شبهات حول الإسلام -
الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام على
المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه الغرِّ الميامين .
أمَّا بعد؛
فمنذ أن بعث النبي
محمدr وبدأ بدعوة الناس إلى الإسلام ؛إلى الخروج من ظلمات الشرك وفساد
الأخلاق، وظلم العباد ؛ فمن ذلك الحين وأعداء تلك الدعوة يتربصون بها ، ويلقون
حولها أنواع الشبهات ، وكلمات التشكيك ، لبيان بطلانها ، وإلباسها ثوب الكذب
والبهتان.
فمرة بالطعن في النبي rبرميه بالسحر
أو الكذب أو الكهانة أو غير ذلك .
ومرة بالطعن في
الكتاب العزيز الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومرة بالطعن في سنة المصطفى r .
المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه الغرِّ الميامين .
أمَّا بعد؛
فمنذ أن بعث النبي
محمدr وبدأ بدعوة الناس إلى الإسلام ؛إلى الخروج من ظلمات الشرك وفساد
الأخلاق، وظلم العباد ؛ فمن ذلك الحين وأعداء تلك الدعوة يتربصون بها ، ويلقون
حولها أنواع الشبهات ، وكلمات التشكيك ، لبيان بطلانها ، وإلباسها ثوب الكذب
والبهتان.
فمرة بالطعن في النبي rبرميه بالسحر
أو الكذب أو الكهانة أو غير ذلك .
ومرة بالطعن في
الكتاب العزيز الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومرة بالطعن في سنة المصطفى r .
وبحمد الله لم يتفق العقلاء على بطلان حكم واحد صحيح من أحكام الشريعة
التي جاء بها النبي
r، أو إثبات شبهة باطلة عليه ، وما صمودها أمام تلك الطعونات مع كثرة
المخالفين والمحاربين وعدم قدرتهم على الإتيان بدليل واضح وصريح على بطلان هذه
الشريعة مع كثرة أحكامها ونصوصها ؛ إلا دليل واضح على أنها دعوة حق وكلمة صدق جاءت
من عند رب العالمين ، رحمة بالعباد أجمعين . ومع ذلك فلا بد على طلبة العلم الذابين
عن دين الله ، من الجهاد في سبيل الله باللسان والبنان ؛ لبيان بطلان تلك الدعاوى ،
وإظهار كذبها وافترائها على شريعتنا الغراء {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيََّ عن بينة } [الأنفال :42] . ولكن لابد من الحذر من أمرٍ ؛ وهو ماوقع فيه جماعة من
الرادين لتلك الشبه ؛ وهو التأثر بها أو بأي مؤثرات خارجية عن مادة الاستدلال
الحكيمة ، كالكتاب والسنة والقواعد الشرعية الصحيحة ، وذلك لكي لا نقع في تغيير
أحكام الله أو التلبيس على عباده في دينهم الذي شرعه لهم .
الإسلام
المخالفين والمحاربين وعدم قدرتهم على الإتيان بدليل واضح وصريح على بطلان هذه
الشريعة مع كثرة أحكامها ونصوصها ؛ إلا دليل واضح على أنها دعوة حق وكلمة صدق جاءت
من عند رب العالمين ، رحمة بالعباد أجمعين . ومع ذلك فلا بد على طلبة العلم الذابين
عن دين الله ، من الجهاد في سبيل الله باللسان والبنان ؛ لبيان بطلان تلك الدعاوى ،
وإظهار كذبها وافترائها على شريعتنا الغراء {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيََّ عن بينة } [الأنفال :42] . ولكن لابد من الحذر من أمرٍ ؛ وهو ماوقع فيه جماعة من
الرادين لتلك الشبه ؛ وهو التأثر بها أو بأي مؤثرات خارجية عن مادة الاستدلال
الحكيمة ، كالكتاب والسنة والقواعد الشرعية الصحيحة ، وذلك لكي لا نقع في تغيير
أحكام الله أو التلبيس على عباده في دينهم الذي شرعه لهم .
