تهذيب
ترجمة الشيخ عبد المجيد جمعة بقلمه نشر منار السبيل بالجزائر
الحمد لله نحمده
ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له،
ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ
محمدًا عبده ورسوله.
أمّا بعد، فقد وقفت على الترجمة التي نشرت على موقعكم
المحترم، وقد رأيت بعض العبارات مبالغًا فيها، والمرء يعرف قدر نفسه، لذا رأيت
تهذيب هذه الترجمة بما يطابق حال المترجم له، والله المستعان، وعليه
التكلان.
وكتب أبو عبد الرحمن عبد المجيد.
الحمد لله والصلاة والسلام على
رسول الله د:
وبعد، فإنّه قد رغب إلينا بعض النبلاء من أهل اليمن في تقييد ترجمة
لصاحبنا الشيخ أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعة الجزائري، فأجبنا بهذا
المكتوب:
هو أبو عبد الرحمن عبد المجيد بن عمرو المعروف بجمعة، وهو اسم أحد
أجداده، ونسبهم محفوظ في قبيلة زواوة، وهي من قبائل البربر المشهورة التي استوطنت
المغرب الأوسط، وإليها ينسب خلق كثير من العلماء، منهم الإمام العالم أبو يعلى
الزواوي.
ولد المترجم له يوم 14 شوال 1384 هـ الموافق لـ: 16 فبراير 1965م
بمدينة الجزائر المحروسة، وهي دار لجلّة من العلماء في القديم والحديث، فهو جزائري
المولد والمنشأ، وإليها ينسب، فيعرف خارج القطر بجمعة الجزائري، حبّب إليه العلم
صغيرا، فشحذ له غرار عزمه، وامتطى له جواد حزمه، فأخذ عن بعض أهل بلده، ثم أعمل
الركاب، وهو في زمن الشباب على عادة أهل العلم، فقرأ النحو على الفقيه النحوي
المعمّر الشيخ محمد شارف الخطيب بالمسجد الكبير بمدينة الجزائر، وقرأ عليه كتابه
«القواعد الفقهية في إعلام الموقعين»، ومن أبرز شيوخه الفقيه الأصولي الشيخ الفاضل
محمد علي فركوس -حفظه الله-، وله معه طول صحبة، إضافة إلى شغفه بالكتب ومطالعتها،
لاسيما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيّم الجوزية رحمهما الله،
فكانت الكتب لا تكاد تفارق يديه، ولا تتوارى عن عينيه. ثمّ التحق بالمدارس
النظامية، حيث أكمل دراسته بكلّيّة العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر، فتحصّل على
شهادة الليسانس في العلوم الإسلامية بقسم أصول الفقه، ثمّ على شهادة الماجستير، عمل
في ذلك مؤّلفًا كبيرًا في «القواعد الفقهية في إعلام الموقعين للعلاّمة ابن قيّم
الجوزية»، أثنى عليه كلّ من وقع في يده من أهل العلم والفضل، وقد قدّم له الشيخ
العلاّمة بكر بن عبد الله أبو زيد بمقدّمة، لم يسبق أن قدّم لغيره بمثلها، ثمّ نال
شهادة دكتوراه دولة في العلوم الإسلامية بقسم أصول الفقه، وعمل في ذلك مؤلّفا كبيرا
في «اختيارات ابن القيّم الأصوليّة»، بديع الصنع، لم ينسج على منواله، ولم تسمح
قريحة بمثاله.
ثمّ ارتحل مرّات إلى الحجاز لأداء الحجّ أو العمرة، قبل أن يستقرّ
بها مدّة، فكان عاكفًا على مجالس العلم، والسماع من أهل نجد والحرمين، ولقائهم،
وسمع من الشيخ العلاّمة فقيه الأمّة محمد بن صالح العثيمين، فأخذ عنه، وأجازه في
جميع مؤلّفاته، وسمع من الشيخ صالح اللحيدان والشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ
السحيمي، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ مفلح بن سليمان الرشيدي، وأخذ علم القراءة
والتجويد على الشيخ عبيد الأفغاني والشيخ عبد الكريم إسكندر الباكستاني والشيخ إهاب
المصري، وأخذ أصول الفقه على يد الشيخ محمد المختار ابن الشيخ الإمام العلاّمة
الفقيه الأصولي المفسّر محمد الأمين الشنقيطي، وسمع من الشيخ الأصولي عبد الوهاب
الشنقيطي، وأخذ علم المواريث على الشيخ الفرضي الزليباني، وأخذ النحو والأصول على
الشيخ محمد محمد الشنقيطي، ولزم مجلس الشيخ المحدّث ربيع بن الهادي المدخلي، كما
سمع من غيرهم من علماء الحجاز، وكان له اتّصال خاص بالشيخ العلاّمة بكر بن عبد الله
أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء.
ولا أعلم له اجتماعًا بالإمام العلاّمة المجتهد
الفقيه عبد العزيز بن باز والعلاّمة الفقيه محدّث الوقت -بلا منازع- الشيخ الألباني
رحمهما الله إلاّ ما كان بواسطة الهاتف.
