من يقررها توبة أهل البدع ؟؟؟
لقد انتشر بين
كثير من الإخوة السلفيين تاب فلان وتاب علان
وتسمع من هنا وهناك تاب وتب الحويني
و محمد حسان
كأن المسألة إليهم ويرون الإخوة الذين ينتقدونهم عديمي الرحمة و
الحكمة و......... إلخ
ولذلك كان الجدير بالتنبيه أن أهل البدع الذين
اشتهروا ببدعتهم أو ببدعهم وكانت بينهم وأهل السنة خصومات
هؤلاء إذا أرادوا
التراجع والتوبة والإنابة إلى الله لابد أن يقرر توبتهم كبار أهل العلم
فهم
الذين قدحوا فيهم وهم الذين يقررون الأمر فيهم
ومن ذلك لما أراد أبو الوفاء ابن
عقيل أن يرجع إلى مذهب السلف ويترك ما كان
عليه من ابتداع وفتنة لم يستعجلوا بل
حتى حضر توبته كبار مشايخ الحنابلة
كالعلامة الشريف أبي جعفر رحمه الله وهؤلاء
الحنابلة كانوا هم السلفيون في ذاك الزمان
فحضروا توبته وناقشوه في كل الأمور
التي خلف فيها .
وهذا ليس للعامة الناس فيه نصيب بل هو إلى خاصتهم وهم
العلماء
هذه هي طريقة السلف في قبول توبة المبتدع
و ما صنيع أمير
المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنا ببعيد
فقد أرسل إليه أبو موسى الأشعري أن
صبيغ ابن عسل يسأل عن الذاريات ذروا
بتنطع
فقال له عمر أرسله إلى
فلما
جاؤو به قال له عمر : من أنت
فقال :أنا عبد الله صبيغ
فأجابه عمر : وأنا عبد
الله عمر
وأخذ درة يضربه بها حتى أدما رأسه فأمر بحبسه
ولما برئ استدعاه
فضربه حتى كاد يهلك فأعاده إلى الحبس
ولما برئ استدعاه فلما أخذ عمر الدرة قال
صبيغ ابن عسل لعمر : يا عمر إن أردت قتلي فأحسن قتلتي
وإن أردت أن تشفيني فوالله
لقد شفيت
فأمسك عنه وصفده إلى العراق وأمر بهجره
فهجر سنة حتى إذا أراد الرجل
أن يكلمه قيل له : عزمة أمير المؤمنين
فأرسل إليه أبو موسى الأشعري أن قد حسنت
توبته فأمر به فكلمه الناس
فاستفاد أهل السنة من هذا عدم الركون إلى المبتدع
مجرد أنه إدعى التوبة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية " وَلِهَذَا شَرَطَ
الْفُقَهَاءُ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِمْ فِي قَبُولِ شَهَادَةِ الْقَاذِفِ أَنْ
يَصْلُحَ وَقَدَّرُوا ذَلِكَ بِسَنَةِ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ بِصَبِيغِ بْنِ عَسَلٍ
لَمَّا أَجَّلَهُ سَنَةً ، وَبِذَلِكَ أَخَذَ أَحْمَد فِي تَوْبَةِ الدَّاعِي إلَى
الْبِدْعَةِ أَنَّهُ يُؤَجَّلُ سَنَةً كَمَا أَجَّلَ عُمَرُ صَبِيغَ بْنَ عَسَلٍ
"
مجموع فتاوى ابن تيمية 2 / 96
وهذا الهجر حصل بعد توبة صبيغ وصنيع عمر
ابن الخطاب هو منهج السلف لأنه ممن أمرنا بالإقتداء به
ولم يعلم له مخالف مع
كثرة الصحابة
بل هذا له أصل في السنة لما هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب
ابن مالك ومرارة ابن الربيع وهلال بن أمية
لما تخلفوا عن الغزوة
قال ابن
تيمية
" صَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ هَجَرَ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ وَصَاحِبَيْهِ -
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - لَمَّا تَخَلَّفُوا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وَظَهَرَتْ
مَعْصِيَتُهُمْ وَخِيفَ عَلَيْهِمْ النِّفَاقُ فَهَجَرَهُمْ وَأَمَرَ
الْمُسْلِمِينَ بِهَجْرِهِمْ حَتَّى أَمَرَهُمْ بِاعْتِزَالِ أَزْوَاجِهِمْ مِنْ
غَيْرِ طَلَاقٍ خَمْسِينَ لَيْلَةً إلَى أَنْ نَزَلَتْ تَوْبَتُهُمْ مِنْ
السَّمَاءِ . وَكَذَلِكَ أَمَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمُسْلِمِينَ
بِهَجْرِ صبيغ بْنِ عَسَلٍ التَّمِيمِيِّ لَمَّا رَآهُ مِنْ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ
مَا تَشَابَهَ مِنْ الْكِتَابِ إلَى أَنْ مَضَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وَتَبَيَّنَ
صِدْقُهُ فِي التَّوْبَةِ فَأَمَرَ الْمُسْلِمِينَ بِمُرَاجَعَتِهِ . فَبِهَذَا
وَنَحْوِهِ رَأَى الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَهْجُرُوا مَنْ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ
عَلَامَاتُ الزَّيْغِ مِنْ الْمُظْهِرِينَ لِلْبِدَعِ الدَّاعِينَ إلَيْهَا
وَالْمُظْهِرِينَ لِلْكَبَائِرِ ...... "
وما ذنب صبيغ إلا أنه كان يسأل عن
متشابه القرآن
و كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إذَا أَلَحَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ فِي
مَسْأَلَةٍ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ يَقُولُ مَا أَحْوَجَك أَنْ يُصْنَعَ بِك كَمَا
صَنَعَ عُمَرُ بِصَبِيغِ
السلفيون يفرحون بتوبة أهل البدع لأنها أولا في
مصلحتهم ثم لرحمتهم بهم ولحبهم الخير للناس أجمع
لكن ينبغي الحذر لكثرة
المتلاعبين وكثرة المتلونين
كم زعم المغراوي أنه تراجع ولم يصدق في ذلك
انهار
وراءه بعض المخدوعين ينشرون شريط له على أنه تاب وتراجع
ولما عرض على المشايخ
السلفيين ردوه وما قبلوا منه ذاك لأنه تلاعب وراوغ
بل عنوان الشريط فيه من
الجرأة وعدم الاعتراف بالخطاء
فقد جاء بعنوان ــ زوال لإلباس عما في أذهان الناس
ــ ؟؟؟؟
سبحان الله ؟؟؟؟؟
كأن الإشكل في أذهان العلماء وليست في كلامه
؟؟؟
وهذا أبو الحسن المأربي يذهب ويلتقي بعلماء في المدينة وزعم أنه تراجع وأصدر
مع مشايخ المدينة بيان يقرر فيه تراجعه عن حوالي عشرون مسألة
ولم يعجب ذلك
العلامة البصير ربيع ابن هادي إذ خبره وعرفه ــ متلون ومتلاعب ــ
فلما ذهب أبو
الحسن إلى جدة والتقى بمناصريه قال لهم أنا لم أتراجع مع مشايخ المدينة إلا في
مسألتين ؟؟؟؟؟
وكذا عدنان عرعور و ........... غيرهم من المتلاعبين
فنحن
يسعدنا تراجع محمد حسان عن بدعه وقد ظهرت منه بوادر الخير مما يستبشر به
الإنسان
لكن ما دام أنه لم يصفوا بعد ـــ ولم يقرر توبته المشايخ الخبراء بدقائق
الأمور الذين لهم خبرة كالشيخ ربيع والشيخ النجمي والشيخ الفوزان والشيخ محمد هادي
أو الجابري أو ممن هم أقرب إلى محمد حسان كالعلامة محمد بن عبد الوهاب البنأ وأخوه
حسن بن عبد الوهاب والشيخ محمد سعيد رسلان وغيرهم من المشايخ السلفيين ممن نثق فيهم
ونطمئن إليهم ونرتاح لهم
وأختم بأثر عظيم عن ابن المبارك لما أراد أن
يجالسه أحد التائبين عن مذهب الجهمية
فقام وقال له إما أن تقوم وإما أن
أقوم
فقال ولم ؟ فقال ابن المبارك لأنك جهمي
فقال ولكنني تبت
فأجابه عبد
الله ابن المبارك : لا حتى تظهر من توبتك ما أظهرت من بدعتك
وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين
أخوكم أبو جميل الرحمن الجزائري
والسلام عليكم
لقد انتشر بين
كثير من الإخوة السلفيين تاب فلان وتاب علان
وتسمع من هنا وهناك تاب وتب الحويني
و محمد حسان
كأن المسألة إليهم ويرون الإخوة الذين ينتقدونهم عديمي الرحمة و
الحكمة و......... إلخ
ولذلك كان الجدير بالتنبيه أن أهل البدع الذين
اشتهروا ببدعتهم أو ببدعهم وكانت بينهم وأهل السنة خصومات
هؤلاء إذا أرادوا
التراجع والتوبة والإنابة إلى الله لابد أن يقرر توبتهم كبار أهل العلم
فهم
الذين قدحوا فيهم وهم الذين يقررون الأمر فيهم
ومن ذلك لما أراد أبو الوفاء ابن
عقيل أن يرجع إلى مذهب السلف ويترك ما كان
عليه من ابتداع وفتنة لم يستعجلوا بل
حتى حضر توبته كبار مشايخ الحنابلة
كالعلامة الشريف أبي جعفر رحمه الله وهؤلاء
الحنابلة كانوا هم السلفيون في ذاك الزمان
فحضروا توبته وناقشوه في كل الأمور
التي خلف فيها .
