السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ أكرم بن محمد زيادة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلهوصحبه وسلم وبعد
فهذه ترجمة لفضيلة الشيخ أكرم بن محمد زيادة, أعدتها ابنته أم الدرداء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلهوصحبه وسلم وبعد
فهذه ترجمة لفضيلة الشيخ أكرم بن محمد زيادة, أعدتها ابنته أم الدرداء.
بسم الله الرحمن الرحيم
اسمه:
أكرم بن محمد بن علي بن نمر بن محمود بن زيدان بن زيادة بن أحمد بن زيادة،
من آل زيادة، تقول الكتب التي صُنفت في هذا المجال أن أصوله تعود إلى
الحسن بن علي بن أبي طالب، والوالد الشيخ لا يؤكد هذا ولا ينفيه، خوفاً من
الوقوع في الكفر المتمثل في الطعن في الأنساب، إن طعن في نسب صحيح، أو
اللعن المتمثل في الانتساب إلى غير الآباء الحقيقيين.
أصله:
من بلدة الفالوجة، قضاء غزة، في فلسطين، درة بلاد الشام المباركة، والتي
ترجع أصولها إلى بلدة الفلوجة درة الأنبار على فرات الشام والعراق، وبقيت
هذه البلدة رمز المقاومة والحصار، بعد حرب النكبة الفلسطينية سنة(1948م)
حيث حوصر فيها ـ ومع أهلها ـ الجيش المصري الذي كان يقوده الضابط النوبي
المصري (سيد طه)الملقب بـ (الضبع الأسود) من كبار ضباط الجيش المصري،
والعديد من الضباط الأحرار، ومن بينهم الرئيس المصري الأسبق جمال عبد
الناصر، والذي أكثر من ذكرها في أدبيات ثورة الضباط الأحرار المصرية حيث
كانت مهد التفكير بتلك الثورة، حين استمر الحصار، واستمرت مقاومة الأهالي
إلى أواخر شباط من سنة (1949م)، وبعد الهدنة الشاملة، وانسحاب الجيش
المصري في آخر يوم من شباط (1949م) تم استيلاء اليهود ـ بموجب الهدنة ـ
على البلدة، ثم قاموا بتطهير عرقي شمل من تبقى من سكان البلدة استمر إلى
نيسان من نفس السنة، حيث هاجر كل سكانها إلى قطاع غزة، والخليل، ومخيمات
الضفة الغربية، ومخيمات شرق الأردن، ومخيم اليرموك وغيره من المخيمات
الفلسطينية في سوريا، وباقي مواطن الشتات الفلسطيني في أرجاء العالم، وكان
نصيب العائلة في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم مهد المسيح عليه السلام، وفيه
ولد والدنا الشيخ.
مولده:
وُلِدَ الوالد الشيخ سلخ رجب سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة،
(29/7/1377هـ)، الموافق للثامن عشر من شباط سنة ثمان وخمسين وتسعمائة وألف
من تاريخ النصارى (18/2/1958م.
ووالدته: هي ابنة عم أبيه، زينب بنت عاصي بن رضوان بن محمود بن
زيدان بن زيادة بن أحمد بن زيادة.
دراسته:
تلقى الوالد الشيخ تعليمه الابتدائي في السنوات الابتدائية الثلاث الأولى،
في مدارس مخيم الدهيشة، بيت لحم، قبل نكسة العرب سنة (1967م)، ثم في مدارس
مخيم حطين، بين عمان والزرقاء حتى سنة (1976م) حيث أنهى الثانوية، ثم
التحق بمعهد المعلمين وأنهى دراسته فيه سنة (1978م) ثم التحق بالجيش
العربي الأردني لأداء خدمة العلم الإلزامية والتي أنهاها سنة (1980م)، ثم
عمل مدرسا على مدى ربع قرن من سنة (1981ـ2006م)، ولم يكمل تعليمه الجامعي
المتاح خلال خدمته بسبب الكثير من المحاذير الشرعية المترتبة على ذلك.
