انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


    العلاقة التلازمية بين انواع التوحيد

    avatar
    علي الجزائري
    جزاه الله خيرا و نفع به


    عدد الرسائل : 60
    الرتبة : العلاقة التلازمية بين انواع التوحيد 71196375522cq7
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 0
    تاريخ التسجيل : 30/05/2008

    العلاقة التلازمية بين انواع التوحيد Empty العلاقة التلازمية بين انواع التوحيد

    مُساهمة من طرف علي الجزائري الأحد يونيو 01, 2008 9:16 pm

    [size=18]
    سئل فضيلة الشيخ محمد علي فركوس سؤالا مفاده:

    لسـؤال:


    هل
    من تفصيلٍ في العلاقة بين توحيدِ الربوبية وتوحيدِ الأُلوهية وكذا توحيد الأسماء
    والصفات؟



    الجـواب:



    الحمدُ لله
    ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله
    وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:



    فاعلم
    أنَّه لا يكمل لأحد توحيدُه إلاَّ باجتماعِ أنواعِ التوحيدِ الثلاثةِ وهي: توحيدُ
    الربوبيةِ، والأسماءِ والصفاتِ، والألوهيةِ، فلا ينفعُ توحيدُ الربوبيةِ بدونِ
    توحيدِ الألوهيةِ، ولا يقومُ توحيدُ الألوهيةِ بدونِ توحيدِ الربوبيةِ، ولاَ
    يَسْتَقيمُ تَوحيدُ الله في رُبُوبيتِهِ وأُلُوهِيَتِهِ بِدُونِ توحيدِه في أسمائِه
    وصفاتِه(-
    «الكواشف الجلية» للسلمان: (422)[/url])،
    فهذِه الثلاثةُ متلازِمَةٌ يُكَمِّلُ بعضُهَا بعضًا، ولا يَسَعُ الاستِغْناءُ
    بِبعضِها عن البعْضِ الآخرِ، فالعلاقَةُ الرابطةُ بينَ هذِه الأقسامِ هي علاقةُ
    تلازُمٍ وتضمُّنٍ وشُمُولٍ.




    فتوحيدُ الربوبيةِ يستلْزِمُ توحيدَ الألوهيةِ، ومَعْنى ذلكَ أنَّ تَوحيدَ
    الألوهيةِ خَارجٌ عَن مَدلُولِ توحيدِ الربوبيةِ، فلا يتحَقَّقُ توحيدُ الربوبيةِ
    إلاَّ بتوحيدِ الألوهيةِ، أي: أنَّ تَوحيدَ الربُوبيةِ لا يُدْخِل مَنْ آمن بِه في
    الإسْلاَمِ، بِخلافِ تَوْحِيدِ الألُوهِيةِ فَإنَّه يَتَضمَّنُ تَوْحيدَ الربوبيةِ([-
    «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العزّ: (1/41)[/url])،
    أي: أنَّ توحيدَ الربوبيةِ جزْءٌ مِن معنى توحيدِ الألُوهيةِ فالإيمانُ بتوحيدِ
    الألُوهيةِ يُدْخِلُ في الإسلامِ.


    فيتقَرَّرُ عِنْدئذٍ
    أنَّ توْحيدَ الربُوبيةِ عِلْمِيٌّ اعْتِقَادِيٌّ، وتَوحِيدُ الألُوهيةِ عَمَلِيٌّ
    طَلَبِيٌّ، والعمليُّ متضَمِّنٌ للعِلْمِيِّ؛ ذلك لأنَّ متعلّقاتِ الربوبيةِ
    الأمورُ الكونيةُ، كالخلقِ والرِّزقِ، والتدبيرِ والإحياءِ، والإمَاتَةِ وغيرِ
    ذلكِ، بينَمَا مُتعلّقَاتُ تَوحِيدِ الألُوهِيةِ الأوامِرُ والنواهِي، فإذَا عَلِم
    العَبْدُ أنَّ الله ربُّهُ لا شَرِيكَ لَه في خَلْقِه وأسمائِه وصفاتِه ترتَّبَ عنه
    أن يعمَلَ عَلى طاعتِه وامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نواهِيهِ، أي: يعْمَلَ عَلَى
    عبادتِه([')]٣-
    انظر المصدر السابق: (1/42)، «دعوة التوحيد» لهراس: (83، 84)[/url])،
    ومنهُ يُفْهَم أنَّ عبادَةَ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ هِي نتيجةٌ لاعترافٍ
    أَوَّليٍّ بأنَّه لا ربَّ غيرُ الله يُشْرِكهُ في خلْقِهِ وأَمْرِه، أي: تَعلّقُ
    القَلْبِ ابتداءً بتوحيدِ الربوبيةِ ثمَّ يَرتَقِي بعدهَا إلى توحيدِ الألوهيةِ،
    ولهذا قال ابنُ القيِّم:
    «إنَّ
    الإلهية التي دعت الرسل أُممَهم إلى توحيد الربِّ بها هي العبادة والتألُّه، ومن
    لوازمها توحيد الربوبية الذي أُمر به المشركون فاحتجَّ الله عليهم به، فإنَّه يلزم
    من الإقرار به الإقرار بتوحيد الألوهية»([')]٤-
    «إغاثة اللهفان»: (2/135)[/url])،
    ومعنى كلامِ
    ابن القيِّمِ أنَّ الله تعالى احتَجَّ على المشْرِكينَ بتوحِيدِ الربوبيةِ عَلى
    توحيدِ الألوهيةِ والعبادةِ ولا العكسُ، ومنْهُ يُفْهمُ –أيضًا- أنَّ توحيدَ
    الربوبيةِ والأسماءِ والصفاتِ وحدهُ لا يكفِي لإدْخَالِ صاحبِه في الإسلامِ ولا
    يُنْقِذُه من النَّارِ، ولا يَعْصِمُ مالَه ودَمَهُ إلاَّ بتوحِيدِ الألوهيةِ
    والعبادةِ.




