انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


    في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس

    أبو حارثة الأثري الجزائري
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    المشرف العام


    ذكر عدد الرسائل : 411
    الرتبة : في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس Mouchr10
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 5
    تاريخ التسجيل : 24/05/2008

    في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس Empty في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس

    مُساهمة من طرف أبو حارثة الأثري الجزائري الإثنين نوفمبر 03, 2008 6:34 pm






    في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس M33








    الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ
    رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين،
    أمّا بعد:




    فقد وردت آياتٌ مُحكَمَة واضحةُ المعنى في نفي الضلال إلاَّ بعد
    البيان، مثل قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا
    بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ﴾

    [التوبة: 115]، وقولِه تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ
    إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَن
    يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ﴾
    [إبراهيم: 4]، كما وردت آياتٌ أخرى
    أثبتت الضلال قبل البعثة ووَصَف الله سبحانه فيها المشركين به، مثل
    قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً
    مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
    وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ
    لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾
    [الجمعة: 2]، وقوله تعالى:
    ﴿وَاذْكُرُوهُ
    كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ﴾

    [البقرة: 198].




    ومعلوم أنَّ القرآن يشبه بعضه بعضًا لا اختلاف فيه، لقوله
    تعالى: ﴿كِتَابًا مُّتَشَابِهًا﴾ [الزمر: 23]، ولا يكذب بعضه بعضًا
    بل يصدِّق بعضه بعضًا؛ لأنه من الله سبحانه، لقوله تعالى:
    ﴿وَلَوْ
    كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا
    كَثِيرًا﴾
    [النساء: 82]، ولقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:
    «إِنَّ هَذَا القُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ يُكَذِّبُ بَعْضهُ بَعْضًا
    بَلْ يُصَدِّقُ بَعْضهُ بَعْضًا، فَمَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا بِهِ وَمَا جَهِلْتُمْ فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ»
    (١-
    أخرجه أحمد في «مسنده»: (6663)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي
    الله عنهما، والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (10/174)،
    والألباني في «تحقيقه لشرح الطحاوية»: (200)
    )
    ،
    فإذا ثبت علمًا أنَّ أدلة الشرع لا تتناقض في نفسها فإنها -أيضًا-
    لا تتناقض مع بعضها، بل إنها متفقة لا تختلف، متلازمة لا تفترق،
    فالواجب -إذن- الجمع بين أدلة الشرع ما أمكن، ويمكن التوفيق بينها
    بالنظر إليها مجتمعة بعد التفريق بين نوعين من الضلال: بين الضلال
    المستوجب للعقوبة، وبين الضلال الذي هو انحراف عن سُنن الهدى وعن
    طريق النور والرشد، ويظهر وجه الجمع كما يلي:




    • حمل الضلال المنفي في الآية المستوجب للعقوبة على العموم، وهو
    شامل للأصول والفروع والكليات والجزئيات إلاَّ بعد ورود الحجّة
    الرسالية، لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى
    نَبْعَثَ رَسُولاً﴾
    [الإسراء: 15]، ولقوله تعالى:
    ﴿لِئَلاَّ
    يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ
    اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾
    [النساء: 165]، وقوله تعالى:
    ﴿وَمَا
    كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا
    رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا﴾
    [القصص: 59]، ولقوله
    تعالى: ﴿لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ﴾ [الأنعام: 19]، فـ «لاَ
    حَظْرَ وَلاَ أَمْرَ إِلاَّ بِشَرْعٍ» إذ «لاَ يَثْبُتُ حُكْمُ
    الخِطَابِ إِلاَّ بَعْدَ البَلاَغِ»، و«لاَ يَقُومُ التَّكْلِيفُ
    مَعَ الجَهْلِ وَعَدَمِ العِلْمِ»، وإنما يكون الضلال المستوجب
    للعقوبة في الدارين هو ترك التكليف بعد البلاغ مع انتفاء المعارض
    من العلم، وهو ما فسّر به الضحاك وغيره الآية المذكورة، السابقة
    بقوله: «مَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَ قَوْمًا حَتَّى يُبَيِّنَ
    لَهُمْ مَا يَأْتُونَ وَمَا يَذَرُونَ»
    (٢-
    «تفسير البغوي»: (2/333)
    )
    .