وهذا ليس للعامة الناس فيه نصيب بل هو إلى خاصتهم وهم
العلماء
هذه هي طريقة السلف في قبول توبة المبتدع
و ما صنيع أمير
المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنا ببعيد
فقد أرسل إليه أبو موسى الأشعري أن
صبيغ ابن عسل يسأل عن الذاريات ذروا
بتنطع
فقال له عمر أرسله إلى
فلما
جاؤو به قال له عمر : من أنت
فقال :أنا عبد الله صبيغ
فأجابه عمر : وأنا عبد
الله عمر
وأخذ درة يضربه بها حتى أدما رأسه فأمر بحبسه
ولما برئ استدعاه
فضربه حتى كاد يهلك فأعاده إلى الحبس
ولما برئ استدعاه فلما أخذ عمر الدرة قال
صبيغ ابن عسل لعمر : يا عمر إن أردت قتلي فأحسن قتلتي
وإن أردت أن تشفيني فوالله
لقد شفيت
فأمسك عنه وصفده إلى العراق وأمر بهجره
فهجر سنة حتى إذا أراد الرجل
أن يكلمه قيل له : عزمة أمير المؤمنين
فأرسل إليه أبو موسى الأشعري أن قد حسنت
توبته فأمر به فكلمه الناس
فاستفاد أهل السنة من هذا عدم الركون إلى المبتدع
مجرد أنه إدعى التوبة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية " وَلِهَذَا شَرَطَ
الْفُقَهَاءُ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِمْ فِي قَبُولِ شَهَادَةِ الْقَاذِفِ أَنْ
يَصْلُحَ وَقَدَّرُوا ذَلِكَ بِسَنَةِ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ بِصَبِيغِ بْنِ عَسَلٍ
لَمَّا أَجَّلَهُ سَنَةً ، وَبِذَلِكَ أَخَذَ أَحْمَد فِي تَوْبَةِ الدَّاعِي إلَى
الْبِدْعَةِ أَنَّهُ يُؤَجَّلُ سَنَةً كَمَا أَجَّلَ عُمَرُ صَبِيغَ بْنَ عَسَلٍ
"
مجموع فتاوى ابن تيمية 2 / 96
وهذا الهجر حصل بعد توبة صبيغ وصنيع عمر
ابن الخطاب هو منهج السلف لأنه ممن أمرنا بالإقتداء به
ولم يعلم له مخالف مع
كثرة الصحابة
بل هذا له أصل في السنة لما هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب
ابن مالك ومرارة ابن الربيع وهلال بن أمية
لما تخلفوا عن الغزوة
قال ابن
تيمية
" صَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ هَجَرَ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ وَصَاحِبَيْهِ -
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - لَمَّا تَخَلَّفُوا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وَظَهَرَتْ
مَعْصِيَتُهُمْ وَخِيفَ عَلَيْهِمْ النِّفَاقُ فَهَجَرَهُمْ وَأَمَرَ
الْمُسْلِمِينَ بِهَجْرِهِمْ حَتَّى أَمَرَهُمْ بِاعْتِزَالِ أَزْوَاجِهِمْ مِنْ
غَيْرِ طَلَاقٍ خَمْسِينَ لَيْلَةً إلَى أَنْ نَزَلَتْ تَوْبَتُهُمْ مِنْ
السَّمَاءِ . وَكَذَلِكَ أَمَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمُسْلِمِينَ
بِهَجْرِ صبيغ بْنِ عَسَلٍ التَّمِيمِيِّ لَمَّا رَآهُ مِنْ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ
