقبل النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي حتى قدما مكة على قريش . فقالا : يا معشر قريش ، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد . قد أخبرنا أحبار يهود أن نسأله عن أشياء أمرونا بها ، فإن أخبركم عنها فهو نبي ، وإن لم يفعل فالرجل متقول . فروا فيه رأيكم . فجاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا محمد أخبرنا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول قد كانت لهم قصة عجب وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، وأخبرنا عن الروح ما هي ؟
    فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 أخبركم بما سألتم عنه غدا مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 ولم يستثن فانصرفوا عنه فمكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يذكرون - خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ، ولا يأتيه جبريل حتى أرجف أهل مكة وقالوا : وعدنا محمد غدا ، واليوم خمس عشرة ليلة .
    قد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه وحتى أحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ، ثم جاءه جبريل من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف ، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف والروح .
    قال ابن إسحاق : فذكر لي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل حين جاءه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 لقد احتبست عني يا جبريل حتى سؤت طنا ، فقال له جبريل مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 [ مريم : 64 ] . فافتتح السورة - تبارك وتعالى - بحمده وذكر نبوة رسوله لما أنكروه عليه من ذلك فقال مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 )]الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ الكهف : 1 - 26 ] يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم إنك رسول مني : أي تحقيق لما سألوه عنه من نبوتك . مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 )]ولم يجعل له عوجا قيما [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي معتدلا ، لا اختلاف فيه .
    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 (18,2)]لينذر بأسا شديدا من لدنه [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي عاجل عقوبته في الدنيا ، وعذابا أليما في الآخرة من عند ربك الذي بعثك رسولا . مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 []ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي دار الخلد لا يموتون فيها الذين صدقوك بما جئت به مما كذبك به غيرهم وعملوا بما أمرتهم به من الأعمال . مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 [)]وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 يعني : قريشا في قولهم إنا نعبد الملائكة وهي بنات الله . مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ]ما لهم به من علم ولا لآبائهم [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 الذين أعظموا فراقهم وعيب دينهم . مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ]كبرت كلمة تخرج من أفواههم [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي لقولهم إن الملائكة بنات الله .
    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2]إن يقولون إلا كذبا فلعلك باخع نفسك [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 يا محمد مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 []على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي لحزنه عليهم حين فاته ما كان يرجو منهم أي لا نفعل .
    قال ابن هشام : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 [u)]باخع نفسك [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي مهلك نفسك ، فيما حدثني أبو عبيدة قال ذو الرمة

    ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه


    لشيء نحته عن يديه المقادر
    وجمعه باخعون وبخعة . وهذا البيت في قصيدة له .
    وتقول العرب : قد بخعت له نصحي ونفسي ، أي جهدت له . مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1
    قال ابن إسحاق : أي أيهم أتبع لأمري ، وأعمل بطاعتي . مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ]وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي الأرض وإن ما عليها لفان وزائل وإن المرجع إلي فأجزي كلا بعمله فلا تأس ولا يحزنك ما تسمع وترى فيها .
    قال ابن هشام : الصعيد : الأرض وجمعه صعد .
    قال ذو الرمة يصف ظبيا صغيرا :

    كأنه بالضحى ترمي الصعيد به


    دبابة في عظام الرأس خرطوم
    وهذا البيت في قصيدة له .
    والصعيد أيضا : الطريق . وقد جاء في الحديث مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 إياكم والقعود على الصعدات مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 يريد الطرق . والجرز الأرض التي لا تنبت شيئا ، وجمعها : أجراز . ويقال سنة جرز وسنون أجراز وهي التي لا يكون فيها مطر وتكون فيها جدوبة ويبس وشدة .
    قال ذو الرمة يصف إبلا :

    طوى النحز والأجراز ما في بطونها


    فما بقيت إلا الضلوع الجراشع
    وهذا البيت في قصيدة له .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الإثنين أغسطس 10, 2009 6:51 pm

