انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


    التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي

    أبو حارثة الأثري الجزائري
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    المشرف العام


    ذكر عدد الرسائل : 411
    الرتبة : التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي Mouchr10
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 5
    تاريخ التسجيل : 24/05/2008

    التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي Empty التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي

    مُساهمة من طرف أبو حارثة الأثري الجزائري الخميس يوليو 31, 2008 3:08 pm

    (((التحذير من الشر
    - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي)))
    المحاضر : لشيخنا العلامة. ربيع بن
    هادي المدخلي
    المكان : مسجد الشيخ عبد العزيز بن باز بمكة
    التاريخ :
    (19/5/1427هـ الموافق 15/6/2006م)
    ضمن برنامج : (دورة الإمام محمد بن عبد
    الوهاب السلفية بمكة )
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الْحَمد لله نَحْمده
    ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده
    الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
    شريك له، وأشهد أن مُحمَّدًا عبده ورسوله .
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
    آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم
    مُّسْلِمُونَ) .
    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي
    خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ
    مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي
    تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
    رَقِيباً)
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا
    قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
    ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً
    عَظِيماً) .
    أما بعد :
    فإن خيْر الكلام كلام الله، وخيْر الْهَدي هدي
    مُحَمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور مُحْدثاتُها، وكل مُحدثة بدعة، وكل
    بدعة ضلالة، وكل ضلالة فِي النار.
    مرحباً بالأبناء والأحبة والإخوة فِي
    الله -تبارك وتعالى- فِي هذا اللقاء الْمُبارك؛ الذي نرجو الله - سبحانه
    وتعالَى- أن يسددّنا فيه، وأن يلهمنا فيه للصواب وقول الْحَق إنه سَمع مُجيب
    .
    فقد سَمِعتم عنوان هذا اللقاء وهو: التحذير من الشر، وهو عنوان عظيم
    ونسأل الله أن يُجنبنا وإياكم جَميع الشرور .
    والْحَق إن الرسالات كلها ما
    جاءت إلا للتحذير من الشر، والدعوة إلَى الْخَير قال الله تعالى: (رُّسُلاً
    مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ
    بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) ، مبشرين الناس بالْخَير
    وما يدلّهم على السعادة، ومنذرين ومُحَذرين من الشر وسوء العواقب؛ عواقب هذا
    الشر فِي الدنيا والآخرة .
    قال الله -تبارك وتعالى-: (كَانَ النَّاسُ
    أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ
    وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا
    اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن
    بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ
    الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ
    وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) ، فكان الناس على
    دين واحد، وجاء الشيطان بالشر والشرك والضلال والانْحراف ، فبعث الله
    النبييْن رحْمَة منه مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتب لِحل مشاكلهم ولفض
    الْخِلافات بينهم، فإذا رجعوا إلَى الأنبياء وحكَّموا كتبهم الدالة على الخير
    والْمَحذرة من الشر ، تبين بِهَذا التحاكم من على الحق ومن على الباطل ومن
    على الهدى ومن على الضلال ، ومن على الخير ومن على الشر ؛ لأن كتب الله
    سبحانه وتعالى يكفي أنها كتب الله الذي خلق الخلق : ( ألا يعلم من خلق وهو
    اللطيف الخبير ) في هذه الكتب حل الخلافات وإذا اختلف أهل العلم وأهل الكتب
    فضلاً عن غيرهم ؛ حكَّموا كتب الله فيما بينهم هذا قبل بعثة محمد صلى الله
    عليه وسلم .
    والآن الحاكم على الكتب وعلى الناس هو هذا القرآن ، هذا
    الكتاب الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، على كل حال في كل جيل وفي كل
    أمة يبعث الله رسولاً بكتاب لحل الخلافات العقائدية والمنهجية وغيرها ، فإذا
    حصل خلاف فيما بين أمة هذا النبي وجب عليهم أن يرجعوا إلى هذا الكتاب فإنهم ،
    يجدون فيه حل مشاكلهم ، وهذه الأمة كتابها أعظم كتاب ، وأشمل كتاب وحل لكل
    المشاكل العقائدية والمنهجية والسياسية والأخلاقية ، والاجتماعية والاقتصادية
    ؛ كُلها هذه بينها الله في هذا الكتاب العظيم المعجز : ( لا يأتيه الباطل من
    بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) فمشاكل المسلمين الآن التي تملأ
    الدنيا - والعياذ بالله – لو حكَّموا كتاب الله هذا لتلاشت هذه الخلافات كلها
    ، عقائدية وسياسية وغيرها ولكن مع الأسف ، كما قال الله في هذه الآية نفسها :
    (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ
    الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ) ، البغي والحسد والكبر ، هو الذي يمنع
    الناس من الاحتكام إلى الله والرجوع إلى الحق في ضوء هذا الكتاب ، وإلا فما
    معنى بقاء هذه الطوائف الروافض بفرقهم ، والصوفية بفرقهم ، والباطنية بفرقهم
    ... الخ ؟!
    لماذا تبقى هذه الخلافات ؟! وما الذي أبقاها ؟!
    لأن خلافهم
    ناشيء عن بغي وعن استكبار ! لذا ينشأ المبدأ المنحرف والعقائد المنحرفة فلا
    تراها على مر السنين إلا ويزداد سواد أهلها ، بسبب نشاطهم لدعواتهم وتقوية
    باطلهم ، فما يتراجعون بل يزدادون على مر الأيام ، والسر هو : هذا الداء
    العضال في نفوس كثير من الناس لأن الإنسان ظلوم جهول ، ظلمه يبدأ بحق الله
    يشرك به في عبادته ، ينحرف عن حكمه ، ينحرف عن منهجه ، ينحرف عن العقائد التي
    شرعها الله فيبدأ ظلمه من هنا ، كثير من الناس لا كل الناس ، والرجوع إلى
    الله يوم القيامة هو المرجع وإليه المصير . هذه لمحة بسيطة إلى هذه الآية
