الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلى الله على سيدنا محمد ، النبي الأمي ، وآله وسلم ، وبالله أستعين وحسبي الله ونعم الوكيل .
,,, أما بعد ،،،
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اتخذها المبتدعة أصلا من الأصول في الاستدلال على مشروعية صلاة ليلة النصف من شعبان التي اشتهرت عند العوام وروجها المتصوفة في البلاد فراجت بمصر والشام وغيرها.
أولا متن القصة:
"قال عليّ رضي الله عنه رأيت رسول الله # ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة، ثم جلس بعد الفراغ، فقرأ بأم الكتاب أربع عشرة مرة، و"قل هو الله أحد" أربع عشرة مرة، و"قل أعوذ برب الفلق" أربع عشر مرة، و"قل أعوذ برب الناس" أربع عشرة مرة، وآية الكرسي مرة، و"لقد جاءكم رسول من أنفسكم" الآية، فلما فرغ من صلاته سألته عمّا رأيته من صنيعه، قال: "من صنع مثل الذي رأيت، كان له كعشرين حجة مبرورة، وصيام عشرين سَنَة مقبولة، فإن أصبح في ذلك اليوم صائما كان كصيام سنتين: سنة ماضية وسنة مستقبلة".
ثانيا التحقيق:
أخرج هذه القصة البيهقي في "الشُّعب" (3-386) ح(3841) من حديث علي رضي الله عنه حيث قال الإمام البيهقي: أخبرنا عبد الخالق بن علي المؤذن، أخبرنا أبو جعفر محمد بن بسطام القرشي بقرية داية حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن جابر؛ حدثني أحمد بن عبد الكريم، حدثنا خالد الحمصي، عن عثمان بن سعيد بن كثير، عن محمد بن المهاجر، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم قال: قال عليُّ رأيت رسول الله # ليلة النصف من شعبان...." فذكر القصة والقصة أخرجها أيضا الإمام ابن الجوزي في "الموضوعات" (2-129) قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد الأزجي، قال أنبأنا الحسين بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسين علي بن الحسن بن محمد الكرجي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الخطيب، أنبأنا الحاكم أبو القاسم عبد الله بن أحمد الحسكاني، حدثني أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن به.
قلت: أي بنفس سند الإمام البيهقي حيث يلتقي معه في شيخه (عبد الخالق بن علي المؤذن) والقصة واهية وإسنادها تالف وقد بيّن ذلك الإمام ابن الجوزي في "الموضوعات" (2-130) حيث قال: "هذا موضوع وإسناده مظلم وكان واضعه يكتب من الأسماء ما وقع له ويذكر قوما ما يعرفون، وفي الإسناد محمد بن مهاجر قال ابن حنبل: يضع الحديث".
قلت: وأورد ابن عراق هذه القصة في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" (2-94) كتاب الصلاة الفصل الأول وإيراد القصة في الفصل الأول من كتاب الصلاة من تنزيه الشريعة له قاعدة أوردها ابن عراق في المقدمة وذكرها له أهمية كبيرة جدا في التحقيق حيث قال ابن عراق: "وجعلت كل ترجمة غير كتاب المناقب في ثلاثة فصول:
الأول: فيما حكم ابن الجوزي بوضعه ولم يخالف فيه.
والثاني: فيما حكم بوضعه وتعقب فيه.
والثالث: فيما زاد الأسيوطي عن ابن الجوزي.
قلت: يتبين من هذه القاعدة وإيراد القصة في الفصل الأول من كتاب الصلاة أن القصة كما قال الإمام ابن الجوزي موضوعة ولم يخالف ابن الجوزي في هذا الحكم.
ونقل ابن عراق تحقيق ابن الجوزي مختصرا حيث قال: "وإسناده مظلم وفيه محمد بن مهاجر".
قلت: نعم إسناد القصة مظلم والقصة موضوعة ولكن في قول الإمام ابن الجوزي "وفي الإسناد محمد بن مهاجر، قال أحمد بن حنبل: يضع الحديث" وموافقة ابن عراق عليه حيث قال: "وفيه محمد بن مهاجر".
