إن الحمد لله .. نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلن يجد له وليا ومرشدا ..
--
من عهد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كان للمرأة دورها في
مساندة الرجل في طلب العلم ..والدعوة إلى الله تعالى ..
فمن سانده عليه الصلاة والسلام غير أم المؤمنين خديجة عليها رضوان الله ؟
فكانت له السكن الحنون ..والعضد المتين ..
ولم تمت حماسة خديجة بموتها .. فقد أورثتها بناتها من محبات الدعوة ..
--
إننا نعجبُ كثيراً من بذل العلماء ومواقف العظماء
لكننا ننسى أن معهم في بيوتهم نساء ماجدات خالدات يدفعنهم للخير وللعلم
فلا نظن أن العظيم من الرجال قام لوحده .. بل وراء كل عظيم امرأة عظيمة امرأة داعية
--
هذا اليوم ليس ككل يوم ..
وكذا اللقاء ليس ككل لقاء ..
تزدان المعالي بحضورٍ كريمٍ لزوج شيخ فاضل
افتقدناه .. وافتقده العالم الإسلامي أجمع ..
حن له تلاميذه .. واشتاقوا للجلوس بين يديه ..
لينهلوا من أنهار العلم والفقه حد الإرتواء ..
---
من " عنيزة " محضن العلماء والفضلاء ..
من مدينة الريادة العلمية منذ القدم ..
رأيـتُـكِ يـا عُنـيـزةُ فـاستُـثيـرتْ .. لـواعجُ لم يقاومْها احـتمـالي
فعـذراً يــا حنيـنَ الــقـلب إنْ لـم .. أدعْكَ تزيد من وَهَج انفعالي
أريني وجــهَ شيــخٍ كان رمــزاً .. لعـلـم الـشرع، ميمونَ الخصالِ
ففي ذكرى «العُثَيْمينِ» احتفالٌ .. بـميراثِ الـهدى أيَّ احتـفــالِ
أرينـي يــا عنـيـزةُ منـه وجهــاً .. مـضـيـئـاً بـالـهدايـةِ والـجـلالِ
فعـلـم شريعـةِ الـرحمـن أسْـمَـى .. وأقـربُ يـا عـنـيـزة للـكـمالِ
أحـبُّ الـشـيـخ حبـاً لـسـتُ أدري .. مَـدَاه، ولا أُجـاوزُ أو أُغالي
من " عنيزة " نقف اليوم لنكشف الستار عن بعضٍ من ملامح حياة تلك الزوجة والأم العظيمة
نقف اليوم وقفات لننهل فيها رشفات من بيت الدعوة والصلاح
وقفة تميز يتشرف بها منتدى الأسرة ..
لنلتقي وإياكم بوالدتنا الأم الفاضلة والزوجة العظيمة
.*. أم عبد الله .*.
زوجة شيخنا محمد ابن عثيمين _ رحمه الله _
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة و الأخوات ..
بالأمس حظينا بشرف اللقاء مع الوالدة أم عبد الله
واليوم نضع لكم الإجابات ..
ونرفع الأكف بالدعاء إلى الله لأهل الفضل والإحسان ممن سعوا لهذا اللقاء
فالحمد الله أن يسّر هذا اللقاء و أتمّه ..
و نترككم مع الإجابات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإنه يسرني أن ألتقي بجميع زوار هذا المنتدى المبارك سواءً من أخواتي أو إخواني وأسأل الله العلي القدير أن يعينني على تقديم ما يكون فيه نفع ومصلحة من سيرة والد الجميع وفقيد الإسلام والمسلمين الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وجمعنا به ووالدينا وذريتنا في جنات النعيم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والآن إلى إجابات ما تيسر من الأسئلة :
س: هل يوجد تغير في همة الشيخ في العلم والدعوة والعبادة بين شبابه وشيخوخته رحمه الله ؟
ج : لم أجد أي نقص أو ضعف في همة الشيخ رحمه الله في العلم والدعوة والعبادة مع تقدمه في العمر ولكن على العكس فقد كانت مشاغله رحمه الله تزداد مع مرور الوقت كما هو الحال في عبادته ودعوته حتى أنه رحمه الله في شدة مرضه لم يفرط بلحظة واحدة دون ذكر أو عبادة أو تدريس أو توجيه .