    التي تحتاج إلى جلسات ، والوقت لا يتسع أن نقف عند كل نص فبعض النصوص يمكن أن
    أمر عليها وهي واضحة والحمد لله ، وبعضها قد أقف عندها عندما تقتضي الحاجة
    الوقوف عندها .
    قال عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- " كُنَّا
    مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَمِنَّا مَنْ
    يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي
    جَشَرِهِ – كلهم في جهاد وخدمة بعضهم بعضاً في التدرب على الرماية لأنهم جند
    الله ، ( ومنا من هو في جشره ): يعني الدواب التي تسرح لترعى وتبيت في
    أماكنها- إِذْ نَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللَّهِ الصَّلاَةَ جَامِعَةً –
    الصلاة منصوب على الإغراء ، وجامعة حال - فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ
    اللَّهِ فَقَالَ « إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقًّا
    عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ
    وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ – هذا حق افترضه الله على الرسل
    ، أوجبه الله وعليهم أن يبلغوه ،(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا
    أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
    رِسَالَتَهُ) يدل أمته على كل خير ديني ودنيوي : في العقائد ، في العبادات ،
    في الأعمال ، في السياسة في كل شأن من الشؤون وكل ما يضر هذه الأمة يحذِّرهم
    منه ومن كل شر يمكن أن ينال هذه الأمة ،ويلحق بها ؛ هذا النبي لا يمكن أن
    يسكت عنه لا بد أن يحذر من هذا بكل دقة ووفاء- وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ
    جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأُمُورٌ
    تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَتَجِيءُ
    الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي . ثُمَّ تَنْكَشِفُ
    وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ – أي ينزعج من
    الخوف - فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ
    فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
    وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ – أي
    يتعامل مع الناس بالأخلاق الفاضلة والتعامل النظيف بالأمانة والصدق والإخلاص
    ....الخ - وَمَنْ بَايَعَ إِمَاماً فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ
    قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ
    فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ ".
    تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
    القرآن ؛ فيه بيان لكل شيء والسنة فيها بيان لِمجملات القرآن ، والرسول
    دائماً يعظ وينذر ويبين عليه الصلاة والسلام حتى في هذه المناسبة، وهو في
    السفر يوجه هذه النصيحة ، ويحذر أمته من الشرور ويبين لهم ما هي الحماية
    والوقاية من الوقوع في الفتن ، هذه فتن مهلكة فتن طاحنة تراق فيها الدماء
    وتزهق فيها الأرواح وتدمر فيها الأموال، وهذه نزلت في الأمة من قرون وتزداد
    على مر الأيام مع الأسف الشديد ، ولو احتكَّموا لكتاب الله وحكَّموه لخرجوا
    من هذه الدوامات المليئة بالفتن والمشاكل والدماء ، فالرسول حذَّر والأنبياء
    عليهم الصلاة والسلام حذَّروا ، الذي يستعرض القرآن يرى أنه كله ترغيب
    وترهيب، دعوة إلى الخير ويدخل فيها العقائد في ذات الله ، عقائد في أسماء
    الله وصفاته وهي خير الخير والدعوة إلى عبادته وحده ، والتحذير من الشرك
    المضاد لهذا التوحيد والتحذير من الباطل المضاد للحق ، ودعوات الأنبياء كذلك
    كما ذكر ذلك القرآن وكما ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دعوة إلى
    الخير وتحذير من الشر ، فالشرور فصلها الله وبينها منذ اختلف الناس، من عهد
    نوح إلى أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم ، فما من أمة يكون فيها خير
    إلا ويذكر خيرها، وما من أمة يكون فيها شر إلا ويذكر شرها أو يغلب خيرها على
    شرها فيذكرها ، تحدث عن قوم نوح وما فيهم من الشر، دعاهم نوح ألف سنة إلا
    خمسين عاماً يدعوهم إلى توحيد الله –تبارك وتعالي- فما يزيدون على مر الأيام
    طوال الألف إلا خمسين عاماً ؟ إلا طغياناً وكبراً وإصراراً على شركهم وضلالهم
    ! بيَّن الله حالهم؛ لماذا ؟ تحذيراً ! وبين عاقبتهم (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ
    أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ
    أَنصَاراً) الله -تبارك وتعالى- أمهلهم وأمهلهم سنين ...وسنين ...وسنين وقرون
    ثم بطش بهم ( إن بطش ربك لشديد) ( ) فأغرقهم أهلكهم (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ
    السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى
    الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ).
    وقال عن نوح : (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى
    ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ
    كُفِرَ) أغرقهم الله بالطوفان فتح الله عليهم أبواب السماء ، وفجر لهم عيون
    الأرض حتى غطَّى الماء الجبال فأهلكهم وأبادهم ولم ينج من ذلك إلا أهل الخير
    : أهل الإيمان والصدق الذين آمنوا بهذا النبي الكريم نوح عليه السلام فنجّاهم
    الله .
    وجعل ذريته هم الباقين وجاء الرسل بعده تترى كلما جاءهم رسول
    كذّبوه ويكذِّبون وما يسلم مع كل نبي إلا القليل وقد يأتي النبي كما أخبر
    الرسول عليه الصلاة والسلام: (عرضت علي الأمم فأجد النبي يمر معه الأمة
    والنبي يمر معه النفر والنبي يَمر معه العشرة والنبي يمر معه الخمسة والنبي
    يمر وحده) ، وقد يكثرون كما كثروا في عهد موسى – عليه الصلاة السلام – وقد
    يقلون كما في قوم نوح وكما في قوم إبراهيم وصالح وهود وغيرهم - صلوات الله
    وسلامه - على هؤلاء الأنبياء.
    حدثنا الله كثيراً عن مصائرهم ومصارعهم
    والقصص كثيرة في القرآن ولكن أذكر لكم قصة واحدة كيف كان مصير الكافرين في
    هذه الدنيا وماذا سيلقون في الآخرة .
    قال الله – تبارك وتعالى
    -:
    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    ( الْحَاقَّةُ * مَا
    الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ
    بِالْقَارِعَةِ * فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ) - صيحة