    عدل سابقا من قبل أبو حارثة الأثري الجزائري في الإثنين نوفمبر 03, 2008 6:42 pm عدل 1 مرات
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    المشرف العام


    ذكر عدد الرسائل : 411
    الرتبة : في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس Mouchr10
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 5
    تاريخ التسجيل : 24/05/2008

    في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس Empty رد: في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس

    مُساهمة من طرف أبو حارثة الأثري الجزائري الإثنين نوفمبر 03, 2008 6:38 pm




    • إثبات ضلال الشرك والحوادث والبدع قبل البعثة وظهورِ الحُجَّة
    الرسالية؛ لأنَّ الضلال الذي هو الانحراف عن سُنن الهدى والرشاد
    سابق على الهداية ومتقدم عليها، إذ هو إبقاء على الأصل، والهداية
    إنشاء ما لم يكن
    (٣-
    «فتح القدير» للشوكاني: (3/94)
    )
    ،
    ويدل عليه قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ
    النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ
    إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾
    [إبراهيم: 1]، والمراد
    إخراجهم من ظلمات الكفر والجهل والضلالة إلى نور العلم والإيمان والهداية، كما جاء عن أهل التفسير
    (٤-
    «تفسير البغوي»: (3/25)، «تفسير ابن كثير»: (2/522)، «فتح القدير» للشوكاني: (3/93)
    )
    ،
    ففي الحديث: «قال تعالى: «يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ
    مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ»
    (٥-
    أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم: (6572)،
    والترمذي في «سننه» كتاب صفة القيامة: (2495)، وابن ماجه في «سننه» كتاب
    الزهد، باب ذكر التوبة: (4257)، وأحمد في «مسنده»: (20860)، من حديث أبي
    ذر رضي الله عنه
    )
    ،
    فعموم النصوص تثبت ضلال المشركين قبل البعثة والبيِّنة، غير أنّ ما
    توعد عليه بالعذاب إنما يكون على من أصرّ على الشرك بعد قيام الحجة
    الرسالية بالبلاغ -كما سبقت الإشارة إليه- ويدلّ على أنَّ المشركين
    كانوا قبل البعثة من الضالين ما تقدَّم وصفهم بالضلال في آية
    الجمعة، وكذلك قوله تعالى: ﴿فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ
    عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ
    أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾

    [الأعراف: 30]، فالآية صريحة بمؤاخذة الكافر الذي يعتقد أنه على
    الحقّ وعلى صراط مستقيم، غير أنه في حقيقة الأمر لم يكن على هدى،
    وإنما كان على ضلال بسبب انحراف عن سواء الصراط إمّا حجودًا أو
    عنادًا أو جهلاً أو تأويلاً، قال ابن كثير: «قال ابن جرير: وهذا من
    أبين الدلالة على خطإ من زعم أنّ الله لا يعذّب أحدًا على معصية
    ركبها، أو ضلالة اعتقدها إلاّ أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها
    فيركبها عنادًا منه لربه فيها؛ لأنه لو كان كذلك لم يكن بين فريق
    الضلالة الذي ضلّ وهو يحسب أنه مهتد وفريق الهدى فَرْقٌ، وقد
    فَرَّقَ اللهُ تعالى بين أسمائها وأحكامها في هذه الآية»
    (٦-
    «تفسير ابن كثير»: (2/209)
    )
    .





    ولا تعارض بين النصوص الشرعية الدالة على تَقَدُّمِ الضلال على
    الهدى وبين قوله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
    فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ
    لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
    النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
    [الروم: 30]، وبما جاء في الصحيحين من
    حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى اللهُ عليه وآله
    وسَلَّم قال: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ،
    فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاء،
    هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ، اقْرَءُوا قَوْلَهُ
    تَعَالَى: ﴿فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ
    تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ
    أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
    [الروم: 30]
    (٧-
    أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى
    عليه: (1293)، ومسلم في «صحيحه» كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على
    الفطرة: (6755)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
    )
    .