..*..*..*..*..
س: أغرب ما رأيتي من الشيخ رحمه الله في حياته ؟
ج: لقد كانت حياته رحمه الله مثالاً يحتذى ومما يعجب له الإنسان صبره وهمته رحمه الله في طلب العلم ثم صبره وهمته في التعليم ونشر العلم الشرعي وكذلك فيه رحمه الله زهداً وورعاً ربما يستغربه من لا يعرف الشيخ رحمه الله عن قرب .
..*..*..*..*..
س: كيف يتعامل الشيخ رحمه الله مع أولاده في حياتهم الخاصة ؟
ج: كان تعامله رحمه الله مع أبناءه وبناته ينقسم إلى مرحلتين الأولى مرحلة الطفولة والصبا وفيها يحرص رحمه الله على رعايتهم والقرب منهم ثم متابعة تحصيلهم العلمي بعد التحاقهم بالمدارس كما يحرص رحمه الله في هذه المرحلة على توجيههم وإرشادهم وغرس بعضاً من مبادئ الدين الإسلامي في نفوسهم فكان مثلاً يصطحب الأولاد معه إلى المسجد لأداء بعض الفروض وكان رحمه الله يشجعهم على صيام بعضاً من أيام رمضان دون أن يرى في ذلك مشقة عليهم بالإضافة إلى تشجيعهم على حفظ قصار السور ويكافئهم على ذلك .
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الشباب والنضج فكان رحمه الله في هذه المرحلة شديداً فيما يتعلق بتأدية الواجبات الدينية حريصاً على تأديبهم ومحاسبتهم في حالة التقصير وكان يتبع في ذلك التوجيه باللين وإذا تطلب الأمر أكثر من ذلك فإنه لا يتردد في اتخاذ ما يرى بأنه كافياً لتعديل الخطأ وتقويم الأبناء ، إضافة إلى ذلك كان رحمه الله يضع كامل ثقته في أبناءه ويترك لهم بعض الأمور ليتعودوا على الاعتماد على أنفسهم كما كان رحمه الله يحثهم دائماً على البر والصلة وكان يتفقدهم في ذلك .
..*..*..*..*..
س: لماذا لم يكن الشيخ رحمه الله يحني لحيته ؟
ج: ربما لم يكن لديه الوقت لتعهد لحيته بالحناء وأظن أنني سمعته رحمه الله يقول مثل ذلك .
..*..*..*..*..
س: متى يشتد غضب الشيخ رحمه الله وكيف كان يتعامل مع غضبك ؟
ج: يشتد غضبه رحمه الله إذا انتهكت حرمات الله ، وكان يتعامل مع غضبي على أحد الأبناء مثلاً بتهدئتي وتقديم النصيحة للمخطئ وفي العموم كان الشيخ رحمه الله هادئاً لا يغضب بسرعة كما أنه رحمه الله إذا غضب فإنه سرعان ما يزول غضبه وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى كنت أغبطه عليها .
..*..*..*..*..
س: كيف كان يقوم الشيخ رحمه الله من نومه ؟ هل يضع منبهاً أم يطلب من أحد إيقاظه ؟
ج: كان رحمه الله يعتمد على الله ثمّ على المنبه وعلينا في إيقاظه وفي الغالب كان رحمه الله ينهض من نومه قبل المنبه وقبل أن أقوم بإيقاظه .
..*..*..*..*..
