الحمد لله رب العالمين هذه بعض المخالفات و الردود على أبي إسحاق الحويني - هداه الله - ( تعزيزا لموضوع الأخ أبا عبيدة حفظه الله ) والتي جمعها بعض إخواننا نسأل الله أي يجعلها في ميزان حسناتهم ...آمين
(1) تكفير المُصرِّ على المعصية:
[/size]
السؤال: بعض أهل العلم يقولون بكفر فاعل المعصية المصر عليها، وأن التوبة شرط لكي يعود مسلماً من جديد؟
قال أبو إسحاق الحويني هداه الله وسدده إلى الحق مجيبا على هذا السؤال :
( أما الرجل المصر على المعصية، وهو يعلم أنها معصية فهذا مستحل ! ، وهذا كفره ظاهر !! ، كأن يقول: الربا أنا أعلم أنه حرام لكنني سآكله، والزنا حرام لكنني سأفعله.. هذا واضح الاستحلال فيه !!، فلا شك في كفر مثل هذا الرجل. أما مسألة المعصية غير المصر عليها فلا يكفر بها بطبيعة الحال، وهو مسلم حتى وإن عصى، فكلمة يرجع للإسلام من جديد إذا كان قيد الكلام بالاستحلال فهذا لا شك فيه، رجل استحل المعصية وهو يعلم أنها معصية وفعلها واستحلها هذا يكفر ويخرج من الملة؛ حتى يرجع إلى الإسلام ولابد أن يتوب ويغتسل وينطق بالشهادتين، ويرجع إلى الإسلام من جديد.. والله أعلم. ) ا هــ
أما العلماء فيقولون :
الشيخ محمد بن صالح العثيمين عليه رحمة الله:
السؤال: فضيلة الشيخ ما هو ضابط الاستحلال الذي يكفر به العبد ؟
الجواب:
(( الاستحلال: هو أن يعتقد حِلَّ ما حرمه الله. وأما الاستحلال الفعلي فينظر: إن كان هذا الاستحلال مما يكفِّر فهو كافر مرتد، فمثلاً لو أن الإنسان تعامل بالربا، ولا يعتقد أنه حلال لكنه يصر عليه، فإنه لا يكفر؛ لأنه لا يستحله، ولكن لو قال: إن الربا حلال، ويعني بذلك الربا الذي حرمه الله فإنه يكفر؛ لأنه مكذب لله ورسوله. الاستحلال إذاً: استحلال فعلي واستحلال عقدي بقلبه. فالاستحلال الفعلي: ينظر فيه للفعل نفسه، هل يكفر أم لا؟ ومعلوم أن أكل الربا لا يكفر به الإنسان، لكنه من كبائر الذنوب، أما لو سجد لصنم فهذا يكفر.. لماذا؟ لأن الفعل يكفر؛ هذا هو الضابط ولكن لابد من شرط آخر وهو: ألا يكون هذا المستحل معذوراً بجهله، فإن كان معذوراً بجهله فإنه لا يكفر، مثل أن يكون إنسان حديث عهد بالإسلام لا يدري أن الخمر حرام، فإن هذا وإن استحله فإنه لا يكفر، حتى يعلم أنه حرام؛ فإذا أصر بعد تعليمه صار كافراً. )) اهـ رحمه الله
والفرق بين كلام الشيخ العلامة العثيمين رحمه الله وبين كلام الحويني ....هو الفرق بين قول أهل السنة وبين قول الخوارج !! نسأل الله السلامة ولكن أقول كما قال الشيخ الألباني رحمه الله عن سفر وسلمان ...
من باب (و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) – ما أدري هو لا يصرّح بأن كل كبيرة هي مكفرة! لكنه يدندن حول بعض الكبائر و يسكت ! أو يمرّ على الكبائر الأخرى! فهو يقول بقول أهل السنة أحيانا ويقول بقول الخوارج أحيانا أخرى !! ولا أدري هل هذا مكر منه أم جهل !...ولكن هو أصرّ على كلامه كما سيأتي مما يبين لك انحراف الرجل عقائديا وعناده في هذه المسألة وفي غيرها أيضا ...
