انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


    فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الثانية )

    avatar
    زائر
    زائر


    فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الثانية ) Empty فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الثانية )

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء سبتمبر 03, 2008 2:09 pm

    فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الثانية )
    لفضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
    السؤال : سائل يقول : هل في نفي العمل الذي يختص بالأركان الأربعة يعتبر نفي جنس العمل ويكون مرجئاً ؟ وهل جنس العمل محصور في الأركان الأربعة عدا الشهادتين ؟
    الجواب : الذين يقولون جنس العمل إلى الآن لم يفسروا لنا مقصودهم ؛مقصودهم غير واضح ,فإنّ أهل السنة والجماعة اختلفت أقوالهم في التكفير بهذه الأركان .
    فمن أهل السنة من يكفِّر بترك واحد من هذه الأركان ؛لو ترك الحج عند بعضهم كافر ,لو ترك الزكاة عندهم كافر ؛تركها عمدا - يعني غير جاحد - بارك الله فيكم ,لو ترك الصلاة من باب أولى يكون كافرا حتى لو لم يجحد ؛هذه تفاصيل مذهب أهل السنة .
    ولا يُكَفِّرون فيما عدا هذه الأركان ؛لم يكفِّروا بعمل من الأعمال غير هذه الأركان ,لا بمعاصي ولا بأعمال واجبة غير هذه الأركان ,لم يكفِّروا إلا بهذه الأركان ,منهم من يكفِّر بالصلاة وحدها ,ولا يكفِّر بترك الزكاة والصوم والحج ؛يكفِّر بترك الصلاة فإذا ترك الحج ليس بكافر عنده ,إذا منع أداء الزكاة يكون غير كافر ,يكون مجرما وتؤخذ منه قهرا ويؤخذ شطر ماله عقوبة وما شاكل ذلك ,لكنه مع ذلك لا يرونه كافرا .
    الشاهد : أن كلمة أهل السنة بما فيهم الصحابة اجتمعت كلمتهم أنهم لا يكفِّرون بترك شيء من الأعمال غير هذه الأركان ؛يعني الأعمال .
    قال الشيخ تعليقا : هذا ما كان يظهر لي سابقا ولغيري ثم كثرت الدراسة في موضوع ترك العمل بالكلية فوقفت على مقال لأحد الإخوة أكثر فيه من النقل عن السلف بأن تارك العمل بالكلية كافر فترجح لي ذلك لكنه يعبر عنه بتارك جنس العمل وأنا أرى الابتعاد عن لفظ ( جنس ) لما فيه من الإجمال والاشتباه ولأنه يتعلق به أهل الفتن ولأنه لا يوجد هذا اللفظ في كتاب ولا سنة ولا استعمله السلف في تعريف الإيمان .
    ومن منهج السلف الابتعاد عن استعمال الألفاظ المجملة والمتشابهة والابتعاد عن الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة ,ولما تحدثه من الفتن بين المسلمين ,بل بدّع السلف من يسلك هذا المسلك كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
    وقد استنكر استعمال لفظ ( جنس العمل ) وهل العمل شرط صحة أو شرط كمال في الإيمان العلامة محمد بن صالح العثيمين وقال : ( هذه طنطنة لا خير فيها ) أو كما قال .
    ولقد نصحت كثيرا وكثيرا في دروسي الشباب بأن يلتزموا بما قرره السلف في تعريف الإيمان وبأنه : ( قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ) ونشرت بهذا الصدد مقالا بعنوان : ( كلمة حق حول جنس العمل ) فاستجاب لذلك السلفيون الصادقون الملتزمون بمنهج السلف قولا وعملا وأبى ذلك أهل الفتن والشغب الذين جعلوا الشغب على أهل السنة محور نشاطهم وهجرانهم .
    أما العقائد فهذا شيء آخر ؛قد يكذّب نبيا فيكفر,يكذّب بالملائكة فيكفر ,يكذّب بكتاب من الكتب فيكفر,يكذّب بآية من القرآن فيكفر ؛هذا ما يتعلق بالإيمان ,نحن الآن في العمل ؛عمل الأركان هل هو كفر أو ليس بكفر ؟
    منهم من لا يرى ترك الصلاة والزكاة والصوم والحج كل هذه الأشياء يرى تركها ليس بكفر إذا لم يكن جاحدا ؛إن تركها جاحدا فكافر ,وإن تركها تكاسلا وتهاونا فإنّه ليس بكافر ولو ترك هذه الأركان كلها .
    ومنهم من يكفِّره بترك الصلاة ,ومنهم من يكفِّره ولو بترك واحد من هذه الأركان ؛هؤلاء كلهم أهل سنة لا نضلّل أحدا منهم ولا يُرمى بالإرجاء ولا برأي الخوارج .
    إن كفّر بالأركان الأربعة لا نقول :خارجي ,وإن كفَّر بترك الصلاة فقط لا نقول :خارجي ,وإن كفَّر بترك الصلاة فقط والزكاة لا نقول :خارجي ,لأنّ الخوارج يكفِّرون بهذه الأشياء ,لكن أهل السنة يختلفون عن الخوارج والفروق هائلة جدا بينهم وبين الخوارج ؛فإن الخوارج بمجرد أن يرتكب كبيرة خرج من الإسلام والمعتزلة كذلك ,لكن عند المعتزلة خرج إلى دائرة جديدة بين الإيمان والكفر ؛دائرة متوسطة ! الخوارج خرج عندهم خروجا كليا إلى دائرة الكفر!
