أخواتي هاته نصيحة قيمة للشيخ احمد النجمي رحمه الله
بسم الله الرحمان الرحيم * الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) . (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) أما بعد : فإن الله خلق الخلق لعبادته وربط سعادتهم في الدنيا والآخرة بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ, وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) . وقال تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ). فقد وصف الله المؤمنين في الآية الأولى بالسمع والطاعة لربهم ولرسول ربهم المبلغ عنه ما أمر بتبليغه والمراد بالسمع هنا المقترن بالطاعة والإنقياد والإذعان لله ولرسوله فمن فعل ذلك استحق أن يكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا , فمن انقاد إلى طاعة ربه واتبع الهدى المنزل منه ضمنت له السعادة في الدنيا بأن يحيا حياة طيبة وفي الآخرة بالنجاة من النار ودخول الجنة قال تعالى في سورة طه مخاطبا آدم وإبليس : (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) . وقال تعالى في سورة النحل : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .ومن ما ذكر نعلم أن سعادتنا نحن المسلمين ذكورا وإناثا في الإلتزام بشريعة ربنا عقيدة وسلوكا ومنهج حياة فيما يجب علينا نحو ربنا وفيما يجب علينا نحو بعضنا بعضا وفي الإلتزام الشخصي في أزيائنا ولباسنا ونومنا و يقضتنا وأخذنا وإعطائنا وأكلنا وشربنا وفي كل شيء منا ابتداء بالتوحيد والصلاة وانتهاء بأصغر شيء من أمورنا وبذلك نكون مسلمين حقا نسعى في إرضاء مولانا جل وعلا ونستجيب لندائه حيث يقول تعالى : (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) , وحيث يقول تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) . يا معشر المسلمات اتقين الله واخشين عذابه واحرصن على كسب مرضاته ونيل جنته في حياة لا نهاية لها ونعيم لا انقطاع له , يا معشر المسلمات إنه لا يصح شرعا ولا عقلا أن نتلقى من الله الصلاة والصوم ونتلقى من الغرب أو من الشرق اللباس والأزياء والموضات إن الذي أنزل قوله تعالى : (و مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار) وأنزل قوله تعالى : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) هو الذي أنزل قوله تعالى : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . والمقصود أن الذي تَعَبَدَ خلقه بالتوحيد والصلاة والصوم هو الذي تعبدهم بالحجاب والآداب في اللباس والأزياء وفي الأكل والشرب والنوم واليقظة حتى في آداب الخلاء والأكل والشرب وغير ذلك . يا معشر المسلمات إن الواجب على كل مسلمة أن تؤدي عبادة ربها امتثالا لقوله تعالى : (يَاأَيُّهَاالنَّاسُاعْبُدُوارَبَّكُمُالَّذِيخَلَقَكُمْوَالَّذِينَمِنْقَبْلِكُمْلَعَلَّكُمْتَتَّقُونَ, الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) . إن العبادة بمعناها الشامل أن توحد المرأة ربها وأن تصلي خمسها وأن تؤدي زكاة مالها وأن تصوم شهرها وأن تحج بيت ربها على نحو ما شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , وأن تتعامل مع والديها ومع زوجها وأولادها وذوي الأرحام من أهلها وجيرانها وسائر المسلمين بما شرع الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فحق الله على عباده التوحيد وأن يفرد بالعبادة من دعاء ورجاء ورغبة ورهبة واستعاذة واستعانة فمن دعا غيره عند النوائب أو لجأ إلى غيره عند الشدائد فقد أشرك به شركا أكبر موجبا للخلود في النار , قال تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار) , وفي حديث معاذ "أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال الله ورسوله أعلم , قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ..." الحديث . فإن فعلوا كان حقا عليه ألا يعذبهم ومن ترك الصلاة من ذكر أو أنثى ممن بلغ سن التكليف عامدا فقد كفر لما ثبت في ذلك من الأدلة كقوله صلى الله عليه وسلم "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" وهكذا سائر العبادات يجب على المسلم أن يؤديها لربه طائعا مختارا وأن يتعامل مع الناس على نحو ما شرع الله عبودية لله وأداء لما افترض واعترافا بالمعروف والجميل لأهله فحق الوالدين على الولد ذكرا كان أو أنثى أن يبرهما ويحسن إليهما