(2) إصراره على تكفير المُصرِّ على المعصية عندما ردّ على من أدانه بكلامه السابق !!:
قال الحويني - عفا الله عنه - في مقالة رد فيها على منتقديه على موقعه الخاص:
((الأخوة : بعض مالم يحسن الفهم مع ما أراه من القرائن الظاهرة من سوء القصد أشاعوا عنى مقالة ما اعتقدتها بقلبى يوما من الأيام و لا تلفظ بها لسانى و لا في الخلوات . فضلا عن هذه المشاهد
هذه المقالة الفاجرة الآثمة تقول : إننى أكفر المسلمين بالكبيرة . فأنا أنشد طلاب العلم الذين يسمعوننى منذ قرابة خمسة وعشرون سنة و انا أخطب على المنابر . هل سمعوا مني فى يوم من الأيام انني قلت أن فاعل الكبيرة كـافر !!
فوالله ما اعتقدتها يوما من الأيام حتي و أنا حدث فى الطلب . إنما غرهم عبارة سمعوها مع ما أراه من القرائن الظاهرة من سوء القصد .
سمعوا مقالة لى هى انني قلت : " إن المَصِر مستحل " ثم ضربت مثلا فقلت : " لو قال رجلا إن الله عز وجل حرم الربا و و لكنى آكله فذا كافر لا إشكال فى كفره " . هذه العبارة التي قلتها .
قــالوا : المصر مستحل !! هذا لم يقل به أحد .
قلت : أنا ما تكلمت عن من هو المصر . و ما ورد فى كلامى أصلا تعريف المصر . و لكن إذا كان الكلام مجملاً ( و هذا كلام أهل العلم ) ثم ورد بعده مَثَل فينبغي أن نرد الكلام المجمل للمثل لأن الأمثال من باب المبين و لذلك يضربها الله عز وجل لتبين الكلام .
قال عمرو بن مرة : " إذا سمعت مثلا ضربه الله عز وجل فلم أفهمه بكيت على نفسي . لأن الله عز وجل يقول : " و تلك الأمثال نضربها للناس و ما يعقلها إلا العالمون " .
فكل الأمثال من باب المبين . فأنا إذا قلت : " إن المصر مستحل " هذا كلام مجمل . ثم قلت مثال - حتى أبين معني الكلام السابق - إذا قال رجلا إن الله حرم الربا أو حرم الزنا أو حرم العقوق أو حرم أي شيء لكنى أفعله . فهذا واضح أنه كفر إباء . و لكني ما قلت من هم المصر . فحين إذن أبين برغم أن الصورة فى غاية الجلاء وغاية الوضوح .
المصر : ليس هو الذي يفعل الذنب و يكرره و لو مرارا . إن تكرار الذنب لا يدل على الإصرار . و يدل عليه أحاديث كما قال صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن رب العزة من حديث أبى هريرة عند مسلم ، قال الله عز وجل : " أذنب عبدي ذنبا ، فقال ربى : إنى أذنبت ذنبا فاغفر لي ، فقال الله عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ، ثم أذنبت ذنبا ، فقال ربى : إنى أذنبت ذنبا فاغفر لي ، فقال الله عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ، غفرت لعبدي ثم أذنبت ذنبا، فقال مثل هذه المقالة فقال الله عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ، غفرت لعبدي فليفعل عبدي ما شاء " .
العبد اذا كرر الذنب مرارا و تكرارا لا يدل على الإصرار ، والفعل بمجرده أيضا لا يدل على الإصرار . يعنى واحد واضع أمواله في البنوك ، فيقال له هذا ربا ، فيقول : الله يتوب عليه أعمل إيه . لا أجد من يشغل لي أموالى ، الأمانة راحت ، و ضعنا أموالنا في الشركة الفلانية سرقوها ، وضعناها في الشركة العلانية سرقوها ، أنا ماذا أفعل ؟ ربنا يتوب عليه .
هذا لا يكفر و إن كان مرتكبا لهذه الكبيرة الموبقة ، وهو وضع الأموال في البنوك ، أنسوى بين هذا الذي قال هذا الكلام و بين من يقول : إن الله حرم الربا و لكنى آكله ، من الذي يسوى بين هذا في العالمين ؟؟!!!