    أهل السنة من يقول منهم بكفر تارك الصلاة يخرجه من دائرة الإسلام ليس بارتكاب معصية أو بارتكاب محرّم ؛بترك واجب لأن هذه عندهم مباني الإسلام وأركان الإسلام وهدمها يختلف عن ارتكاب المحرمات ,ارتكاب المحرمات أمر عظيم لكن أعظم منه وأشدّ منه هدم هذه الأركان أوهدم شيء منها .
    فمنهم من يرى أن من ترك هذه الأركان فقد هدم أركان الإسلام فهو كافر أو هدم ركنا منها فهو كافر ,ومنهم من لا يكفِّره لكن يضلِّله بارك الله فيك ويرى عليه القتل والحدّ والسجن وما شاكل ذلك لكن لا يخرجونه من دائرة الإيمان على التفاصيل التي ذكرنا بارك الله فيكم.
    أما عند المرجئة فهذه الأعمال ما دخلت في الإيمان رأسا ,ليست بداخلة في الإيمان وليست من الإيمان في شيء ,وعند غلاتهم لو ترك هذه الأعمال كلها طول حياته فهو في الجنة ,لماذا ؟ لأنّ الإيمان عندهم هو التصديق أو المعرفة وقد حصل والمطلوب هو هذا فقط عندهم والأعمال تركها لا يضر بهذا الإيمان ولا ينقص منه شيئا !!
    فهذا الفرق بين أهل السنة وبين المرجئة ؛العمل ليس من الإيمان ؛لا صلاة لا زكاة لا صوم لا حج ,أما أهل السنة فتتفاوت أقوالهم بين تكفير تارك الصلاة وبين مُجَرِّمِه وأنه بتقصيره في هذه الأعمال ينقص إيمانه شيئا فشيئا حتى يتلاشى عند كثير من تاركي الأعمال وهذا الفرق بينهم وبين المرجئة .
    السؤال: هل صحيح ما ينسب إلى أبي حنيفة أنّه مرجئ ؟
    الجواب: هذا صحيح لا ينكره أحد ؛أبو حنيفة رحمه الله وقع في الإرجاء ولا ينكره لا أحناف ولا أهل سنة ,لا أحد ينكر هذا وأخذ عليه أهل السنة أخذا شديدا ؛أخذوا عليه الإرجاء وغيره - غفر الله له - يعني لا يجوز لحنفي أو لغيره أن يتبع أحدا في خطئه كائنا من كان لا أبو حنيفة ولا مالك ولا شافعي لكن هؤلاء ما عرفنا عليهم أخطاء في العقيدة ,أمّا أبو حنيفة وقع في القول : بخلق القرآن ورجع عنه كما أثبت ذلك علماء ,لكن القول بالإرجاء ما ثبت أبدا أنّه رجع عنه ولا أحد يدّعيه له لا من الأحناف ولا من غيرهم في حسب علمي .
    السؤال : ما الضابط في معرفة أهل الفترة ومعرفة المشركين الذين ماتوا على الشرك قبل بعثة الرسول صلى الله عليه سلم ؟
    الجواب : أهل الفترة الذين لم يبعث فيهم نبي ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ) فهذه فترة ما بين عيسى و محمد عليهما الصلاة والسلام ؛ هذه فترة .
    و من مات في هذه الفترة ولم يبلغه شيء من الرسالة ؛رسالة موسى أو عيسى فهذا حتى لو كان على الشرك يبعثه الله يوم القيامة و يختبره و يمتحنه ؛هذا الذي مات في الفترة و المعتوه والصبي و الشيخ الهرم الذي لا يفهم ,هذا يقول يا ربنا هذا يقول : أنا يعني ما جاءني من نذير الذي في الفترة و لو جاءني لآمنت وهذا أحمق يقول :كنت أحمق يقذفني الصبيان في الأزقة وهذا يقول : جاءني و أنا خرف ما أسمع ,فيختبرهم الله سبحانه و تعالى ؛يرسل لهم واحد من الملائكة أو من غيرهم و يقول لهم ادخلوا في النار فمن يستعد للدخول في النار أطاعه ,آمن ومن أبى ورفض يدخل النار لأنّ هذا لو جاءه النذير و أقام عليه الحجّة سيحاربه كسائر المشركين فهذا يدخل النار .
    فهؤلاء يمتحنون في الفترة والأصناف التي قلناها ,والفترة هي التي ما جاء فيها من نذير و قد يكون إنسان في الفترة و لكن بلغته الحجة من بقايا ملّة إبراهيم أو موسى أو عيسى فهذا تقوم عليه الحجة و لهذا وجد ذكر الرسول صلى الله عليه و سلم عن بعض المشركين أنّهم في النار , لماذا ؟ لأنهم بلغتهم الحجة و أبوا أن يدخلوا في الدين الحقّ ؛دين الإسلام .
    السؤال : كلمات الله هل هي القرآن أم كلّ كلامه ؟
    الجواب : بل كلّ كلامه لأنّ النّص ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات الله لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات الله ) تشتمل كلامه كلّه القولي والقدري والشرعي والقرآن منه .
    السؤال : ما رأيكم في كتاب (التوحيد ) للزنداني وهل تنصحون بقراءته ؟
    الجواب : هذا الرجل أعطاني هذا الكتاب هنا في مكة وأنا أدرس آنذاك وقال : ما رأيك في هذا الكتاب ؟ فقلت له : هذا الكتاب أثبتَّ فيه توحيد الربوبية ,أين توحيد العبادة ؟ أين توحيد الأسماء والصفات ؟ فسكت ,ثم سافرت إلى اليمن أنا وبعض الأصدقاء و
    avatar
    زائر
    زائر


    فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الثانية ) Empty رد: فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الثانية )

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء سبتمبر 03, 2008 2:11 pm

    قابلناه هناك وأثرت معه القضية فقلت له أنت اقتصرت في كتاب التوحيد على توحيد الربوبية فقط والرسل جميعا ما بعثوا إلاّ بتوحيد الإلهية لأن الناس كلّهم في كلّ زمان و مكان مسلّمون بتوحيد الربوبية وإن كان يتظاهر الشيوعيون بإنكار توحيد الربوبية لكنّهم كذّابون والأحداث تبيّن كذبهم ,فما رأيك أن تضيف إلى هذا الكتاب الكلام على توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فقال : اكتبوا موجزا وكتابي الآن تحت الطبع في مصر وأنا سأرسل بهذا الملحق ليتمّ طبعه مع الكتاب ,فكتبت أنا فصلا في توحيد الألوهية و فصلا في توحيد الأسماء والصفات موجزا جيّدا فأعطيناه وهو يذكر أنّه أرسله ثم جاء الكتاب ورأيته وقد جعلوا الكلام ( كلامي ) أشلاء في الكتاب هذا ,يمكن حذفوا منه ما حذفوا وإذا وضعوا قطعة هنا وقطعة هناك ضاع وأصبح لا جدوى في ذلك .

    يتهرب الزنداني من الصدع بتوحيد العبادة وتوحيد الأسماء والصفات لأنّ الإخوان المسلمون لا يريدون أن يواجهوا أهل البدع والضلال بأنّ عندكم شركيات وعندكم بدع وضلالات ,لا يريدون هذا يريدون أن يكسبوا الناس ؛الزيدي والرافضي والشيعي و الخارجي والصوفي والقبوري..الخ كلهم يجمعونهم في صعيد واحد ليصلوا إلى سدّة الحكم.

