منقول من
سحاب
الكاتب : أبو
نعيم إحسان
بسم الله الرحمن
الرحيم
سحاب
الكاتب : أبو
نعيم إحسان
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب العالمين ؛ والعاقبة للمتقين ، و لا
عدوان إلا على الظالمين ؛ و أشهد ألا إله الله وحده لا شريك له ، له الملك و له
الحمد و هو على كل شيء قدير ؛ و أشهد أن محمدا عبده رسوله ؛ تركنا على المحجة
البيضاء ، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ؛ ما مات حتى أكمل الله به الدين ،
و رضي لنا الإسلام دينا ؛ فما من خير إلا دلنا عليه ، و ما من شر إلا حذرنا منه ؛
صلى الله عليه و على آله و صحبه و إخوانه إلى يوم الدين ؛ و سلم تسليما.
أما
بعد : فإن من أعظم ما بينه لنا النبي -صلى الله عليه و سلم- : وجوب سلوك نهجه و نهج
أصحابه و التابعين لهم بإحسان ؛ و حذرنا من سلوك سبيلٍ غير ذلك ؛ حيث ذكر صفة
الفرقة الناجية بقوله -صلى الله عليه و سلم : (( ما أنا عليه اليوم و أصحابي ))
.
و قد أدى أمانة التبليغ عن رب العالمين كما
أمره -سبحانه- بقوله :
﴿ يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة:67].، و نصح الأمة ؛ حيث دعاها إلى تجريد
التوحيد لخالقها ؛ و بين لها كيف تعبده ممتثلةً أوامرها و مجتنبةً نواهيه ؛ فهذا هو
المنهج الدعوي الذي رضي الله لنبيه و من تبعه في هذه المهمة الدعوية في قوله -عز و
جل - : ﴿ قُلْ هَذِهِ
سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي
وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ﴾
[يوسف:108].
و أسباب ضلال من ضل من الفرق هو عدم اقتفائها
سبيل النبي -صلى الله عليه و سلم- و سبيل السلف الصالح ، و إن ادَّعَوا أنهم على
الكتاب و السنة ؛ فإنهم ضلّوا في فهمها حين تركوا الالتزام بفهم السلف الصالح الذين
رضي الله عنهم و رضي عمن اتبعهم بإحسان .
و إن من الضلال عن الصراط السوي
الذي نشأ هذا العصر : الخوض في شؤون السياسة على منابر الجمعة و الدروس العامة ؛
فإنه لم يكن -صلى الله عليه و سلم- و لا أصحابه يُشغلون عامة
المسلمين بالأخبار السياسية ؛ كما هو مأثور عنه و عنهم ؛ و إن حصل بعض
الشيء من ذلك ، فكان منه - وهو قائد الأمة- مع خواص أصحابه كأبي بكر و عمر -رضي
الله عنهما-.
أما الآن ، فإن هذا الكلام ليس صادرا عمن هو أهل
للكلام في هذه الأمور ، و إنما من أناس حدثاء الأسنان ، لا يزالون في طور النشأة في
الطلب ؛ و قد يكون بعضهم تبحر في فن من الفنون ، لكنه إذا تكلم في غير ذلك الفن أتى
بالعجائب المبكيات.
و إن ممن تفنن في هذا الأمر : أبو إسحاق الحويني -هداه
الله-
فما ترك لنا مجالا لحسن الظن به و عدم الجزم بأنه حركي تكفيري ، محرضٌ
ضد ولاة الأمور ؛ و من أعظم ما يدل على ذلك : ثمرات دعوته في بعض الشباب السفيه
التائه الذي ما شم منهج السلف ، فاغتر بفصاحة الحويني و قوته في سرد الأحاديث و
الكلام عليها ؛ فظنوه على شيء من العلم و ما هو على شيء إلا ما ذُكِر عنه في علم
الحديث.
