[size=25]التعقيب على النسخة المعدلة لمقال الشيخ علي الحلبي (إني أخاف الله)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
طليعة
فقد اطلعت على النسخة المعدلة من مقال الشيخ علي الحلبي (إني أخاف الله)
أكد فيه خطأه، وما زال مصراً على ذَلِكَ وفقني الله وإياه للحق والصواب.
وفي البداية أقول: إن الشيخ علياً الحلبي قَالَ عبارة خاطئة لو سمعتها
لقلت إن لسانه زل، لأن كلامه في آخر جوابه مناقض لأوله، ومبطل له .
حيث إنه قرر عذره لمن يبدعون محمد حسان وأضرابه إذا اتقوا الله في ذَلِكَ،
ودفعهم إليه اجتهادهم بالحق ، ثم في آخر كلامه قَالَ: [من لا يخاف الله
(في تبديعهم)؛ فلْيبدعهم، أما أنا فأخاف الله، وأتقيه في ذَلِكَ].
فظاهر العبارة أن من يبدع محمد حسان وأضرابه لا يخاف الله في فعله وهو
تبديعهم، وفي المقابل؛ أثبت الشيخ علي الحلبي خوفه من الله من تبديعهم،
وأن تقواه من الله تمنعه من ذلك..
والشيخ علي الحلبي بحسب سياق كلامه، وما كتبه في مقاله التبريري يظهر أنه
لم يقصد ما يظهر من العبارة عند من يعرف لغة العرب والعقيدة السلفية.
وكنت أحمله على محمل حسنٍ وقلت لعل (لا) النافية زلة لسان، فسكتُّ عن الموضوع.
ثم لما قرأت مقاله التبريري فإذا هو يصحح العبارة الخاطئة، وجاء بخطإ عقدي
كنت أظنه سالماً منه، فنبهته بمقال علني لأنه أخطأ علناً، ولأني جربت
مناصحته سراً فكان يجادل، فلما أكتب في العلن يتأمل ردي، وربما عدَّل بعض
ما نصحته سراً بتعديله..
لذا كان لزاماً علي أن أرد عليه علناً أرجو من الله أن يوفقه لاتباع الحق، والتراجع عن الخطأ ..
(1)
أريد أن يعلم الشيخ علي الحلبي وجميع الإخوة الَّذِينَ وافقوه على قوله
أني لا أتهم نية الشيخ علي الحلبي، ولا أطعن في مقصده، خاصة بعد أن أفصح
عنه وأبانه، فنحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر.
وما مقالي السابق، ثم هَذَا التعقيب إلا لبيان الحق والصواب، فليس من
العدل تحريم الرد على الشيخ علي الحلبي، أو اتهام من يرد عليه خطأه بأنه
مترصد له، أو يريد إسقاطه، أو أنه يحفر له، أو له نية مبيتة، أو غير
ذَلِكَ من الظنون الفاسدة، بل الواجب حسن الظن، وقبول الحق، وتقبل الرد
بصدر رحب بعيداً عن التشنج، واتهام النيات، والهمز واللمز من بعض من لا
يخاف الله ويتقيه.
فأرجو أن يفهم الشيخ علي الحلبي هَذَا الأمر.
(2)
أخطاء الشيخ علي الحلبي التي أعتقد أنه أخطأ فيها عديدة، قد نبهته سابقاً
مشافهة على بعضها، وكذلك كتبت تعليقات عديدة اشتملت على رد بعض أخطائه،
وكذلك سجلت كلمة مع أحد الإخوة الأفاضل من القدس اشتملت على نصيحة للشيخ
علي الحلبي ضمنتها أهم الأخطاء التي أراها في الشيخ علي الحلبي، وطلبت من
الأخ إيصالها للشيخ علي الحلبي.
وهي أخطاء يجب على الشيخ أن يتراجع عنها، حالها حال أي خطأ قد يقع فيه أبو
عمر العتيبي أو غيره، فنحن نعبدالله بما شرعه الله لا بالأخطاء والمخالفات
الشرعية.