    السؤال الأول : ما قولكم في قول الشاعر في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
    يا أيّها الرّاجون منه شفاعة صلّوا عليه وسلّموا تسليما


    الجواب : يحتمل أن يكون الرجاء بالرسول صلى الله عليه وسلم من دون الله ؛تعلق الرجاء بالرسول عليه الصلاة والسلام فقط فهذا كفر وشرك والعياذ بالله ,وإن كان يريد أن الرسول عليه الصلاة والسلام يشفع له إذا جاءه في الآخرة موحدا كما يشفع لغيره فهذا لا نستطيع أن نحكم عليه بالضلال ولكن نقول بين البيت ونصّ على التوحيد ونصّ على أسباب الشفاعة .

    السائل : وما الحكم في قول الشاعر في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
    الله ربّي لا إله سواه هل في الوجود حقيقة إلاّ هو
    الشمس والبدر أنوار حكمته والبر والبحر فيض عطاياه


    الجواب : قوله : هل في الوجود حقيقة إلاّ هو ؛هذا من كلام أهل وحدة الوجود ,يقول لا وجود حقيقي إلاّ الله ,هناك وجود حقيقي للمخلوقين الله أوجدهم وأوجد هذه الحقائق فهذا يشبه كلام أهل وحدة الوجود .

    وقوله : الشمس والبدر أنوار حكمته والبر والبحر فيض عطاياه

    هذا كلام صحيح لكن البيت الأول فيه وحدة الوجود .

    السؤال : بعض العامّة من النّاس إذا ذُكّر بالأعمال الصالحة يقول : إنّ الإيمان في القلب و يشير بيده إلى صدره ؟

    الجواب : هذا عاميّ جاهل ,علّمه واذكر له الآيات والأحاديث التي تدلّ على أنّه لا بدّ من العمل وأنّه إذا لم يعمل قد يقتل بترك العمل كترك الصلاة ؛تارك الصلاة يقتل يعني إذا ترك صلاة الظهر قيل له صلّ ويمهل إلى غروب الشمس فإذا ما صلّى هذين الفرضين يقتل والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ترك الصلاة كفر وأنت تقول ترك الصلاة من الإيمان لأنّ الإيمان عندك في القلب ,فعلّمه وخوّفه وبيّن له النّصوص .



    السؤال : ما معنى لفظ " السمع " في قوله تعالى ( و إن يقولوا تسمع لقولهم) ؟

    الجواب : المقصود من هذا أنّهم بلغاء يعني ما شاء الله الأجسام جميلة و صور ما شاء الله و إن قالوا : فصحاء تسمع لقولهم ,يعني كلامهم يؤثر لكن كأنّهم خشب مسندة كما وصفهم الله تعالى فهذا ساقه في خلال ذمِّه المنافقين .

    السؤال : هذا يقول : قلتم أن الله تعالى لم يضمن للأنبياء إلاّ دعوة واحدة ,كيف نوفق ؟

    الجواب : أنا بينت أن الرسول يستجاب له والأنبياء يستجاب لهم ,يستجاب لهم لكن بمحض مشيئته ما هي مضمونة ( إنّ الله لا يخلف الميعاد ) لو لم يستجب للنبي يكون أخلف وعده ( ليس لك من الأمر شيء ) هل أخلف وعده ؟!! بارك الله فيكم .

    فأنا قلت يستجاب لهم و يستجاب للمؤمنين لكن ما في ضمان إلاّ واحدة ,واحدة فقط للأنبياء عليهم الصلاة والسلام و يستجيب لهم إذا شاء سبحانه وتعالى و إذا شاء منع , نعم , هذا خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال :( لكل نبي دعوة دعا بها و أنا اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي) كأن السائل ما فهم و لا سمع الحديث ولا سمع كلامي أنه يستجاب لهم لكن ما هي مضمونة .