س: هل كان الشيخ يجدد ملابسه كل موسم ؟ وهل يشتري للعيد ثوباً جديداً ؟ وماذا يفعل بملابسه القديمة رحمه الله ؟
ج: لا يرتبط تجديد الشيخ رحمه الله لملابسه بالمواسم ولكن يعتمد رحمه الله على زوجته في ذلك فكنت إذا رأيت أنه بحاجة إلى تغيير أو تجديد ملابسه كنت أقوم بذلك ، وكان رحمه الله يحرص على أن يلبس أحسن ملابسه في الأعياد وفي يوم الجمعة. أما ملابسه القديمة فكنت أنظفها ثم أدفعها لمن يستفيد منها .
..*..*..*..*..
س: كيف كان برنامج الشيخ رحمه الله مع أهله ؟ وبماذا كان يشغل اجتماعه معكم؟
ج: كان برنامج الشيخ رحمه الله مشغولاً ومليئاً طوال اليوم ولكن رحمه الله كان طوال بقاءه في المنزل يجلس في مكتبته ويترك الباب مفتوحاً فمن رغب من أبناءه في الدخول والاستئناس بالحديث معه أو طلب الفتوى أو الاستشارة دخل بشرط عدم الإطالة لأننا نراه مشغولاً كما كان يحرص على تناول طعام الغداء مع أفراد الأسرة مجتمعين وكان يتخلل ذلك طرح بعض الأسئلة عليه رحمه الله أو تناول بعض شؤون الأسرة أو ممازحة بعض أبناءه وبناته الصغار مع ملاحظة أنه رحمه الله كان يستغل وقت الغداء للرد على طالبي الفتوى وكان يرد مرة على الهاتف ومرة يتوجه لنا بالحديث وكنا نعترض على ذلك ولكنه يرد بالقول مرة للهاتف ومرة لكم وفي ذلك عدل .
..*..*..*..*..
س: هل كان الشيخ رحمه الله يخرج مع العائلة للتنزه في الخارج ؟
ج: نعم كان للعائلة رحلة أسبوعية وهي يوم الجمعة بعد الصلاة حيث نخرج إلى منطقة برية قريبة ونتناول طعام الغداء وكان يستغل ذلك الوقت في مشاركة أبناءه في بعض المسابقات كالجري وحل الألغاز وكان يصطحب معه بندقية صغيرة حيث يتبارى مع أبناءه على الرماية وغير ذلك .
..*..*..*..*..
س: كيف كان صيام الشيخ رحمه الله طوال العام ؟
ج: كان الشيخ رحمه الله طوال عمره يداوم على صيام ثلاثة أيام من كل شهر وست من شوال وعشر ذي الحجة ويوم عاشوراء.
..*..*..*..*..
س: لماذا كان الشيخ رحمه الله لا يكلم النساء مباشرة في سؤال على الهاتف ؟
ج: لا أدري ولكن ربما رحمه الله أنه رأى من غير المصلحة أن يظهر صوت المرأة السائلة ، أما النساء التي تطلب الفتوى بالهاتف الخاص فكان رحمه الله يرد عليهن ويقضي حاجاتهن .
..*..*..*..*..
س: كيف كان الشيخ رحمه الله يختار أسماء أولاده ؟
ج: كان يختار بعض الأسماء مثل عبد الله وعبد الرحمن وكان يترك البقية شورى بيننا وكنا نختار الاسم ثم نعرضه عليه فيوافق أو يطلب اختيار اسم آخر.
..*..*..*..*..