وإنني عندما تأملت ردود طلبة العلم على هذه
الشبه ؛ وجدتها متأثرة تأثراً كبيراً بها ؛ مما أدََّى بهم إلى الإفراط أو التفريط
في ردِّها كما سأبينه في موضعه – إن شاء الله-، والواجب علينا هو أن نبين الحق الذي يحبه الله ويرضاه ؛
فإنَّ شريعة الله محكمة متقنة ليس فيها مايعيبها أويستحيى منه ؛ إلا من قبل الجاهل
الذي لايعرف حِكَمَها ودقائقها . والله الموفق للحق والصواب .
الشبه ؛ وجدتها متأثرة تأثراً كبيراً بها ؛ مما أدََّى بهم إلى الإفراط أو التفريط
في ردِّها كما سأبينه في موضعه – إن شاء الله-، والواجب علينا هو أن نبين الحق الذي يحبه الله ويرضاه ؛
فإنَّ شريعة الله محكمة متقنة ليس فيها مايعيبها أويستحيى منه ؛ إلا من قبل الجاهل
الذي لايعرف حِكَمَها ودقائقها . والله الموفق للحق والصواب .
الشبهة
الأولى :
انتشار الإسلام بالسيف
لقد تتابع أعداء الإسلام على ذكر هذه الشبهة حول الأولى :
انتشار الإسلام بالسيف
الإسلام
، وقد بين بطلانها الكثيرون وردّوا عليها ؛ بل
ردََّ عليها بعض المستشرقين أنفسهم ، مما يؤكد لنا صدق قولنا السابق في المقدمة :
إنَّ العقلاء لم يتفقوا على بطلان حكم شرعي صحيح من أحكام الشريعة الإسلامية، أو
إثبات شبهة باطلة عليه، ولكنني عندما نظرت في هذه الردود وجدت بعضهم تأثر بهذه
الشبهة ؛ فما كان منه إلا أن نفى شرعيَّة جهاد الطلب من أصله ، وأظهر أن جهاد
النبيrللروم إنَّما
كان جهاداً للدفع عن النفس ، وهو قول باطل ، وتعدٍّ على شريعة الله تبارك وتعالى ،
ومخالفة للكتاب والسنة وإجماع الأُمَّة ؛ بل كان جهاد النبي r لإزالة العقبات التي تقف أمام نشر
الدعوة الإسلامية في بلاد العالم ، ولايوجد بلد في العالم إلا وفيه من أهل الباطل
المحبين لأنفسهم وأهوائهم ، الذين يقفون أمام دعوة الحق من أجل جاه أو مال أو أي
مصلحة دنيوية أخرى ، وأكثر هؤلاء الناس من أصحاب الجاه و الأموال وأصحاب الكلمة في
بلادهم ، بل وربما من الآباء والأمهات والعشائر والقبائل والأعراف ؛ فيقفون سدًّا
منيعاً بين الناس ودعوة الإسلام ؛ إمَّا بمنع وصولها أصلاً ، أو بالكذب عليها
وتشويه صورتها عند الناس ؛ لذلك شرع الله تبارك وتعالى جهاد الطلب لإزالة هذه
العقبات من طريق الدعوة لوصولها إلى جميع الناس .
ردََّ عليها بعض المستشرقين أنفسهم ، مما يؤكد لنا صدق قولنا السابق في المقدمة :
إنَّ العقلاء لم يتفقوا على بطلان حكم شرعي صحيح من أحكام الشريعة الإسلامية، أو
إثبات شبهة باطلة عليه، ولكنني عندما نظرت في هذه الردود وجدت بعضهم تأثر بهذه
الشبهة ؛ فما كان منه إلا أن نفى شرعيَّة جهاد الطلب من أصله ، وأظهر أن جهاد
النبيrللروم إنَّما
كان جهاداً للدفع عن النفس ، وهو قول باطل ، وتعدٍّ على شريعة الله تبارك وتعالى ،
ومخالفة للكتاب والسنة وإجماع الأُمَّة ؛ بل كان جهاد النبي r لإزالة العقبات التي تقف أمام نشر
الدعوة الإسلامية في بلاد العالم ، ولايوجد بلد في العالم إلا وفيه من أهل الباطل
المحبين لأنفسهم وأهوائهم ، الذين يقفون أمام دعوة الحق من أجل جاه أو مال أو أي
مصلحة دنيوية أخرى ، وأكثر هؤلاء الناس من أصحاب الجاه و الأموال وأصحاب الكلمة في
بلادهم ، بل وربما من الآباء والأمهات والعشائر والقبائل والأعراف ؛ فيقفون سدًّا
منيعاً بين الناس ودعوة الإسلام ؛ إمَّا بمنع وصولها أصلاً ، أو بالكذب عليها
وتشويه صورتها عند الناس ؛ لذلك شرع الله تبارك وتعالى جهاد الطلب لإزالة هذه
العقبات من طريق الدعوة لوصولها إلى جميع الناس .