و مما يُلفت النظر ، أن من اغتر به (في بلدنا خاصة) هم أتباع دعاة
التكفير عندنا ، و بعض الشباب الذي تلقن أصولا محدثة من بعض من كان في صفوفنا ثم
انقلب علينا يزكي الحويني و أمثاله ، و شكك الشباب في صدق المشايخ و سوء نيتهم عند
الكلام على الأشخاص ؛ فإلى الله المشتكى ، و هو حسبنا و نعم الوكيل.
أردت في
هذا الموضوع أن أبين أمرا من الأمور التي ضل فيها الحويني ، و خالف فيها أئمة العصر
الذي قال عنهم النبي -صلى الله عليه و سلم- : (( العلماء ورثتة الأنبياء )) خاصة و
أنه أمر مجمع عليه بينهم ؛ ألا و هو ترك الخوص في أمور السياسة أمام العامة كما مرّ
آنفا.
و قبل أن أنقل كلاما للحويني يُعتبر أنموذجا من خطأه هذا ، أحببت أن
أقدم بين ذلك كلاما للشيخ عبد المالك رمضاني -حفظه الله- حين سُئِل عن حال الحويني
، فكان مما آخذه عليه هو التهييج على المنابر كما كان يفعل الضال علي بلحاج في
بلدنا :
السائل: كلمة في منهج الشيخ أبي إسحاق الحويني حتى يكون
لنا منك سندٌ عالٍ.
الشيخ: أما الشيخ أبو إسحاق الحويني ، فأنا أخشاه على مصر كما كنت
أخشى على أهل بلدنا في الجزائر "علي بلحاج" ؛ لأنه يتبع نفس المنهج في الإثارة
والدغدغة بالعواطف، وكثرة التهييج السياسي ؛ هذا يظهر في الخطب أكثر منه في الدروس
والمحاضرات ، ولعل السائل يجد ذلك واضحًا مسموعًا، خطب تخالف السنة: ساعة وساعتين،
ثم محتوى فارغ كله حديث عن الوزراء والمسئولين، وتضييع وقت المسلمين في التحريش
السياسي، هذا لا يفيد كما تعلمون، وهذا من باب الأمانة في دين الله -عز وجل-
ذكرناها " ( من هنــا
بالصوت)
قال الحويني -هداه الله- :
"... و أنا اسأل
سؤالا :أعداؤنا ، هل ظفروا و تمتعوا بغزو بلادنا؟
الأمريكان لما دخلوا أفغانستان
، هم متمتعون هناك ؟ ظفروا ؟ غلبوا ؟ أبدا
من الذي يقاتلهم ؟ شراذم من
الشجعان ، لهم عقيدة (1)، يريدون استرداد دولتهم .
في العراق ، هل انتصر
الأمريكان؟ نعم ، قُتِل من العراقيين ما يقارب مليون إنسان .
لكن الإعلام في
العالم كله يستقي إعلامه من أمريكا ؛ يقولك من بداية الغزو لحد الآن توفي ثلاثة
ألاف ؛ أنحن مُغَفَّلون ؟! ثلاثة آلاف! اضرب في عشرة على الأقل .
وقد ظهر
الخزي على وجه رئيسهم ؛ و استقال الأحمق الذي كان سببا في تخطيط هذا الغزو ، وخرج
إلى مزبلة التاريخ ؛ و رئيسه سيذهب إلى مزبلة التاريخ.(2)
ما انتصروا في
العراق بالرغم أن بلاد المسلمين متفرقة
دعكم من الأحضان و القبلات و ما
ترونه في الجرائد (3) ؛ لا! إن بلاد المسلمين كما قال المتنبي قديما :
أرانب غير أنهم ملوك . . . . .. . . . . مفتحة
عيونهم نيام
الأرنب لا ينام إلا مفتح العينين ؛ فإذا جاء صياد
ليصطاده -ولا يعرف ذلك- يظنه مستيقظا ؛ أما الماهر يعلم أنه نائم فيلتقطه بلا أدنى
عناء.