    السؤال : ما معنى قوله تعالى : ( و اتّقوا الله و يعلمكم الله ) ؟

    الجواب : يعني أنّ الله ينير بصائر أهل التقوى فيفقهون في الدين ,( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) فبالتقوى يهيّأ الله للإنسان حسن الفهم وحسن الإدراك فيفهم معاني القرآن و معاني السنة ,طبعا يرجع إلى السنة يوفقه الله تبارك و تعالى ,ومن توفيق الله له و تعليمه له أن يوفقه للأخذ بالسنة والفقه فيها وتدبر القرآن ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) ومن لم يرد الله به خيرا لا يتفقه و لا يصل إلى هذا ,هذا ما عنده تقوى الله عزّ و جلّ , ففرق بين الأتقياء و بين المتكبرين المعاندين الأشقياء ؛ هؤلاء لا يفقهون و لا يستفيدون ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) هذا جعل الله في قلبه نورا ( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله و آمنوا برسوله يجعل لكم كفلين من رحمته و يجعل لكم نورا تمشون به و يغفر لكم ) فالله يعطي صاحب الحقّ والمتّقي يعطيه بصيرة ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ) فيسهل عليه فقهه في الدّين ويدرك معاني النصوص ؛يعني يأخذها من طرق شرعية ليس إلهاما و فيضا كما يقول الصوفية ويحتجون بالآية هذه على الفيوضات الربانيّة و على الأخذ من اللوح المحفوظ ؛هذا إلحاد .

    أما معنى الآية فهو هذا ؛أنّ الله يوفق هذا الإنسان ويعينه و يساعده و يفتح عليه , يفهم القرآن , يفهم السنة , يحفظ القرآن , يحفظ السنة , يأخذ بالأسباب ويوجهه الله لأسباب الخير فيستفيد من هذه التقوى , ليس كما يقول الصوفية إنّه يأخذ من اللوح المحفوظ , فهمت أيّها السائل ؟

    الصوفية يغالطون في معنى هذه الآية و يضلّون و يضلّون فيظنّ الناس أنّ كشوفات عندهم و اللوح المحفوظ وفيوضات شيطانية !

    السؤال : حديث " ستفترق هذه الأمّة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار" هل دخول النار لهذه الثنتين و السبعين دخول أبديّ أيّ كفار أم غير ذلك ,أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟

    الجواب : سبحان الله , أهل السنة دائما يقررون أنّ هذه الفرق هي فرق إسلامية و " مقالات الإسلاميين " لأبي الحسن الأشعري ,هذه الفرق كلها تنتمي إلى الإسلام لكن عندها بدع وضلالات وقد تكون عندها بدع كفرية تخرج بعضهم من الإسلام ,و بعضهم تكون عنده بدع كفرية يتوقف على إقامة الحجة , ثم هؤلاء متوعدون بدخول النار , فمن دخلها منهم وهو مبتدع لكن مازال في دائرة الإسلام هذا لابد من الخروج , لابدّ أن ينفعه التوحيد فيعذب بقدر ما عنده من بدع وضلالات و معاص ثم بعد ذلك يخرجه الله بالتوحيد , فهذه الفرق دخولها في النار ليس دخولا أبديا , لو كان دخولهم في النار أبديا كانوا فرقة واحدة ؛كلهم كفار وانتهى كلّ شيء , لكن هذا مرجئ و هذا قدري و هذا كذا وهم لا يزالون في دائرة الإيمان و يعذب الله من شاء أن يعذبه ثم يخرجه بالشفاعة أو بفضله و رحمته سبحانه و تعالى .

    السؤال: من هم العلماء الباقون بعد موت العلماء : ابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله تعالى ؟

    الجواب : الباقون كثير والحمد لله ,مات رسول الله صلى الله عليه و سلم وبقي بعده أصحابه الكرام ومات أحمد بن حنبل وبقي بعده أصحابه ومات ابن تيمية وبقي أصحابه و مات ابن عبد الوهاب وبقي أصحابه ومات هؤلاء و بقي إن شاء الله تلاميذهم و إخوانهم و الحقّ لا يضيع ؛عمر لماّ طعن كذا أوصى قال : إنّ الله لا يضيع ,استخلف , قال : إنّ الله لا يضيع دينه .

    فالله لا يضيّع هذا الدين أبدا ,عليكم أن تشمروا عن ساعد الجدّ ورفع راية السنة و راية الحقّ ( و لا تزال طائفة على الحقّ ظاهرين لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم , حتى يأتي وعد الله ) والله ما مات العلم وما مات العلماء ,الحمد لله ؛هيئة كبار العلماء و لله الحمد فيهم الخير وفيهم البركة و إخواننا في الشام و إخواننا في اليمن ,الدنيا مليئة بطلاب العلم الكبار الذين يسدون هذه الثغرة والحمد لله ,فلا يستبشر أهل الباطل و لا يفرحون .و أنا قرأت في عنوان( إلى الجحيم يا ابن عثيمين) هؤلاء لا يبعد أن يكونوا زنادقة ينتمون إلى الإسلام , ابن عثيمين إلى الجحيم ! وتجزم أنّه إلى الجحيم ,ما شاء الله , الذي

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 7:49 pm