لا يشك أحد في كفر هذا الجنس على الإطلاق !! ، والتكفير حق الله تعالى لا يحل لأحد أن يقدم عليه إلا بدليل أوضح من شمس النهار ، و قد نقل العز بن عبد السلام إجمـاع العلماء أن من قال ( فى العلم الضروري ) إن الظهر ركعتان أو العصر ركعتان أو المغرب أربعة أو الأوقات ثلاثة أنه كـافر بإجماع المسلمين . لماذا ؟ لأن معرفة عدد الصلوات و عدد الركعات من العلم الضروري الذي يستوي فيه علم الخاصة و العامة . أما العلم الذي لا يتوصل إليه إلا الخاصة فلا يكفر العاميّ باستحلاله ، إنما يكفر العالم الذي عرف هذه الجزئية فخالفها جحودا و استكبارا .
و التكفير كما يقول أهل العلم سمعي و لا علاقة له بالدلائل العقلية حتى وإن كانت ضرورية . كلنا نعلم أن العشرة أكبر من الاثنين و أكبر من الخمسة وأكبر من الستة . كلنا يعلم هذا علما ضروريا عقليا . فلو قال قائل إن الثلاثة أكبر من العشرة . خالف العلم الضروري العقلي أم لا ؟ خالف العلم الضروري العقلي . و مع ذلك لا يكفره أحد قط من المسلمين برغم أنه خالف ضرورة العقل وما اتفق عليه الكل لكن لم ينزله الله في كتابه و لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم . فى يكون حين إذن داخل في باب التكفير . إنما الذي يجحد ما أنزل الله و يصر على أن يخالف الله سبحانه وتعالي هذا كافر لا شك في ذلك و أنا لا أعلم أحد من أهل العلم خالف فى هذا .
فكيف يقال أنى أكفر فاعل الكبيرة ؟ مجرد فعله للكبيرة . هذا بهتــــان عظـــيم . أسأل الله تبارك و تعالي أن يهدى هؤلاء المفترين .....
إن أبا العتاهية قال :
إلى ديان يوم الدين نمضي و عند الله تجتمع الخصوم
و ما من أحد تصدر لتعليم أو تدريس أو وعظ إلا إفتري بعض الناس عليه و كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أكثر الناس بلاء بهذا ولعلي لا أبالغ إن شاء الله إذا قلت : أن الحسنات التي كسبها شيخ الإسلام ابن تيمية بافتراء أعدائه عليه لعلها تساوي الحسنات التي كسبها بعلمه وجهاده .
إن أول مراتب العلم حسن السؤال ، ثم حسن الاستماع ثم حسن الفهم . و إنما ســاء فهم هؤلاء لأنهم ما أحسنوا الاستماع . لو أحسنوا لردوا المجمل إلى المبين كما قال أهل العلم .
أقول قول هذا و أستغفر الله لي و لكم )) اهــ غفر الله له شريط عن سورة الأنفال
( 3) مثال لتكفيره أصحاب الكبائر من المسلمين !!:
شارب الخمر مثال -عنده- لأهل الكفر الصريح:
قال الحويني غفر الله له :
(( صار كثير من المفتين يستحسن البدع ، لما يرى في مُقابلها من الكفر الصريح !! ، يعني رجل يذكر الله مثلا أو يعبده بطريقة مبتدعة ، يقولك : ( سيبه ! مش غيره سهران في شارع الهرم بيشرب خمرة ! ) صاروا يقارنون أهل البدع بأهل الكفر !!! ، فرأوا أن أهل البدع على خير عظيم )) اهــ غفر الله له...
هل شارب الخمر هو مثال لأهل الكفر يا سلفيون ! ...عند الحويني هو مثال واضح على الكفر !
ولا حول ولا قوة إلا بالله...