وقابلهم آخرون سمعوا كلامهم هذا فردوا عليهم
بالضدِّ ، فأثبتوا أن الإسلام انتشر بالسيف ؛ خوفاً على ضياع حكم جهاد الطلب من
قلوب المسلمين ، وهو قول إنسان أخذته الحميَّة ولم يدقِّق فيما قال ، ونحن نبين
الحق في ذلك –إن شاء الله
– معتمدين في ذلك على كلام أحد
كبار علماء الإسلام ، الذي شهد له القاصي والداني بالتقوى والرسوخ في العلم ،وهو من
علماء السلف الذين لم يتأثروا بالمؤثرات الخارجية عن مواطن الاستدلال.
قال الإمام العلامة ابن قيم الجوزية - رحمه الله
– في " هداية الحيارى في أجوبة
اليهود والنصارى "(ص10- الجامعة الإسلامية) :
" فصل :
ومن بعض حقوق الله على عبده ؛ رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة
والبيان والسيف والسنان والقلب والجنان ، وليس وراء ذلك حبة خردل من الإيمان ، وكان
انتهى إلينا مسائل أوردها بعض الكفار الملحدين على بعض المسلمين ، فلم يصادف عنده
مايشفيه، ولا وقع دواؤه على الداء الذي فيه ، وظن المسلم أنه بضربه يداويه ؛فسطا به
ضرباً ، وقال: هذا هو الجواب . فقال الكافر: صدق أصحابنا في قولهم: "إن دين الإسلام
إنما قام بالسيف لا بالكتاب " فتفرقا ، وهذا ضارب وهذا مضروب ، وضاعت الحجة بين
الطالب والمطلوب ، فشمَّر المجيب ساعد العزم ، ونهض على ساق الجد ، وقام لله قيام
مستعين به ، مفوض إليه متكل عليه في موافقة مرضاته ،ولم يقل مقالة العجزة الجهال ؛
إن الكفار إنما يعاملون بالجلاد دون الجدال ،وهذا فرار من الزحف وإخلاد إلى العجز
والضعف ، وقد أمر الله بمجادلة الكفار بعد دعوتهم ؛ إقامة للحجة وإزاحة
للعذر { ليهلك منهلك عن بينة ويحيى من حيَّ عن بينة
}[ الأنفال : 42] ، والسيف إنما جاء منفذاً للحجة
، مقوِّماً للمعاند ، وحدًّا للجاحد ، قال تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم
الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله
بالغيب إنَّ الله قوي عزيز }[ الحديد :25] ، فدين
الإسلام قام بالكتاب الهادي ، ونفذه السيف الماضي
فما
هو إلا الوحي أوحد مرهف
يقيم ضباه أخدعي كل
مائل
فهذا شفاء الداء من كل عاقل
وهذا دواء الداء من كل جاهل
"
وقال في " زاد المعاد"(1/179و411- الرسالة )
:
" وكان –أي : النبي r -إذا قام يخطب أخذ عصا فتوكأ عليها وهو على المنبر ، كذا ذكره عنه أبو
داود عن ابن شهاب ،وكان الخلفاء الثلاثة بعده يفعلون ذلك
،وكان أحياناً يتوكأ على قوس ،ولم يحفظ عنه أنه توكأ على سيف ، وكثير من الجهلة يظن
أنه كان يمسك السيف على المنبر ؛ إشارة إلى أن الدين إنما قام بالسيف ، وهذا جهل
قبيح من وجهين ؛
أحدهما : أن المحفوظ أنه
r توكأ على العصا وعلى
القوس.
والثاني: أن الدين إنما قام بالوحي ، وأما
السيف فلمحق أهل الضلال والشرك، ومدينة النبيr التي كان يخطب فيها إنما فتحت
بالقرآن ، ولم تفتح بالسيف " .