    ووجه دفع التعارض أنَّ الله تعالى قد فطر الخلقَ كلَّهم على
    معرفته وتوحيده، والعلم بأنه لا إله غيره، كما أخذ عليهم الميثاق
    بذلك، وجعله مركوزًا في غرائزهم وفطرهم، وإن كان سبحانه فطر الخلق
    على ذلك إلاّ أنه خلقهم ليكون منهم: مؤمن سعيد، وكافر شقي، وقدَّره
    سبحانه في ثاني الحال، ويدلُّ عليه قوله تعالى:
    ﴿هُوَ الَّذِي
    خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ﴾
    [التغابن: 2]،
    وفي صحيح مسلم: أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال:
    «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ
    كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ
    عَنْ دِينِهِمْ»
    (٨-
    أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب الجنة ونعيمها، باب الصفات التي يعرف بها في
    الدنيا أهل الجنة وأهل النار: (7207)، من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي
    الله عنه
    )
    ،
    فكان الضلال والظلام مقدّرًا في ثاني الحال بعد تضليل الشياطين،
    ثمَّ يهدي الله من يشاء إلى صراط مستقيم، قال الله تعالى:
    ﴿كِتَابٌ
    أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ
    إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ
    الْحَمِيدِ﴾
    [إبراهيم: 1]، وفي الصحيحين: «فَأَمَّا مَنْ كَانَ
    مِنْكُمْ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ
    السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ
    فَسَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ»
    (٩-
    أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب التفسير، باب فسنُيَسِّره للعسرى: (4666)،
    ومسلم في «صحيحه» كتاب القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة
    رزقه: (6731)، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه
    )
    ،
    ولهذا قال تعالى: ﴿فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ
    الضَّلاَلَةُ...﴾
    ثمَّ علَّل ذلك فقال:
    ﴿إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا
    الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم
    مُّهْتَدُونَ﴾
    [الأعراف: 30]، وإنما يتمُّ ذلك في عِلم الله وقدره
    النافذ في بريَّته كونًا وقدرًا، فإنه هو ﴿الَّذِي قَدَّرَ
    فَهَدَى﴾
    [الأعلى: 3]، و﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ
    ثُمَّ هَدَى﴾
    [طه: 50]، فإذا ثبت هذا الضلال من الشرك والحوادث
    والبدع قبل البعثة فإنه لا يمكن الاستدلال بقوله تعالى:
    ﴿وَمَا
    كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى
    يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ﴾
    [التوبة: 115]، على عموم الضلال
    بما فيه الشرك والكفر لقيام النصوص الشرعية على إثباته قبل البيان،
    فكان الشرك والكفر مستثنى من ذلك العموم سواء كان ذلك بسبب التأويل
    أو الجهل أو العناد، فانحصر الضلال فيها بعد بلوغ الشرائع فيما دون
    الشرك من الأوامر والنواهي، ويؤيِّد ذلك سبب نزولها حيث نزلت بسبب
    استغفار المسلمين لآبائهم المشركين تأسِّيًا بإبراهيم الخليل عليه
    السلام في استغفاره لأبيه
    (١٠-
    أخرجه النسائي في «سننه» كتاب الجنائز، باب النهي عن الاستغفار للمشركين:
    (2036)، والحاكم في «المستدرك»: (3289)، وأحمد في «مسنده»: (1088)، من
    حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه
    لمسند أحمد»: (2/244)، وحسّنه الألباني في «أحكام الجنائز»: (48)
    )
    ،
    فخاف المسلمون لحوق الإثم بعد نزول النهي عن هذه المعصية، فكان ذلك
    عامًّا في الأوامر والنواهي دون الشرك والحوادث والبدع، قال ابن
    كثير -رحمه الله-: «قال ابن جرير: يقول الله تعالى: وما كان الله
    ليقضي عليكم في استغفاركم لموتاكم المشركين بالضلال بعد إذ رزقكم
    الهداية ووفقكم للإيمان به وبرسوله حتى يتقدم إليكم بالنهي عنه،
    فتتركوا، فأما قبل أن يبين لكم كراهة ذلك بالنهي عنه فلم تضيعوا
    نهيه إلى ما نهاكم عنه فإنه لا يحكم عليكم بالضلال، فإنّ الطاعة
    والمعصية إنما يكونان من المأمور والمنهى، وأما من لم يؤمر ولم ينه
    فغير كائن مطيعًا أو عاصيًا فيما لم يؤمر به ولم ينه عنه»
    (١١-
    «تفسير ابن كثير» (2/395-396)
    )
    .
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    المشرف العام