    الأساطير وشيء عن الفرس
    فصل
    وذكر حديث النضر بن الحارث وما نزل فيه من قول الله تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 قالوا أساطير الأولين [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 واحد الأساطير أسطورة كأحدوثة وأحاديث وهو ما سطره الأولون وقيل أساطير جمع أسطار وأسطار جمع : سطر بفتح الطاء وأما سطر بسكون الطاء فجمعه أسطر وجمع الجمع أساطر بغير ياء وذكر أن النضر بن الحارث كان يحدث قريشا بأحاديث رستم وإسفندياذ ، وما تعلم في بلاد الفرس من أخبارهم وذكر ما أنزل الله في ذلك من قوله وقد قيل فيه نزلت مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ الأنعام 93 ] .
    وأما أحاديث رستم ففي تاريخ الطبري أن رستم بن ريسان كان يحارب كي يستاسب بن كي لهراسب ، بعدما قتل أباه لطراسب ابن كي أجو . وكي في أوائل هذه الأسماء عبارة عن البهاء ويقال عبارة عن إدراك الثأر ويقال لهؤلاء الملوك الكينية من أجل هذا ، وكان رستم الذي يقال له رستم سيد بني ريسان من ملوك الترك ، وكان كي يستاسب قد غضب على ابنه فسجنه حسدا له على ما ظهر من وقائعه في الترك ، حتى صار الذكر له فعندها ظهرت الترك على بلاد فارس ، وسبوا بنتين ليستاسب ، اسم إحداهما : خمانة ، أو نحو هذا ، فلما رأى يستاسب ألا يدين له بقتالهم أطلق ابنه من السجن وهو إسفندياذ ، ورضي عنه وولاه أمر الجيوش فنهد إلى رستم وكانت بينهما ملاحم يطول ذكرها ، لكنه قتل رستم واستباح عساكره ودوخ في بلاد الترك ، واستخرج أختيه من أيديهم ثم مات إسفندياذ قبل أبيه وكان ملك أبيه نحوا من مائة عام ثم عهد إلى بهمن بن إسفندياذ ، فولاه الأمر بعد موته وبهمن بلغتهم الحسن النية ودام ملكه نيفا على مائة عام وكان له ابنان ساسان ودارا ، وقد أملينا في أول الكتاب طرفا من حديث ساسان وبنيه وهم الساسانية الذين قام عليهم الإسلام ورستم آخر مذكور أيضا قبل هذا في أحاديث كي قباذ ، وكان قبل عهد سليمان ، ثم كان رستم وزيرا بعد كي قباذ لابنه كي قاووس ، وكانت الجن قد سخرت له .
    يقال إن سليمان أمرهم بذلك فبلغ ملكه من العجائب ما لا يكاد أن يصدقه ذوو العقول لخروجها عن المعتاد لكن محمد بن جرير الطبري ذكر منها أخبارا عجيبة . وذكر أنه هم بما هم به نمروذ من الصعود إلى السماء فطرحته الريح وضعضعت أركانه وهدمت بنيانه ثم ثاب إليه بعض جنوده فصار كسائر الملوك يغلب تارة ويغلب بخلاف ما كان قبل ذلك وسار بجنوده إلى اليمن فنهد إليه عمرو ذو الأذعار فهزمه عمرو ، وأخذه أسيرا ، وحبسه في محبس حتى جاء رستم وكان صاحب أمره فاستنقذه من عمرو ، إما بطوع وإما بإكراه ورده إلى بلاد فارس .
    ولابنه شاوخش مع قراسيات ملك الترك خبر عجيب وكان رستم هو القيم على شاوخش والكافل له في صغره وكان آخر أمر شاوخش بعد عجائب أن قتله قراسيات ، وقام ابنه كي خسرو يطلب بثأره فدارت بينه وبين الترك وقائع لم يسمع بمثلها ، وكان الظفر له فلما ظفروا رأى أمله في أعدائه ما ملأ عينه قرة وقلبه سرورا زهد في الدنيا ، وأراد السياحة في الأرض فتعات به أبناء فارس ، وحذرته من شتات الشمل بعده وشماتة العدو فاستخلف عليهم كي لهراسب ، بن كي اجو ، بن كي كينة بن كي قاووس المتقدم ذكره ولا أدري : هل رستم الذي قتله إسفندياذ هو رستم صاحب كي قاووس ، أم غيره والظاهر أنه ليس به لأن مدة ما بين كي قاووس وكي يستاسب بعيدة جدا ، وأحسبه كما قدمنا أنه كان من الترك ، وهذا كله كان في مدة الكينية وعند اشتغالهم بقتال الترك استعملوا بختنصر البابلي على العراق ، فكان من أموره مع بني إسرائيل و إثخانه فيهم وهدمه لبيت المقدس وإحراقه للتوراة وقتله لأولاد الأنبياء واسترقاقه لنساء ملوكهم ولذراريهم مع عيشه في بلاد العرب حين جاس خلال ديارهم ما هو مشهور في كتب التفاسير ومعلوم عند أصحاب التواريخ .
    فهذه جملة مختصرة تشرح لك ما وقع في كتاب ابن إسحاق من ذكر رستم وإسفندياذ ، وكانت الكينية قبل مدة عيسى ابن مريم ، أولهم في عهد أفريدون قبل موسى عليه السلام بمئين من السنين وآخرهم في مدة الإسكندر بن قليس والإسكندر هو الذي سلب ملكهم وقتل دارا بن دارا ، وهو آخرهم ثم كانت الأشغانية مع ملوك الطوائف أربعمائة وثمانين عاما ،
    وقيل أقل من ذلك في قول الطبري ، وقول المسعودي : خمسمائة وعشر سنين في خلال أمرهم بعث عيسى ابن مريم ، ثم كانت الساسانية نحوا من ثلاثين ملكا حتى قام الإسلام ففض خدمتهم . وخضد شوكتهم وهدم هياكلهم وأطفأ نيرانهم التي كانوا يعبدون وذلك كله في خلافة عمر .
    عن سورتي الكهف والفرقان - سبب نزول الكهف
    فصل
    وذكر ابن إسحاق إرسال قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى يهود وما رجعا به من عندهم من الفصل بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عن الأمور الثلاثة التي قالت اليهود : إن أخبركم بها فهو نبي وإلا فهو متقول فقال لهم سأخبركم غدا ، ولم يقل إن شاء الله فأبطأ عنه الوحي في قول ابن إسحاق خمسة عشر يوما ، وفي سير التيمي وموسى بن عقبة أن الوحي إنما أبطأ عنه ثلاثة أيام ثم جاء جبريل بسورة الكهف .
    لم قدم الحمد على الكتاب ؟
    وذكر افتتاح الرب سبحانه بحمد نفسه وذكر نبوة نبيه حمده لنفسه تعالى خبر باطنه الأمر والتعليم لعبده كيف يحمده إذ لولا ذلك لاقتضت الحال الوقوف عن تسميته والعبارات عن جلاله لقصور كل عبارة عما هنالك من الجلال وأوصاف الكمال ولما كان الحمد واجبا على العبد قدم في هذه الآية ليقترن في اللفظ بالحمد الذي هو واجب عليه وليستشعر العبد وجوب الحمد عليه وفي سورة الفرقان قال مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ]تبارك الذي نزل الفرقان على عبده [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 وبدأ بذكر الفرقان الذي هو الكتاب المبارك .
    قال الله سبحانه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 وهذا كتاب أنزلناه مبارك [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 فلما افتتح السورة ب " تبارك الذي " ، بدأ بذكر الفرقان وهو الكتاب المبارك ثم قال مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ]على عبده [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 فانظر إلى تقديم ذكر عبده على الكتاب وتقديم ذكر الكتاب عليه في سورة الفرقان ، وما في ذلك من تشاكل اللفظ والتئام الكلام نرى الإعجاز ظاهرا ، والحكمة باهرة والبرهان واضحا ، وأنشد لذي الرمة .
    شرح شواهد شعرية



