إنَّ
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن
سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فقد ذكرت في التحذير السلفي من كتاب منهج السلف للحلبي عدة ملاحظات على هذا الكتاب، وقد ذكرتها بحمد الله تعالى بعلم لابهوى أو بجهل أو مجرد دعوى.
وقد ناقشت الحلبي في الحلقة الأولى إلى الحلقة الرابعة في شيء من الملاحظة الأولى والتي هي (( تأصيل الحلبي وتقعيده قواعد على خلاف منهج السلف الصالح في التعامل مع أهل البدع والأهواء)).
وفي
هذه الحلقة وهي الخامسة - إن شاء الله تعالى - سأناقش الحلبي في الملاحظة
الثانية والتي هي ( طعن الحلبي في بعض علماء السلفية الذين لا يشك أحد في
علمهم وورعهموتقواهم بأسلوب ماكر، فهو لم يذكرهم بأسمائهم ولكن ذكر أموراً يعرف كل سلفي أنهالهم، وأخذ يفسرها ويهول فيها على خلاف الحق).
وقبل
البدء في بيان هذه الملاحظة أحببت مناقشة الحلبي في قول له غريب عجيب
للغاية أثاره الحلبي على الردود التي بَيَّنت أخطاءه وانتقدت بحق منهجه
المخالف للسلف. كما في مقال في منتدى (كل السلفيين) لبعض كُتَّابه بعنوان (عذرًا ..... فقد أسأتم كثيراً للشيخ ربيع حفظه الله....كفاكمردوداً).
وإليك نص المقال :
( هذا جواب على سؤال وجه لشيخنا المحدث علي الحلبي حفظه الله في لقاء البالتوك يومالثلاثاء و هو اللقاء السابع، وكان بتاريخ 10-2-2009
وإليكم التفريغ:
سؤال: ما رأيكم في الشيخ فالح الحربي؟؟
الجواب:
الشيخ فالح الحربي تعرفنا عليه منذ سنوات كثيرة والكل يعرف أنه في الفترة
الأخيرة صار يطعن في الشيخ الألباني في موضوع الإرجاء وصار يغلو في باب
التبديع ورد عليه الشيخ ربيع ردوداً جيدة و قوية.
و كتابي الذي هو منهج السلف الصالح أقمت القسم الثاني منه على نصيحة الشيخ ربيع للشيخ فالح ولكن حذفت الأسماء.
وها أنا أقولها الآن حتى تتضح الصورة أكثر وأكثر فقد رأيت بعض المتعصبين يردون على الكلام الذي هو في المتن يظنونه كلامي وهو كلام فضيلة الشيخ ربيع في الوقت الذي هم يدافعون فيه عن الشيخ ربيع !!!
أين العدل؟؟ وأين الحق؟؟ وأين الإنصاف؟؟
هذا هو التعصب بعينه
و يجب أن نفرق بين التقدير للعلماء والتقديس لهم . نحن نقدر ونحترم الشيخ
ربيع وقد كتبت هذا في الرجاء الذي كتبته في منتدى كل السلفيين ولا نقبل
لأي أحد أن يطعن فيه أو أن يغمز في نيته.
و لكن هذا شيء . والنقد لبعض أقواله أو أفعاله أو كتاباته شيء آخر وبخاصة أنه - حفظه الله وبارك فيه ونفع به - قد طلب ذلك وتطلبه من كل من يقرأ كتبه...). انتهى
أقول : هذا الكلام فيه تلبيس وتدليس عجيب جداً !!! وإليك البيان:
أولاً : قال الكاتب في عنوان المقال (فقد أسأتم كثيراً للشيخ ربيع حفظه الله)
أقول: ليست القضية في مناقشة الحلبي هي الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى!
بل القضية مع الحلبي هي بسبب مخالفته لمنهج السلف الصالح الذي يسير عليه العلماء.
ثم هل الدفاع عن الحق، ورد الباطل يعتبر إساءة وتعدياً!!!
أم أنك اعتبرته إساءة لأنه ردٌّ على شيخك الحلبي .
وكيف تكون هذه الردود إساءةً وهي ردٌ وإبطال لمنهج الحلبي المُحْدَث المنحرف الذي خالف فيه منهج السلف ؟
هذا ما لا يقوله عاقل منصف !
ثانياً : قول الكاتب في عنوانه (كفاكمردوداً)
هل يريد الكاتب من أهل العلم وطلبته أن يسكتوا عن الباطل، وتقرير الحق .
ثم كيف قد أساءت هذه الردود للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى وهي تقرر الحق وترد الباطل.
فأنت أيها الكاتب - عذراً – قد أسأت لنفسك بطعنك في الشيخ ربيع بهذا العنوان !
ثالثاً: قول الحلبي (ورد عليه الشيخ ربيع ردوداً جيدة و قوية)
أقول
: ردود الشيخ ربيع جيدة وقوية أيضاً - بشهادة أهل العلم - على عرعور
والمغراوي والمأربي، وغيرهم من المخالفين، فليتك انتفعت بها، ولم تقع فيما
وقعوا فيه من الانحراف.