كان لخدمة
الوالد الشيخ في الجيش أثرٌ كبير في نفسه حيث ساعدته الظروف القاسية في
الجيش على التمسك بدينه، والإقبال على كتاب ربه، وسنة نبيه، حفظاً
وتعلماً، وقد زامن إنهاءه الخدمة العسكرية في أواخر سنة (1980م) ومطلع
القرن الخامس عشر الهجري استقرار الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني
في عمان.
طلبه العلم الشرعي:أقبل
الوالد الشيخ على طلب العلم الشرعي من خلال القراءة والبحث ـ الذين كان ـ
ولا يزال ـ يعشقهما ـ بعد خروجه من الجيش مباشرة، وبدأ البحث عن علماء
يتلقى على أيديهم علوم القرآن، والسنة، والفقه، والحديث، فلم يوفق إلا إلى
أدعياء علم صوفيين طرقيين، أو أشعريين جاهلين، حاقدين، أو تبليغيين
متصدرين، أو حزبيين متهالكين، لا يستحق أكثرهم الذكر، وإن استفاد من بعض
التبليغيين أكثر من غيرهم، إلى أن التقى بدرة الشام ومحدث العصر الإمام
الألباني.
شيوخه:
من أوائل شيوخ الوالد الشيخ ـ الذين يستحقون الذكر ـ سماحة الوالد عبد
العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ وكان أول جلوسه في مجالسه في
الحرم المكي في رمضان سنة (1400هـ)، ثم أقبل على مجالسه، وسماع فتاواه في
برنامج «نور على الدرب» وغيره من برامج في الإذاعة السعودية، وقراءة كتبه
ورسائله، وكان له معه مراسلات وأسئلة لا يزال يحتفظ بأصولها .
ثم درة
الشام ومحدثها الإمام محمد ناصر الدين الألباني والذي صار يتتبع مجالسه في
الأردن كلما سنحت له ـ أو لهما ـ الفرصة، وكان تواصله معه على الهاتف بعد
العشاء كل ليلة ـ تقريباً ـ من مطلع سنة (1401هـ)، إلى سنة مغادرته إلى
اليمن ـ معاراً للتدريس فيه ـ أواخر سنة (1408هـ) ومن خلال سماع مجالسه
العلمية المسجلة، وكتبه النافعة الماتعة، وبعد رحيله إلى اليمن توطدت
علاقته به أكثر، وَحَصَلَ منه على إجازة شفهية بانتسابه العلمي إليه سنة
(1412هـ) وذلك أن الناس في اليمن كانوا إذا أعلنوا له عن درس، أو محاضرة
نسبوه إليه فقالوا، أو كتبوا: «تلميذ الشيخ الألباني» وكان يتحرج من ذلك،
وفي لقاء للوالد الشيخ مع الإمام الألباني في بيته ومكتبته في صيف تلك
السنة، أخبره بتحرجه من ذلك سيما وأن تلمذته عليه، وطلبه لعلمه كان في
مجالس وأشرطة وكتب، فقال له الإمام الألباني مجيزاً إياه: «لا حرج عليك من
ذلك».
ثم التقى
الوالد الشيخ بعلامة اليمن ومحدثها الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، والذي كان
كثيراً ما يزوره مع أهل ذمار وطلاب العلم فيها، وإذا زاره يقدمه الشيخ
مقبل إلى تلاميذ مركز دماج كلما زاره فيها، تشجيعاً له، وإظهاراً لفضله
الذي لا يعرفه إلا أهل الفضل أمثال الشيخ مقبل، واستفاد الوالد الشيخ في
العديد من مجالسه مع الشيخ مقبل الكثير من الفوائد الحديثية خاصة والعلمية
عامة، وخاصة في «صحيح مسلم»، و«شرح الألفية» لابن عقيل، وغيرهما، وقد
أجازه الشيخ مقبل بإجازة عامة لجميع كتبه ومروياته، ومسموعاته، سجد الوالد
الشيخ لله شكراً يوم حصوله عليها.