س: ما هي الأشياء التي كانت تفرح الشيخ رحمه الله ؟
ج: مما لا شك فيه أن الشيخ رحمه الله كان يزداد سعادة عندما يرى عزاً للإسلام والمسلمين أما سعادته في منزله فكانت تتجلى في جلساته مع أبناءه كباراً وصغاراً وبعد ذلك كنت تلحظ علامة السعادة والفرح عند استقباله لأحفاده فكان رحمه الله يفتح بشته ثم يدخلهم ويبدأ بالسؤال عنهم ثم يفتح بشته ويكرر ذلك عدة مرات بعدها يأخذهم إلى مكتبته وكان يحتفظ بها بنوع معين من الحلوى كنا نحرص على ألا يجدوه إلا عنده رحمه الله فيعطيهم منها وكانوا يسمونها حلاوة أبوي كما كان رحمه الله برغم مشاغله يعودهم في منازلهم إذا سمع بمرض أحدهم وكذلك يذهب لزيارتهم في المستشفى إن كانوا هناك وكان لذلك أكبر الأثر في نفوس الأحفاد وآبائهم وأمهاتهم .
..*..*..*..*..
س: كم عدد أبناء الشيخ رحمه الله الذكور والإناث ؟
ج: عدد الذكور من أبناء الشيخ رحمه الله خمسة .
عدد الإناث من أبناء الشيخ رحمه الله ثلاث .
..*..*..*..*..
س: مَن أقرب أبناء الشيخ رحمه الله إلى قلبه من الأبناء والبنات .
ج: كان رحمه الله يقوم بتربية أبناءه على العدل في كل شيء كبير الأمور وصغيرها وإذا كان يرى تميزاً في أحد أبناءه عن البقية فإنه لا يمكن أن يصرح بذلك لأن من غير العدل الذي يحرص رحمه الله على توخيه في أمور أبسط من ذلك فما بالكم في ذلك.
..*..*..*..*..
س: مَن أشد أبناءه تأثراً بفقده ؟
ج: كلهم كانوا متأثرين والحقيقة أنني كنت أشعر بأننا لسنا الوحيدين الذين فقدناه ولكن كان رحمه الله والداً للجميع فكان فقده صدمة للمسلمين في كل أنحاء الأرض.
..*..*..*..*..
س: مَن أصغر أبناءه وكم عمره ؟
ج: أصغرهم بنت عمرها 21 سنة .
..*..*..*..*..
س: سؤال عن خطوات الشيخ في بداية مشواره في طلب العلم ودور أمنا الغالية في مساعدته ؟
ج: كان الشيخ رحمه الله تعالى قد تولى التدريس في الجامع الكبير بعنيزة خلفاً لشيخه عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمهما الله تعالى قبل اقتراني به ولكن ما زال رغم ذلك يعتبر نفسه في مرحلة طلب العلم أما مساعدتي له فكانت في عدم إشغاله عن التفرغ لطلب العلم ونشره حيث أقوم على خدمته وتوفير كل ما يحتاجه ويعينه على طلب العلم وكذلك متابعة الأبناء والقيام عليهم إلا فيما يتعلق بالأشياء التي تتطلب إخباره عنها ليتدخل في التوجيه والحل .
..*..*..*..*..
س: كيف كان رحمه الله يوفق بين الدعوة التي أخذت جل وقته وبين مسؤلياته والتزاماته الأسرية والاجتماعية ؟
ج: كان رحمه الله ينظم وقته ويهتم بذلك كثيراً فلتدريس والفتوى والدعوة وقت وللعبادة أوقات وللأسرة والأبناء وقت وكذلك للالتزامات العائلية وصلة الرحم أيضاً وقت وكان رحمه الله عندما لا يستطيع الوفاء بالالتزامات الأسرية حضورياً كان يحرص على المشاركة حتى ولو هاتفياً .
..*..*..*..*..
س: ما كانت سياسة الشيخ رحمه الله التربوية في تعليم وتوجيه أبناءه ؟
ج: نظرته وسياسته في تربية أبناءه سبق التطرق لها أما ما يتعلق بالتعليم فكان رحمه الله لا يجبر أبناؤه على تخصصات بعينها بل كان يستشيرهم بذلك وما أدل على ذلك من كون أبناءه قد تخرجوا من كليات مختلفة منها الكليات العلمية والكليات الشرعية والكليات العسكرية.
..*..*..*..*..
من يهده الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلن يجد له وليا ومرشدا ..
