انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


    في حكم بعض الألفاظ المستعملة مثل: "بصحتك" و"ربي تقبل"

    avatar
    زائر
    زائر


    في حكم بعض الألفاظ المستعملة مثل: "بصحتك" و"ربي تقبل" Empty في حكم بعض الألفاظ المستعملة مثل: "بصحتك" و"ربي تقبل"

    مُساهمة من طرف زائر الجمعة أغسطس 01, 2008 5:09 pm

    السؤال: ما قولكم في بعض الألفاظ المستعملة من بعض الناس بعد الانتهاء من الأكل بقولهم: "بصحتك"، وكذلك بعد الصلاة قولهم: "اللهم تقبل"، أو "تقبل الله صلاتك"، أو "ربي يقبل". وجزاكم الله خيرا.



    الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما، أمّا بعد:

    فإنَّ قول بعضهم للآكل أو الشارب عند انتهاء منه: "بالصحة والعافية" وغيرها من العبارات الدالة على اهتمام الأخ بأخيه، وهي تحمل معنى الدعاء فلا أرى مانعًا من ذكرها إذا لم يقصد بالتعبُّد بذات العبارة ولا التزام بكلماتها، وذلك لدخولها في عموم القول بالمعروف والكلمة الطيبة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ"(١) فتكون الكلمة الطيبة مطلقًا وبين الناس صدقة فهي شاملة لكلمة التوحيد، والذكر، والبدء بالسلام ورده، وتشميت العاطس، والكلام الطيب في ردِّ السائل قال تعالى: ﴿قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى﴾[البقرة: 263]، كما يدخل كل كلام حسن يثلجُ به صدر المؤمن، ويفرح به قلبه، ويدخل فيه السرور قال تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾[البقرة: 83]، ففي الحديث: "اتَّقُوا اللهَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ"(٢).

    غير أنَّ الذي اعتاده بعض الناس قولهم عقب الصلاة الجماعية مباشرة وعند المصافحة: "تقبَّل الله" ونحوها من الكلمات ويقول الآخر: "منَّا ومنكم" فإنَّ مثل هذا لصيق بالعبادة، ولا أصل له في الشرع ومخالف للسنة التركية، لأنَّ هديه صلى الله عليه وآله وسلم عقب السلام البدء بالاستغفار، ثمَّ الأذكار الواردة، ثم التسبيح، والتحميد، والتكبير، وغيرها مما هو معلوم في السنة.

    والفرق بين الحكمين السابقين، أنَّ الأول يتعلَّق بالعادات فالأصل فيها الجواز مالم يرد دليل مانع أو يحمل في ذاته عبارات لا يرضاها الشرع، بينما الحكم الثاني فمتعلق بالعبادات لإضافته لحكم الصلاة، وكلُّ ما أضيف إلى حكم شرعي، فإنَّه يحتاج إلى دليل من الشرع يسنده ويؤيده.
    والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.


    الجزائر في: 13 صفر 1427ﻫ

    الموافقﻟ: 13 مارس 2006م
    موقع الشيخ فركوس



    ١- أخرجه البخاري في الجهاد (2989)، ومسلم في الزكاة (2382)، وأحمد (8840)، والبيهقي (8072)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


    ٢- أخرجه البخاري في المناقب (3595)، ومسلم في الزكاة (2396)، والنسائي في الزكاة (2565)، وأحمد (18747)، والدارمي (1710)، من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 12:41 am