(3)
الخوف من الله عبادة من العبادات، ويجب على المسلم مصاحبة هذه العبادة التي هي من أركان العبادة.
قَالَ العلامة ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في مدارج السالكين(1/517) :
"القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف
والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران، ومتى قطع
الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر، ولكن السلف
استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء، وعند الخروج من
الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناح الخوف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره
قَالَ: "ينبغي للقلب أن تكون الغالب عليه الخوف، فإن غلب عليه الرجاء
فسد"، وقال غيره: "أكمل الأحوال: اعتدال الرجاء والخوف، وغلبة الحب"
فالمحبة هي المركب والرجاء حاد والخوف سائق والله الموصل بمنه وكرمه".
والخوف عبادة لا يمكن أن تدفع لفعل المنكر أو ترك الحق.
قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ
يَخْشَ إِلاَّ اللهَ}،
وَلِهَذَا قَالَ علي بن أبي طلحة عن ابنِ عَبَّاسٍ فِي قوله: { وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ }: لَمْ يَعْبُدْ إلاَّ اللهَ.
قَالَ ابنُ القَيِّمِ في طَرِيْقِ الْهِجْرَتَيْنِ(ص/362): «فَالخَوفُ
عُبُودِيَّةُ القَلْبِ، فَلاَ يَصْلُحُ إلاَّ للهِ، كَالذُّلِّ
وَالإنَابَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالتَّوكُّلِ وَالرَّجَاءِ وَغَيْرِهَا مِنْ
عُبُودِيَّةِ القَلْبِ»
(4)
قرر الشيخ علي الحلبي -كما هو مقرر في الكتاب والسنة- أن الخوف من الله
يدفع لقول الحق، والبعد عن الباطل، فالخوف من الله موجب للحق، مزهق
للباطل، فكيف ينفى هَذَا الموجِب ويكون القصد إثبات موجَبِهُ ومقتضاه.
فإذا كان الخوف من الله هو الدافع للحق وموجبه، وهو المانع من الباطل،
فكيف يسوغ للمؤمن أن يقول: (أنا لا أخاف الله في ترك الباطل وفعل الحق)،
أو كيف يجوز أن يقول مؤمن: (من لم يخف الله في فعل الحق فليفعله)؟!!!
ومن يقول تلك العبارات –ولو كان قصده حسناً- فكأنه يقول: (أنا لا أتقي
الله في ترك الباطل وفعل الحق)، ويقول: (من لم يتق الله في فعل الحق
فليفعله)؟!!!
فهل يستجيز الشيخ علي أن يقول ذَلِكَ؟!!
وهو كذلك مثل من يقول: (أنا لا أعبد الله في ترك الباطل وفعل الحق) ويقول: (من لم يعبد الله في فعل الحق فليفعله)؟!!!
إن نفي الخوف من الله هو نفيٌ لتقواه، وهو نفي لعبادة الله وَهَذَا باطل محض.
فالذي يعي ما يقول، ويعلم أن قول القائل: فلانٌ يخاف الله في تبديع
المبتدع، ظاهر في أن الخوف من الله هو موجب تبديع المبتدع، فكيف يجوز نفي
هَذَا الموجِب والمُقْتَضِي لموجَبِهَ ومقتضاه ويكون المعنى واحداً؟!!
فيكون قول القائل: لا أخاف الله في تبديع فلان، أي: أنه يبدع فلاناً بلا خوفٍ من اللهٍ ولا تقوى، يوضحه :
(5)
أن الشيخ علياً الحلبي ضم إلى خوفه من الله تقواه منه جل وعلا، فدل على
اقتران الخوف بالتقوى، ونفي الخوف نفي للتقوى، فهل يجيز مؤمن أن يقول: أنا
لا أتقي الله في تبديع فلان؟ ثم مع ذَلِكَ يكون ظاهر عبارته أنه يخاف الله
ويتقيه كما ادعى الشيخ علي الحلبي؟!!!