ثم علامة
اليمن وفقيهها الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني ـ حفظه الله ـ والذي ضيعه
قومه، والذي أجازه بإجازة عامة لجميع مروياته ومسموعاته ومقروءاته
بأسانيده من كتاب الشوكاني «إتحاف الأكابر»، ومن كتاب: «الدر الفريد فيما
تفرق من الأسانيد» للعلامة عبد الواسع بن يحيى الواسعي.
ثم فضيلة
المقرئ الشيخ عبد الرحمن بن مهدي الديلمي الذماري اليماني الذي قرأ عليه
القرآن حفظاً، وأجازه بإسناده من طريق الشاطبية، والتي قرأ عليه طرفاً
منها أيضاً.
ثم علامة
نجد والحجاز وفقيهها الشيخ محمد بن صالح العثيمين الذي لازم والدنا الشيخ
دروسَه ومجالسَه في المسجد الحرام في المواسم المتتالية في الحج والعمرة
في رمضان ـ خاصة ـ وغيره من المواسم.
وقد جلسَ الوالد الشيخ في مجالس للشيخ حماد الأنصاري في قراءة له من «صحيح البخاري» في المسجد النبوي الشريف خلال سنة (1405هـ).
ثم استفاد
الوالد الشيخ من الشيخ محمد إبراهيم شقرة الذي سمع منه في الأصول، كتاب
«أصول الفقه» لعبد الوهاب خلاف، وفي النحو، كتاب «شرح ملحة الإعراب»،
للحريري، وحفظ متنها، وفي الفقه بعض كتاب «منار السبيل»، وبعض «بلوغ
المرام» وغيرها في تفسير ابن كثير، وغيره.
وشيوخ
الوالد الشيخ الذين جالسهم في: أردن الشام، واليمن، والهند، والسند
(الباكستان) والعراق، والحجاز، وغيرها من البلاد التي زارها كثيرون، يصعب
إحصاؤهم، ونفعه الله كثيراً بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن
القيم، وكتب الإمام الشوكاني، وإمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب،
وعلماء الدعوة في تجد والحجاز، إضافة لكتب شيوخه الذين سبق ذكرهم، وعنايته
بآثارهم وكتبهم واضحة في دروسه كما سترى بعد سطور.
جهوده العلمية ومصنفاته:
اشتغل الوالد الشيخ في الدعوة إلى الله منذ بداية طلبه العلم، وكان له
مجالس علمية منهجية منتظمة في الأردن، في المساجد للرجال، وفي بيتنا
للنساء، وما تفتحت أعيننا وأشقائي وشقيقاتي إلا على مجالس القرآن والدروس
والمواعظ لنا خاصة، وللنساء عامة، ثم في اليمن، حيث كان إماماً، وخطيباً،
وداعيةً متجولاً في جميع أنحاء الأردن في العقد الأول من القرن الخامس عشر
الهجري، ثم في كثير من محافظات، ومخاليف، ومرابع اليمن الميمون، ثم عاد
إلى الأردن سنة (1413هـ) وكان له ـ فضلاً عن الاشتغال بتحصيل العلم ـ نشره
بنقل كثير من الدروس التي يحضرها إلى مسجده، وغيره من المساجد الأخرى،
وأمسك عن نشر التصنيف حتى أتمَّ الأربعين من عمره ـ بل تجاوزها قليلاً ـ
تيمناً ببعثة نبينا ـ عليه السلام ـ بعد الأربعين، وانتهاجاً لمنهج
السيوطي الذي بدأ التصنيف بعد الأربعين، وكان ـ مع عدم كفه عن الكتابة،
وإعادة النظر فيما يكتب ـ دائماً يردد: «من كتب فقد فتح عقله ونشره بين
أيدي الناقدين».
