انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


    البحث عن السعادة المفقودة

    طالبة الجنة
    طالبة الجنة
    جزاه الله خيرا و نفع به


    عدد الرسائل : 61
    الرتبة : البحث عن السعادة المفقودة 71196374351sv0
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 0
    تاريخ التسجيل : 28/05/2008

    البحث عن السعادة المفقودة Empty البحث عن السعادة المفقودة

    مُساهمة من طرف طالبة الجنة السبت أغسطس 02, 2008 12:29 am

    تفريغ لمقطع مؤثر من شريط نادر"رفقاً بالمذنبين"
    للشيخ سالم العجمي حفظه الله
    إمام وخطيب مسجد الإمام الشعبي
    _الكويـت



    البحث عن السعادة المفقودة


    بعض المذنبين يظن انه بارتكابه للذنوب سيتوصل إلى السعادة المفقودة و التي طالما بحث عنها في جوانب قلبه فأعياه البحث و التنقيب دون أن يصل إلى نتيجة.

    لقد اختلفت نظرة الناس لمعنى السعادة و السبل التي توصل إليها و كم من إنسان يحسد آخر على شيء يظنه مصدر للسعادة و لا يعلم أن ذلك الشخص يعيش في قمة الشقاء و البأس.

    فهل السعادة في شهرة؟ أم هي في المال؟ أم هي الملك؟ أم في الزوجة و الأبناء؟ أم في السفر و الرحلات؟ هذه هي السعادة في تصور الكثير و لكن هل هذا صحيح؟؟؟ اسمعوا...

    سأذكر لكم مثلا واحدا يبين لكم خطأ هذا التصور يقول الملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الراحل في كتابه "مهنتي كملك" في كلمة له حول السعادة يقول:"إنني اعتقد بأن من العسير جدا إدراك السعادة في هذه الدنيا سواءا كان المرء ملكا أم إنسانا عاديا. ما هي السعادة بالنسبة للأغلبية العظمى من الناس؟ إنها الحصول على عمل مغر ممتع و على راتب جيد و أسرة لطيفة تستعذبها النفس و القيام بالرحلات من وقت إلى آخر و أن يكون للمرء بعض الأصدقاء و أن يساعد الناس و يساعدوه. يقول: لقد نلت كل هذا و مازال كل ذلك في متناول يدي و لكن هل يعني هذا حقا إنني سعيد؟؟ لا اعتقد ذلك. نعم. لقد كانت حياتي خصبة مليئة و لربما لم يعرف مثلها إلا القليل من الناس لقد عرفت السراء و الضراء و لعل الضراء رجحت على السراء و عاينت لحظات في غاية الشدة و مرة بي فترات في أقصى درجات الضيق و مرة بي أوقات كنت اشعر فيها بأنني في منتهى العزلة و عرفت الحداد و الأحزان و الناذر من الفرح و القليل من السعادة. (أنظر هذا ملك من ملوك الدنيا) يقول: لقد عرفت كل ما يمكن أن يعرفه كائن بشري: الجوع و العطش و الإذلال و الهزيمة و الناذر من اليسار و البحبوحة و القليل من السلام و الراحة و الابتهاج. إن حياتي الخاصة و العائلية غير منظم فأعباء الدولة تحول بيني و بين أن أكون لهذه الكائنات الإنسانية العزيزة الغالية بالقدر الذي أرقب و أتوق إليه و لطالما اضطررت أن أخيب أمالهم في الوقت الذي ينتظرونني فيه لتناول طعام الغذاء معي فأحتبس نفسي مع زائر أجنبي أو سياسي أردني ثم في حوالي الساعة الرابعة أو الخامسة بعد الظهر اطلب بعض الشطائر لآكلها و أنا منهمك في عملي. أما في المساء فإنني أغادر مائدة العمل في الساعة الثامنة أو التاسعة و يكون أولادي عندها قد استسلموا إلى الرقاد و تبقي في انتظاري زوجتي و أولادي ليمنحوني الحرارة التي افتقدتها و التي اشعر أنني في مسيس الحاجة إليها" و انتهى كلامه.

    إنها كلمات في منتهى الصدق مع الذات و كم من إنسان يحسد الملوك و الحكام و أرباب الأموال على ما عندهم فهل علمت حالهم؟.

    إن السعادة الحقيقية هي في الإقبال على الله و لزوم طاعته مع أخد النصيب من الدنيا و جعلها بلاغا للآخرة إن أصحاب الاستقامة هم السعداء حقا و هم الملوك حقا.