التعليق:
وهنا نحن نُحكّم الحويني إلى مذهبه هو، فقد قال -مشنعًا على من رد عليه من العلماء واتهمه بتكفير المصر على المعصية-:
(لكن إذا كان الكلام مجملاً (وهو ده بقى كلام أهل العلم)، إذا ورد كلامٌ مجمل، ثم ورد بعده مَثَل، فينبغي أن نرد الكلام المجمل للمثل، لأن الأمثال من باب المبيِن، الأمثال ليست من (بابة) الإجمال، إنما هي مبينة) اهـ
وهنا في كلامه السابق بالأعلى قال: (صار كثيرٌ من المفتين يستحسن البدع، لِمَا يرى في مقابلها من الكفر الصريح) اهـ
ثم قال في آخر الكلام أيضًا: (صاروا يقارنون أهل البدع بأهل الكفر) اهـ
فكلمتي (الكفر الصريح) و(أهل الكفر) كلام مجمل، ثم ذكر بينهما مثلاً يبين هذا الإجمال، فقال ضاربٌ مثالاً على أهل الكفر الصريح:
(مش غيره سهران في شارع الهرم بيشرب خمرة ؟!)
فلا يفهم من كلامه -وطبقًا لقاعدته التي ذكرها آنفًا- إلا أنه يُكَفّر شاربي الخمر!
فإن دافع مدافعٌ وقال: "لا، هو لا يكفّر شارب الخمر، إنما يقول أنه عاصٍ" نقول: إذًا فالرجل لا يستطيع التحكم في لسانه في مسألة تكفير المسلمين بالمعاصي، وقد أكثر من ضرب الأمثلة على مرتكبي معاصي وردَّها إلى الكفر المخرج من الملة، وهذا إن دل فإنما يدل على منهج الرجل الثوري، الخارجي، التكفيري، فأصبحت مسألة تكفير المسلمين بالمعاصي وكبائر الذنوب وإخراجهم من الملة عنده سهلة هيّنة، عافانا الله.
( 4 ) يقول قولة سيد قطب المشهورة ويرددها كثيرا ...! , (( توحيد الحاكمية أخصّ خصائص توحيد الألوهية !! )):
قال – غفر الله له - : (( فكم يا ترى للتجار من مستشارين من أهل العلم ؟؟ التجار الكبار لهم مستشارون قانونيون ومحاسبون ، ويعطونهم رواتب عالية وثابتة ، ويعطونهم نسَبا أيضا ، وأهل العلم استشارتهم مجانية بلا مال ، فهل يا تُرى لكل تاجر كبير مستشار يقول له هذا حلال وهذا حرام ويصدُر عن فتواه ؟؟ هذا من أدل الأدلة على أننا لا نوحد الله عز وجل توحيد الحاكمية ، الذي هو أخصّ خصائص توحيد الإلهية !! ) اهــ
قوله: "توحيد الحاكمية أخص خصائص توحيد الألوهية":
قال: (توحيد العبادة في مثل قوله تبارك وتعالى: ((إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ)) يقص الحق يعني: يقضيه. وفي الرواية الأخرى المتواترة –وهي قراءة حمزة، وأبي عمرو بن العلاء، والكسائي، وخَلَف-: ((يَقْضِي الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ))، ((إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ))، ((وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ))، ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ))، ((وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))، وقال تعالى: ((وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)).
فهذا هو توحيد العبادة، ((إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ))، توحيد الحاكمية، أخص خصائص توحيد الألوهية) اهـ
•كلام أهل العلم في توحيد الحاكمية:
1-الشيخ محمد العثيمين -عليه رحمة الله-:
السؤال: ما تقول -عفا الله عنك- في من أضاف للتوحيد قسما رابعا، سماه توحيد الحاكمية؟
الجواب: نقول: إنه ضال، وجاهل؛ لأن توحيد الحاكمية هو توحيد الله -عز وجل-، فالحاكم هو الله -عز وجل-؛ فإذا قلت: التوحيد ثلاثة أنواع، كما قاله العلماء، توحيد الربوبية، فإن توحيد الحاكمية داخل في الربوبية، لأن توحيد الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله -عز وجل-؛ وهذا قول محدث منكر؛ وكيف توحيد الحاكمية؟! ما يمكن أن توَحّد الحاكمية، المعنى أن يكون حاكم الدنيا واحداً؟!! أم ماذا؟ فهذا قول محدث مبتدَع منكر، ينكَر على صاحبه، ويقال له: إن أردت الحكمَ فالحكمُ لله وحده، وهو داخل في توحيد الربوبية، لأن الرب هو الخالق المالك المدبر للأمور كلها؛ فهذه بدعة وضلالة، نعم.