بلاد كبلاد ، متفرقة ؛ و الشعوب متفرقة ؛ومع ذلك لم يظفروا أعداؤنا و لم
يهنئوا بالغزو ؛فكيف لو كان هناك اجتماع على كلمة واحدة ؟! ما كان يجرؤ أحد من
أعداءنا أن ينظر إلينا..." (من هنــا
بالصوت)
(1)- هؤلاء "الشجعان الذين لهم عقيدة" هم أفراخ الخوارج من تنظيم
القاعدة -دمر الله قواعدهم- و من اغتر بهم من شباب المسلمين الذين خرجوا على ولاة
الأمور و خالفوا العلماء في توجيهاتهم خلال هذه الفتنة ؛ فهكذا يثني عليهم الحويني
و يمجدهم ؛ و ما ذاك إلا للنفح التكفيري الذي ينفخه.
(2)- هكذا على منبر الجمعة
يتفوّه بهذه الألفاظ القبيحة في بيت الله ، و يُشغل بال المصلين بقضية سياسية و هم
يحتاجون إلى معرفة أحكام دينهم ، كما سيأتي بيانه من كلام العلماء.
(3)- لمز
صريح في حكام المسلمين ، و دائما من على المنبر ؛ فإن لم يكن هذا تحريضا ، فما يكون
؟
هذا ، و لبيان وجه المخالفة في اتخاذ
هذا المنهج ، بل و ضلاله ، فإني أنقل كلاما لثلاثة أئمة من أئمة العصر ممن حاربوا
هذا المنهج المبتدع المخالف للهدي النبوي القويم ؛ و إليكم بيان ذلك من كلامهم
:
(1)- الشيخ بن باز –رحمه
الله-:
يقول السّائل: هل تنصحون الشباب بالخوض في السّياسات الدّوليّة
والتّعمّق في التوقّعات والتّكهّنات السّياسية؟ أم تنصحونهم بالعلم الشرعي وحفظ
المتون وتعليم النّاس الخير؟
الجواب:
أنصحهم بالإعراض عن التّدخّل في شؤون
السّياسة الخارجيّة وشؤون الملوك والأمراء ، الّذي يسبّب الفتنة ويسبّب الشحناء
والقلاقل ؛ وأنصحهم بأن يُقبلوا على العلم، وطلب العلم، والدّراسة والاجتهاد
والتّعاون على البرّ والتّقوى ، ومناصحة بعضهم لبعض، والمناصحة للمسلمين عمومًا ،في
مواعظهم وتذكيرهم ودروسهم حتّى ينتفع النّاس بهم.
أمّا الاشتغال بالملوك
والرّؤساء والدّول ، ومما يُنشر في الجرائد ، وغيرها ؛ هذا قد يُسبّب شرًّا كثيرًا
بلا فائدة.
أمّا إذا كان المقصود التّنبيه على خطأ وقع في جريدة أو غلط وقع في
مجلّة أوما أشبه ذلك ، فهذا حقّ ؛ يبيّن في مقال، يُبيّن فيه الخطأ الّذي وقع في
الجريدة أو في المجلّة، حتّى لا يُغتر بهم." (من هنــا
بالصوت)
(2)- الشيخ العثيمين –رحمه الله-:
"...نهاهم
النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يسبّوه مع أنّه شارب خمر ؛ إذًا: ما موقفنا من
شارب الخمر؟ موقفنا أن ندعُوا له بالهداية ؛ نقول: اللّهم اهده، اللّهم أصلحه،
اللّهم أبعده عن هذا ؛ وما أشبه ذلك.