وأكب
الوالد الشيخ على كتب الإمام الطبري وخاصة «جامع البيان في تاويل آي
القرآن»، و«التاريخ»، و«وتهذيب الآثار»، و«صريح السنة»، وغيرها من كتب لها
تعلق بكتب الطبري المطبوعة، وخاصة كتب التاريخ والرجال الذي هو شغوف بها،
فترجم لشيوخ الطبري، في:
1ـ «معجم شيوخ الطبري» مطبوع، ثم ترجم لجميع رجاله، في:
2ـ «المعجم الصغير لرواة ابن جرير» مطبوع. ثم توسع في تراجم هذا الكتاب في:
3ـ«المعجم الكبير لرواة ابن جرير» مخطوط، ثم حقق وشرح «صريح السنة» له في الدورة العلمية السادسة من دورات مركز الإمام الألباني في:
4ـ«تمام المنة في تقريب صريح السنة»، ثم رتب كتاب «تهذيب الآثار» له على أبواب الفقه في:
5ـ«إتحاف الأبرار في ترتيب «تهذيب الآثار» مخطوط، ثم استخلص من تراجم الرجال والفوائد كتاباً تربوياً أسماه:
6ـ «الجامع الحثيث في أخبار أهل الحديث في القرنين الثاني والثالث» مخطوط، ثم أخرج كتاب:
7ـ «ترسيخ المدخل إلى علم التاريخ» في الدورة العلمية السابعة من دورات مركز الإمام الألباني. مطبوع، ثم كتاب:
8ـ «الأسس المشيدة ي التوحيد والعقيدة»؛ مجالس علمية في مركز الإمام الألباني في الدورة الثامنة، مطبوع، وقبله:
9ـ «فتوح رب البرية في تقريب قواعد التدمرية» مخطوط في الدورة العلمية الخامسة من دورات مركز الإمام الألباني، ثم
10ـ «أسنى المطالب في صلة الأرحام والأقارب» تحقيق، وتخريج، وضبط، وتعليق، حققه على خمس مخطوطات، مطبوع، ثم:
11ـ «الرياض الروية في شرح الفتوى الحموية» في ثلاثين مجلس عقدي مطبوع. وفي الفقه:
12ـ رياض الجنة في التعليق على تمام المنة وفقه السنة» في نحو (200) مجلس علمي، مخطوط.
وغيرها
كثير من البحوث التي يمكن أن تطبع على شكل رسائل، ونشرَتْها مجلة
«الأصالة» السلفية في العديد من أعدادها، والعديد من المقالات في الصحف،
والمجلات، وعبر الشبكة الالكترونية.
أما المواد المسموعة المسجلة التي دَرَّسَها الوالد الشيخ فهي كثيرة جداً في مختلف العلوم، ففي التجويد: وقد شرح فيه عدة
أكرم بن محمد بن علي بن نمر بن محمود بن زيدان بن زيادة بن أحمد بن زيادة،
من آل زيادة، تقول الكتب التي صُنفت في هذا المجال أن أصوله تعود إلى
الحسن بن علي بن أبي طالب، والوالد الشيخ لا يؤكد هذا ولا ينفيه، خوفاً من
الوقوع في الكفر المتمثل في الطعن في الأنساب، إن طعن في نسب صحيح، أو
اللعن المتمثل في الانتساب إلى غير الآباء الحقيقيين.
أصله:
من بلدة الفالوجة، قضاء غزة، في فلسطين، درة بلاد الشام المباركة، والتي
ترجع أصولها إلى بلدة الفلوجة درة الأنبار على فرات الشام والعراق، وبقيت
هذه البلدة رمز المقاومة والحصار، بعد حرب النكبة الفلسطينية سنة(1948م)
حيث حوصر فيها ـ ومع أهلها ـ الجيش المصري الذي كان يقوده الضابط النوبي
المصري (سيد طه)الملقب بـ (الضبع الأسود) من كبار ضباط الجيش المصري،
والعديد من الضباط الأحرار، ومن بينهم الرئيس المصري الأسبق جمال عبد
الناصر، والذي أكثر من ذكرها في أدبيات ثورة الضباط الأحرار المصرية حيث
كانت مهد التفكير بتلك الثورة، حين استمر الحصار، واستمرت مقاومة الأهالي
إلى أواخر شباط من سنة (1949م)، وبعد الهدنة الشاملة، وانسحاب الجيش
المصري في آخر يوم من شباط (1949م) تم استيلاء اليهود ـ بموجب الهدنة ـ
على البلدة، ثم قاموا بتطهير عرقي شمل من تبقى من سكان البلدة استمر إلى
نيسان من نفس السنة، حيث هاجر كل سكانها إلى قطاع غزة، والخليل، ومخيمات
الضفة الغربية، ومخيمات شرق الأردن، ومخيم اليرموك وغيره من المخيمات
الفلسطينية في سوريا، وباقي مواطن الشتات الفلسطيني في أرجاء العالم، وكان
نصيب العائلة في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم مهد المسيح عليه السلام، وفيه
ولد والدنا الشيخ.