    واحدة؛ فأهلكوا: أبيدوا – (فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا
    مُنتَصِرِينَ) (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ) -
    شديدة قوية – (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ
    حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ
    خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ * وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن
    قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ) - الذنب والجريمة الكبرى -
    (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً )- فأخذهم :
    أخذاً شديداً ، أخذةً قويةً- (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي
    الْجَارِيَةِ) – يعني قصة نوح وهلاك قومه – (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً
    وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)، تذكرة: هذا تحذير .
    ثُم يتحدث عن جزاء
    المؤمنين والْمُجرمين (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ *
    وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً *
    فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) قامت القيامة (وَانشَقَّتِ السَّمَاء
    فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ
    عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة) ، هذه أهوال عظيمة جداً
    فيها تحذير وحث على الاستعداد لمواجهة هذه الأهوال العظيمة ليس مجرد قصص أو
    كلام ! هذه الأهوال التي يذكرها : أهوال الساعة ، تشقق السماء ، ونسف الجبال
    .... الخ.
    يعقبها الحساب والعرض (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى
    مِنكُمْ خَافِيَةٌ) إذاً احذر لو كنت في أعماق البحار أو في الأرضين السفلى
    الله يراك لا تخفى عليه خافيه هذا أيضاً تحذير من الاستهانة بحق الله تبارك
    وتعالى.
    (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ
    اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ *إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ * فَهُوَ
    فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ *
    كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ
    الْخَالِيَةِ)، هؤلاء أهل الخير أهل الاتباع أهل الاستقامة الذين يخافون الله
    ويعلمون أن الله لا تخفى عليه خافية، فيعملون في السر والعلانية لله رب
    العالمين ويخافون مقامه (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً
    قَمْطَرِيراً* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ
    نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ) . . .
    الآيات.
    الوعود الكثيرة التي عرضها الله في القرآن ؛ التي يعطاها أهل
    الخير في الدنيا والآخرة ، فالعاقل يحرص على أن يكون من أهل الخير ؛ لينجو من
    عذاب الله ومن عقابه الأليم (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ
    فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا
    حِسَابِيهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي
    مَالِيهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * إِنَّهُ كَانَ
    لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ) شرير خبيث (وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ
    الْمِسْكِينِ) ما عنده رحمه ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، خبيث قاسي
    القلب ، عنده ملك وعنده دنيا وخول وجيوش وعبيد . . . الخ .
    يلقى الله
    فرداً ذليلاً خاسئاً حسيراً (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ) :
    ماله صديق (وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) ما فيه حميم ينصره ويدفع
    عنه وهذا أكله وهذا طعامه ، ( لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ )
    المجرمون ، هذا ليس من الخطأ ! من الإجرام .....الخ .
    فهذه قصص المجرمين
    من أصحاب الشر الذين كذبوا الرسل واستهانوا بالرسالات وكذبوا بالبعث
    .
    وكان ما من نبي إلا ويدعو قومه إلى الإيمان بالله وباليوم الآخر وبالجنة
    وبالنار وبأركان الإسلام وأركان الإيمان لأن الشرائع في العقائد واحدة ،
    فكانوا يستكبرون قالوا عن نوح: (مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا
    نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ
    وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ) كيف
    هذا كبر ! وتطاول ! واستعلاء على الحق وعلى الأنبياء ! وهذا الكبر إستاذهم
    فيه أبليس الرجيم الذي أول من ارتكب الشر وأخرج آدم منه الجنة وحذر الله من
    آدم وزوجه : (فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) واحتال
    عليهما فأخرجهما من الجنة – لعنة الله عليه – مالذي حمله ؟ الحسد والكبر
    والبغي والطغيان فعلى المسلم أن يطهِّر نفسه من هذه الشرور والأدناس التي
    تحمل المرء على تكذِّيب الرسل أو على الأقل معصيتهم ومخالفة أوامرهم ونواهيهم
    فالمؤمن يجب أن يكون لطيفاً مستكيناً ، منقاداً لله منقاداً لما جاء به الرسل
    ولما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، حريصاً على الخير بعيداً عن الشر
    فالله يقص قصص هؤلاء المجرمين وماذا لقوا في هذه الحياة الدنيا ، من خزي وما
    يلقونه في الآخرة مثل ما سمعتم وقد يكون هناك وعيد أشد من هذا فكل وعيد في
    نصوص القرآن الكريم فإنما هو تحذير من الشر وكل وعد في القرآن فإنما هو وعد
    بالخير لأهل الخير فعلينا أن نتدبر هذا القرآن فنفهم قصص الأنبياء ونعرف
    مصارع ونهايات أعدائهم في الدنيا وماذا سيلقون من الجزاء في الآخرة وسمعتم
    طرفاً منه في هذا اللقاء وأنتم والحمد لله تقرأون القرآن فما نقرا القرآن
    للبركة ولا نقرؤه مجرد أن نحوز مراتب دنيوية ! لا إنما نقرؤه لنتفقه فيه في
    عقائده وفي عبادته والمعاملات النزيهة النظيفة والمعاملات السيئة القبيحة
    فنحذرها ، نحذر من كل الشرور ونحرص على أنواع كل الخير لهذا جاء القرآن
    ليربِّي الأمة على الحق ويربِّيها على الصدق ويربِّيها على الأخلاق الفاضلة
    ويربِّيها على اجتناب الشرور بكل أصنافها وأنواعها كل الشرور العقائدية
    والمنهجية والسياسية والاقتصادية ...الخ .