    كأنه بالضحى ترمي الصعيد به


    دبابة في عظام الرأس خرطوم
    يصف ولد الظبية : والخرطوم : من أسماء الخمر أي كأنه من نشاطه دبت الخمر في رأسه . وأنشد له أيضا :
    طوى النحز والأجراز . البيت . والنحز النخس والنحاز داء يأخذ الإبل والنحيزة الغريزة والنحيزة نسيجة كالحزام والضلوع الجراشع . هو جمع جرشع . قال صاحب العين . الجرشع العظيم الصدر فمعناه إذا في البيت على هذا : الضلوع من الهزال قد نتأت وبرزت كالصدر البارز .
    هبة الله
    هبة الله


    انثى عدد الرسائل : 24
    الرتبة : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 30
    تاريخ التسجيل : 29/07/2009

    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف هبة الله الإثنين أغسطس 10, 2009 6:55 pm

    حول سورة الكهف
    قال ابن إسحاق : ثم استقبل قصة الخبر فيما سألوه عنه من شأن الفتية فقال مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا [/]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي قد كان من آياتي فيما وضعت على العباد من حججي ما هو أعجب من ذلك .
    قال ابن هشام : والرقيم : الكتاب الذي رقم فيه بخبرهم وجمعه رقم . قال العجاج


    وهذا البيت في أرجوزة له .
    قال ابن إسحاق : ثم قال تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 []إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 ثم قال تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ]نحن نقص عليك نبأهم بالحق [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي بصدق الخبر عنهم .
    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ]إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي لم يشركوا بي كما أشركتم بي ما ليس لكم به علم .
    قال ابن هشام : والشطط الغلو ومجاوزة الحق .



    لا ينتهون ولا ينهى ذوي شطط


    كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
    وهذا البيت في قصيدة له .
    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ]هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 .
    قال ابن إسحاق : أي بحجة بالغة .
    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1
    قال ابن هشام : تزاور تميل وهو من الزور وقال امرؤ القيس بن حجر



    وإني زعيم إن رجعت مملكا


    بسير ترى منه الفرانق أزورا
    وهذا البيت في قصيدة له . وقال أبو الزحف الكليبي يصف بلدا :



    جأب المندى عن هوانا أزور


    ينضي المطايا خمسه العشنزر
    وهذان البيتان في أرجوزة له . و تقرضهم ذات الشمال تجاوزهم وتتركهم عن شمالها . قال ذو الرمة



    إلى ظعن يقرضن أفواز مشرف


    شمالا وعن أيمانهن الفوارس
    وهذا البيت في قصيدة له . والفجوة السعة وجمعها : الفجاء قال الشاعر



    ألبست قومك مخزاة ومنقصة


    حتى أبيحوا ، وخلوا فجوة الدار
    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 []ذلك من آيات الله [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي في الحجة على من عرف ذلك من أمورهم من أهل الكتاب ممن أمر هؤلاء بمسألتك عنهم في صدق نبوتك بتحقيق الخبر عنهم .
    مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 قال ابن هشام : الوصيد الباب . قال العبسي ، واسمه عبيد بن وهب