مولده:
وُلِدَ الوالد الشيخ سلخ رجب سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة،
(29/7/1377هـ)، الموافق للثامن عشر من شباط سنة ثمان وخمسين وتسعمائة وألف
من تاريخ النصارى (18/2/1958م.
ووالدته: هي ابنة عم أبيه، زينب بنت عاصي بن رضوان بن محمود بن
زيدان بن زيادة بن أحمد بن زيادة.
دراسته:
تلقى الوالد الشيخ تعليمه الابتدائي في السنوات الابتدائية الثلاث الأولى،
في مدارس مخيم الدهيشة، بيت لحم، قبل نكسة العرب سنة (1967م)، ثم في مدارس
مخيم حطين، بين عمان والزرقاء حتى سنة (1976م) حيث أنهى الثانوية، ثم
التحق بمعهد المعلمين وأنهى دراسته فيه سنة (1978م) ثم التحق بالجيش
العربي الأردني لأداء خدمة العلم الإلزامية والتي أنهاها سنة (1980م)، ثم
عمل مدرسا على مدى ربع قرن من سنة (1981ـ2006م)، ولم يكمل تعليمه الجامعي
المتاح خلال خدمته بسبب الكثير من المحاذير الشرعية المترتبة على ذلك.
كان لخدمة
الوالد الشيخ في الجيش أثرٌ كبير في نفسه حيث ساعدته الظروف القاسية في
الجيش على التمسك بدينه، والإقبال على كتاب ربه، وسنة نبيه، حفظاً
وتعلماً، وقد زامن إنهاءه الخدمة العسكرية في أواخر سنة (1980م) ومطلع
القرن الخامس عشر الهجري استقرار الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني
في عمان.
طلبه العلم الشرعي:أقبل
الوالد الشيخ على طلب العلم الشرعي من خلال القراءة والبحث ـ الذين كان ـ
ولا يزال ـ يعشقهما ـ بعد خروجه من الجيش مباشرة، وبدأ البحث عن علماء
يتلقى على أيديهم علوم القرآن، والسنة، والفقه، والحديث، فلم يوفق إلا إلى
أدعياء علم صوفيين طرقيين، أو أشعريين جاهلين، حاقدين، أو تبليغيين
متصدرين، أو حزبيين متهالكين، لا يستحق أكثرهم الذكر، وإن استفاد من بعض
التبليغيين أكثر من غيرهم، إلى أن التقى بدرة الشام ومحدث العصر الإمام
الألباني.
شيوخه:
من أوائل شيوخ الوالد الشيخ ـ الذين يستحقون الذكر ـ سماحة الوالد عبد
العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ وكان أول جلوسه في مجالسه في
الحرم المكي في رمضان سنة (1400هـ)، ثم أقبل على مجالسه، وسماع فتاواه في
برنامج «نور على الدرب» وغيره من برامج في الإذاعة السعودية، وقراءة كتبه
ورسائله، وكان له معه مراسلات وأسئلة لا يزال يحتفظ بأصولها .