    أبو حارثة الأثري الجزائري
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    المشرف العام


    ذكر عدد الرسائل : 411
    الرتبة : التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي Mouchr10
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 5
    تاريخ التسجيل : 24/05/2008

    التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي Empty رد: التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي

    مُساهمة من طرف أبو حارثة الأثري الجزائري الخميس يوليو 31, 2008 3:10 pm


    مع الأسف الشديد الأمة الآن في
    حال عجيب إلا ماشاء الله !مفتونين بأفكار الغرب ! ومناهج الغرب وسياسات الغرب
    ! والله يقول لرسوله عليه الصلاة والسلام: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا
    أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ
    عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ
    أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ
    كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ *أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ
    وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)، الغرب أفسد
    عقائدنا من فجر التاريخ جاءت الفلسفة والمنطق من أين ؟ من اليونان فأفسدت
    عقائد كثير من المسلمين وجاءت القبورية والخرافات من الغرب ، من أين ؟ من
    اليهود والنصارى
    عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم: (قال
    لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب
    تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن).
    إذا فتشت عقائد
    المسلمين تجد الغالبية الساحقة في واد والعقائد الني جاء بها الأنبياء وجاء
    بها محمد رسول صلى الله عليه وسلم في واد آخر ! العقائد في الله وفي أسمائه
    وصفاته والعقائد في عباداته من دعاء وذبح ونذر .... الخ هذه أمور يتساهل فيها
    الناس ما يرونها شيئاً ! يرونها قشوراً ! وهي مهالك ، لو نذرت لغير الله
    لوقعت في الشرك لو ذبحت لغير الله لوقعت في الشرك ! ولم ينفعك حضارة غرب ولا
    حضارة شرق ولم تغن عنك شيئاً ، فلنحذر من الشرور العقائدية والسياسية . . .
    الخ.
    (وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ
    إِلَيْكَ )، (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى
    تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )( )، هذا تحذير منهم ، اليهود والنصارى لن يرضوا عن
    المسلمين حتى يخرجوا من الإسلام نهائياً.
    انظر ! الآن انقادوا لكثير من
    أفكارهم ومناهجهم وسياساتهم وهم ليسوا راضين ! إلى الآن حتى يخرجونا بالكلية
    ثم نصير منهم ! فهل نسير في هذا الطريق حتى نصل للنهاية التي يريدونها ؟!
    (فاحذرهم )هذا تحذير للنبي والأمة كلها (أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك)
    سواء في العقيدة أو في العبادة أو في السياسة أو في غيرها.
    ترى صحف
    المسلمين اليوم ومجلاتهم وإعلامهم الغرب . . . الديمقراطية ! . . .
    الديمقراطية ذبَّّّّّحت شعوبهم وأهلكتهم وأبادتهم وهم الديمقراطية . . .
    الديمقراطية! ماذا استفادوا من الديمقراطية ؟! مذابح في كل مكان حتى في
    الانتخابات الديمقراطية يذبِّح بعضهم بعضاً ، ويأكل بعضهم مال بعض ! وما
    أفاقوا !هذه الآية تكفي لو تدبروها وصمموا ووطنوا أنفسهم على تطبيقها لنجوا
    من كل المهالك –والله- لو طبقوا هذه الآية وحدها إذا طبقوها طبقوا القرآن كله
    .
    (واحذرهم أن يفتنوك) وكثير من أهل الفتن يحرص على أن يفتنك ! سواء كان
    مسلماً مبتدعاً أو كافراً ضالاً يحرص كل على أن يفتنك ، ويبذل كل ما يستطيع
    لفتنتك وينحرف بك عن المنهج الصحيح والصراط المستقيم ! كل صاحب مبدأ يخالف
    هذا القرآن يحاول أن يفتن من استطاع من المسلمين عن دينه وعما في هذا الكتاب
    من الخير ، وما فيه من التحذير من الشر واحذرهم هذا تحذير انتبهوا من اسم
    المحاضرة ، أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله والله لو فتنوك في آية واحدة أو
    حديث واحد خالفته لوقعت في الهلاك ؛ إذا طاوعتهم قالوا سنطيعكم في بعض الأمر
    ، لا تطع الكفار والمجرمين ولا في شيء خليك مؤمن صادق منقاد لله لا تساوم على
    شيء من هذا الدين أبداً ، ولو أعطيت الدنيا بحذافيرها ولو أعطيت ملك الدنيا ؛
    فإن نهاية ما تناله من هذه الدنيا إذا كان على حساب دينك فمعناه - والعياذ
    بالله – ما هناك إلا العذاب ينتظرك والشقاء ! فاحذروا أيها المسلمون من فتنة
    أعداء الله أن يفتنونا عن ديننا ، ومن عنده مخالفة لما جاء به محمد صلى الله
    عليه وسلم فليحتكِّم إلى الله، إلى كتابه إلى سنة نبيه عليه الصلاة السلام
