يأتي على الناس زمان يرون الجهاد ضرراً والزكاة مغرماً !! |
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فقد
اطلعت على سؤال لأحد الناس عن ابن عساكر عن زيد بن أسلم عن
أبيه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يزال الجهاد حلوا خضرا ما
قطر القطر من السماء وسيأتي علي الناس زمان يقول فيه قراء منهم: ليس هذا بزمان جهاد فمن أدرك ذلك الزمان فنعم زمان الجهاد ، قالوا يا رسول الله أو أحد يقول ذلك ؟؟ قال : نعم من لعنه الله والملائكة والناس أجمعون).]
فكتبت هذا جواباً على سؤاله .
وأسأل الله التوفيق والسداد.
تخريج الحديث والحكم عليه : |
الحديث
رواه ابن أبي زمنين في "أصول السنة"(ص/291رقم221) وعنه أبو عمرو الداني في
السنن الواردة في الفتن(3/751رقم371) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
عن أبيه به مرفوعاً .
وسنده ضعيف جداً آفته عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو واهٍ ، وهو مع ذلك مرسل .
وقد
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق(43/347) من طريق هشام بن عمار نا أبي عمار بن
نصير بن ميسرة بن أبان الظفري نا عباد بن كثير عن يزيد الرقاشي عن أنس بن
مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ((لا يزال الجهاد حلوا خضرا ما
أمطرت السماء ، وأنبتت الأرض ، وسينشو نشو من قبل المشرق يقولون: لا جهاد
، ولا رباط ، أولئك هم وقود النار ، بل رباط يوم في سبيل الله خير من عتق
ألف رقبة ، ومن صدقة أهل الأرض جميعا)).
وسنده ضعيف جداً فيه آفات:
الأولى: عمار بن نصير والد هشام قال فيه ابن عساكر: "أحاديثه تدل على لينه".
الثانية: عباد بن كثير البصري : متروك.
يزيد الرقاشي: ضعيف بل قال بعض الأئمة إنه متروك.
وخير مما سبق وأولى : |
ما
رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده(1/386رقم289) حدثنا أبو عبد الرحمن
المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو هانيء حدثني شُفَيٌّ عن عبد الله
بن عمرو -رضي الله عنهما- قال:
"يأتي على الناس زمان قلوبهم قلوب الأعاجم ، ما آتاهم الله من رزق جعلوه في الحيوان ، يعدون الصدقة مغرماً ، والجهاد ضرارا".
وسنده صحيح.
ورواه
الطبراني في الكبير(13/36/82)-كما في الصحيحة(7/2/1075رقم3357)- من طريق
خالد بن حميد المهري عن حميد بن هانئ عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن
عمرو به مرفوعاً .
ورواه وأبو يعلى في مسنده الكبير-كما في المطالب
العالية(رقم5054-المكية)- من طريق ابن لهيعة عن حميد بن هانئ عن شفيّ عن
عبد الله بن عمرو مرفوعاً .
وكلا الطريقين المرفوعين ضعيف لمخالفة الثقة وهو سعيد بن أبي أيوب .
فلا يقوى خالد بن حميد وابن لهيعة على مخالفة سعيد بن أبي أيوب فروايته أرجح .
لذلك قال الحافظ عن رواية سعيد : هذا أصح .
تنبيه: الحافظ لم يذكر رواية الطبراني في الكبير لأنه ليس على شرطه.
فالحديث صحيح موقوفاً وله حكم الرفع ، إذ لا مجال للرأي فيه ، وليس مما يتلقى عن أهل الكتاب.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
الشيخ أبوعمر أسامة بن عطايا العتيبي - حفظه الله و سدده -