لأن الله قرن حقهما بحقه فقال تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا, وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) . وحق الزوج هو الحق الثاني بعد حق الوالدين قال تعالى : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) فالواجب على الزوجة أن تطيع زوجها فيما لم يكن معصية لله وأن تقوم بخدمته وحفظ نفسها وبيته وتربية أولاده تربية صالحة وأن لا تؤذيه بلسانها وعصيانها فإن فعلت ذلك لم يكن بينها وبين الجنة إلا الموت وفي الحديث : " لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها " , وفي خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال : "واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح , ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " ا هـ . البداية والنهاية 5\152. أيتهن الأخوات المسلمات : إن الله لا يستحي من الحق وإن الواجب على الداعي إلى الله أن يحذر السامعين من أشد المعاصي خطرا على الفرد والمجتمع وإن من أخطر الغرائز على الشباب والشابات الشهوة الجنسية من أجل ذلك فقد حرم الله الزنا وحرم كل سبب يوصل إليه فقال : (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) . ذلك لأن فطرة الإنسان تختلف تماما عن فطرة الحيوان فالإنسان خلقه الله عاقلا وأراد منه أن يكون معروف النسب يعود إلى فصيلة وعشيرة وقبيلة ولا يكون كذلك إلا إذا كان التوالد بالطريقة الشرعية الصحيحة , أما التوالد بدون نظام فهو فطرة الحيوانات التي خلت عن المسؤولية , أما الإنسان فلا بد أن يكون له أب يكون مسؤولا عنه ومكلفا بالإنفاق عليه ومن أجل كون الزنا محرم حرم الله كل سبب يوصل إليه فحرم النظر المقصود فقال : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ, وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) وفي الحديث الصحيح : "العين تزني وزناها النظر" وفي الحديث أيضا "كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت من خشية الله وعين غضت عن محارم الله " . وفي حديث آخر فيه مقال : "إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم ومن تركه مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه" . ومن أجل ذلك حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلوة بالأجنبية فقال صلى الله عليه وسلم : "إياكم والدخول على النساء , قال رجل من الأنصار فالحمو يا رسول الله , قال الحمو الموت " أي أن خطر الحمو عظيم كخطر الموت وهذا ينافي ما عليه عادة كثير من الناس من التساهل في قريب الزوج كأخيه وعمه وابن أخيه وما أشبه ذلك لأنه يدخل ويخلو بزوجة قريبه من غير نكير أما الأجنبي فيستنكر والخلوة مؤكد خطرها إلا من سلم الله وفي الحديث "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" أخرجه في الترغيب 3\39 وسنده ضعيف . وفي الحديث الآخر :"لا تلجوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم" أخرجه الترمذي رقم 935 . وإذا كان الشيطان ثالثهما فالشر متوقع والمسلم لا يُسَلمُ أغلى ما يملكه وهم محارمه ولا يفرط في الأمانة التي ائتمنه الله عليها . ومن المناكر الشائعة في هذا الزمن خلوة صاحب البيت بالخادمة التي في بيته وخلوة السائق الأجير بأهل البيت الذين يستأجرونه وكم يترتب على هذا الوضع المشين المخالف للشريعة الإسلامية من مصائب ومناكر يندى لها الجبين ويغضب منها الله في سماه ولقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته" ومن أجل ذلك حرم الله عز وجل الإختلاط بين الرجال والنساء وجعل لكل منهما بيئة تميزه عن الجنس الآخر حتى في الصلاة التي هي آكد العبادات فجعل صفوف الصلاة هكذا أولا صفوف الرجال ثانيا صفوف الغلمان ثالثا صفوف النساء وجعل شر صفوف النساء أولها لقربه من الرجال وشر صفوف الرجال آخرها لقربه من النساء وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يتأخروا في الخروج من المسجد حتى ينفذ النساء وأمر النساء أن يمشين في حافات الطريق كي لا يحققن الطريق على الرجال فكانت المرأة تجنح عن الطريق حتى تلصق بالجدار . ومن أجل ذلك حرم الله على النساء أن يبدين زينتهن إلا للمحارم الذين ذكرهم الله في سورة النور فقال جل من قائل : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ.... ) إلى آخر الآية .