    ذكر عدد الرسائل : 411
    الرتبة : في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس Mouchr10
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 5
    تاريخ التسجيل : 24/05/2008

    في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس Empty رد: في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس

    مُساهمة من طرف أبو حارثة الأثري الجزائري الإثنين نوفمبر 03, 2008 6:40 pm




    • إثبات ضلال الشرك قبل البعثة وكذا الحوادث والبدع مع حصول الإثم
    وموجب للعذاب إلاَّ أنه متوقِّف على الحُجَّة الرسالية كما تقدَّم
    بيانه، ويدلُّ على وقوع الضلال والإثم مع الجهل سواء للمتبوع أو
    المقلِّد التابع ما يأتي:








    أولاً:

    قوله تعالى: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ
    سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللهُ
    افْتِرَاء عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾

    [الأنعام: 140].







    فالخسران في الدنيا والآخرة إنما بسبب الأفعال والتشريعات
    المبتدعة من عرب ربيعة ومضر وغيرهم الناجمة عن جهل أصحابها
    وافترائهم على الله في تشريع الأحكام قبل مجيء البينة بالبعثة
    النبوية فقد كانوا ضالين، خسروا أولادهم بقتلهم بالوأد الذي كانوا
    يفعلونه سفهًا بغير علم يهتدون به، وضيقوا عليهم في أموالهم فحرموا
    أشياء ابتدعوها من تلقاء أنفسهم من الأنعام التي سموها بحائر
    وسوائب افتراءً على الله، وفي الآخرة يصيرون إلى شر المنازل بكذبهم
    على الله وافترائهم
    (١٢-
    «تفسير ابن كثير»: (2/181)، «فتح القدير» للشوكاني: (2/167)
    )
    ،
    ولا يخفى أنَّ أساس أنواع الشرك وأخطرها: التشريع من دون الله
    فأثبت لهم الضلال بأخبث أنواع الشرك وعبادته فيه من دون الله تعالى
    افتراء عليه، فكانوا ضالين غير مهتدين إلى الحقّ، قال ابن عباس رضي
    الله عنهما: «إذا سّرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين
    والمائة من سورة الأنعام: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ
    أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا
    رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاء عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا
    كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾
    [الأنعام: 140]
    (١٣-
    أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب المناقب، باب جهل العرب: (3334)، عن ابن عباس رضي الله عنهما
    )
    .






    قال ابن تيمية –رحمه الله-: «ولفظ «الضلال» إذا أطلق تناول من
    ضلَّ عن الهدى، سواء عمدًا أو جهلاً، ولزم أن يكون معذّبًا كقوله
    تعالى: ﴿إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ، فَهُمْ عَلَى
    آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ﴾
    [الصافات: 69-70]، وقوله:
    ﴿وَقَالُوا
    رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا
    فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ، رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ
    الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾
    [الأحزاب: 67-68]،
    وقوله: ﴿وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى﴾
    [طه: 123]، ثمَّ قد يقرن بالغي والغضب كما في قوله تعالى:
    ﴿مَا
    ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾
    [النجم: 2]، وفي قوله:
    ﴿غَيرِ
    المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾
    [الفاتحة: 7]، وقوله:
    ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ﴾ [القمر: 47]، وكذلك
    لفظ «الغي» إذا أطلق تناول كلّ معصية لله كما في قوله عن الشيطان:
    ﴿وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ
    الْمُخْلَصِينَ﴾
    [الحجر: 39-40]، وقد يقرن بالضلال كما في قوله
    تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ [النجم: 2]»
    (١٤-
    «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (7/166)
    )
    .