--
من عهد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كان للمرأة دورها في
مساندة الرجل في طلب العلم ..والدعوة إلى الله تعالى ..
فمن سانده عليه الصلاة والسلام غير أم المؤمنين خديجة عليها رضوان الله ؟
فكانت له السكن الحنون ..والعضد المتين ..
ولم تمت حماسة خديجة بموتها .. فقد أورثتها بناتها من محبات الدعوة ..
--
إننا نعجبُ كثيراً من بذل العلماء ومواقف العظماء
لكننا ننسى أن معهم في بيوتهم نساء ماجدات خالدات يدفعنهم للخير وللعلم
فلا نظن أن العظيم من الرجال قام لوحده .. بل وراء كل عظيم امرأة عظيمة امرأة داعية
--
هذا اليوم ليس ككل يوم ..
وكذا اللقاء ليس ككل لقاء ..
تزدان المعالي بحضورٍ كريمٍ لزوج شيخ فاضل
افتقدناه .. وافتقده العالم الإسلامي أجمع ..
حن له تلاميذه .. واشتاقوا للجلوس بين يديه ..
لينهلوا من أنهار العلم والفقه حد الإرتواء ..
---
من " عنيزة " محضن العلماء والفضلاء ..
من مدينة الريادة العلمية منذ القدم ..
رأيـتُـكِ يـا عُنـيـزةُ فـاستُـثيـرتْ .. لـواعجُ لم يقاومْها احـتمـالي
فعـذراً يــا حنيـنَ الــقـلب إنْ لـم .. أدعْكَ تزيد من وَهَج انفعالي
أريني وجــهَ شيــخٍ كان رمــزاً .. لعـلـم الـشرع، ميمونَ الخصالِ
ففي ذكرى «العُثَيْمينِ» احتفالٌ .. بـميراثِ الـهدى أيَّ احتـفــالِ
أرينـي يــا عنـيـزةُ منـه وجهــاً .. مـضـيـئـاً بـالـهدايـةِ والـجـلالِ
فعـلـم شريعـةِ الـرحمـن أسْـمَـى .. وأقـربُ يـا عـنـيـزة للـكـمالِ
أحـبُّ الـشـيـخ حبـاً لـسـتُ أدري .. مَـدَاه، ولا أُجـاوزُ أو أُغالي
من " عنيزة " نقف اليوم لنكشف الستار عن بعضٍ من ملامح حياة تلك الزوجة والأم العظيمة
نقف اليوم وقفات لننهل فيها رشفات من بيت الدعوة والصلاح
وقفة تميز يتشرف بها منتدى الأسرة ..
لنلتقي وإياكم بوالدتنا الأم الفاضلة والزوجة العظيمة
.*. أم عبد الله .*.
زوجة شيخنا محمد ابن عثيمين _ رحمه الله _
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة و الأخوات ..
بالأمس حظينا بشرف اللقاء مع الوالدة أم عبد الله
واليوم نضع لكم الإجابات ..
ونرفع الأكف بالدعاء إلى الله لأهل الفضل والإحسان ممن سعوا لهذا اللقاء
فالحمد الله أن يسّر هذا اللقاء و أتمّه ..
و نترككم مع الإجابات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإنه يسرني أن ألتقي بجميع زوار هذا المنتدى المبارك سواءً من أخواتي أو إخواني وأسأل الله العلي القدير أن يعينني على تقديم ما يكون فيه نفع ومصلحة من سيرة والد الجميع وفقيد الإسلام والمسلمين الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وجمعنا به ووالدينا وذريتنا في جنات النعيم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والآن إلى إجابات ما تيسر من الأسئلة :
س: هل يوجد تغير في همة الشيخ في العلم والدعوة والعبادة بين شبابه وشيخوخته رحمه الله ؟
ج : لم أجد أي نقص أو ضعف في همة الشيخ رحمه الله في العلم والدعوة والعبادة مع تقدمه في العمر ولكن على العكس فقد كانت مشاغله رحمه الله تزداد مع مرور الوقت كما هو الحال في عبادته ودعوته حتى أنه رحمه الله في شدة مرضه لم يفرط بلحظة واحدة دون ذكر أو عبادة أو تدريس أو توجيه .