    بأرض فلاة لا يسد وصيدها


    علي ومعروفي بها غير منكر
    وهذا البيت في أبيات له . والوصيد أيضا : الفناء وجمعه وصائد ووصد ووصدان وأصد وأصدان .
    الرقيم وأهل الكهف
    فصل
    وذكر الرقيم وفيه سوى ما قاله أقوال . روي مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 عن أنس أنه قال الرقيم : الكلب مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 وعن كعب أنه قال هو اسم القرية التي خرجوا منها ، وقيل هو اسم الوادي وقيل هو صخرة ويقال لوح كتب فيه أسماؤهم ودينهم وقصتهم مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 وقال ابن عباس : كل القرآن أعلم إلا الرقيم والغسلين وحنانا والأواه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 وقد ذكرت أسماؤهم على الاختلاف في بعض ألفاظها وهي مليخا ، كسليما ، مرطوش بن أنس أريطانس ، أيونس شاطيطوش .
    وقيل في اسم مدينتهم أفوس ، واختلف في بقائهم إلى الآن فروي مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H2 عن ابن عباس أنه أنكر أن يكون بقي شيء منهم بل صاروا ترابا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم H1 وقال بعض أصحاب الأخبار غير هذا ، وأن الأرض لم تأكلهم ولم تغيرهم وأنهم على مقربة من القسطنطينية ، فالله أعلم .
    روي أنهم سيحجون []البيت [/url]إذا نزل عيسى ابن مريم . ألفيت هذا الخبر في كتاب البدء لابن أبي خيثمة .
    إعراب أحصى
    وذكر قول الله تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 ]لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 [ الكهف : 12 ] قد أملينا في إعراب هذه الآية نحوا من كراسة وذكرنا ما وهم فيه الزجاج من إعرابها ; حيث جعل أحصى اسما في موضع رفع على خبر المبتدأ وأمدا : تمييز وهذا لا يصح ; لأن التمييز هو الفاعل في المعنى ، فإذا قلت : أيهم أعلم أبا ، فالأب هو العالم وكذلك إذا قلت أيهم أفره عبدا ، فالعبد هو الفاره فيلزم على قوله إذا أن يكون الأمد فاعلا بالإحصاء وهذا محال بل هو مفعول وأحصى : فعل ماض وهو الناصب له وذكرنا في ذلك الإملاء أن أيهم قد يجوز فيه النصب بما قبله إذا جعلته خبرا ، وذلك على شروط بيناها هنالك لمن أراد الوقوف على حقيقتها ، أي ومواضعها ، وكشفنا أسرارها .
    عن الضرب وتزاور الشمس وفائدة القصة
    وقوله سبحانه مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 )]فضربنا على آذانهم [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 أي أنمناهم وإنما قيل في النائم ضرب على أذنه لأن النائم ينتبه من جهة السمع والضرب هنا مستعار من ضربت القفل على الباب وذكر قوله تعالى : مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B2 تزاور عن كهفهم ذات اليمين [/url]مناصرة أبي طالب للرسول صلى الله عليه وسلم B1 الآية .
    وقيل في تقرضهم تحاذيهم وقيل تتجاوزهم شيئا فشيئا من القرض وهو القطع أي تقطع ما هنالك من الأرض وهذا كله شرح اللفظ وأما فائدة المعنى ، فإنه بين أنهم في مقنوة من الأرض لا تدخل عليهم الشمس فتحرقهم وتبلي ثيابهم ويقلبون ذات اليمين وذات الشمال . لئلا تأكلهم الأرض والفائدة العظمى في هذه الصفة بيان كيفية حالهم في الكهف ، وحال كلبهم وأين هو من الكهف ، وأنه بالوصيد منه وأن باب الكهف إلى جهة الشمال للحكمة التي تقدمت وأن هذا البيان لا يكاد يعرفه من رآهم فإن المطلع عليهم يملأ منهم رعبا ، فلا يمكنه تأمل هذه الدقائق من أحوالهم والنبي عليه السلام لم يرهم قط ، ولا سمع بهم ولا قرأ كتابا فيه صفتهم لأنه أمي في أمة أمية وقد جاءكم ببيان لا يأتي به من وصل إليهم حتى إن كلبهم قد ذكر وذكر موضعه وبسطه ذراعيه بالوصيد وهم في الفجوة وفي هذا كله برهان عظيم على نبوته ودليل واضح على صدقه وأنه غير متقول كما زعموا ، فقف بقلبك على مضمون هذه الأوصاف والمراد بها تعصم إن شاء الله مما وقعت فيه الملحدة من الاستخفاف بهذه الآية من كتاب الله وقولهم أي فائدة في أن تكون الشمس تزاور عن كهفهم وهكذا هو كل بيت يكون في مقنوة أي بابه لجهة الشمال فنبه أهل المعاني على الفائدة الأولى المنبئة عن لطف الله بهم حيث جعلهم في مقنوة تزاور عنهم الشمس فلا تؤذيهم فقال لمن اقتصر من أهل التأويل على هذا : فما في ذكر الكلب وبسط ذراعيه من الفائدة وما فيه من معنى اللطف بهم ؟
    فالجواب ما قدمناه من أن الله سبحانه لم يترك من بيان حالهم شيئا ، حتى ذكر حال كلبهم مع أن تأملهم متعذر على من اطلع عليهم من أجل الرعب فكيف من لم يرهم ولا سمع بهم لولا الوحي الذي جاءه من الله سبحانه بالبيان الواضح الشافي ، والبرهان الكافي ، والرعب الذي كان يلحق المطلع عليهم قيل كان مما طالت شعورهم وأظفارهم . ومن الآيات في هذه القصة قوله سبحانه في فجوة منه أي في فضاء ومع أنهم في فضاء منه فلا تصيبهم الشمس .
    قال ابن سلام فهذه آية . قال وكانوا يقلبون في السعة مرتين ومن فوائد الآية أنه أخرج الكلب عن التقليب فقال باسط ذراعيه ومع أنه كان لا يقلب لم تأكله الأرض لأن التقليب كان من فعل الملائكة بهم والملائكة أولياء المؤمنين في الحياة الدنيا وفي الآخرة والكلب خارج من هذه الآية . ألا تراه كيف قال بالوصيد أي بفناء الغار لا داخلا معهم لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب فهذه فوائد جمة قد اشتمل عليها هذا الكلام .
    قال ابن سلام وإنما كانوا يقلبون في الرقدة الأولى قبل أن يبعثوا .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 10:29 pm