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
طليعة
فقد اطلعت على النسخة المعدلة من مقال الشيخ علي الحلبي (إني أخاف الله)
أكد فيه خطأه، وما زال مصراً على ذَلِكَ وفقني الله وإياه للحق والصواب.
وفي البداية أقول: إن الشيخ علياً الحلبي قَالَ عبارة خاطئة لو سمعتها
لقلت إن لسانه زل، لأن كلامه في آخر جوابه مناقض لأوله، ومبطل له .
حيث إنه قرر عذره لمن يبدعون محمد حسان وأضرابه إذا اتقوا الله في ذَلِكَ،
ودفعهم إليه اجتهادهم بالحق ، ثم في آخر كلامه قَالَ: [من لا يخاف الله
(في تبديعهم)؛ فلْيبدعهم، أما أنا فأخاف الله، وأتقيه في ذَلِكَ].
فظاهر العبارة أن من يبدع محمد حسان وأضرابه لا يخاف الله في فعله وهو
تبديعهم، وفي المقابل؛ أثبت الشيخ علي الحلبي خوفه من الله من تبديعهم،
وأن تقواه من الله تمنعه من ذلك..
والشيخ علي الحلبي بحسب سياق كلامه، وما كتبه في مقاله التبريري يظهر أنه
لم يقصد ما يظهر من العبارة عند من يعرف لغة العرب والعقيدة السلفية.
وكنت أحمله على محمل حسنٍ وقلت لعل (لا) النافية زلة لسان، فسكتُّ عن الموضوع.
ثم لما قرأت مقاله التبريري فإذا هو يصحح العبارة الخاطئة، وجاء بخطإ عقدي
كنت أظنه سالماً منه، فنبهته بمقال علني لأنه أخطأ علناً، ولأني جربت
مناصحته سراً فكان يجادل، فلما أكتب في العلن يتأمل ردي، وربما عدَّل بعض
ما نصحته سراً بتعديله..
لذا كان لزاماً علي أن أرد عليه علناً أرجو من الله أن يوفقه لاتباع الحق، والتراجع عن الخطأ ..
(1)
أريد أن يعلم الشيخ علي الحلبي وجميع الإخوة الَّذِينَ وافقوه على قوله
أني لا أتهم نية الشيخ علي الحلبي، ولا أطعن في مقصده، خاصة بعد أن أفصح
عنه وأبانه، فنحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر.
وما مقالي السابق، ثم هَذَا التعقيب إلا لبيان الحق والصواب، فليس من
العدل تحريم الرد على الشيخ علي الحلبي، أو اتهام من يرد عليه خطأه بأنه
مترصد له، أو يريد إسقاطه، أو أنه يحفر له، أو له نية مبيتة، أو غير
ذَلِكَ من الظنون الفاسدة، بل الواجب حسن الظن، وقبول الحق، وتقبل الرد
بصدر رحب بعيداً عن التشنج، واتهام النيات، والهمز واللمز من بعض من لا
يخاف الله ويتقيه.
فأرجو أن يفهم الشيخ علي الحلبي هَذَا الأمر.
(2)
أخطاء الشيخ علي الحلبي التي أعتقد أنه أخطأ فيها عديدة، قد نبهته سابقاً
مشافهة على بعضها، وكذلك كتبت تعليقات عديدة اشتملت على رد بعض أخطائه،
وكذلك سجلت كلمة مع أحد الإخوة الأفاضل من القدس اشتملت على نصيحة للشيخ
علي الحلبي ضمنتها أهم الأخطاء التي أراها في الشيخ علي الحلبي، وطلبت من
الأخ إيصالها للشيخ علي الحلبي.
وهي أخطاء يجب على الشيخ أن يتراجع عنها، حالها حال أي خطأ قد يقع فيه أبو
عمر العتيبي أو غيره، فنحن نعبدالله بما شرعه الله لا بالأخطاء والمخالفات
الشرعية.