..*..*..*..*..
س: أغرب ما رأيتي من الشيخ رحمه الله في حياته ؟
ج: لقد كانت حياته رحمه الله مثالاً يحتذى ومما يعجب له الإنسان صبره وهمته رحمه الله في طلب العلم ثم صبره وهمته في التعليم ونشر العلم الشرعي وكذلك فيه رحمه الله زهداً وورعاً ربما يستغربه من لا يعرف الشيخ رحمه الله عن قرب .
..*..*..*..*..
س: كيف يتعامل الشيخ رحمه الله مع أولاده في حياتهم الخاصة ؟
ج: كان تعامله رحمه الله مع أبناءه وبناته ينقسم إلى مرحلتين الأولى مرحلة الطفولة والصبا وفيها يحرص رحمه الله على رعايتهم والقرب منهم ثم متابعة تحصيلهم العلمي بعد التحاقهم بالمدارس كما يحرص رحمه الله في هذه المرحلة على توجيههم وإرشادهم وغرس بعضاً من مبادئ الدين الإسلامي في نفوسهم فكان مثلاً يصطحب الأولاد معه إلى المسجد لأداء بعض الفروض وكان رحمه الله يشجعهم على صيام بعضاً من أيام رمضان دون أن يرى في ذلك مشقة عليهم بالإضافة إلى تشجيعهم على حفظ قصار السور ويكافئهم على ذلك .
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الشباب والنضج فكان رحمه الله في هذه المرحلة شديداً فيما يتعلق بتأدية الواجبات الدينية حريصاً على تأديبهم ومحاسبتهم في حالة التقصير وكان يتبع في ذلك التوجيه باللين وإذا تطلب الأمر أكثر من ذلك فإنه لا يتردد في اتخاذ ما يرى بأنه كافياً لتعديل الخطأ وتقويم الأبناء ، إضافة إلى ذلك كان رحمه الله يضع كامل ثقته في أبناءه ويترك لهم بعض الأمور ليتعودوا على الاعتماد على أنفسهم كما كان رحمه الله يحثهم دائماً على البر والصلة وكان يتفقدهم في ذلك .
..*..*..*..*..
س: لماذا لم يكن الشيخ رحمه الله يحني لحيته ؟
ج: ربما لم يكن لديه الوقت لتعهد لحيته بالحناء وأظن أنني سمعته رحمه الله يقول مثل ذلك .
..*..*..*..*..
س: متى يشتد غضب الشيخ رحمه الله وكيف كان يتعامل مع غضبك ؟
ج: يشتد غضبه رحمه الله إذا انتهكت حرمات الله ، وكان يتعامل مع غضبي على أحد الأبناء مثلاً بتهدئتي وتقديم النصيحة للمخطئ وفي العموم كان الشيخ رحمه الله هادئاً لا يغضب بسرعة كما أنه رحمه الله إذا غضب فإنه سرعان ما يزول غضبه وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى كنت أغبطه عليها .
..*..*..*..*..
س: كيف كان يقوم الشيخ رحمه الله من نومه ؟ هل يضع منبهاً أم يطلب من أحد إيقاظه ؟
ج: كان رحمه الله يعتمد على الله ثمّ على المنبه وعلينا في إيقاظه وفي الغالب كان رحمه الله ينهض من نومه قبل المنبه وقبل أن أقوم بإيقاظه .
..*..*..*..*..