وقد ولي الشيخ –حفظه الله- الخطابة
والدروس بباب الوادي -وهو حيّ من أحياء الجزائر- مسقط رأسه، وفي غيره، فجاد بغرر
الخطب في الوعظ والتربية، والدعوة إلى السنّة، والجهر بالحق، وله في ذلك محنة أوذي
فيها فصبر، وكانت له حلقات علمية في شرح سنن أبي داود، وشرح صحيح البخاري، أجاد
فيها وأفاد، استفاد منها كثير من طلبة العلم، قبل أن يسلّط عليه قرار التوقيف عن
جميع الدروس والخطب، كما عمل بالتعليم الثانوي، ثمّ بالتعليم الجامعي قبل أن يوقف
عن مهامه بسبب منهجه وازدحام الطلبة على دروسه. وترأّس مجلة «منابر الهدى» السلفية،
وله تآليف كثيرة ما بين مطبوع ومخطوط، أغلبها لشيخ الإسلام ابن تيمية، منها:
القواعد الفقهية في إعلام الموقعين، نال بها شهادة الماجستير.
اختيارات ابن
القيّم الأصولية، تحصّل بها على شهادة دكتوراه دولة.
ومن رسائل شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله:
المسألة الخلافية في الصلاة خلف المالكية
فتيا فيما يفعله
بعض الخطباء يوم الجمعة
فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
رسالة في عيد
النصارى
تفسير قوله تعالى: }قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم{
فتوى فيما يفعله
الصوفية من صحبة المردان ومؤاخاة النسوان
مسألة في تأخير الصلاة عن
وقتها.
وله تحقيقات أخرى منها:
رسالة في حكم إعفاء اللحى للشيخ محمد حياة
السندي.
شرح أربعين علي القارئ للشيخ محمد حياة السندي.
مسائل أجاب عنها
الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله.
رسالة في الردّ على من أجاز لبس قلنسوة
النصارى للشيخ عليش.
ولنا معه صحبة قديمة، أطلعتنا على محاسن صفاته من دماثة
الخلق، وكرم النفس مع صلابة في الديانة، والصدق والأمانة، والتنزّه عن الرذائل مع
الصيانة، والحياء والتواضع ولين الجانب في بشر يعلو محياه.
وهو رجل رَبعَة أبيض
مشرب بحمرة، ليس بالبدين ولا الهزيل، قد خالط الشيب رأسه ولحيته سمت أهل
العلم.
وهو في هذا الزمان معافى في بدنه وأهله، أدام الله عافيته، وأطال بقاءه،
وصلّى الله وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: أبو يوسف محمد بن علي
الجزائري
الرابط
ترجمة الشيخ عبد المجيد جمعة بقلمه نشر منار السبيل بالجزائر
الحمد لله نحمده
ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له،
ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ
محمدًا عبده ورسوله.
أمّا بعد، فقد وقفت على الترجمة التي نشرت على موقعكم
المحترم، وقد رأيت بعض العبارات مبالغًا فيها، والمرء يعرف قدر نفسه، لذا رأيت
تهذيب هذه الترجمة بما يطابق حال المترجم له، والله المستعان، وعليه
التكلان.
وكتب أبو عبد الرحمن عبد المجيد.
الحمد لله والصلاة والسلام على
رسول الله د:
وبعد، فإنّه قد رغب إلينا بعض النبلاء من أهل اليمن في تقييد ترجمة
لصاحبنا الشيخ أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعة الجزائري، فأجبنا بهذا
المكتوب:
هو أبو عبد الرحمن عبد المجيد بن عمرو المعروف بجمعة، وهو اسم أحد
أجداده، ونسبهم محفوظ في قبيلة زواوة، وهي من قبائل البربر المشهورة التي استوطنت
المغرب الأوسط، وإليها ينسب خلق كثير من العلماء، منهم الإمام العالم أبو يعلى
الزواوي.
ولد المترجم له يوم 14 شوال 1384 هـ الموافق لـ: 16 فبراير 1965م
بمدينة الجزائر المحروسة، وهي دار لجلّة من العلماء في القديم والحديث، فهو جزائري
المولد والمنشأ، وإليها ينسب، فيعرف خارج القطر بجمعة الجزائري، حبّب إليه العلم
صغيرا، فشحذ له غرار عزمه، وامتطى له جواد حزمه، فأخذ عن بعض أهل بلده، ثم أعمل
الركاب، وهو في زمن الشباب على عادة أهل العلم، فقرأ النحو على الفقيه النحوي
المعمّر الشيخ محمد شارف الخطيب بالمسجد الكبير بمدينة الجزائر، وقرأ عليه كتابه
«القواعد الفقهية في إعلام الموقعين»، ومن أبرز شيوخه الفقيه الأصولي الشيخ الفاضل
محمد علي فركوس -حفظه الله-، وله معه طول صحبة، إضافة إلى شغفه بالكتب ومطالعتها،
لاسيما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيّم الجوزية رحمهما الله،
فكانت الكتب لا تكاد تفارق يديه، ولا تتوارى عن عينيه. ثمّ التحق بالمدارس
النظامية، حيث أكمل دراسته بكلّيّة العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر، فتحصّل على
شهادة الليسانس في العلوم الإسلامية بقسم أصول الفقه، ثمّ على شهادة الماجستير، عمل
في ذلك مؤّلفًا كبيرًا في «القواعد الفقهية في إعلام الموقعين للعلاّمة ابن قيّم
الجوزية»، أثنى عليه كلّ من وقع في يده من أهل العلم والفضل، وقد قدّم له الشيخ
العلاّمة بكر بن عبد الله أبو زيد بمقدّمة، لم يسبق أن قدّم لغيره بمثلها، ثمّ نال
شهادة دكتوراه دولة في العلوم الإسلامية بقسم أصول الفقه، وعمل في ذلك مؤلّفا كبيرا
في «اختيارات ابن القيّم الأصوليّة»، بديع الصنع، لم ينسج على منواله، ولم تسمح
قريحة بمثاله.