قلت
بالضدِّ ، فأثبتوا أن الإسلام انتشر بالسيف ؛ خوفاً على ضياع حكم جهاد الطلب من
قلوب المسلمين ، وهو قول إنسان أخذته الحميَّة ولم يدقِّق فيما قال ، ونحن نبين
الحق في ذلك –إن شاء الله
– معتمدين في ذلك على كلام أحد
كبار علماء الإسلام ، الذي شهد له القاصي والداني بالتقوى والرسوخ في العلم ،وهو من
علماء السلف الذين لم يتأثروا بالمؤثرات الخارجية عن مواطن الاستدلال.
قال الإمام العلامة ابن قيم الجوزية - رحمه الله
– في " هداية الحيارى في أجوبة
اليهود والنصارى "(ص10- الجامعة الإسلامية) :
" فصل :
ومن بعض حقوق الله على عبده ؛ رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة
والبيان والسيف والسنان والقلب والجنان ، وليس وراء ذلك حبة خردل من الإيمان ، وكان
انتهى إلينا مسائل أوردها بعض الكفار الملحدين على بعض المسلمين ، فلم يصادف عنده
مايشفيه، ولا وقع دواؤه على الداء الذي فيه ، وظن المسلم أنه بضربه يداويه ؛فسطا به
ضرباً ، وقال: هذا هو الجواب . فقال الكافر: صدق أصحابنا في قولهم: "إن دين الإسلام
إنما قام بالسيف لا بالكتاب " فتفرقا ، وهذا ضارب وهذا مضروب ، وضاعت الحجة بين
الطالب والمطلوب ، فشمَّر المجيب ساعد العزم ، ونهض على ساق الجد ، وقام لله قيام
مستعين به ، مفوض إليه متكل عليه في موافقة مرضاته ،ولم يقل مقالة العجزة الجهال ؛
إن الكفار إنما يعاملون بالجلاد دون الجدال ،وهذا فرار من الزحف وإخلاد إلى العجز
والضعف ، وقد أمر الله بمجادلة الكفار بعد دعوتهم ؛ إقامة للحجة وإزاحة
للعذر { ليهلك منهلك عن بينة ويحيى من حيَّ عن بينة
}[ الأنفال : 42] ، والسيف إنما جاء منفذاً للحجة
، مقوِّماً للمعاند ، وحدًّا للجاحد ، قال تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم
الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله
بالغيب إنَّ الله قوي عزيز }[ الحديد :25] ، فدين
الإسلام قام بالكتاب الهادي ، ونفذه السيف الماضي
فما
هو إلا الوحي أوحد مرهف
يقيم ضباه أخدعي كل
مائل
فهذا شفاء الداء من كل عاقل
وهذا دواء الداء من كل جاهل
"
وقال في " زاد المعاد"(1/179و411- الرسالة )
:
" وكان –أي : النبي r -إذا قام يخطب أخذ عصا فتوكأ عليها وهو على المنبر ، كذا ذكره عنه أبو
داود عن ابن شهاب ،وكان الخلفاء الثلاثة بعده يفعلون ذلك
،وكان أحياناً يتوكأ على قوس ،ولم يحفظ عنه أنه توكأ على سيف ، وكثير من الجهلة يظن
أنه كان يمسك السيف على المنبر ؛ إشارة إلى أن الدين إنما قام بالسيف ، وهذا جهل
قبيح من وجهين ؛
أحدهما : أن المحفوظ أنه
r توكأ على العصا وعلى
القوس.
والثاني: أن الدين إنما قام بالوحي ، وأما
السيف فلمحق أهل الضلال والشرك، ومدينة النبيr التي كان يخطب فيها إنما فتحت
بالقرآن ، ولم تفتح بالسيف " .
قلت
: فقد تبين من ذلك أن الدين إنما قام بالوحي ،
وأما السيف فإنما كان عاملاً مساعداً على إزالة العقبات أمام الحجة والبيان
.
وأما السيف فإنما كان عاملاً مساعداً على إزالة العقبات أمام الحجة والبيان
.