    أمَّا توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ فهو شَاملٌ للنوعينِ معًا (توحيد الربوبية، وتوحيد
    الألوهية)؛ وذلك لأنَّه يقومُ على إفرادِ الله تعالى بكلِّ مَا لَهُ منَ الأسماءِ
    الحسْنَى والصِّفاتِ العُلَى التي لا

    تُبْتَغَى إلاَّ لهُ سبحانَه، والتي من جُمْلتِها: الربُّ، الخالقُ،
    الرَّازِقُ، الملِكُ وهذا هو توحيدُ الربوبيةِ، وكذلِك من جُمْلتِها: الله،
    الغفُورُ، الرَّحيمُ، التوَّابُ، وهذا توحيد الألوهيةِ([')]٥-
    «الكواشف الجلية» للسلمان: (442)، «دعوة التوحيد» لهراس: (84)[/url]).


    والعلمُ
    عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على
    نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.






    الجزائر في: 14 جمادى الأولى 1429ﻫ
    الموافق ﻟ: 19 مـاي 2008م






    ١-
    «الكواشف الجلية» للسلمان: (422).






    ٢-
    «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العزّ: (1/41).





    ٣-
    انظر المصدر السابق: (1/42)، «دعوة التوحيد» لهراس: (83، 84).





    ٤-
    «إغاثة اللهفان»: (2/135).





    ٥-
    «الكواشف الجلية» للسلمان: (442)، «دعوة التوحيد» لهراس: (84).

    المصدر : http://www.ferkous.com/rep/Ba61.php
















    avatar
    زائر
    زائر


    العلاقة التلازمية بين انواع التوحيد Empty رد: العلاقة التلازمية بين انواع التوحيد

    مُساهمة من طرف زائر الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 2:47 pm

    قوله هنا (أمَّا توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ فهو شَاملٌ للنوعينِ معًا) -فيما يبدو- يحتاج إلى تعديل؛ فإن توحيدي الربوبية والأسماء والصفات يستلزمان توحيد الألوهية، بينما توحيد الألوهية يتضمنهما. فإفراد الله تعالى بذينك النوعين من عبادة القلب واللسان، وهذا جزء توحيد العبادة؛ لكنهما يستلزمانه لدلالتهما عليه. وقد استدل الأنبياء -عليهم السلام- على بطلان الآلهة بإثبات النقص في صفاتها؛ قال تعالى عن إبراهيم -عليه السلام-: {أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلاَ يَضُرُّكُم} {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُون. أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّون} إلى قوله: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِين. الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِين....} الآيات.
    وعن موسى -عليه السلام- عن العجل-: {أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً} وقال تعالى : {أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا}. إلى آخر ذلك.
    وقد استدل تعالى على توحيد العبادة بربوبيته سبحانه: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ..} إلى قوله: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ} الآيات. وما سبق عن إبراهيم فيه المقصود مجتمعًا وقال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ..} الآية. وغيرها من الآيات مما هو معلوم. فكانت حجة عليهم في بطلان شرك العبادة. وأرجو أن يكون هذا لا يحتاج إلى مزيد بيان.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 6:52 am