    (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
    بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ
    وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً) ( ) ، قلنا يا إخوة قصص الأنبياء فيه تحذير من
    الشر نصوص الوعيد فيها تحذير من الشر ، نص الله في آيات كثيرة على شرور
    اليهود والنصارى والوثنيين والمنافقين ؛ نص الله عليهم ووصفهم بصفات ذميمة
    لماذا ؟ لنحذرها ونجتنبها ولا نقع في ما وقع فيه هؤلاء الشريريون . يجب أن
    يكون المؤمن فطناً وأن يكون يقظاً وأن يكون مرهف الحس ، يقف عند كل آية
    يتأملها ماذا أراد الله بهذه الآية ؟
    ويحاول أن يتفقها فيها ، فما وجد من
    حث على خير أخذ به بحذافيره بقدر ما يستطيع وما وجد فيه من شر حَذِرَه ونفر
    منه وحاول أن يجعل بينه وبين الشر سدوداً وحواجز وصف الله الكافرين بصفات هي
    صفاتهم حقاً وصف الله المنافقين بصفات قائمة بهم تخزيهم وأنزل الله في
    المنافقين آيات في سورة البقرة وفي سورة آل عمران وفي سورة النساء وفي سورة
    المائدة وفي غيرها من السور ، وفي سورة المجادلة وفي سورة المنافقين ؛ بل
    سورة كاملة في المنافقين ، وهم أخطر مايكون على الإسلام ، هذا الذي يندس في
    صفوف المسلمين ، ويتظاهر بالإسلام وينخر في الأمة وفي صفوفها هذا أخطر من
    العدو الخارجي ! العدو الخارجي معروف وقد يحذره كثير من الناس ولكن هذا خطير
    (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ
    أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ)( ).
    وقال الله فيهم: (إِذَا جَاءكَ
    الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ) ( ) انظر !
    رسول الله ينزل عليه الوحي وهم ما يستحون من الكذب عليه! فيهم غباء ! (إذَا
    جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ
    وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ
    الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ).
    فكذّبهم الله تبارك وتعالى : وشهد لرسوله
    بالرسالة وهم شهدوا بها ظاهراً، وفي الباطن يكفرون به ويكذِّبونه والله الذي
    لا تخفى عليه خافية ، يعلم ما ينطوون عليه من الكفر والنفاق ، والتربص
    بالمسلمين وما يحيكون من المكايد لإهلاك المسلمين، (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ
    الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) فالكذب صفة أساسية في حياة المنافقين فلنحَّذر
    الكذب لأنه ركن من أركان النفاق ، المؤمن لا يكذب ، والله ربَّانا على الصدق
    وبيَّن لنا أن الكذب عاقبته وخيمة و بيَّن لنا رسول الله كذلك عن عبد الله
    رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الصدق يهدي إلى البر وإن
    البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وإن الكذب يهدي إلى
    الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا)
    الصدق انظر أي شيء نتائجه أي شيء ثماره إلى ماذا يقودك ؟ يقودك إلى البر
    والبر يقودك إلى الجنة ولا تزال تصدق وتتحرى الصدق حتى تكتب عند الله صديقاً
    ، تتبوأ أعلى المنازل في الجنة بهذا الصدق ، الصدق مع الله في السر والعلن في
    طاعته في عبادته ، في العقائد التي شرعها في كل شيء ، صدق في الأعمال
    والأقوال هذا هو الصدق الذي يريده الله تبارك وتعالى منا ؛ صدقٌ في التعامل
    مع الناس صدقٌ في التعامل مع الرسول قبله في التعامل مع القرآن في التعامل مع
    السنة صدق ويتحرى . . . ويتحرى حتى يصل إلى الدرجة التي ذكرها رسول الله صلى
    الله عليه وسلم وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى
    النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ، ثم ماذا
    يستفيد من هذا الكذب ! يشوه عند الناس وتسوء سمعته حتى الكفار يحقرون
    الكذابين والخائنين فالكذب ركن من أركان النفاق ، وقد يصل به هذا الكذب إلى
    النفاق ، فلنتَّق الشرور ولنتَّق الكذب فإنه أصل الشرور ، يكذب على الله
    فيشرِّع عقائد ، يشرِّع عبادة أوثان.
    ولذلك قال الله تعالى: (قُلْ
    إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
    وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا
    لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ
    تَعْلَمُونَ) ( )، القول على الله بغير علم هو الكذب على الله ، كذبوا على
    الله قالوا لله بنات ، وقال النصارى عيسى ابن الله ، وقال اليهود عزير ابن
    الله ، وهذا ولي الله ، وهذا يعبد من دون الله ، وهكذا وإشاعات من السدنة حول
    القبور ، وأكاذيب فليحذر المؤمن ، ويجب أن يكون صادقاً مع الله ، صادقاً في
    دينه ، صادقاً في خلقه ، صادقاً في تعامله ، إلى آخر ما ذكرنا سلفاً .
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    المشرف العام