(1) تكفير المُصرِّ على المعصية:
[/size]
السؤال: بعض أهل العلم يقولون بكفر فاعل المعصية المصر عليها، وأن التوبة شرط لكي يعود مسلماً من جديد؟
قال أبو إسحاق الحويني هداه الله وسدده إلى الحق مجيبا على هذا السؤال :
( أما الرجل المصر على المعصية، وهو يعلم أنها معصية فهذا مستحل ! ، وهذا كفره ظاهر !! ، كأن يقول: الربا أنا أعلم أنه حرام لكنني سآكله، والزنا حرام لكنني سأفعله.. هذا واضح الاستحلال فيه !!، فلا شك في كفر مثل هذا الرجل. أما مسألة المعصية غير المصر عليها فلا يكفر بها بطبيعة الحال، وهو مسلم حتى وإن عصى، فكلمة يرجع للإسلام من جديد إذا كان قيد الكلام بالاستحلال فهذا لا شك فيه، رجل استحل المعصية وهو يعلم أنها معصية وفعلها واستحلها هذا يكفر ويخرج من الملة؛ حتى يرجع إلى الإسلام ولابد أن يتوب ويغتسل وينطق بالشهادتين، ويرجع إلى الإسلام من جديد.. والله أعلم. ) ا هــ
المصدر : ( الأسئلة ) آخر شريط "شروط العمل الصالح"
أما العلماء فيقولون :
الشيخ محمد بن صالح العثيمين عليه رحمة الله:
السؤال: فضيلة الشيخ ما هو ضابط الاستحلال الذي يكفر به العبد ؟
الجواب:
(( الاستحلال: هو أن يعتقد حِلَّ ما حرمه الله. وأما الاستحلال الفعلي فينظر: إن كان هذا الاستحلال مما يكفِّر فهو كافر مرتد، فمثلاً لو أن الإنسان تعامل بالربا، ولا يعتقد أنه حلال لكنه يصر عليه، فإنه لا يكفر؛ لأنه لا يستحله، ولكن لو قال: إن الربا حلال، ويعني بذلك الربا الذي حرمه الله فإنه يكفر؛ لأنه مكذب لله ورسوله. الاستحلال إذاً: استحلال فعلي واستحلال عقدي بقلبه. فالاستحلال الفعلي: ينظر فيه للفعل نفسه، هل يكفر أم لا؟ ومعلوم أن أكل الربا لا يكفر به الإنسان، لكنه من كبائر الذنوب، أما لو سجد لصنم فهذا يكفر.. لماذا؟ لأن الفعل يكفر؛ هذا هو الضابط ولكن لابد من شرط آخر وهو: ألا يكون هذا المستحل معذوراً بجهله، فإن كان معذوراً بجهله فإنه لا يكفر، مثل أن يكون إنسان حديث عهد بالإسلام لا يدري أن الخمر حرام، فإن هذا وإن استحله فإنه لا يكفر، حتى يعلم أنه حرام؛ فإذا أصر بعد تعليمه صار كافراً. )) اهـ رحمه الله
( لقاء الباب المفتوح [50] ) للشيخ : ( محمد بن صالح العثيمين رحمه الله )
والفرق بين كلام الشيخ العلامة العثيمين رحمه الله وبين كلام الحويني ....هو الفرق بين قول أهل السنة وبين قول الخوارج !! نسأل الله السلامة ولكن أقول كما قال الشيخ الألباني رحمه الله عن سفر وسلمان ...
من باب (و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) – ما أدري هو لا يصرّح بأن كل كبيرة هي مكفرة! لكنه يدندن حول بعض الكبائر و يسكت ! أو يمرّ على الكبائر الأخرى! فهو يقول بقول أهل السنة أحيانا ويقول بقول الخوارج أحيانا أخرى !! ولا أدري هل هذا مكر منه أم جهل !...ولكن هو أصرّ على كلامه كما سيأتي مما يبين لك انحراف الرجل عقائديا وعناده في هذه المسألة وفي غيرها أيضا ...