ولكن
: ماذا يريد أولئك القوم من هذه الشبهة
؟
؟
إنما أرادوا من ذلك إبطال كون الإسلام دخل قلوب
العباد لكونه دين حق وصدق ، لأنهم يقرّون أن الدين إذا انتشر بين فئة كبيرة من
الناس دون عامل القوة يكون ذلك دليلاً قوياً على صدق ذلك الدين ، فلذلك أرادوا أن
يفروا من هذا الدليل بالدعوة التي ادعوها كذباً وتدليساً على الخلق
.
وسأذكر – إن شاء الله - دليلاً من التاريخ الذي لاينكره إلا جاهل أومكابر ،
سأذكر بعض الدول والمناطق التي دخلها الإسلام وانتشر فيها من غير أن تدخلها جيوش
الإسلام، والتاريخ شاهد على ذلك.
أولا : أهل المدينة
العباد لكونه دين حق وصدق ، لأنهم يقرّون أن الدين إذا انتشر بين فئة كبيرة من
الناس دون عامل القوة يكون ذلك دليلاً قوياً على صدق ذلك الدين ، فلذلك أرادوا أن
يفروا من هذا الدليل بالدعوة التي ادعوها كذباً وتدليساً على الخلق
.
وسأذكر – إن شاء الله - دليلاً من التاريخ الذي لاينكره إلا جاهل أومكابر ،
سأذكر بعض الدول والمناطق التي دخلها الإسلام وانتشر فيها من غير أن تدخلها جيوش
الإسلام، والتاريخ شاهد على ذلك.
أولا : أهل المدينة
؛ لا يشك من قرأ السيرة وعرف التاريخ أن أول
دولة إسلامية قامت في المدينة ، وهذه الدولة قامت بالحجة والبيان .
دولة إسلامية قامت في المدينة ، وهذه الدولة قامت بالحجة والبيان .
ثانياً : أهل
هجر
هجر
– وهي في البحرين
اليوم - ؛ وقصتهم معروفة في " الصحيحين " وغيرهما ، في قصة وفد عبد القيس
.
اليوم - ؛ وقصتهم معروفة في " الصحيحين " وغيرهما ، في قصة وفد عبد القيس
.
ثالثاً : أهل
عمان
عمان
؛ أسلم أهل عمان طوعاً كما جاء في "طبقات ابن
سعد"(1/351)، وانظر: "سبل الهدى والرشاد" (6/264) ، و "الإصابة" (6/48) للحافظ ابن
حجر .
سعد"(1/351)، وانظر: "سبل الهدى والرشاد" (6/264) ، و "الإصابة" (6/48) للحافظ ابن
حجر .
رابعاً : أهل
اليمن
اليمن
؛ أسلموا من غير قتال، ذكر قصة إسلامهم ابن
كثير في " السيرة النبوية "(4/203).
كثير في " السيرة النبوية "(4/203).
خامساً :إسلام قبائل العرب
بعد فتح مكة
بعد فتح مكة
؛ لقد كان العرب يعظمون مكة ، وقد رؤوا ما فعل
الله بالحبشة عندما أرادت بها سوءاً ، فكانوا يعتقدون أن تلك البلاد لا يستطيع
دخولها أحد بجيشه ، فكانوا يقولون : اتركوا محمداً وقومه ؛ فإن غلبهم كان محقّاً ،
فلذلك عندما دخلها r
وانتصر على قومه دخل الناس في دين الله أفواجاً .
الله بالحبشة عندما أرادت بها سوءاً ، فكانوا يعتقدون أن تلك البلاد لا يستطيع
دخولها أحد بجيشه ، فكانوا يقولون : اتركوا محمداً وقومه ؛ فإن غلبهم كان محقّاً ،
فلذلك عندما دخلها r
وانتصر على قومه دخل الناس في دين الله أفواجاً .
سادساً : أكبر بلد إسلامي
في العالم اليوم ؛ وهو أندونيسيا
في العالم اليوم ؛ وهو أندونيسيا
؛ فإنه من المعلوم أن جيوش الإسلام لم تصل إلى
تلك البلاد ، وإنما وصلها الإسلام عن طريق التجار كما حكاه غير واحد من مؤرخيها
.
تلك البلاد ، وإنما وصلها الإسلام عن طريق التجار كما حكاه غير واحد من مؤرخيها
.