    ذكر عدد الرسائل : 411
    الرتبة : التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي Mouchr10
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 5
    تاريخ التسجيل : 24/05/2008

    التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي Empty رد: التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي

    مُساهمة من طرف أبو حارثة الأثري الجزائري الخميس يوليو 31, 2008 3:11 pm


    وسوف أقرأ عليكم شيئاً من هذه السورة ، وكيف حذَّر الله من المنافقين ،
    لأنهم أهل شر ، قال الله تعالى : (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً) يَحلفون
    والله إني مؤمن ، والله إنِي مسلم ، والله إني فعلت كذا اتخذوها جنة يعني
    تقيهم حر السيف ، لأنه لو أظهر كفره وعناده علانية سوف يقتل ، فاتخذه جنة
    يتقي بها يحمي بها حياته ، وماله ويعيش في المسلمين يتزوج منهم يتوارث معهم
    يدفن في مقابرهم ، كل هذه مصالح ينالها بهذا الكذب ولكنها بلاء عليه ويُظهر
    الله من أحوالهم مايظهره سبحانه وتعالى: (وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ
    فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ
    وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)( ) ومع هذا ما يقتلهم الرسول أو ولي أمر
    المسلمين إلا إذا أعلنوا الردة والكفر الواضح ، أما مادام يتسترون بالإسلام
    فيبقون على حالهم حتى يأتي يوم القيامة فيقولون للمؤمنين: (أَلَمْ نَكُن
    مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ
    وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء
    أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ* فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ
    مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ
    مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) ( ).
    (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ
    جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا
    يَعْمَلُونَ) قبُح عملهم ، وقبُحت أقوالهم ، وقبُحت أحوالهم ومواقفهم إنهم
    ساء ماكانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ، عرفوا الحق آمنوا به ؛ ثم
    انتكسوا.
    (فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون )، كان عندهم شيء من الفطرة
    أدركوا أن محمداً على الحق وما جاء به الحق فآمنوا به ثم ارتدوا باطناً
    انقلبوا على أعقابهم لأجل الدنيا هذه فطبع الله على قلوبهم جزاء ما صنعوا
    عرفوا الحق ثم انحرفوا عنه وصاروا من ألد أعداء الله فطبع الله على قلوبهم
    فهم لا يفقهون أصبح عندهم بلادة يمكن أشد من الحيوان ، (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ
    تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا) عندهم ألسنة ؛ لكن لا فقه لهم ترى
    كثيراً من الناس ثرثاراً، يثرثر وهو غبي ما يفهم العواقب ؛ عواقب الأمور
    (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ) مناظر ! ما شاء الله !
    (وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ
    يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ) جبناء يرتعشون هكذا
    ! أن يعرف الناس أنهم كفار فعِّلاً ! ويعرفهم الرسول عليه الصلاة والسلام ،
    أو تنزل فيهم آيات فلان وفلان كافر أو منافق ! يرتعشون هكذا صباح مساء ، إيش
    الحياة هذه ؟! بئس الحياة هذه ! يعيش في ذل ! يعيش في هوان ! هكذا المنافقون
    في كل زمان ومكان ، وفي الأمة هذه منافقون ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :
    يظن الناس أن النفاق انتهى بعهد الرسول والنفاق باق في هذا ! ما من طائفة من
    طوائف أهل الضلال إلا وفيها منافقون ، يندسون في صفوف الروافض ، في صفوف
    الصوفية ، في صفوف الجهمية ، فما تكاد تجد طائفة إلا وفيها من هذه الأصناف ،
    كيف إذا كان في عهد محمد ذاك المجتمع الطاهر يوجد منافقون ؟! كيف في هذه
    الظروف ؟! كيف وفي هذه الأعصار وفي هذه الظروف العصيبة ؟! لابد أن يوجد ؛
    ولهذا تجد الآن علمانيين وتجد ليبراليين ، ونجد من هذه الأنواع ؛ حتى قال
    حذيفة : ( إن النفاق اليوم شر منه في عهد رسول الله ! قالوا كيف ؟ قال :
    كانوا في عهد رسول الله يخفون نفاقهم أما اليوم فصاروا يظهرونه ) فتجد في
    كتابات كثير من الناس ، هذا المرض ، وهذا الداء العضال ؛ الذين لا يرضون بحكم
    الله ولا يرضون بهذه العقائد التي جاء بها القرآن ، عقيدة منحرفة ويريد سياسة
    غربية ، ويريد ديمقراطية ، ويريد ويريد ... ما يريد حياة محمد صلى الله عليه
    وسلم وحياة أصحابه ! على الفطرة ، وعلى السلامة والعدل ، وعلى الإنصاف ، وعلى
    كل أنواع الخير ، ما يريد هذا .
    (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ
    وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً
    عَظِيماً ) ( ) فهم من أتباع الشهوات ، يريد أن يعيش في هذه الحياة الدنيا
    على غير الحق ، على ما تهوى نفسه ، وعلى ما تشتهيه ، حرية ! مساوة !
    ديمقراطية ! شغلوا الأمة بالمرأة ! ، أنا قلت المرأة في السعودية ليست مظلومة
    ، المرأة والله ظالمة ! الرجل مسكين ! يدفع أغلى المهور ويؤثث ويتكلف ،
    ويستدين أموالاً طائلة ، وهي راكبة فوقه ! وتقول مظلومة ! لماذا ؟ لأن فيه
    دعايات ! وفيه إعلام !
    في هذه البلاد ما فيه داعي أبداً للمطالبة بحقوق
    المرأة، والله تنال حقها أكثر من الرجل ، بل الرجل هو المظلوم! الرجل تجده في
    المطبخ ، تجده في المغسلة ، تجده في الشارع يكنس ، تجده في كل مكان قذر،
    وكثير من أماكن المرأة يشغلها الرجل ، وهي تبغى كرسي ! وتريد برلمان ! وتريد
    وتريد ، أين عقولكم ياناس؟! وأين الرجولة ؟! الرجال قوامون على النساء ! يعني