    قال إبراهيم ابن الأدهم رحمة الله عليه:"نحن و الله الملوك و الأغنياء. نحن اللذين قد تعجلنا الراحة في الدنيا لا نبالي على أي حال أصبحنا و أمسينا إذا اطعنا الله عز و جل"

    و تأملوا هذا الكلام النفيس للإمام ابن القيم و الذي يذكر فيه حقيقة السعادة و يصف فيه حال احد السعداء بما لا مزيد عليه في الوصف يقول رحمه الله تعالى:"و الإقبال على الله و الإنابة إليه و الرضا به و عنه و امتلاء القلب من محبته و اللهج بذكره و الفرح و السرور بمعرفته ثواب عاجل و جنة و عيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة. و سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول:"إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة و قال لي مرة ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي و بستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني إن حبسي خلوة و قتلي شهادة و إخراجي من بلدي سياحة و كان يقول في محبسه في القلعة لو بدلت ملئ هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من خير". انظر.. إنسان مسجون و لكن لما حبس تفرغ للعلم و العبادة و تواصل في قلبه مع ربه سبحانه و تعالى فبلغ منتهى السعادة. و كان يقول في سجوده و هو محبوس "اللهم اعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك" ما شاء الله أن يقول. و قال لي مرة المحبوس من حبس قلبه عن ربه و المأسور من أسره هواه و لما دخل القلعة و صار داخل سورها نظر إليها و قال:}فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ{ باطنه العلم و التفرغ للعبادة و ظاهره الاشتغال بالدنيا و الانهماك في ملذاتها.

    و علم الله يقول ابن القيم:"و علم الله ما رأيت أحدا أطيب عيش منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش و خلاف الرفاهية و النعيم بل ضدها و مع ما كان فيه من الحبس و التهديد و الإرهاق و هو مع ذلك من أطيب الناس عيشا و أشرحهم صدرا و أقواهم قلبا تلوح نظرة النعيم على وجهه. و كنا إذا اشتد بنا الخوف و ساءت منا الظنون و ضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نسمع كلامه حتى يذهب ذلك كله و ينقلب انشراحا و قوة و طمأنينة فسبحان من اشهد عباده جنته قبل لقاءه و فتح لهم أبوابها في دار العمل فأتاهم من روحها و نسيمها و طيبها ما استفرغ قواهم لطلبها و المسابقة إليها".

    و كان بعض العارفين يقول:"لو علم الملوك و أبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف".

    و قال آخر:"مساكين أهل الدنيا خرجوا منها و ما ذاقوا أطيب ما فيها قيل: و ما أطيب ما فيها؟؟ قال: محبة الله و معرفته و ذكره".

    و قال آخر:"انه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا".

    و قال آخر:"انه لتمر بي أوقات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش ضيق".

    فكلما زاد إيمان الإنسان أحس بهذا الإحساس العظيم. انظر.. إذا عملت في اليوم بعض الأعمال الصالحة من صلاة خاشعة و صلة للرحم و صدقة لإنسان و مساعدة لضعيف تجد في نهاية الوقت لذة تجد حلاوتها على لسانك.

    يقول ابن القيم:"فمحبة الله و معرفته و دوام ذكره و السكون إليه و إفراده بالحب و الخوف و الرجاء و التوكل و المعاملة بحيث يكون هو هم العبد هو جنة الدنيا و النعيم الذي لا يشبهه نعيم و هو قرة عين المحبين و حياة العارفين و إنما تقر عيون الناس به على حسب قرة عينه بالله فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين و من لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات".

    فيا أيها الأخ الحبيب اقبل إلى السعادة الحقيقية لا تعيي نفسك بالبحث و هي أمام عينك لا تفوت على نفسك الفرصة و هي بين يديك اقبل إليها و خدها قبل فوات الأجل و انصرام الليالي و الأيام.
    مفرغ بواسطة أختكم طالبة الجنة



    عدل سابقا من قبل أبو حارثة الأثري الجزائري في السبت أغسطس 02, 2008 2:27 pm عدل 1 مرات (السبب : مجرد تعديل بارك الله فيكم)
    avatar
    زائر
    زائر


    البحث عن السعادة المفقودة Empty رد: البحث عن السعادة المفقودة

    مُساهمة من طرف زائر الخميس أغسطس 28, 2008 5:15 am

    جزاكِ الله خيـــراً
    طالبة الجنة
    طالبة الجنة
    جزاه الله خيرا و نفع به


    عدد الرسائل : 61
    الرتبة : البحث عن السعادة المفقودة 71196374351sv0
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 0
    تاريخ التسجيل : 28/05/2008

    البحث عن السعادة المفقودة Empty رد: البحث عن السعادة المفقودة

    مُساهمة من طرف طالبة الجنة الخميس أغسطس 28, 2008 5:45 pm

    و إياكم أختي و جعل متواكم و متوانا الجنة

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:17 am