أمّا أن تدعُوَ عليه، فإنّك تعين عليه
الشّيطان ؛ وفي هذا دليل على أنّ الخمر مُحرّم ، وأنّ لنا عليه عقوبة ؛ لكن في عهد
عمر بن الخطّاب رضي الله عنه انتشرت الفتوحات ، ودخل في دين الإسلام أناس جُدُد ،
وكثُر شرب الخمر في عهده ؛ وكان -رضي الله عنه- رجلاً حازمًا، ناهيك به ؛ فأراد أن
يعاقب شارب الخمر بعقوبة تكون أشدّ وأردع ؛ إلاّ أنّه -رضي الله عنه- لورعه وتحرّزه
جمع الصّحابة ؛ والمراد جَمْع ذوي الرّأي، ما هو كلّ صحابي ؛ لأنّ السَّوَقَة
وعامّة النّاس لا يصلحون لمثل هذه الأمور، ولا لأمور السّياسية ؛ وليس لعامّة
النّاس أن يَلُوكوا ألسنتهم بسياسة ولاة الأمور ؛ السّياسة لها أناس ؛ والصُّحُون
والقدور لها أناس آخرون ؛ ولو أنّ السّياسة صارت تُلاك بين ألسن عامّة النّاس فسدت
الأمور ؛ لأنّ العامّي ليس عنده علم ، وليس عنده عقل ، وليس عنده تفكير ؛ وعقله
وفكره لا يتجاوز قدمه ؛ ويدّل لهذا قول الله –تعالى-: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ
مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ﴾ ونشروه، وصار لَوْكَ ألسنتهم ؛ قال
الله –تعالى-: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ
مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ ؛ فدلّ هذا على أنّ
العامّة ليسوا كأولي الأمر وأولي الرّأي والمشورة ؛ فليس الكلام في السّياسة في
المجالس العامّة ؛ ومن أراد أن تكون العامّة مشاركةً لولاة الأمور في سياستها
وفي رأيها وفكرها فقد ضلّ ضلالاً بعيدًا، وخرج عن هدي الصّحابة وهدي الخلفاء
الرّاشدين وهدي سلف الأمّة..." (من هنــا
بالصوت)
(3)-
الشيخ الفوزان –حفظه الله-:
" يجب على أهل العلم وعلى الدّعاة إلى
الله -سبحانه وتعالى- أن يُبيّنوها للنّاس ، وأن يتجوّلوا في القرى وفي البوادي ،
ويُوضّحوا هذا الأمر للنّاس ؛ لأنّهم -والله- أمانة في أعناق طلبة العلم ، وفي
أعناق الدّعاة ؛ هذا هو المطلوب.
أمّا أنّك تتكلّم على قضيّة الجزائر أو قضيّة
فلان أو فلان ، هاذي وش فائدة النّاس منها؟!
فائدة البدو في الصّحراء أو النّاس
في القرية أو العوام ، وش فائدتهم من هذه الأمور؟
نخرط عليهم بالكلام في
السّياسة والجهة الفلانيّة فعلت كذا، وأمريكا سوّت كذا، وإنجلترا عملت كذا ؛ وش
فائدة النّاس منها؟ وهم واقعون في الشّرك ،ولا تبيّن لهم هذا الشّيء ؛ وهم
يجهلون قراءة الفاتحة -الّتي هي ركن من أركان الصّلاة- ولا تبيّن هذا لهم ؛ هذه
دعوة إلى الله عزّ وجلّ؟؟؟
يجب علينا أن نتّقي الله -سبحانه وتعالى- ؛
الدّعاة إلى الله يسيرون على منهج الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- دعوة وتعليم
وإرشاد وتوجيه في ما ينفع النّاس ؛ وأيضًا معالجة ما وقع فيه النّاس في بلدهم وفي
أنفسهم ؛ أمّا أنّك تجلب لهم مشاكل من بعيد، تبيهم يعالجونها هم ؛ يعالجون قضيّة
أمريكا ؛ هم يعالجون قضيّة أمريكا أو قضيّة الجزائر ولا قضيّة السّودان ولا...؟ هم
مساكين ما بيدهم شيء ؛ وأيضًا هم واقعين في ما هو أخطر من ذلك: وهو الجهل، وفساد
العقيدة.
لماذا لا تعالج هذا الأمر إن كنت تدعو إلى الله على بصيرة؟ تدعو إلى
الله حقيقة ؛ فالواجب علينا أن نتنبه لهذا.
أنا ما غرضي من هذا الكلام أن أتنقّص
أحدًا، لا –والله- ؛ ولكن غرضي أن أبيّن الطّريقة الصّحيحة للدّعوة، ونفع النّاس،
وإيقاظ النّاس ممّا هم واقعون فيه.