ثم درة
الشام ومحدثها الإمام محمد ناصر الدين الألباني والذي صار يتتبع مجالسه في
الأردن كلما سنحت له ـ أو لهما ـ الفرصة، وكان تواصله معه على الهاتف بعد
العشاء كل ليلة ـ تقريباً ـ من مطلع سنة (1401هـ)، إلى سنة مغادرته إلى
اليمن ـ معاراً للتدريس فيه ـ أواخر سنة (1408هـ) ومن خلال سماع مجالسه
العلمية المسجلة، وكتبه النافعة الماتعة، وبعد رحيله إلى اليمن توطدت
علاقته به أكثر، وَحَصَلَ منه على إجازة شفهية بانتسابه العلمي إليه سنة
(1412هـ) وذلك أن الناس في اليمن كانوا إذا أعلنوا له عن درس، أو محاضرة
نسبوه إليه فقالوا، أو كتبوا: «تلميذ الشيخ الألباني» وكان يتحرج من ذلك،
وفي لقاء للوالد الشيخ مع الإمام الألباني في بيته ومكتبته في صيف تلك
السنة، أخبره بتحرجه من ذلك سيما وأن تلمذته عليه، وطلبه لعلمه كان في
مجالس وأشرطة وكتب، فقال له الإمام الألباني مجيزاً إياه: «لا حرج عليك من
ذلك».
ثم التقى
الوالد الشيخ بعلامة اليمن ومحدثها الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، والذي كان
كثيراً ما يزوره مع أهل ذمار وطلاب العلم فيها، وإذا زاره يقدمه الشيخ
مقبل إلى تلاميذ مركز دماج كلما زاره فيها، تشجيعاً له، وإظهاراً لفضله
الذي لا يعرفه إلا أهل الفضل أمثال الشيخ مقبل، واستفاد الوالد الشيخ في
العديد من مجالسه مع الشيخ مقبل الكثير من الفوائد الحديثية خاصة والعلمية
عامة، وخاصة في «صحيح مسلم»، و«شرح الألفية» لابن عقيل، وغيرهما، وقد
أجازه الشيخ مقبل بإجازة عامة لجميع كتبه ومروياته، ومسموعاته، سجد الوالد
الشيخ لله شكراً يوم حصوله عليها.
ثم علامة
اليمن وفقيهها الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني ـ حفظه الله ـ والذي ضيعه
قومه، والذي أجازه بإجازة عامة لجميع مروياته ومسموعاته ومقروءاته
بأسانيده من كتاب الشوكاني «إتحاف الأكابر»، ومن كتاب: «الدر الفريد فيما
تفرق من الأسانيد» للعلامة عبد الواسع بن يحيى الواسعي.
ثم فضيلة
المقرئ الشيخ عبد الرحمن بن مهدي الديلمي الذماري اليماني الذي قرأ عليه
القرآن حفظاً، وأجازه بإسناده من طريق الشاطبية، والتي قرأ عليه طرفاً
منها أيضاً.
ثم علامة
نجد والحجاز وفقيهها الشيخ محمد بن صالح العثيمين الذي لازم والدنا الشيخ
دروسَه ومجالسَه في المسجد الحرام في المواسم المتتالية في الحج والعمرة
في رمضان ـ خاصة ـ وغيره من المواسم.
وقد جلسَ الوالد الشيخ في مجالس للشيخ حماد الأنصاري في قراءة له من «صحيح البخاري» في المسجد النبوي الشريف خلال سنة (1405هـ).
ثم استفاد
الوالد الشيخ من الشيخ محمد إبراهيم شقرة الذي سمع منه في الأصول، كتاب
«أصول الفقه» لعبد الوهاب خلاف، وفي النحو، كتاب «شرح ملحة الإعراب»،
للحريري، وحفظ متنها، وفي الفقه بعض كتاب «منار السبيل»، وبعض «بلوغ
المرام» وغيرها في تفسير ابن كثير، وغيره.
وشيوخ
الوالد الشيخ الذين جالسهم في: أردن الشام، واليمن، والهند، والسند
(الباكستان) والعراق، والحجاز، وغيرها من البلاد التي زارها كثيرون، يصعب
إحصاؤهم، ونفعه الله كثيراً بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن
القيم، وكتب الإمام الشوكاني، وإمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب،
وعلماء الدعوة في تجد والحجاز، إضافة لكتب شيوخه الذين سبق ذكرهم، وعنايته
بآثارهم وكتبهم واضحة في دروسه كما سترى بعد سطور.
