من طرف قال السائل: قرأت حديثاً لرسول الله أن من قتل نفسه خالداً مخلداً في نار جهنم أبدا
فهل المقصود الخلود الأبدي؟
و كيف نفرق بين الخلود المؤقت و الخلود الأبدي؟
الجواب:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
الخلود الأبدي يراد به معنيان:
المعنى الأول: الخلود الدائم المستمر الذي لا يعقبه فناء ولا خروج من النار .
المعنى الثاني: المكث الطويل .
وقول الله تعالى: {خالدين فيها أبداً} تحتمل الوجهين.
ولكن
علماء السنة حملوا الخلود الأبدي للكفار على الدائم المستمر الذي لا ينقطع
بنصوص أخرى كقوله تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها}.
وقوله: {لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون}
إلى غير ذلك من الآيات .
وكذلك حملوا الخلود الأبدي في الجنة لنصوص أخرى دلت على ذلك كقوله تعالى: {عطاءاً غير مجذوذ}
وقوله تعالى: {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى} .
وقوله: {لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين}.
إلى غير ذلك من الآيات .
فقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ((من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا)) الحديث...
محمول على المكث الطويل لعدم وجود دليل خارجي يدل على أن من قتل نفسه لا يخرج من النار .
وكذلك معلوم أن قتل النفس ليس شركاً بالله وقد قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} الآية .
وهذا مما أجمع عليه أهل السنة .
وأما الفرق بين الخلود المؤقت والخلود الأبدي إضافة لما سبق بيانه :
هو طول المكث في النار.
فالخلود الأبدي أطول مكثاً من الخلود بدون تأبيد .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
الشيخ أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي - حفظه الله و سدده -