سابعاً : ماليزيا
؛ وتبلغ نسبة
المسلمين فيها 60% من سكانها ، مع أنها دولة لم تدخلها الجيوش الإسلامية ، وإنما
دخلها الإسلام عن طريق التجار كما حصل في أندونيسيا ، وإن اختلف المؤرخون في كيفية
دخول الإسلام إليها ؛ إلا أنهم متفقون على أنه لم يدخلها بالسيف .
المسلمين فيها 60% من سكانها ، مع أنها دولة لم تدخلها الجيوش الإسلامية ، وإنما
دخلها الإسلام عن طريق التجار كما حصل في أندونيسيا ، وإن اختلف المؤرخون في كيفية
دخول الإسلام إليها ؛ إلا أنهم متفقون على أنه لم يدخلها بالسيف .
ثامناً :
اليابان
اليابان
؛ يوجد في اليابان الكثير من المسلمين الأصليين
، فكيف وصلهم الإسلام والجيوش الإسلامية لم تصل إلى تلك البلاد ؟
، فكيف وصلهم الإسلام والجيوش الإسلامية لم تصل إلى تلك البلاد ؟
تاسعاً :
أوروبا
أوروبا
؛ لقد غزا الإسلام تلك القارة حتى ضج بعض
كبارها ؛ خوفاً من تحوّل أوروبا إلى قارة مسلمة ،وقد أسلم فيها السياسيون
والاقتصاديون والقساوسة وغيرهم كثير ، هذا ولم تدخل جيوش الإسلام إلا القليل منها
.
كبارها ؛ خوفاً من تحوّل أوروبا إلى قارة مسلمة ،وقد أسلم فيها السياسيون
والاقتصاديون والقساوسة وغيرهم كثير ، هذا ولم تدخل جيوش الإسلام إلا القليل منها
.
عاشراً :
أمريكا
أمريكا
؛ انتشر الإسلام في كندا والولايات المتحدة بين
أهلهما ، وانتشر بين طبقاتهم المختلفة ، والجيوش الإسلامية لم تصل هناك البتة
.
أهلهما ، وانتشر بين طبقاتهم المختلفة ، والجيوش الإسلامية لم تصل هناك البتة
.
وكذلك أسلم أعداد كبيرة من الناس في العالم
أجمع من غير أن يصل الجيش الإسلامي إلى بلادهم .
ولا بد
أجمع من غير أن يصل الجيش الإسلامي إلى بلادهم .
ولا بد
هنا من التنبيه على أمر لابد منه ، وهو التفريق
بين انتشار الدولة الإسلامية ، وهذا الانتشار لا شك أنه قام بالسيف لإزالة العقبات
والسدود ، وبين انتشار الإسلام في قلوب العباد ؛ وهذا ما كان إلا بالحجة والبيان
.
بين انتشار الدولة الإسلامية ، وهذا الانتشار لا شك أنه قام بالسيف لإزالة العقبات
والسدود ، وبين انتشار الإسلام في قلوب العباد ؛ وهذا ما كان إلا بالحجة والبيان
.
ومازال الإسلام ينتشر في هذه الأزمان ؛
والمسلمون لاحول لهم ولاقوة .
هذا ولم يعلم أن
المسلمين كانوا يرغمون أحداً على الدخول في دين الله . قال الله تعالى
: { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد
من الغي } [البقرة : 256] .
قال ابن كثير
– رحمه الله – في " تفسيره " (1/682 ،البقرة 256) : " أي
لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام فإنه بيّنٌ واضح جلي دلائله وبراهينه ،
لايحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه ، بل من هداه الله للإسلام ، وشرح صدره ،
ونوَّر بصيرته ؛ دخل فيه على بينة ،ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره ؛ فإنه
لايفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً ، وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم
من الأنصار ، وإن كان حكمها عاماً " .
ثم
والمسلمون لاحول لهم ولاقوة .
هذا ولم يعلم أن
المسلمين كانوا يرغمون أحداً على الدخول في دين الله . قال الله تعالى
: { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد
من الغي } [البقرة : 256] .
قال ابن كثير
– رحمه الله – في " تفسيره " (1/682 ،البقرة 256) : " أي
لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام فإنه بيّنٌ واضح جلي دلائله وبراهينه ،
لايحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه ، بل من هداه الله للإسلام ، وشرح صدره ،
ونوَّر بصيرته ؛ دخل فيه على بينة ،ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره ؛ فإنه
لايفيده الدخول في الدين مكرهاً مقسوراً ، وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم
من الأنصار ، وإن كان حكمها عاماً " .
