من طرف علي الجزائري الأحد يونيو 01, 2008 8:31 pmبسم الله الرحمن الرحيم
بيان غلط من ضعف حديث عبد الله بن عمر مرفوعا
( من حلف بغير الله فقد أشرك )
بيان غلط من ضعف حديث عبد الله بن عمر مرفوعا
( من حلف بغير الله فقد أشرك )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أما بعد ، فلقد اطلعت على مقال منشور في منابر مصر السلفية ومثبت ! في ( منبر العقيدة في المنتدى ) ذهب فيه كاتب المقال إلى تضعيف حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا (( من حلف بغير الله فقد أشرك )) فأردت أن أبين غلط هذا الكاتب في تضعيفه لهذا الحديث فأقول : هذا الحديث له إسنادان معروفان ، وكل إسناد منهما فيه سياق يخالف سياق الآخر ، وإليك البيان :
الأول : منصور عن سعد بن عبيدة قال : جلست أنا ومحمدا الكندي إلى عبد الله بن عمر ، ثم قمت من عنده ، فجلست إلى سعيد بن المسيب ، قال فجاء صاحبي وقد اصفر وجهه وتغير لونه فقال : قم إلى قلت : ألم أكن جالسا معك الساعة ؟ فقال سعيد : قم إلى صاحبك ، قال : فقمت إليه ، فقال : ألم تسمع إلى ما قال ابن عمر ؟ قلت : وما قال ؟ قال أتاه رجل فقال : يا أبا عبدا لرحمن، أعلى جناح أن أحلف بالكعبة ؟ قال : ولم تحلف بالكعبة ؟ إذا حلفت بالكعبة فاحلف برب الكعبة ؛ فإن عمر كان إذا حلف قال : كلا وأبى ، فحلف بها يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تحلف بأبيك ولا بغير الله ، فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك )) أخرجه الإمام أحمد وهذا سياقه كما في ((المسند 9/275ـ276 الرسالة )) وهذا الحديث رواه غير منصور عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر مختصرا
هكذا رواه الأعمش والحسن بن عبيد الله وسعيد بن مسروق والد سفيان 0 حيث لم يذكروا الواسطة بين سعد بن عبيدة وابن عمر 0 ومن هنا أعل بعض العلماء هذه الرواية المختصرة وقالوا : إن هذا الحديث لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر 0 بل سمعه من محمد الكندي كما بينه منصور فى روايته ، ومحمد الكندي مجهول كما قال أبوحا تم في ( الجرح والتعديل ) فالإسناد ضعيف وهذا تقرير صحيح وبحث مليح وهى النتيجة التي وصل إليها الشيخ مقبل بن هادى رحمه الله كما نقله الأخ كاتب المقال 0
ويبقى النظر في إسناد الحديث الآخر وهو ما رواه الإمام أحمد في مسنده ( 9/182ـ183 ) : حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة قال : كنت مع ابن عمر في حلقة ، فسمع رجلا في حلقة أخرى وهو يقول : لا و أبى ، فرماه ابن عمر بالحصى ، وقال : إنها كانت يمن عمر ، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : (( إنها شرك ))0 الحديث إسناده صحيح ، وعنعنة الأعمش ليست علة في هذا الإسناد ، وفى هذه المسألة بحث ليس هذا موضعه 0
والمقصود أن الحديث صحيح وهو سياق آخر مختلف عن سياق الحديث الأول وفيه التصريح بسماع سعد بن عبيدة الحديث من عبد الله بن عمر حيث قال : كنت معه في حلقة ، ولعل الرواة الذين اختصروا الحديث عن سعد بن عبيدة أرادوا هذا السياق حيث لم يذكروا فيه محمد الكندي 0
ثم إن الحفاظ الذين ضعفوا الحديث كالبيهقى والطحاوي كان نقدهم متجها إلى الحديث الأول 0 ولم يشيروا إلى السياق الثاني الذي فيه التصريح بسماع سعد بن عبيدة من عبد الله بن عمر 0
والشيخ مقبل رحمه الله الذي اطلع على السياق الثاني للحديث أوله تأويلا غريبا حيث قال : يحتمل أنه سمع رجلا في حلقه أخرى لم يكن فيها 0 ثم كأن الشيخ أحس بضعف هذا التوجيه فقال : ثم منصور أثبت و أتقن من الأعمش ، والأعمش مدلس 0 اهـ (( أحاديث معللة ظاهرها الصحة ص 151 ))
قلت : قد بينا أنهما قصتان مختلفتان وسياقان متغايران 0 وأن سعد بن عبيدة لم يسمع الحديث من عبد الله بن عمر في القصة الأولى وسمعه منه في القصة الأخرى حيث كان معه في حلقة إلى أخره 0
وأن إسناد هذه القصة الأخيرة صحيح 0 فمن الغلط البين حينئذ تعليل هذه الرواية الصحيحة بالرواية الأولى وهى مختلفة عنها كأنها حديث آخر بل إن هذا الحديث الأخير يشهد للحديث الأول المعلول ويحسن به كما صنع الإمام الترمذي حيث حسنه في سننه0
وقد رأيت المعلقين على مسند الإمام أحمد في طبعة الرسالة وقعوا فى هذا الغلط نفسه حيث أعلوا الحديث الثاني بالحديث الأول 0 والله المستعان فعلى الإخوة طلبة العلم أن يتريثوا ويتثبتوا قبل أن ينشروا ولا سيما فى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا الإخوة أصحاب المنتديات والمواقع الإسلامية عليهم أن يدققوا فى المقالات المنشورة فإن الذى دعانى إلى كتابة هذا المقال أنى رأيت المقال المردود عليه مثبتا ومميزا فى موقع سلفى فرأيت حتمية الرد عليه منى أو من غيرى من طلبة العلم لئلا ينشرالغلط على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
وما توفيقى الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب0
وكتبه/ أبو مالك عبدا لحميد بن خليوي الجهني
الأربعاء 26/6/1428
