هل يكفي أن نقرأ القرآن والحديث دون فهمهما على ضوء فهم
الصحابة والسلف
الصالح ؟
هل التحذير من أهل البدع
والأهواء مطلوب ؟
أم هو ضياع وعبث لا فائدة منه ؟
هل كان
السلف يقولون :
اشتغلوا بالعلم ودعوا التفريق بين المسلمين ؟
كنت في زيارة للشيخ الفاضل صالح الفوزان بمكتبه في الرياض مع
أحد الإخوة ،
فسأل
فضيلة الشيخ :
هل يعاب المرء
بكثرة ردوده على المخالفين - معرضاً بعلي رضا -
فقال الشيخ حفظه
الله :
لا يعاب بل يثاب !
هذا جواب من فقه دين الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم وفهم منهج السلف
الصالح .
إن
الآثار المستفيضة عن السلف رحمهم الله تقطع بضرورة الرد والتحذير والكشف
عن حقيقة المخالف دون مداهنة أو تمييع أو تأخير !
وهذا ما حدا بالإمام المبجل أحمد بن حنبل أن يشدد في هذا الجانب
تشديداً عظيماً
جعله لا يبالي بخشوع الرجل وعبادته أو حتى روايته للحديث
إذا كان مبتدعاً !
قال أبو داود السجستاني : قلت لأبي عبد الله
أحمد بن حنبل :
أرى رجلاً من أهل السنة
مع رجل من أهل
البدعة ،
أترك كلامه ؟
قال :
لا ،
أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه
صاحب بدعة ، فإن ترك كلامه ، وإلا فألحقه
به 0
قال ابن مسعود : المرء بخدنه .
هكذا أخرجه
ابن أبي يعلى في ( طبقات الحنابلة ) 1/ 160 بإسناد صحيح 0
وقد ذكر
المؤلف قصة أخرى فيها عظيم العبرة لمن اعتبر ؛
وذلك في ترجمة علي
بن أبي خالد
الذي قال لأحمد بن حنبل رحمه الله :
( إن هذا
الشيخ - لشيخ حضر معنا - هو جاري وقد نهيته
عن رجل ، ويحب أن يسمع قولك فيه
:
حارث القصير - يعني حارثاً المحاسبي - وقد كنت
رأيتني معه
منذ سنين كثيرة ، فقلت لي : لا تجالسه ، ولا تكلمه !
فلم أكلمه حتى
الساعة ، وهذا الشيخ يجالسه
؛ فما تقول فيه ؟
قال
:
فرأيت أحمد قد احمر لونه ، وانتفخت أوداجه وعيناه ، وما رأيته هكذا
قط 0
ثم جعل ينتفض
ويقول :
ذاك فعل الله به
وفعل ؛ ليس يعرف ذاك إلا من خبره وعرفه ، أويه ، أويه !
ذاك لا
يعرفه إلا من خبره وعرفه 0
ذاك جالسه المغازلي ، ويعقوب ، وفلان ؛
فأخرجهم إلى رأي جهم 0
هلكوا بسببه !
فقال الشيخ
:
يا أبا عبد الله ! يروي الحديث ، ساكن ، خاشع ، من قصته ومن قصته
؟
فغضب أبو عبد الله وجعل يقول :
لا يغرك خشوعه
ولينه ، ويقول :
لا تغتر بتنكيس رأسه ؛ فإنه رجل سوء !
ذاك لا يعرفه إلا من قد خبره ؛ لا تكلمه ، ولا كرامة له
!
كل من حدث بأحاديث رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وكان
مبتدعاً تجلس إليه ؟
لا ، ولا كرامة ، ولا نعمى عين ! وجعل يقول : ذاك ،
ذاك ) 0
قلت :
والله ! إني لأعلم من هذا الصنف الذي
حذر منه الإمام أحمد بعض الذين يماشون الصوفية ،
ويوافقونهم على خرافاتهم ،
بل ويزينونها لهم !
ثم يقال عنهم : الفقيه ! احضروا لهم ، واستفيدوا
منهم ،
وما عرفوه ( الفقيه ! ) كما
عرفه من خبره كشيخنا الربيع
حفظه الله !
فهؤلاء مميعون لمنهج السلف - وإن كانوا علماء - وقد
يعتذر لهم بقول أحمد السابق :
ساكن ، خاشع ،
عابد ، قانت ،
فقيه ، علامة !!!!
ونحن نقول لهؤلاء :
من
عرف حجة على من لم يعرف ! أنتم ما خبرتموهم كما خبره غيركم
، ممن
قيضه الله تعالى لكشفهم وبيان حالهم ،
فإن لم تكونوا صفاً
واحداً معنا ؛ فلا تدافعوا عنهم على أقل
الأحوال !
وكم سمعنا
من هذا الذي يقال عنه ما سبق :
طعنه في أئمة الجرح والتعديل كالحافظ
الذهبي وأن الله
سيحاسبه على غيبته ، وطعنه في أعراض المسلمين !!!!
أما الحزبيون التكفيريون فهؤلاء ينطبق عليهم قول النبي صلى
الله عليه وآله وسلم
بأنهم كلاب أهل النار !
وما حوادث
التفجير والتدمير والذبح والتقتيل هنا وهناك إلا بسبب الفكر
الخارجي
والأهواء المضلة وقراءة كتب سيد ، والمودودي ، وفلان ، وفلان !
يقول أحد كبارهم في ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص110 :
( في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد ( ! ) سيد قطب التي تمثل
المرحلة الأخيرة
من تفكيره ، والتي تنضح بتكفير المجتمع ( ! ) وتأجيل
الدعوة إلى النظام
الإسلامي ، والسخرية بفكرة تجديد الفقه
وتطويره وإحياء الاجتهاد ( ! ) وتدعو إلى
العزلة الشعورية عن
المجتمع ، وقطع العلاقة مع الآخرين ، وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة
000 ) 0
وأقول :
ما أقبح قول هذا الحزبي في زعمه
الشهادة لرجل تكفيري لم يسبق لمثل تكفيره
أجداده من الخوارج والمعتزلة
!!
وإن تعجب فعجب إطلاق أحدهم اسم ( الداعية الكبير ) على هذا
الذي كان أضل من
حمار أبيه وأجهل !
يقول الإمام البربهاري
المتوفى سنة 329 هجرية في كتابه القيم :
( شرح السنة ) ص119 :
( واعلم أن الأهواء كلها ردية ؛ تدعو كلها إلى السيف - يعني الخروج
على السلطان
وقتاله - وأردؤها وأكفرها الروافض والمعتزلة والجهمية
؛ فإنهم يريدون الناس على
التعطيل والزندقة ) 0
وقد جمع إمامهم
هذا كله ؛ فهنيئاً لكم - معشر الحزبيين - بهذا الإمام الهمام !!
اللهم يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا به حتى نلقاك 0
وكتب : علي رضا بن عبد الله بن علي رضا المصدر : http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=1852