جهوده العلمية ومصنفاته:
اشتغل الوالد الشيخ في الدعوة إلى الله منذ بداية طلبه العلم، وكان له
مجالس علمية منهجية منتظمة في الأردن، في المساجد للرجال، وفي بيتنا
للنساء، وما تفتحت أعيننا وأشقائي وشقيقاتي إلا على مجالس القرآن والدروس
والمواعظ لنا خاصة، وللنساء عامة، ثم في اليمن، حيث كان إماماً، وخطيباً،
وداعيةً متجولاً في جميع أنحاء الأردن في العقد الأول من القرن الخامس عشر
الهجري، ثم في كثير من محافظات، ومخاليف، ومرابع اليمن الميمون، ثم عاد
إلى الأردن سنة (1413هـ) وكان له ـ فضلاً عن الاشتغال بتحصيل العلم ـ نشره
بنقل كثير من الدروس التي يحضرها إلى مسجده، وغيره من المساجد الأخرى،
وأمسك عن نشر التصنيف حتى أتمَّ الأربعين من عمره ـ بل تجاوزها قليلاً ـ
تيمناً ببعثة نبينا ـ عليه السلام ـ بعد الأربعين، وانتهاجاً لمنهج
السيوطي الذي بدأ التصنيف بعد الأربعين، وكان ـ مع عدم كفه عن الكتابة،
وإعادة النظر فيما يكتب ـ دائماً يردد: «من كتب فقد فتح عقله ونشره بين
أيدي الناقدين».
وأكب
الوالد الشيخ على كتب الإمام الطبري وخاصة «جامع البيان في تاويل آي
القرآن»، و«التاريخ»، و«وتهذيب الآثار»، و«صريح السنة»، وغيرها من كتب لها
تعلق بكتب الطبري المطبوعة، وخاصة كتب التاريخ والرجال الذي هو شغوف بها،
فترجم لشيوخ الطبري، في:
1ـ «معجم شيوخ الطبري» مطبوع، ثم ترجم لجميع رجاله، في:
2ـ «المعجم الصغير لرواة ابن جرير» مطبوع. ثم توسع في تراجم هذا الكتاب في:
3ـ«المعجم الكبير لرواة ابن جرير» مخطوط، ثم حقق وشرح «صريح السنة» له في الدورة العلمية السادسة من دورات مركز الإمام الألباني في:
4ـ«تمام المنة في تقريب صريح السنة»، ثم رتب كتاب «تهذيب الآثار» له على أبواب الفقه في:
5ـ«إتحاف الأبرار في ترتيب «تهذيب الآثار» مخطوط، ثم استخلص من تراجم الرجال والفوائد كتاباً تربوياً أسماه:
6ـ «الجامع الحثيث في أخبار أهل الحديث في القرنين الثاني والثالث» مخطوط، ثم أخرج كتاب:
7ـ «ترسيخ المدخل إلى علم التاريخ» في الدورة العلمية السابعة من دورات مركز الإمام الألباني. مطبوع، ثم كتاب:
8ـ «الأسس المشيدة ي التوحيد والعقيدة»؛ مجالس علمية في مركز الإمام الألباني في الدورة الثامنة، مطبوع، وقبله:
9ـ «فتوح رب البرية في تقريب قواعد التدمرية» مخطوط في الدورة العلمية الخامسة من دورات مركز الإمام الألباني، ثم
10ـ «أسنى المطالب في صلة الأرحام والأقارب» تحقيق، وتخريج، وضبط، وتعليق، حققه على خمس مخطوطات، مطبوع، ثم:
11ـ «الرياض الروية في شرح الفتوى الحموية» في ثلاثين مجلس عقدي مطبوع. وفي الفقه:
12ـ رياض الجنة في التعليق على تمام المنة وفقه السنة» في نحو (200) مجلس علمي، مخطوط.
وغيرها
كثير من البحوث التي يمكن أن تطبع على شكل رسائل، ونشرَتْها مجلة
«الأصالة» السلفية في العديد من أعدادها، والعديد من المقالات في الصحف،
والمجلات، وعبر الشبكة الالكترونية.
أما المواد المسموعة المسجلة التي دَرَّسَها الوالد الشيخ فهي كثيرة جداً في مختلف العلوم، ففي التجويد: وقد شرح فيه عدة