قلت: هذا قول فيه نظر وإلى طالب هذا الفن بيان ذلك:
ثالثا "المتفق والمفترق"
وهو أن تتفق أسماء الرواة وأسماء آبائهم فصاعدا خطا ولفظا وتختلف أشخاصهم كذا في "مقدمة ابن الصلاح" النوع (54).
وفائدته: معرفة هذا النوع مهم جدا فقد زلق بسبب الجهل به غير واحد من أكابر العلماء" كذا في "التدريب" (2-316).
قلت: وتظهر أهميته في التمييز بين المشتركين في الاسم فربما يكون أحدهما ثقة والآخر ضعيفا فيضعف ما هو صحيح أو العكس، وهذا ما حدث من الإمامين ابن الجوزي وابن عراق رحمهما الله وهما من أكابر علماء الصنعة وبيان ذلك:
1 محمد بن مهاجر الذي في سند هذه القصة شيخ عثمان بن سعيد بن كثير كما هو مبين في السند الذي أوردناه آنفا وعثمان هذا أورده الحافظ في "التقريب" (2-9) وقال: "عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي مولاهم أبو عمرو الحمصي ثقة عابد من التاسعة مات سنة تسع ومائتين" اه.
أما شيخه محمد بن مهاجر فقد بيَّن الإمام المزي في "تهذيب الكمال" (12-407-4399) أنه هو محمد بن مهاجر الأنصاري ثم قال في "تهذيب الكمال" (17-270-2625): "محمد بن مهاجر الأنصاري الأشهبي الشامي أخو عمرو بن مهاجر روى عنه عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي... قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: وعثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين، وعن دحيم، وأبو زرعة الدمشقي وأبو داود ويعقوب بن سفيان "ثقة".
قلت: لذا أورده الحافظ ابن حجر في "التقريب" (2-211): "ثقة من السابعة مات سنة سبعين ومائة" قلت: "وبهذا يتبين عدم صحة قول الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "وفي الإسناد محمد بن مهاجر قال ابن حنبل: يضع الحديث" وقد تبين بالتحقيق أن محمد بن مهاجر هو الأنصاري وتبين قول أحمد بن حنبل فيه أنه ثقة ويتبين أيضا عدم صحة قول ابن عراق.
2 محمد بن مهاجر الذي يتفق مع الأنصاري في اسمه واسم أبيه.
هو محمد بن مهاجر الطالقاني أخو حنيف هذا هو الوضاع الذي تشابه على الإمام ابن الجوزي رحمه الله اسمه، قال الإمام الذهبي في "الميزان" (4-49): "محمد بن مهاجر شيخ متأخر وضَّاع. هو الطالقاني يعرف بأخي حنيف يروي عن أبي معاوية وغيره كذّبه صالح جزَرة وغيره" اه.
وأقره الحافظ ابن حجر في "اللسان" (5-448) (1288-8073) في كل ما قاله الإمام الذهبي إلا أنه تعقبه في التأخر حيث قال: "ووصف المؤلف له بأنه متأخر مخالف لقاعدته، فإن الحد الفاصل عنده بين المتقدم والمتأخر، رأس الثلاثمائة، وهذا كان في حدود الستين ومائتين فهو متقدم، وقد روى أيضا عن ابن عيينة" اه
قلت: 1 فالحافظ ابن حجر لم يتعقب الإمام الذهبي في قوله: محمد بن مهاجر الطالقاني وضَّاع بل أقره وزاد ما يؤكد الوضع حيث نقل عن الجوزجاني قوله: "يضع الحديث" وعن ابن عقدة قال: "ليس بشيء، ضعيف ذاهب".
2 التعصب من الحافظ حول قول الذهبي: محمد بن مهاجر الطالقاني متأخر وقال "أنه في حدود الستين ومائتين" فهو متقدم، وقوله "متأخر" مخالف لِقاعدته فإن الحد الفاصل عنده بين المتقدم والمتأخر رأس الثلاثمائة.