(2) إصراره على تكفير المُصرِّ على المعصية عندما ردّ على من أدانه بكلامه السابق !!:
قال الحويني - عفا الله عنه - في مقالة رد فيها على منتقديه على موقعه الخاص:
((الأخوة : بعض مالم يحسن الفهم مع ما أراه من القرائن الظاهرة من سوء القصد أشاعوا عنى مقالة ما اعتقدتها بقلبى يوما من الأيام و لا تلفظ بها لسانى و لا في الخلوات . فضلا عن هذه المشاهد
هذه المقالة الفاجرة الآثمة تقول : إننى أكفر المسلمين بالكبيرة . فأنا أنشد طلاب العلم الذين يسمعوننى منذ قرابة خمسة وعشرون سنة و انا أخطب على المنابر . هل سمعوا مني فى يوم من الأيام انني قلت أن فاعل الكبيرة كـافر !!
فوالله ما اعتقدتها يوما من الأيام حتي و أنا حدث فى الطلب . إنما غرهم عبارة سمعوها مع ما أراه من القرائن الظاهرة من سوء القصد .
سمعوا مقالة لى هى انني قلت : " إن المَصِر مستحل " ثم ضربت مثلا فقلت : " لو قال رجلا إن الله عز وجل حرم الربا و و لكنى آكله فذا كافر لا إشكال فى كفره " . هذه العبارة التي قلتها .
قــالوا : المصر مستحل !! هذا لم يقل به أحد .
قلت : أنا ما تكلمت عن من هو المصر . و ما ورد فى كلامى أصلا تعريف المصر . و لكن إذا كان الكلام مجملاً ( و هذا كلام أهل العلم ) ثم ورد بعده مَثَل فينبغي أن نرد الكلام المجمل للمثل لأن الأمثال من باب المبين و لذلك يضربها الله عز وجل لتبين الكلام .
قال عمرو بن مرة : " إذا سمعت مثلا ضربه الله عز وجل فلم أفهمه بكيت على نفسي . لأن الله عز وجل يقول : " و تلك الأمثال نضربها للناس و ما يعقلها إلا العالمون " .
فكل الأمثال من باب المبين . فأنا إذا قلت : " إن المصر مستحل " هذا كلام مجمل . ثم قلت مثال - حتى أبين معني الكلام السابق - إذا قال رجلا إن الله حرم الربا أو حرم الزنا أو حرم العقوق أو حرم أي شيء لكنى أفعله . فهذا واضح أنه كفر إباء . و لكني ما قلت من هم المصر . فحين إذن أبين برغم أن الصورة فى غاية الجلاء وغاية الوضوح .
المصر : ليس هو الذي يفعل الذنب و يكرره و لو مرارا . إن تكرار الذنب لا يدل على الإصرار . و يدل عليه أحاديث كما قال صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن رب العزة من حديث أبى هريرة عند مسلم ، قال الله عز وجل : " أذنب عبدي ذنبا ، فقال ربى : إنى أذنبت ذنبا فاغفر لي ، فقال الله عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ، ثم أذنبت ذنبا ، فقال ربى : إنى أذنبت ذنبا فاغفر لي ، فقال الله عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ، غفرت لعبدي ثم أذنبت ذنبا، فقال مثل هذه المقالة فقال الله عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ، غفرت لعبدي فليفعل عبدي ما شاء " .
العبد اذا كرر الذنب مرارا و تكرارا لا يدل على الإصرار ، والفعل بمجرده أيضا لا يدل على الإصرار . يعنى واحد واضع أمواله في البنوك ، فيقال له هذا ربا ، فيقول : الله يتوب عليه أعمل إيه . لا أجد من يشغل لي أموالى ، الأمانة راحت ، و ضعنا أموالنا في الشركة الفلانية سرقوها ، وضعناها في الشركة العلانية سرقوها ، أنا ماذا أفعل ؟ ربنا يتوب عليه .
هذا لا يكفر و إن كان مرتكبا لهذه الكبيرة الموبقة ، وهو وضع الأموال في البنوك ، أنسوى بين هذا الذي قال هذا الكلام و بين من يقول : إن الله حرم الربا و لكنى آكله ، من الذي يسوى بين هذا في العالمين ؟؟!!!