    ثانيًا:

    قوله تعالى: ﴿لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ
    الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ
    عِلْمٍ﴾
    [النحل: 25]، فيقع من دعاة الضلالة من إضلال الخلق جهلاً
    منهم بما يلزمهم من الآثام إذ لو علموا لما أضلوا، وعليهم مثل آثام
    من اتبعهم، ويؤيد ثبوت الضلال وتحقُّق الوزر مع الجهل قوله صلى
    اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ
    الأَجْرِ مِثْل أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ
    أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ
    مِنَ الإثمِْ مِثْل آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ
    آثَامِهِمْ شَيْئًا»
    (١٥-
    أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة: (6804)،
    وأبو داود في «سننه» كتاب السنة ، باب لزوم السنة: (4609)، والترمذي في
    «سننه» كتاب العلم، باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى فاتبع: (2674)، وابن ماجه
    في «سننه» المقدمة: (206)، وأحمد في «مسنده»: (8915)، من حديث أبي هريرة
    رضي الله عنه
    )
    ،
    ففي الآية والحديث نصّ صريح على وقوع لفظ الضلال والإثم مع الجهل
    للتابع والمتبوع، ويوضّح هذا المعنى قوله صلى اللهُ عليه وآله
    وسَلَّم: «إِنَّ اللهَ لاَ يَنْزِعُ العِلْمَ انْتِزَاعًا مِنَ
    النَّاسِ، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، فَإِذَا
    لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً
    فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»
    (١٦-
    أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم: (100)، أخرجه
    مسلم في «صحيحه» كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في
    آخر: (6796)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
    )
    .






    والحاصل أنّ النصوص الشرعية المتقدمة تثبت وجود ضلال المشركين
    قبل البعثة، وعدّوا المشركين لما حصل منهم من نقض للعهد والميثاق
    والفطرة، فوصفهم الله بذلك في قوله تعالى: ﴿وَإِن كَانُوا مِن
    قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾
    [الجمعة: 2]، وقوله تعالى:
    ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ﴾ [البقرة: 198]، وفي الحديث: «أَلَمْ أَجِدْكُمْ
    ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمْ اللهُ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللهُ
    بِي»
    (١٧-
    أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب المغازي، باب غزوة الطائف: (4075)، وأحمد
    في «مسنده»: (16035)، عبد الله بن زيد بن عاصم المازني رضي الله عنه
    )
    .






    وتعلُّق وصف الضلال والشرك بهم فلبعدهم عن سنن الهدى وانحرافهم
    عن الحقّ وطريق الرشاد، وأنّ ذلك موجب للإثم ومستوجب للعقاب، غير
    أنّ العقاب متوقف على شرط البيان بالحجة الرسالية، وذلك حاصل بعد
    البعث، فإن أصروا على شركهم وغيهم بعدها حقّ عليهم العذاب في
    الدارين، وهو معنى قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ
    قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا
    يَتَّقُونَ﴾
    [التوبة: 115]، وهي مخصوصة بما دون الشرك والحوادث
    والبدع كما تقدّم، وهو ما يفهم من قوله تعالى:
    ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا
    مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ
    فَيُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ﴾
    [إبراهيم: 4]،
    فالقوم كانوا –قبلها- مشركين وفي ضلال مبين وجور عن الصراط
    المستقيم، يرسل الله الأنبياء يدعونهم إلى الفطرة السليمة والإسلام
    الصحيح قصد إخراجهم من ظلمات الكفر والجهل والضلالة إلى نور العلم
    والإيمان والهداية، قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
    لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ
    رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾
    [إبراهيم: 1].








    والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ
    العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه
    وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.