بسم الله الرحمان الرحيم * الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) . (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) أما بعد : فإن الله خلق الخلق لعبادته وربط سعادتهم في الدنيا والآخرة بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ, وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) . وقال تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ). فقد وصف الله المؤمنين في الآية الأولى بالسمع والطاعة لربهم ولرسول ربهم المبلغ عنه ما أمر بتبليغه والمراد بالسمع هنا المقترن بالطاعة والإنقياد والإذعان لله ولرسوله فمن فعل ذلك استحق أن يكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا , فمن انقاد إلى طاعة ربه واتبع الهدى المنزل منه ضمنت له السعادة في الدنيا بأن يحيا حياة طيبة وفي الآخرة بالنجاة من النار ودخول الجنة قال تعالى في سورة طه مخاطبا آدم وإبليس : (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) . وقال تعالى في سورة النحل : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .ومن ما ذكر نعلم أن سعادتنا نحن المسلمين ذكورا وإناثا في الإلتزام بشريعة ربنا عقيدة وسلوكا ومنهج حياة فيما يجب علينا نحو ربنا وفيما يجب علينا نحو بعضنا بعضا وفي الإلتزام الشخصي في أزيائنا ولباسنا ونومنا و يقضتنا وأخذنا وإعطائنا وأكلنا وشربنا وفي كل شيء منا ابتداء بالتوحيد والصلاة وانتهاء بأصغر شيء من أمورنا وبذلك نكون مسلمين حقا نسعى في إرضاء مولانا جل وعلا ونستجيب لندائه حيث يقول تعالى : (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) , وحيث يقول تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) . يا معشر المسلمات اتقين الله واخشين عذابه واحرصن على كسب مرضاته ونيل جنته في حياة لا نهاية لها ونعيم لا انقطاع له , يا معشر المسلمات إنه لا يصح شرعا ولا عقلا أن نتلقى من الله الصلاة والصوم ونتلقى من الغرب أو من الشرق اللباس والأزياء والموضات إن الذي أنزل قوله تعالى : (و مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار) وأنزل قوله تعالى : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) هو الذي أنزل قوله تعالى : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . والمقصود أن الذي تَعَبَدَ خلقه بالتوحيد والصلاة والصوم هو الذي تعبدهم بالحجاب والآداب في اللباس والأزياء وفي الأكل والشرب والنوم واليقظة حتى في آداب الخلاء والأكل والشرب وغير ذلك . يا معشر المسلمات إن الواجب على كل مسلمة أن تؤدي عبادة ربها امتثالا لقوله تعالى : (يَاأَيُّهَاالنَّاسُاعْبُدُوارَبَّكُمُالَّذِيخَلَقَكُمْوَالَّذِينَمِنْقَبْلِكُمْلَعَلَّكُمْتَتَّقُونَ, الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) . إن العبادة بمعناها الشامل أن توحد المرأة ربها وأن تصلي خمسها وأن تؤدي زكاة مالها وأن تصوم شهرها وأن تحج بيت ربها على نحو ما شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , وأن تتعامل مع والديها ومع زوجها وأولادها وذوي الأرحام من أهلها وجيرانها وسائر المسلمين بما شرع الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فحق الله على عباده التوحيد وأن يفرد بالعبادة من دعاء ورجاء ورغبة ورهبة واستعاذة واستعانة فمن دعا غيره عند النوائب أو لجأ إلى غيره عند الشدائد فقد أشرك به شركا أكبر موجبا للخلود في النار , قال تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار) , وفي حديث معاذ "أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال الله ورسوله أعلم , قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ..." الحديث . فإن فعلوا كان حقا عليه ألا يعذبهم ومن ترك الصلاة من ذكر أو أنثى ممن بلغ سن التكليف عامدا فقد كفر لما ثبت في ذلك من الأدلة كقوله صلى الله عليه وسلم "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" وهكذا سائر العبادات يجب على المسلم أن يؤديها لربه طائعا مختارا وأن يتعامل مع الناس على نحو ما شرع الله عبودية لله وأداء لما افترض واعترافا بالمعروف والجميل لأهله فحق الوالدين على الولد ذكرا كان أو أنثى أن يبرهما ويحسن إليهما لأن الله قرن حقهما بحقه فقال تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا, وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) . وحق الزوج هو الحق الثاني بعد حق الوالدين قال تعالى : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) فالواجب على الزوجة أن تطيع زوجها فيما لم يكن معصية لله وأن تقوم بخدمته وحفظ نفسها وبيته وتربية أولاده تربية صالحة وأن لا تؤذيه بلسانها وعصيانها فإن فعلت ذلك لم يكن بينها وبين الجنة إلا الموت وفي الحديث : " لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها " , وفي خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال : "واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح , ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " ا هـ . البداية والنهاية 5\152. أيتهن الأخوات المسلمات : إن الله لا يستحي من الحق وإن الواجب على الداعي إلى الله أن يحذر السامعين من أشد المعاصي خطرا على الفرد والمجتمع وإن من أخطر الغرائز على الشباب والشابات الشهوة الجنسية من أجل ذلك فقد حرم الله الزنا وحرم كل سبب يوصل إليه فقال : (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) . ذلك لأن فطرة الإنسان تختلف تماما عن فطرة الحيوان فالإنسان خلقه الله عاقلا وأراد منه أن يكون معروف النسب يعود إلى فصيلة وعشيرة وقبيلة ولا يكون كذلك إلا إذا كان التوالد بالطريقة الشرعية الصحيحة , أما التوالد بدون نظام فهو فطرة الحيوانات التي خلت عن المسؤولية , أما الإنسان فلا بد أن يكون له أب يكون مسؤولا عنه ومكلفا بالإنفاق عليه ومن أجل كون الزنا محرم حرم الله كل سبب يوصل إليه فحرم النظر المقصود فقال : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ, وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) وفي الحديث الصحيح : "العين تزني وزناها النظر" وفي الحديث أيضا "كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت من خشية الله وعين غضت عن محارم الله " . وفي حديث آخر فيه مقال : "إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم ومن تركه مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه" . ومن أجل ذلك حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلوة بالأجنبية فقال صلى الله عليه وسلم : "إياكم والدخول على النساء , قال رجل من الأنصار فالحمو يا رسول الله , قال الحمو الموت " أي أن خطر الحمو عظيم كخطر الموت وهذا ينافي ما عليه عادة كثير من الناس من التساهل في قريب الزوج كأخيه وعمه وابن أخيه وما أشبه ذلك لأنه يدخل ويخلو بزوجة قريبه من غير نكير أما الأجنبي فيستنكر والخلوة مؤكد خطرها إلا من سلم الله وفي الحديث "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" أخرجه في الترغيب 3\39 وسنده ضعيف . وفي الحديث الآخر :"لا تلجوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم" أخرجه الترمذي رقم 935 . وإذا كان الشيطان ثالثهما فالشر متوقع والمسلم لا يُسَلمُ أغلى ما يملكه وهم محارمه ولا يفرط في الأمانة التي ائتمنه الله عليها . ومن المناكر الشائعة في هذا الزمن خلوة صاحب البيت بالخادمة التي في بيته وخلوة السائق الأجير بأهل البيت الذين يستأجرونه وكم يترتب على هذا الوضع المشين المخالف للشريعة الإسلامية من مصائب ومناكر يندى لها الجبين ويغضب منها الله في سماه ولقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته" ومن أجل ذلك حرم الله عز وجل الإختلاط بين الرجال والنساء وجعل لكل منهما بيئة تميزه عن الجنس الآخر حتى في الصلاة التي هي آكد العبادات فجعل صفوف الصلاة هكذا أولا صفوف الرجال ثانيا صفوف الغلمان ثالثا صفوف النساء وجعل شر صفوف النساء أولها لقربه من الرجال وشر صفوف الرجال آخرها لقربه من النساء وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يتأخروا في الخروج من المسجد حتى ينفذ النساء وأمر النساء أن يمشين في حافات الطريق كي لا يحققن الطريق على الرجال فكانت المرأة تجنح عن الطريق حتى تلصق بالجدار . ومن أجل ذلك حرم الله على النساء أن يبدين زينتهن إلا للمحارم الذين ذكرهم الله في سورة النور فقال جل من قائل : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ.... ) إلى آخر الآية .
عدل سابقا من قبل أبو حارثة الأثري الجزائري في الأربعاء يوليو 30, 2008 3:59 pm عدل 1 مرات (السبب : مجرد تعديل)