ثم
لو كان الإكراه على الدين موجوداً كما يدعيه
هؤلاء ؛ لما وجد في الدول التي حكمها المسلمون أحد من أصحاب الديانات الأخرى ، ونحن
نرى اليهود والنصارى وغيرهم يعيشون في دول الإسلام منذ أن قامت دولة الإسلام إلى
يومنا هذا . وكذلك لما قبل المسلمون الصلح مع أحد ؛ ولا قبلوا الجزية من أحد ، بل
ولا استثنوا في معاركهم من القتل أحداً ؛ كما استثنوا قتل النساء والأطفال والشيوخ
والرهبان ،
هؤلاء ؛ لما وجد في الدول التي حكمها المسلمون أحد من أصحاب الديانات الأخرى ، ونحن
نرى اليهود والنصارى وغيرهم يعيشون في دول الإسلام منذ أن قامت دولة الإسلام إلى
يومنا هذا . وكذلك لما قبل المسلمون الصلح مع أحد ؛ ولا قبلوا الجزية من أحد ، بل
ولا استثنوا في معاركهم من القتل أحداً ؛ كما استثنوا قتل النساء والأطفال والشيوخ
والرهبان ،
هذا كله يدل على أنهم إنما كانوا يريدون إزالة
العقبات أمام نشر دعوة الإسلام ، وليس هدفهم القتل وسفك الدماء .
وأخيراً
العقبات أمام نشر دعوة الإسلام ، وليس هدفهم القتل وسفك الدماء .
وأخيراً
؛ أذكر كلام بعض المستشرقين في رد هذه
الشبهة:
الشبهة:
قال المستشرق توماس كارليل
: "إن اتهامه –أي النبيr- بالتعويل على السيف في حمل الناس
على الاستجابة لدعوته ؛ سخف غير مفهوم . إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يشهر رجل فرد
سيفه ليقتل به الناس ، أو ليستجيبوا لدعوته ، فإذا آمن به من يقدرون على حرب خصومه
؛ فقد آمنوا به طائعين مصدقين ، وتعرضوا للحرب من أعدائهم قبل أن يقدروا عليها
".
على الاستجابة لدعوته ؛ سخف غير مفهوم . إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يشهر رجل فرد
سيفه ليقتل به الناس ، أو ليستجيبوا لدعوته ، فإذا آمن به من يقدرون على حرب خصومه
؛ فقد آمنوا به طائعين مصدقين ، وتعرضوا للحرب من أعدائهم قبل أن يقدروا عليها
".
ويقول المؤرخ جيبون
:" إن شريعة خبيثة قد ألصقت بالمحمديين ؛ وهي
واجب استئصال جميع الأديان بالسيف".
واجب استئصال جميع الأديان بالسيف".
ويقول أيضاً ": إن هذه التهمة الجاهلة
والمتطرفة يدحضها القرآن كما يدحضها تاريخ الفتوحات الإسلامية ، وما اشتهر الفاتحون
به من تسامح تجاه العبادة المسيحية معروف ومشروع . إن أعظم نجاح في حياة محمد جاء
نتيجة للقوة الأخلاقية فقط ، وبلا ضربة سيف واحدة " .
وفي هذا القدر كفاية ؛لمن أراد الهداية ، والبعد عن الغواية. والله
الموفق ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والمتطرفة يدحضها القرآن كما يدحضها تاريخ الفتوحات الإسلامية ، وما اشتهر الفاتحون
به من تسامح تجاه العبادة المسيحية معروف ومشروع . إن أعظم نجاح في حياة محمد جاء
نتيجة للقوة الأخلاقية فقط ، وبلا ضربة سيف واحدة " .
وفي هذا القدر كفاية ؛لمن أراد الهداية ، والبعد عن الغواية. والله
الموفق ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه
أبو الحسن علي آل علي الرملي الأردني
12/رمضان /1429
هـ
12/ 9 / 2008 م
أبو الحسن علي آل علي الرملي الأردني
12/رمضان /1429
هـ
12/ 9 / 2008 م