س: هل كان الشيخ يجدد ملابسه كل موسم ؟ وهل يشتري للعيد ثوباً جديداً ؟ وماذا يفعل بملابسه القديمة رحمه الله ؟
ج: لا يرتبط تجديد الشيخ رحمه الله لملابسه بالمواسم ولكن يعتمد رحمه الله على زوجته في ذلك فكنت إذا رأيت أنه بحاجة إلى تغيير أو تجديد ملابسه كنت أقوم بذلك ، وكان رحمه الله يحرص على أن يلبس أحسن ملابسه في الأعياد وفي يوم الجمعة. أما ملابسه القديمة فكنت أنظفها ثم أدفعها لمن يستفيد منها .
..*..*..*..*..
س: كيف كان برنامج الشيخ رحمه الله مع أهله ؟ وبماذا كان يشغل اجتماعه معكم؟
ج: كان برنامج الشيخ رحمه الله مشغولاً ومليئاً طوال اليوم ولكن رحمه الله كان طوال بقاءه في المنزل يجلس في مكتبته ويترك الباب مفتوحاً فمن رغب من أبناءه في الدخول والاستئناس بالحديث معه أو طلب الفتوى أو الاستشارة دخل بشرط عدم الإطالة لأننا نراه مشغولاً كما كان يحرص على تناول طعام الغداء مع أفراد الأسرة مجتمعين وكان يتخلل ذلك طرح بعض الأسئلة عليه رحمه الله أو تناول بعض شؤون الأسرة أو ممازحة بعض أبناءه وبناته الصغار مع ملاحظة أنه رحمه الله كان يستغل وقت الغداء للرد على طالبي الفتوى وكان يرد مرة على الهاتف ومرة يتوجه لنا بالحديث وكنا نعترض على ذلك ولكنه يرد بالقول مرة للهاتف ومرة لكم وفي ذلك عدل .
..*..*..*..*..
س: هل كان الشيخ رحمه الله يخرج مع العائلة للتنزه في الخارج ؟
ج: نعم كان للعائلة رحلة أسبوعية وهي يوم الجمعة بعد الصلاة حيث نخرج إلى منطقة برية قريبة ونتناول طعام الغداء وكان يستغل ذلك الوقت في مشاركة أبناءه في بعض المسابقات كالجري وحل الألغاز وكان يصطحب معه بندقية صغيرة حيث يتبارى مع أبناءه على الرماية وغير ذلك .
..*..*..*..*..
س: كيف كان صيام الشيخ رحمه الله طوال العام ؟
ج: كان الشيخ رحمه الله طوال عمره يداوم على صيام ثلاثة أيام من كل شهر وست من شوال وعشر ذي الحجة ويوم عاشوراء.
..*..*..*..*..
س: لماذا كان الشيخ رحمه الله لا يكلم النساء مباشرة في سؤال على الهاتف ؟
ج: لا أدري ولكن ربما رحمه الله أنه رأى من غير المصلحة أن يظهر صوت المرأة السائلة ، أما النساء التي تطلب الفتوى بالهاتف الخاص فكان رحمه الله يرد عليهن ويقضي حاجاتهن .
..*..*..*..*..
س: كيف كان الشيخ رحمه الله يختار أسماء أولاده ؟
ج: كان يختار بعض الأسماء مثل عبد الله وعبد الرحمن وكان يترك البقية شورى بيننا وكنا نختار الاسم ثم نعرضه عليه فيوافق أو يطلب اختيار اسم آخر.
..*..*..*..*..
س: ما هي الأشياء التي كانت تفرح الشيخ رحمه الله ؟
ج: مما لا شك فيه أن الشيخ رحمه الله كان يزداد سعادة عندما يرى عزاً للإسلام والمسلمين أما سعادته في منزله فكانت تتجلى في جلساته مع أبناءه كباراً وصغاراً وبعد ذلك كنت تلحظ علامة السعادة والفرح عند استقباله لأحفاده فكان رحمه الله يفتح بشته ثم يدخلهم ويبدأ بالسؤال عنهم ثم يفتح بشته ويكرر ذلك عدة مرات بعدها يأخذهم إلى مكتبته وكان يحتفظ بها بنوع معين من الحلوى كنا نحرص على ألا يجدوه إلا عنده رحمه الله فيعطيهم منها وكانوا يسمونها حلاوة أبوي كما كان رحمه الله برغم مشاغله يعودهم في منازلهم إذا سمع بمرض أحدهم وكذلك يذهب لزيارتهم في المستشفى إن كانوا هناك وكان لذلك أكبر الأثر في نفوس الأحفاد وآبائهم وأمهاتهم .