لا يشك أحد في كفر هذا الجنس على الإطلاق !! ، والتكفير حق الله تعالى لا يحل لأحد أن يقدم عليه إلا بدليل أوضح من شمس النهار ، و قد نقل العز بن عبد السلام إجمـاع العلماء أن من قال ( فى العلم الضروري ) إن الظهر ركعتان أو العصر ركعتان أو المغرب أربعة أو الأوقات ثلاثة أنه كـافر بإجماع المسلمين . لماذا ؟ لأن معرفة عدد الصلوات و عدد الركعات من العلم الضروري الذي يستوي فيه علم الخاصة و العامة . أما العلم الذي لا يتوصل إليه إلا الخاصة فلا يكفر العاميّ باستحلاله ، إنما يكفر العالم الذي عرف هذه الجزئية فخالفها جحودا و استكبارا .
و التكفير كما يقول أهل العلم سمعي و لا علاقة له بالدلائل العقلية حتى وإن كانت ضرورية . كلنا نعلم أن العشرة أكبر من الاثنين و أكبر من الخمسة وأكبر من الستة . كلنا يعلم هذا علما ضروريا عقليا . فلو قال قائل إن الثلاثة أكبر من العشرة . خالف العلم الضروري العقلي أم لا ؟ خالف العلم الضروري العقلي . و مع ذلك لا يكفره أحد قط من المسلمين برغم أنه خالف ضرورة العقل وما اتفق عليه الكل لكن لم ينزله الله في كتابه و لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم . فى يكون حين إذن داخل في باب التكفير . إنما الذي يجحد ما أنزل الله و يصر على أن يخالف الله سبحانه وتعالي هذا كافر لا شك في ذلك و أنا لا أعلم أحد من أهل العلم خالف فى هذا .
فكيف يقال أنى أكفر فاعل الكبيرة ؟ مجرد فعله للكبيرة . هذا بهتــــان عظـــيم . أسأل الله تبارك و تعالي أن يهدى هؤلاء المفترين .....
إن أبا العتاهية قال :
إلى ديان يوم الدين نمضي و عند الله تجتمع الخصوم
و ما من أحد تصدر لتعليم أو تدريس أو وعظ إلا إفتري بعض الناس عليه و كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أكثر الناس بلاء بهذا ولعلي لا أبالغ إن شاء الله إذا قلت : أن الحسنات التي كسبها شيخ الإسلام ابن تيمية بافتراء أعدائه عليه لعلها تساوي الحسنات التي كسبها بعلمه وجهاده .
إن أول مراتب العلم حسن السؤال ، ثم حسن الاستماع ثم حسن الفهم . و إنما ســاء فهم هؤلاء لأنهم ما أحسنوا الاستماع . لو أحسنوا لردوا المجمل إلى المبين كما قال أهل العلم .
أقول قول هذا و أستغفر الله لي و لكم )) اهــ غفر الله له شريط عن سورة الأنفال
( 3) مثال لتكفيره أصحاب الكبائر من المسلمين !!:
شارب الخمر مثال -عنده- لأهل الكفر الصريح:
قال الحويني غفر الله له :
(( صار كثير من المفتين يستحسن البدع ، لما يرى في مُقابلها من الكفر الصريح !! ، يعني رجل يذكر الله مثلا أو يعبده بطريقة مبتدعة ، يقولك : ( سيبه ! مش غيره سهران في شارع الهرم بيشرب خمرة ! ) صاروا يقارنون أهل البدع بأهل الكفر !!! ، فرأوا أن أهل البدع على خير عظيم )) اهــ غفر الله له...
هل شارب الخمر هو مثال لأهل الكفر يا سلفيون ! ...عند الحويني هو مثال واضح على الكفر !
ولا حول ولا قوة إلا بالله...
المصدر: آخر شريط "نداء الغرباء" الجزء الثاني
التعليق:
وهنا نحن نُحكّم الحويني إلى مذهبه هو، فقد قال -مشنعًا على من رد عليه من العلماء واتهمه بتكفير المصر على المعصية-:
(لكن إذا كان الكلام مجملاً (وهو ده بقى كلام أهل العلم)، إذا ورد كلامٌ مجمل، ثم ورد بعده مَثَل، فينبغي أن نرد الكلام المجمل للمثل، لأن الأمثال من باب المبيِن، الأمثال ليست من (بابة) الإجمال، إنما هي مبينة) اهـ
وهنا في كلامه السابق بالأعلى قال: (صار كثيرٌ من المفتين يستحسن البدع، لِمَا يرى في مقابلها من الكفر الصريح) اهـ
ثم قال في آخر الكلام أيضًا: (صاروا يقارنون أهل البدع بأهل الكفر) اهـ
فكلمتي (الكفر الصريح) و(أهل الكفر) كلام مجمل، ثم ذكر بينهما مثلاً يبين هذا الإجمال، فقال ضاربٌ مثالاً على أهل الكفر الصريح:
(مش غيره سهران في شارع الهرم بيشرب خمرة ؟!)