ثمّ ارتحل مرّات إلى الحجاز لأداء الحجّ أو العمرة، قبل أن يستقرّ
بها مدّة، فكان عاكفًا على مجالس العلم، والسماع من أهل نجد والحرمين، ولقائهم،
وسمع من الشيخ العلاّمة فقيه الأمّة محمد بن صالح العثيمين، فأخذ عنه، وأجازه في
جميع مؤلّفاته، وسمع من الشيخ صالح اللحيدان والشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ
السحيمي، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ مفلح بن سليمان الرشيدي، وأخذ علم القراءة
والتجويد على الشيخ عبيد الأفغاني والشيخ عبد الكريم إسكندر الباكستاني والشيخ إهاب
المصري، وأخذ أصول الفقه على يد الشيخ محمد المختار ابن الشيخ الإمام العلاّمة
الفقيه الأصولي المفسّر محمد الأمين الشنقيطي، وسمع من الشيخ الأصولي عبد الوهاب
الشنقيطي، وأخذ علم المواريث على الشيخ الفرضي الزليباني، وأخذ النحو والأصول على
الشيخ محمد محمد الشنقيطي، ولزم مجلس الشيخ المحدّث ربيع بن الهادي المدخلي، كما
سمع من غيرهم من علماء الحجاز، وكان له اتّصال خاص بالشيخ العلاّمة بكر بن عبد الله
أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء.
ولا أعلم له اجتماعًا بالإمام العلاّمة المجتهد
الفقيه عبد العزيز بن باز والعلاّمة الفقيه محدّث الوقت -بلا منازع- الشيخ الألباني
رحمهما الله إلاّ ما كان بواسطة الهاتف.
وقد ولي الشيخ –حفظه الله- الخطابة
والدروس بباب الوادي -وهو حيّ من أحياء الجزائر- مسقط رأسه، وفي غيره، فجاد بغرر
الخطب في الوعظ والتربية، والدعوة إلى السنّة، والجهر بالحق، وله في ذلك محنة أوذي
فيها فصبر، وكانت له حلقات علمية في شرح سنن أبي داود، وشرح صحيح البخاري، أجاد
فيها وأفاد، استفاد منها كثير من طلبة العلم، قبل أن يسلّط عليه قرار التوقيف عن
جميع الدروس والخطب، كما عمل بالتعليم الثانوي، ثمّ بالتعليم الجامعي قبل أن يوقف
عن مهامه بسبب منهجه وازدحام الطلبة على دروسه. وترأّس مجلة «منابر الهدى» السلفية،
وله تآليف كثيرة ما بين مطبوع ومخطوط، أغلبها لشيخ الإسلام ابن تيمية، منها:
القواعد الفقهية في إعلام الموقعين، نال بها شهادة الماجستير.
اختيارات ابن
القيّم الأصولية، تحصّل بها على شهادة دكتوراه دولة.
ومن رسائل شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله:
المسألة الخلافية في الصلاة خلف المالكية
فتيا فيما يفعله
بعض الخطباء يوم الجمعة
فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
رسالة في عيد
النصارى
تفسير قوله تعالى: }قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم{
فتوى فيما يفعله
الصوفية من صحبة المردان ومؤاخاة النسوان
مسألة في تأخير الصلاة عن
وقتها.
وله تحقيقات أخرى منها:
رسالة في حكم إعفاء اللحى للشيخ محمد حياة
السندي.
شرح أربعين علي القارئ للشيخ محمد حياة السندي.
مسائل أجاب عنها
الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله.
رسالة في الردّ على من أجاز لبس قلنسوة
النصارى للشيخ عليش.
ولنا معه صحبة قديمة، أطلعتنا على محاسن صفاته من دماثة
الخلق، وكرم النفس مع صلابة في الديانة، والصدق والأمانة، والتنزّه عن الرذائل مع
الصيانة، والحياء والتواضع ولين الجانب في بشر يعلو محياه.
وهو رجل رَبعَة أبيض
مشرب بحمرة، ليس بالبدين ولا الهزيل، قد خالط الشيب رأسه ولحيته سمت أهل
العلم.
وهو في هذا الزمان معافى في بدنه وأهله، أدام الله عافيته، وأطال بقاءه،
وصلّى الله وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: أبو يوسف محمد بن علي
الجزائري
الرابط