قلت: كلام الحافظ صحيح إذا وضع محمد بن مهاجر الطالقاني أمام قاعدة الذهبي المطلقة.
,,, أما بعد ،،،
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اتخذها المبتدعة أصلا من الأصول في الاستدلال على مشروعية صلاة ليلة النصف من شعبان التي اشتهرت عند العوام وروجها المتصوفة في البلاد فراجت بمصر والشام وغيرها.
أولا متن القصة:
"قال عليّ رضي الله عنه رأيت رسول الله # ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة، ثم جلس بعد الفراغ، فقرأ بأم الكتاب أربع عشرة مرة، و"قل هو الله أحد" أربع عشرة مرة، و"قل أعوذ برب الفلق" أربع عشر مرة، و"قل أعوذ برب الناس" أربع عشرة مرة، وآية الكرسي مرة، و"لقد جاءكم رسول من أنفسكم" الآية، فلما فرغ من صلاته سألته عمّا رأيته من صنيعه، قال: "من صنع مثل الذي رأيت، كان له كعشرين حجة مبرورة، وصيام عشرين سَنَة مقبولة، فإن أصبح في ذلك اليوم صائما كان كصيام سنتين: سنة ماضية وسنة مستقبلة".
ثانيا التحقيق:
أخرج هذه القصة البيهقي في "الشُّعب" (3-386) ح(3841) من حديث علي رضي الله عنه حيث قال الإمام البيهقي: أخبرنا عبد الخالق بن علي المؤذن، أخبرنا أبو جعفر محمد بن بسطام القرشي بقرية داية حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن جابر؛ حدثني أحمد بن عبد الكريم، حدثنا خالد الحمصي، عن عثمان بن سعيد بن كثير، عن محمد بن المهاجر، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم قال: قال عليُّ رأيت رسول الله # ليلة النصف من شعبان...." فذكر القصة والقصة أخرجها أيضا الإمام ابن الجوزي في "الموضوعات" (2-129) قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد الأزجي، قال أنبأنا الحسين بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسين علي بن الحسن بن محمد الكرجي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الخطيب، أنبأنا الحاكم أبو القاسم عبد الله بن أحمد الحسكاني، حدثني أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن به.
قلت: أي بنفس سند الإمام البيهقي حيث يلتقي معه في شيخه (عبد الخالق بن علي المؤذن) والقصة واهية وإسنادها تالف وقد بيّن ذلك الإمام ابن الجوزي في "الموضوعات" (2-130) حيث قال: "هذا موضوع وإسناده مظلم وكان واضعه يكتب من الأسماء ما وقع له ويذكر قوما ما يعرفون، وفي الإسناد محمد بن مهاجر قال ابن حنبل: يضع الحديث".
قلت: وأورد ابن عراق هذه القصة في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" (2-94) كتاب الصلاة الفصل الأول وإيراد القصة في الفصل الأول من كتاب الصلاة من تنزيه الشريعة له قاعدة أوردها ابن عراق في المقدمة وذكرها له أهمية كبيرة جدا في التحقيق حيث قال ابن عراق: "وجعلت كل ترجمة غير كتاب المناقب في ثلاثة فصول:
الأول: فيما حكم ابن الجوزي بوضعه ولم يخالف فيه.
والثاني: فيما حكم بوضعه وتعقب فيه.
والثالث: فيما زاد الأسيوطي عن ابن الجوزي.
قلت: يتبين من هذه القاعدة وإيراد القصة في الفصل الأول من كتاب الصلاة أن القصة كما قال الإمام ابن الجوزي موضوعة ولم يخالف ابن الجوزي في هذا الحكم.
ونقل ابن عراق تحقيق ابن الجوزي مختصرا حيث قال: "وإسناده مظلم وفيه محمد بن مهاجر".
قلت: نعم إسناد القصة مظلم والقصة موضوعة ولكن في قول الإمام ابن الجوزي "وفي الإسناد محمد بن مهاجر، قال أحمد بن حنبل: يضع الحديث" وموافقة ابن عراق عليه حيث قال: "وفيه محمد بن مهاجر".