..*..*..*..*..
س: كم عدد أبناء الشيخ رحمه الله الذكور والإناث ؟
ج: عدد الذكور من أبناء الشيخ رحمه الله خمسة .
عدد الإناث من أبناء الشيخ رحمه الله ثلاث .
..*..*..*..*..
س: مَن أقرب أبناء الشيخ رحمه الله إلى قلبه من الأبناء والبنات .
ج: كان رحمه الله يقوم بتربية أبناءه على العدل في كل شيء كبير الأمور وصغيرها وإذا كان يرى تميزاً في أحد أبناءه عن البقية فإنه لا يمكن أن يصرح بذلك لأن من غير العدل الذي يحرص رحمه الله على توخيه في أمور أبسط من ذلك فما بالكم في ذلك.
..*..*..*..*..
س: مَن أشد أبناءه تأثراً بفقده ؟
ج: كلهم كانوا متأثرين والحقيقة أنني كنت أشعر بأننا لسنا الوحيدين الذين فقدناه ولكن كان رحمه الله والداً للجميع فكان فقده صدمة للمسلمين في كل أنحاء الأرض.
..*..*..*..*..
س: مَن أصغر أبناءه وكم عمره ؟
ج: أصغرهم بنت عمرها 21 سنة .
..*..*..*..*..
س: سؤال عن خطوات الشيخ في بداية مشواره في طلب العلم ودور أمنا الغالية في مساعدته ؟
ج: كان الشيخ رحمه الله تعالى قد تولى التدريس في الجامع الكبير بعنيزة خلفاً لشيخه عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمهما الله تعالى قبل اقتراني به ولكن ما زال رغم ذلك يعتبر نفسه في مرحلة طلب العلم أما مساعدتي له فكانت في عدم إشغاله عن التفرغ لطلب العلم ونشره حيث أقوم على خدمته وتوفير كل ما يحتاجه ويعينه على طلب العلم وكذلك متابعة الأبناء والقيام عليهم إلا فيما يتعلق بالأشياء التي تتطلب إخباره عنها ليتدخل في التوجيه والحل .
..*..*..*..*..
س: كيف كان رحمه الله يوفق بين الدعوة التي أخذت جل وقته وبين مسؤلياته والتزاماته الأسرية والاجتماعية ؟
ج: كان رحمه الله ينظم وقته ويهتم بذلك كثيراً فلتدريس والفتوى والدعوة وقت وللعبادة أوقات وللأسرة والأبناء وقت وكذلك للالتزامات العائلية وصلة الرحم أيضاً وقت وكان رحمه الله عندما لا يستطيع الوفاء بالالتزامات الأسرية حضورياً كان يحرص على المشاركة حتى ولو هاتفياً .
..*..*..*..*..
س: ما كانت سياسة الشيخ رحمه الله التربوية في تعليم وتوجيه أبناءه ؟
ج: نظرته وسياسته في تربية أبناءه سبق التطرق لها أما ما يتعلق بالتعليم فكان رحمه الله لا يجبر أبناؤه على تخصصات بعينها بل كان يستشيرهم بذلك وما أدل على ذلك من كون أبناءه قد تخرجوا من كليات مختلفة منها الكليات العلمية والكليات الشرعية والكليات العسكرية.
..*..*..*..*..
عدل سابقا من قبل طالبة الجنة في الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 3:46 am عدل 2 مرات