    الجزائر في: 29 رجب 1429ﻫ
    الموافق 26 جويلية 2008م

    أبو حارثة الأثري الجزائري
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    المشرف العام


    ذكر عدد الرسائل : 411
    الرتبة : في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس Mouchr10
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 5
    تاريخ التسجيل : 24/05/2008

    في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس Empty رد: في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبتة و النافية للضلال قبل البيان للشيخ فركوس

    مُساهمة من طرف أبو حارثة الأثري الجزائري الإثنين نوفمبر 03, 2008 6:41 pm






    ١-
    أخرجه
    أحمد في «مسنده»: (6663)، من حديث عبد الله بن عمرو بن
    العاص رضي الله عنهما، والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه
    لمسند أحمد»: (10/174)،
    والألباني في «تحقيقه لشرح الطحاوية»: (200).






    ٢-
    «تفسير البغوي»: (2/333).





    ٣-
    «فتح القدير» للشوكاني: (3/94).





    ٤-
    «تفسير البغوي»: (3/25)، «تفسير ابن كثير»: (2/522)، «فتح
    القدير» للشوكاني: (3/93).





    ٥-
    أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم:
    (6572)، والترمذي في «سننه» كتاب صفة القيامة: (2495)،
    وابن ماجه في «سننه» كتاب الزهد، باب ذكر التوبة: (4257)،
    وأحمد في «مسنده»: (20860)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه.





    ٦-
    «تفسير ابن كثير»: (2/209).





    ٧-
    أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجنائز، باب إذا أسلم
    الصبي فمات هل يصلى عليه:


    (1293)، ومسلم في «صحيحه» كتاب القدر، باب معنى كل مولود
    يولد على الفطرة: (6755)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.





    ٨-
    أخرجه
    مسلم في «صحيحه» كتاب الجنة ونعيمها، باب الصفات التي يعرف
    بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار: (7207)، من حديث عياض
    بن حمار المجاشعي رضي الله عنه.





    ٩-
    أخرجه
    البخاري في «صحيحه» كتاب التفسير، باب فسنُيَسِّره للعسرى:
    (4666)، ومسلم في «صحيحه» كتاب القدر، باب كيفية الخلق
    الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه: (6731)، من حديث علي بن
    أبي طالب رضي الله عنه.





    ١٠- أخرجه
    النسائي في «سننه» كتاب الجنائز، باب النهي عن الاستغفار
    للمشركين: (2036)، والحاكم في «المستدرك»: (3289)، وأحمد
    في «مسنده»: (1088)، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله
    عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»:
    (2/244)، وحسّنه الألباني في «أحكام الجنائز»: (48).





    ١١-
    «تفسير ابن كثير» (2/395-396).





    ١٢-
    «تفسير ابن كثير»: (2/181)، «فتح القدير» للشوكاني:
    (2/167).






    ١٣-

    أخرجه
    البخاري في «صحيحه» كتاب المناقب، باب جهل العرب: (3334)،
    عن ابن عباس رضي الله عنهما.





    ١٤-
    «مجموع
    الفتاوى» لابن تيمية: (7/166).





    ١٥-


    أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو
    سيئة: (6804)، وأبو داود في «سننه» كتاب السنة ، باب لزوم
    السنة: (4609)، والترمذي في «سننه» كتاب العلم، باب ما جاء
    فيمن دعا إلى هدى فاتبع: (2674)، وابن ماجه في «سننه»
    المقدمة: (206)، وأحمد في «مسنده»: (8915)، من حديث أبي
    هريرة رضي الله عنه.





    ١٦-
    أخرجه
    البخاري في «صحيحه» كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم:
    (100)،


    أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه
    وظهور الجهل والفتن في آخر: (6796)، من حديث عبد الله بن
    عمرو بن العاص رضي الله عنهما.





    ١٧-
    أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب المغازي، باب غزوة الطائف:
    (4075)، وأحمد في «مسنده»: (16035)، عبد الله بن زيد بن
    عاصم المازني رضي الله عنه.


    في وجه دفع التعارض بين النصوص المثبِتة والنافية للضلال قبل البيان

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 6:17 am