مَا تَشَابَهَ مِنْ الْكِتَابِ إلَى أَنْ مَضَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وَتَبَيَّنَ
صِدْقُهُ فِي التَّوْبَةِ فَأَمَرَ الْمُسْلِمِينَ بِمُرَاجَعَتِهِ . فَبِهَذَا
وَنَحْوِهِ رَأَى الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَهْجُرُوا مَنْ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ
عَلَامَاتُ الزَّيْغِ مِنْ الْمُظْهِرِينَ لِلْبِدَعِ الدَّاعِينَ إلَيْهَا
وَالْمُظْهِرِينَ لِلْكَبَائِرِ ...... "
وما ذنب صبيغ إلا أنه كان يسأل عن
متشابه القرآن
و كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إذَا أَلَحَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ فِي
مَسْأَلَةٍ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ يَقُولُ مَا أَحْوَجَك أَنْ يُصْنَعَ بِك كَمَا
صَنَعَ عُمَرُ بِصَبِيغِ
السلفيون يفرحون بتوبة أهل البدع لأنها أولا في
مصلحتهم ثم لرحمتهم بهم ولحبهم الخير للناس أجمع
لكن ينبغي الحذر لكثرة
المتلاعبين وكثرة المتلونين
كم زعم المغراوي أنه تراجع ولم يصدق في ذلك
انهار
وراءه بعض المخدوعين ينشرون شريط له على أنه تاب وتراجع
ولما عرض على المشايخ
السلفيين ردوه وما قبلوا منه ذاك لأنه تلاعب وراوغ
بل عنوان الشريط فيه من
الجرأة وعدم الاعتراف بالخطاء
فقد جاء بعنوان ــ زوال لإلباس عما في أذهان الناس
ــ ؟؟؟؟
سبحان الله ؟؟؟؟؟
كأن الإشكل في أذهان العلماء وليست في كلامه
؟؟؟
وهذا أبو الحسن المأربي يذهب ويلتقي بعلماء في المدينة وزعم أنه تراجع وأصدر
مع مشايخ المدينة بيان يقرر فيه تراجعه عن حوالي عشرون مسألة
ولم يعجب ذلك
العلامة البصير ربيع ابن هادي إذ خبره وعرفه ــ متلون ومتلاعب ــ
فلما ذهب أبو
الحسن إلى جدة والتقى بمناصريه قال لهم أنا لم أتراجع مع مشايخ المدينة إلا في
مسألتين ؟؟؟؟؟
وكذا عدنان عرعور و ........... غيرهم من المتلاعبين
فنحن
يسعدنا تراجع محمد حسان عن بدعه وقد ظهرت منه بوادر الخير مما يستبشر به
الإنسان
لكن ما دام أنه لم يصفوا بعد ـــ ولم يقرر توبته المشايخ الخبراء بدقائق
الأمور الذين لهم خبرة كالشيخ ربيع والشيخ النجمي والشيخ الفوزان والشيخ محمد هادي
أو الجابري أو ممن هم أقرب إلى محمد حسان كالعلامة محمد بن عبد الوهاب البنأ وأخوه
حسن بن عبد الوهاب والشيخ محمد سعيد رسلان وغيرهم من المشايخ السلفيين ممن نثق فيهم
ونطمئن إليهم ونرتاح لهم
وأختم بأثر عظيم عن ابن المبارك لما أراد أن
يجالسه أحد التائبين عن مذهب الجهمية
فقام وقال له إما أن تقوم وإما أن
أقوم
فقال ولم ؟ فقال ابن المبارك لأنك جهمي
فقال ولكنني تبت
فأجابه عبد
الله ابن المبارك : لا حتى تظهر من توبتك ما أظهرت من بدعتك
وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين
أخوكم أبو جميل الرحمن الجزائري
والسلام عليكم