(3)
الخوف من الله عبادة من العبادات، ويجب على المسلم مصاحبة هذه العبادة التي هي من أركان العبادة.
قَالَ العلامة ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في مدارج السالكين(1/517) :
"القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف
والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران، ومتى قطع
الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر، ولكن السلف
استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء، وعند الخروج من
الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناح الخوف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره
قَالَ: "ينبغي للقلب أن تكون الغالب عليه الخوف، فإن غلب عليه الرجاء
فسد"، وقال غيره: "أكمل الأحوال: اعتدال الرجاء والخوف، وغلبة الحب"
فالمحبة هي المركب والرجاء حاد والخوف سائق والله الموصل بمنه وكرمه".
والخوف عبادة لا يمكن أن تدفع لفعل المنكر أو ترك الحق.
قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ
يَخْشَ إِلاَّ اللهَ}،
وَلِهَذَا قَالَ علي بن أبي طلحة عن ابنِ عَبَّاسٍ فِي قوله: { وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ }: لَمْ يَعْبُدْ إلاَّ اللهَ.
قَالَ ابنُ القَيِّمِ في طَرِيْقِ الْهِجْرَتَيْنِ(ص/362): «فَالخَوفُ
عُبُودِيَّةُ القَلْبِ، فَلاَ يَصْلُحُ إلاَّ للهِ، كَالذُّلِّ
وَالإنَابَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالتَّوكُّلِ وَالرَّجَاءِ وَغَيْرِهَا مِنْ
عُبُودِيَّةِ القَلْبِ»
(4)
قرر الشيخ علي الحلبي -كما هو مقرر في الكتاب والسنة- أن الخوف من الله
يدفع لقول الحق، والبعد عن الباطل، فالخوف من الله موجب للحق، مزهق
للباطل، فكيف ينفى هَذَا الموجِب ويكون القصد إثبات موجَبِهُ ومقتضاه.
فإذا كان الخوف من الله هو الدافع للحق وموجبه، وهو المانع من الباطل،
فكيف يسوغ للمؤمن أن يقول: (أنا لا أخاف الله في ترك الباطل وفعل الحق)،
أو كيف يجوز أن يقول مؤمن: (من لم يخف الله في فعل الحق فليفعله)؟!!!
ومن يقول تلك العبارات –ولو كان قصده حسناً- فكأنه يقول: (أنا لا أتقي
الله في ترك الباطل وفعل الحق)، ويقول: (من لم يتق الله في فعل الحق
فليفعله)؟!!!
فهل يستجيز الشيخ علي أن يقول ذَلِكَ؟!!
وهو كذلك مثل من يقول: (أنا لا أعبد الله في ترك الباطل وفعل الحق) ويقول: (من لم يعبد الله في فعل الحق فليفعله)؟!!!
إن نفي الخوف من الله هو نفيٌ لتقواه، وهو نفي لعبادة الله وَهَذَا باطل محض.
فالذي يعي ما يقول، ويعلم أن قول القائل: فلانٌ يخاف الله في تبديع
المبتدع، ظاهر في أن الخوف من الله هو موجب تبديع المبتدع، فكيف يجوز نفي
هَذَا الموجِب والمُقْتَضِي لموجَبِهَ ومقتضاه ويكون المعنى واحداً؟!!
فيكون قول القائل: لا أخاف الله في تبديع فلان، أي: أنه يبدع فلاناً بلا خوفٍ من اللهٍ ولا تقوى، يوضحه :
(5)
أن الشيخ علياً الحلبي ضم إلى خوفه من الله تقواه منه جل وعلا، فدل على
اقتران الخوف بالتقوى، ونفي الخوف نفي للتقوى، فهل يجيز مؤمن أن يقول: أنا
لا أتقي الله في تبديع فلان؟ ثم مع ذَلِكَ يكون ظاهر عبارته أنه يخاف الله
ويتقيه كما ادعى الشيخ علي الحلبي؟!!!
[/size