    يعاشرها بالتي هي أحسن ، وإّذا خرجت عن حدودها يؤدبها ؛ الله أعطاه الحق أن
    يؤدبها (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ
    فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) ( ) يعني: يهجرها في المضجع ، ينصحها ،
    يخوفها بالله ، يبيِّن لها ، يحثها على المعاشرة الحسنة ، ويبيِّن لها حق
    الرجل ، حق زوجها عليها ، إّذا أبت يهجرها في المضجع ، إّذا أبت إلا
    الاستطالة عليه، يؤدبها لكن ضرباً غير مبرِّح ؛ هذه من سلطة الرجل ومن قوامته
    ، الآن لا يعترفون بهذه القوامة ! أنا قرأت قبل أيام لمرأة، تقول إن المرأة
    أفضل من الرجل ، وينكرون القوامة الآن ! هؤلاء لو هناك سياط كان انتهت هذه
    المشكلة ؛ إذا ما أدبها زوجها تؤدبها الدولة إذا خرجت عن حدودها ، الله فضّل
    الرجل على المرأة ، كيف تفضّلين وتكذبين على الله ؟! وتقولين : إن المرأة
    أفضل من الرجل !! – أعوذ بالله – المرأة ناقصة عقل ودين ، والواقع والتاريخ
    يشهد بهذا ، والقرآن يدل على هذا ، كيف تكذِّب القرآن ! هذا نوع من النفاق ؛
    إن لم يكن نفاقاً كاملاً ، فإذا تعمدت مصادمة القرآن فهذا كفر وردة ، قال
    الله (فاحذرَّهم)، احذر هؤلاء (قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) أي:
    أهلكهم الله ولعنهم أنى يصرفون عن الحق، كيف لا يدركون الحق ؟! ما لذي يبعدهم
    عنه ؟! (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ
    اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم
    مُّسْتَكْبِرُونَ) هذه من صفاتهم ؛ الكبر من صفات المنافقين .
    هذا تحذير
    للمؤمنين أن يتخلصوا من هذه الصفات الذميمة صفات اليهود ، صفات النصارى ،
    صفات الوثنيين ، صفات المنافقين .
    هذه شرور يجب على المسلم أن يحذرها وأن
    يبتعد عنها (فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * وَإِذَا
    قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا
    رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ * سَوَاء
    عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن
    يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
    الشاهد إن هذه صفات المنافقين ذكرها الله في هذه السورة وفي غيرها ليس مجرد
    قصص أو مجرد أخبار ، وإنما ليتربَّى المسلمون على الخير الذي وصف به المؤمنين
    وصف به الأنبياء وصف به أتباعهم الصادقين وصف به الصديقين والشهداء والصالحين
    زكّى به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فالمؤمن الذي يدين بهذا ويؤمن به
    عليه أن يتحلى بالأخلاق العالية والخير الذي حواه هذا القرآن وحث عليه ؛ منه
    ما هو واجب فرض محتم ، ومنه ما هو مُستحب لك ، يرفع الله بها درجاتك في
    الدنيا والآخرة .
    اكتفي بهذا القدر و اقرؤا القرآن فإنه ما من خير إلا دل
    عليه ولا من شر إلا حذر منه وأسأل الله تبارك وتعالى أن يبصرنا في ديننا وأن
    يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأن يجعلنا من الفطنين
    الألباء المتيقظين نميز بين الخير والشر فنتبع الخير ونحذر من الشر – أسأل
    الله أن يحقق ذلك _ إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله
    وصحبه وسلم .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    الأسئلة :
    سؤال :
    كيف تكون دعوة عوام الناس إلى السلفية ؛ منهج السلف الصالح ، خاصة وقد تعلقوا
    ببعض دعاة السوء والشر ؟.
    الجواب : الله وضع لنا منهجاً للدعوة إلى إليه ،
    الله قال لنبيه: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
    الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)( ) الدعوة إلى الله
    بالحكمة ، والحكمة هي العلم والبيان والحجة فتدعو بالعلم وبالأخلاق الطيبة
    وبالرفق واللين ، العامي وغير العامي ، لكن العامي أكثر تقبلاً ، وقد يقبل
    منك الحق بدون مجادلة ، فإن احتاج إلى مجادلة ، كان عنده شيء من المناعة ،
    شيء من التعلق بالباطل فجادله بالتي هي أحسن :(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ
    وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
    بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا
    يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ
    عَظِيمٍ ) ( ) ، فما يعطى هذه الحكمة إلا ذو حظ عظيم .
    سؤال : ما أفضل
    كتاب بعد كتاب الله أُلف في العقيدة ؟
    الجواب : أصح كتاب بعد كتاب الله
    صحيح البخاري ثم يليه صحيح مسلم ، ثم كتب العقائد ما نقارن بينها فنقول هذا
    خير وهذا شر ولا هذا أفضل من هذا! يمكن هذا أوسع من هذا، كتب العقائد السلفية
    كلها خير، كلها تنفع ، وأنت تدل كل إنسان على الكتاب الذي يصلح له وعلى قدر
    حاله ، وعلى قدر مستواه ، وقد يكون هناك كتاب حوى من الأدلة الشيء الكثير ،
    فهذا لا يستوعبه فأنت تدله على كتاب يستوعبه ويفهمه لأن الرباني هو الذي يعلم
    الناس فيبدأ بالأسهل فالأسهل ، الرباني هو الذي يتدرج بهم في التربية شيئاً
    فشيئاً ولهذا السلف تراهم وضعوا متوناً خفيفة ليتدرج بها الناس ، إذا أخذ
    بهذا وفهمها انتقل إلى ما وراءها .
    سؤال : ما حكم الصعود إلى جبل ثور وإلى
    جبل حراء (النور ) لمجرد المشاهدة ، ومعرفة الأماكن التي أتاها النبي صلى
    الله عليه وسلم ؟
    الجواب : إذا كان ذلك أيام زيارات الجهال وأهل الخرافة
    وأهل البدع فلا يجوز لطالب العلم أن يشاركهم في هذا الشر لأنهم يظنون أنه
    معهم ، اللهم إلا إذا كان يذهب لقصد أن ينصحهم ويبين لهم أن زيارة هذه ليست
    من دين الله وليس أمراً مشروعاً .
    والرسول عليه الصلاة والسلام ولد في هذه
    البطاح الطاهرة وهي بلده وكان يذهب إلى غار حراء يتعبد قبل البعثة حتى أنزل
    الله عليه الوحي وهو فيه ، فانصرف عنه ولم يرجع إليه أبداً إلى أن هاجر ،