فلا يفهم من كلامه -وطبقًا لقاعدته التي ذكرها آنفًا- إلا أنه يُكَفّر شاربي الخمر!
فإن دافع مدافعٌ وقال: "لا، هو لا يكفّر شارب الخمر، إنما يقول أنه عاصٍ" نقول: إذًا فالرجل لا يستطيع التحكم في لسانه في مسألة تكفير المسلمين بالمعاصي، وقد أكثر من ضرب الأمثلة على مرتكبي معاصي وردَّها إلى الكفر المخرج من الملة، وهذا إن دل فإنما يدل على منهج الرجل الثوري، الخارجي، التكفيري، فأصبحت مسألة تكفير المسلمين بالمعاصي وكبائر الذنوب وإخراجهم من الملة عنده سهلة هيّنة، عافانا الله.
( 4 ) يقول قولة سيد قطب المشهورة ويرددها كثيرا ...! , (( توحيد الحاكمية أخصّ خصائص توحيد الألوهية !! )):
قال – غفر الله له - : (( فكم يا ترى للتجار من مستشارين من أهل العلم ؟؟ التجار الكبار لهم مستشارون قانونيون ومحاسبون ، ويعطونهم رواتب عالية وثابتة ، ويعطونهم نسَبا أيضا ، وأهل العلم استشارتهم مجانية بلا مال ، فهل يا تُرى لكل تاجر كبير مستشار يقول له هذا حلال وهذا حرام ويصدُر عن فتواه ؟؟ هذا من أدل الأدلة على أننا لا نوحد الله عز وجل توحيد الحاكمية ، الذي هو أخصّ خصائص توحيد الإلهية !! ) اهــ
قوله: "توحيد الحاكمية أخص خصائص توحيد الألوهية":
قال: (توحيد العبادة في مثل قوله تبارك وتعالى: ((إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ)) يقص الحق يعني: يقضيه. وفي الرواية الأخرى المتواترة –وهي قراءة حمزة، وأبي عمرو بن العلاء، والكسائي، وخَلَف-: ((يَقْضِي الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ))، ((إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ))، ((وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ))، ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ))، ((وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ))، وقال تعالى: ((وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)).
فهذا هو توحيد العبادة، ((إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ))، توحيد الحاكمية، أخص خصائص توحيد الألوهية) اهـ
المصدر: منتصف شريط "مذهب الشيطان"
•كلام أهل العلم في توحيد الحاكمية:
1-الشيخ محمد العثيمين -عليه رحمة الله-:
السؤال: ما تقول -عفا الله عنك- في من أضاف للتوحيد قسما رابعا، سماه توحيد الحاكمية؟
الجواب: نقول: إنه ضال، وجاهل؛ لأن توحيد الحاكمية هو توحيد الله -عز وجل-، فالحاكم هو الله -عز وجل-؛ فإذا قلت: التوحيد ثلاثة أنواع، كما قاله العلماء، توحيد الربوبية، فإن توحيد الحاكمية داخل في الربوبية، لأن توحيد الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله -عز وجل-؛ وهذا قول محدث منكر؛ وكيف توحيد الحاكمية؟! ما يمكن أن توَحّد الحاكمية، المعنى أن يكون حاكم الدنيا واحداً؟!! أم ماذا؟ فهذا قول محدث مبتدَع منكر، ينكَر على صاحبه، ويقال له: إن أردت الحكمَ فالحكمُ لله وحده، وهو داخل في توحيد الربوبية، لأن الرب هو الخالق المالك المدبر للأمور كلها؛ فهذه بدعة وضلالة، نعم.
من سلسلة لقاء الباب المفتوح-150a ،
يتبع ...
[/size]