قلت: هذا قول فيه نظر وإلى طالب هذا الفن بيان ذلك:
ثالثا "المتفق والمفترق"
وهو أن تتفق أسماء الرواة وأسماء آبائهم فصاعدا خطا ولفظا وتختلف أشخاصهم كذا في "مقدمة ابن الصلاح" النوع (54).
وفائدته: معرفة هذا النوع مهم جدا فقد زلق بسبب الجهل به غير واحد من أكابر العلماء" كذا في "التدريب" (2-316).
قلت: وتظهر أهميته في التمييز بين المشتركين في الاسم فربما يكون أحدهما ثقة والآخر ضعيفا فيضعف ما هو صحيح أو العكس، وهذا ما حدث من الإمامين ابن الجوزي وابن عراق رحمهما الله وهما من أكابر علماء الصنعة وبيان ذلك:
1 محمد بن مهاجر الذي في سند هذه القصة شيخ عثمان بن سعيد بن كثير كما هو مبين في السند الذي أوردناه آنفا وعثمان هذا أورده الحافظ في "التقريب" (2-9) وقال: "عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي مولاهم أبو عمرو الحمصي ثقة عابد من التاسعة مات سنة تسع ومائتين" اه.
أما شيخه محمد بن مهاجر فقد بيَّن الإمام المزي في "تهذيب الكمال" (12-407-4399) أنه هو محمد بن مهاجر الأنصاري ثم قال في "تهذيب الكمال" (17-270-2625): "محمد بن مهاجر الأنصاري الأشهبي الشامي أخو عمرو بن مهاجر روى عنه عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي... قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: وعثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين، وعن دحيم، وأبو زرعة الدمشقي وأبو داود ويعقوب بن سفيان "ثقة".
قلت: لذا أورده الحافظ ابن حجر في "التقريب" (2-211): "ثقة من السابعة مات سنة سبعين ومائة" قلت: "وبهذا يتبين عدم صحة قول الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "وفي الإسناد محمد بن مهاجر قال ابن حنبل: يضع الحديث" وقد تبين بالتحقيق أن محمد بن مهاجر هو الأنصاري وتبين قول أحمد بن حنبل فيه أنه ثقة ويتبين أيضا عدم صحة قول ابن عراق.
2 محمد بن مهاجر الذي يتفق مع الأنصاري في اسمه واسم أبيه.
هو محمد بن مهاجر الطالقاني أخو حنيف هذا هو الوضاع الذي تشابه على الإمام ابن الجوزي رحمه الله اسمه، قال الإمام الذهبي في "الميزان" (4-49): "محمد بن مهاجر شيخ متأخر وضَّاع. هو الطالقاني يعرف بأخي حنيف يروي عن أبي معاوية وغيره كذّبه صالح جزَرة وغيره" اه.
وأقره الحافظ ابن حجر في "اللسان" (5-448) (1288-8073) في كل ما قاله الإمام الذهبي إلا أنه تعقبه في التأخر حيث قال: "ووصف المؤلف له بأنه متأخر مخالف لقاعدته، فإن الحد الفاصل عنده بين المتقدم والمتأخر، رأس الثلاثمائة، وهذا كان في حدود الستين ومائتين فهو متقدم، وقد روى أيضا عن ابن عيينة" اه
قلت: 1 فالحافظ ابن حجر لم يتعقب الإمام الذهبي في قوله: محمد بن مهاجر الطالقاني وضَّاع بل أقره وزاد ما يؤكد الوضع حيث نقل عن الجوزجاني قوله: "يضع الحديث" وعن ابن عقدة قال: "ليس بشيء، ضعيف ذاهب".
2 التعصب من الحافظ حول قول الذهبي: محمد بن مهاجر الطالقاني متأخر وقال "أنه في حدود الستين ومائتين" فهو متقدم، وقوله "متأخر" مخالف لِقاعدته فإن الحد الفاصل عنده بين المتقدم والمتأخر رأس الثلاثمائة.
قلت: كلام الحافظ صحيح إذا وضع محمد بن مهاجر الطالقاني أمام قاعدة الذهبي المطلقة.