    ولما رجع عليه الصلاة والسلام إلى مكة ودخلها في عمرة القضاء لم يذهب إليها
    ودخل في عام الفتح ولم يذهب إليها ! وجاء بحجة الوداع ولم يذهب إليها ! لا هو
    ولا أصحابه كلهم ما جاؤا إلى هذه الأماكن .
    غار ثور نزل فيه مضطراً ، ثم
    غادره ولم يأته أبداً فلماذا هذا التعلق ؟! هناك دعايات ! هناك إعلام شرير
    ،من أهل الباطل ! تنسج فضائل وأشياء وأشياء لمثل هذه الأماكن، فإن كان طالب
    علم يذهب لينصح فلا بأس وأما أن يذهب ويكثّر سواد الناس ؛ سواد أهل الجهل
    والضلال ولا ينصح فهذا يأثم .
    إذا كان لا بد أن يعرف يدرس أولاً ، وإذا
    كان لابد يعرف ففي خلوة .
    وهذه مصيبة ورثناها من الغرب ألا وهي العناية
    بالآثار – ومكيدة – من الغرب للمسلمين الاهتمام بالآثار ونبش الآثار والبحث
    عنها وعن الحفريات ، وأخرجوا لنا جثة فرعون ! وأخرجو لنا جثث البابليين . . .
    الخ .
    يريدون أن يعيدونا إلى الجاهلية الفرعونية والجاهلية البابلية
    وغيرها هذا هدف اليهود والنصارى ثم تمتد إلى مثل غار حراء وغار ثور وكذا ،
    ويجيئون ويمكن أن يتمسحوا ويتبركوا ويعتقدون عقائد في هذه الأماكن ! فطالب
    العلم لا يجوز له أن يذهب في مثل هذه المناسبات وإذا كان لابد أن يذهب ففي
    خلوة بحيث لا يراه أهل السفه وأهل الجهل والضلال حتى لا يُظَن أن هذه الأماكن
    مشروع زيارتها .
    سؤال : بعض الشاب في شك من أمرهم ! لا يعرفون كيف يصنعون
    ؟ ومن يتبعون ولايعرفون شر الفرق والأحزاب ، فما نصيحتكم ؟
    الجواب : لا
    يميز لهم بين الحق والباطل إلا العلم ، أولاً يخلص لله ويوطن نفسه على حب
    الحق ، ويبحث عن الحق ولا يتعصب لأحد أبداً كائناً من كان ، لا أبوه ! ولا
    أخوه ! ولا أحد ، إذا عرف الحق بأدلته ووجد عليه أئمة الإسلام والسلف ، أخذ
    به وعض عليه بالنواجذ وإذا عرف أن هذا باطل تركه ولو كان عليه آباؤه ،
    وأجداده وأساتذته وشيوخه ويترك هذا الباطل ، ويحذِّر منه كما أرسل الله جميع
    الرسل – عليهم الصلاة والسلام – وأنزل معهم الكتب للتحذير من الشرور والبدع ،
    شر الأمور محدثاتها ، إذا وجد أن هذا الأمر شر أن هذا الأمر بدعة ، فعليه أن
    يتركه لله رب العالمين ، يكون ولاؤه لله وحبه في الله وبغضه في الله ، يخلص
    لله في طلب العلم ويطلب العلم من مصادره الصافية ، وما عرفت فيه من حق فعض
    عليه بالنواجذ ، وما كان في من باطل تجنبه وفر منه فرارك من الأسد ، وحذَّر
    غيرك منه .
    سؤال : ما حكم ما يفعل في بعض المصاحف من تلوين لفظ الجلالة
    الله ، ورب، وهو، باللون الأحمر وهل هذا العمل فيه دعوة إلى مباديء الصوفية
    الذين يرددون الذكر بهذه الألفاظ ؟
    الجواب : الرسول عليه الصلاة والسلام
    مات والقرآن مكتوب في اللخاف ، وفي العُسُب ثم جاء أبو بكر وجمعه في الصحف ،
    وجاء عثمان وجمعه في مصحف وكتبوه بالخط الكوفي ؛ لأنه هو السائد في ذلك الوقت
    لكن كان عمل ، زينة القرآن وزينة هذه الأمة أن تعمل بهذا القرآن والله لو
    كتبته بماء الذهب ؛ وزخرفته بما شاءت من الزخارف ولونوه بما شاءوا من الألوان
    ، فإن هذا لا يرضي الله تعالى إلا أن يعملوا بهذا القرآن ، فالقصد من القرآن
    حفظه وفهمه والتفقه فيه وتدبره ، أنا لا أستطيع أن أقول إذا كتب باللون
    الأحمر يكون حرام ! لأن الله يقول: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ
    أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ
    عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ
    لاَ يُفْلِحُونَ)( ) لكن أحثه على العمل بالقرآن وأن الغاية هي العمل بهذا
    القرآن عقائد وعبادات وسياسة وغيرها، أما الزخرفة فقط ؛ فأنا أعرف أن كثيراً
    من المزخرفين يزخرفون القرآن ولا يعملون به عندهم خرافات عندهم بدع! وهذا إذا
    كان ليس مبتدعاً أقول له : يا شيخ أولاً اعمل ثم إذا تريد تحسن لا بأس وإذا
    ابتعد عن هذه الزخرفة ؛ لأنه أبعد عن الشبه فابتعد عنها.
    سؤال : هل هناك
    فرق بين البدع المفسِّقة والبدع
    المكفّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ِّّّّرة ؟
    الجواب :
    نعم فيه بدع مكفِّرة مثل : إنكار رؤية الله ، إنكار علو الله ، دعاء غير الله
    ، الذبح لغير الله ، هذه بدع مكفِّرة لكن نحن ما نكفِّر أصحابها حتى نقيم
    عليهم الحجة ؛ لأن بعضهم تراكمت عليه الشبه وبعدوا عن عهد النبوة وعن نورها
    فيقعون في مثل هذه البدع وهي كفّرية ، نقول إنكار رؤية الله كفر ، إنكار علو
    الله كفر ، القول بأن القرآن مخلوق كفر ؛ وكفر أكبر ، لكن هذا الذي يقول أشهد
    أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصلي ويصوم ويريد الجنة ويؤمن بها
    وكذا وكذا جاءته شبه أهل الباطل وتراكمت عليه فوقع في هذه الأشياء ، نقول أنت
    وقعت في كفر والدليل كذا وكذا ونبين له إن وفقه الله ورجع للحق الحمد لله
    وإلا كفّرناه بعد إقامة الحجة ، أما البدع المفسِّقة فهي غير هذه أُره معه
    سبحة ؛ هذه السبحة يا إخوة أصلها مأخوذ من النصارى والهندوك ! هذه السبحة ما
    يعرفها المسلمون ! أخذوها ممن ؟ من الهندوك والنصارى ، النصارى أخذوها من
    الهندوك ، وأنا رأيت بنفسي رهبان النصارى يعلقون المسابح ورهبان الهند
    الهندوك يعلقون المسابح ويستعملونها وأخذها المبتدعون من المسلمين منهم،
    غيرها مثلاً أذكار فيها شيء من المخالفات هذه ما نقول مكفِّرة ما تكفِّر إلا
    بدليل ولا تفسِّق إلا بدليل، ثم هي بدعة إذاً أنت لا تفسِّقه بهذه البدعة ،
    هي مفسِّقة بعد أن تُبَيِّنُ له إذا بينت له وأصر عليها ثم
    فسِّقه
    والأستماع من هــــــــــــــــــــــنا بارك الله فيكم
    http://rabee.net/show_des.aspx?pid=5&id=203&gid=

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 4:49 am