هذه الأبواب من أبواب كتاب التّوحيد، هذه
تعالج واقع النّاس ؛ لماذا لا نشرحها للنّاس ونبيّنها للنّاس، ونوضّحها ونحفّظهم
هذه الآيات وهذه الأحاديث؟ لماذا لا نحفّظهم ونشرحها لهم ولو شرحًا وجيزًا قدر
أفهامهم ينتفعون بها؟ هذه هي الدّعوة إلى الله -عزّ وجلّ-، وهذا العلم
النّافع.
تعلمون الدّعاة ماذا... تعلمون الوقت القريب: الشّيخ محمّد بن عبد
الوهّاب كيف أثّر في دعوته من الإصلاح والنّفع للمسلمين الّذي لا نزال نعيش فيه
ولله الحمد ؛ الشّيخ عبد الله القرعاوي في الجنوب –كما تعلمون- إلى عهدٍ قريب ؛
والآن تلاميذه وطلاّبه ماذا أكثر من الخير؟ الشّيخ فيصل بن مبارك في الشّمال ماذا
أكثر من الخير؟ ولا يزال تلاميذه الآن مصابيح هدى يُبيّنون للنّاس... حنا أنّو يروح
يجيبلهم مشاكل من الخارج ؛ ما هي دعوة إلى الله! هذا اشتغال بأمور ما تفيد النّاس
ولا تحلّ مشاكلهم ولا تصلح فسادهم ، وإنّما تلخبط أفهامهم، وقد تسبّب أيضًا سوء
الظّنّ بالمسلمين وبولاة الأمور وتفرّق الكلمة، فالواجب علينا أن نتنبّه
لهذا.
أنا ما أقول هذا من أجل الغمط من أحد، لا –والله- ، ولكنّي أتأسّف على
واقع الدّعوة الّذي تردّى إلى هذا المستوى.
ونسأل الله سبحانه أن يأخذ
بأيدينا وأيديهم إلى الصّلاح والفلاح ، والاستقامة والسّير على منهج الرّسول -صلّى
الله عليه وسلّم- بما ينفعنا وفي ما ينفع النّاس: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ﴾ ، ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ ، هذا منهج الرّسل -عليهم الصّلاة والسّلام-.
نسأل
الله -عزّ وجلّ- أن يُوفّقنا جميعًا لما فيه خيرنا وخير أمّتنا، وصلاحنا وصلاحهم،
وأن يصلح ولاة أمورنا، وأن يأخذ بأيديهم إلى ما فيه الخير للأمّة وما فيه صلاح
الأمّة.
أحد أطراف المملكة - وفيه جهّال كثير- صار يحاضر بينهم بحقوق
الإنسان ؛ المحاضرة التي ألقاها في حقوق الإنسان، وهم أكثرهم بادية وجُهّال ؛ وش
علاقتهم بهذه الأمور: حقوق الإنسان؟ هم واقعين في شرك في جهل في أمور دينهم في خلل
في صلاتهم في عبادتهم، لماذا لا تكون المحاضرة في هذا الشّيء؟ ينتفعون منها
ويستفيدون منها. أمّا حقوق الإنسان، ماهم برايحين يعدّلون حقوق الإنسان. نعم."
(من هنــا
بالصوت)
فتبين الآن جليا
مخالفة الحويني للمنهج النبوي في الدعوة إلى الله ؛ و لا يُقال هذه زلة فقط ؛ فقد
كثرت زلاته و كثر لغطه و شطحاته ، مما يدل على معتقد سقيم و سلوك غير النهج
القويم.
نسأل الله أن يهديه ، و أن يهدي من انخدع به أو يزكيه
كما نسأله
سبحانه أن يكف عنا شر دعاة السوء الذين يتزينون بالزي السلفي ، و أن يُبصِّر الشباب
المنخدع بضلال هؤلاء و أن يوفقهم للتخلص من التعصب لهم ؛ إن ربي لسميع
الدعاء.
و سبحانك الله و بحمدك ؛ أشهد ألا إله إلا أنت ؛ أستغفرك و أتوب
إليك.
و الحمد
لله رب العالمين
إليك.
و الحمد
لله رب العالمين
__________________