انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


    بيان أنواع العلوم و المناهج المتبعة للوصول إلى الحقائق

    avatar
    زائر
    زائر


    بيان أنواع العلوم و المناهج المتبعة  للوصول إلى الحقائق Empty بيان أنواع العلوم و المناهج المتبعة للوصول إلى الحقائق

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء يونيو 18, 2008 6:08 pm

    (بيان أنواع العلوم و المناهج المتبعة للوصول إلى الحقائق )
    الواجب على كل باحث عن الحقيقة أن بخط إليها منهجا علميا لا يشوبه الظن و الوهم ، و أن يلتزم بالقواعد المسلوكة الموصلة إليها ، و اندفاع المسلم إلى ذلك مصحوبة بشعور منه بأن ذلك واجب شرعي عليه ، و لا سيما إذا كان فيما له تعلق بالآيات و الأحاديث ، و موضوع أي بحث إما أن يكون ( خبرا) منقولا ، أو ( دعوى ) مزعومة ، فالمنهج العلمي يقضي في (الخبر المنقول )بحصر تحقيق صحة نسبته إلى قائله ، و إزاحة ما يمكن أن يكون مثاراً للدخيلة و الاحتمال عنه ، فإن زال ذلك ، ترتب عليه حقيقة علمية معينة ، و أما مع وجود الاحتمال و الظن ، فإنه لا يرقى أن يكون حقيقة مسلمة أو مقبولة ن كما هو شأن المستدلين بما سبق التنويه عليه قريبا.
    و المنهج العلمي يقضي ـ أيضا ت فيما هو ( دعوى ) بالتوجه إلى ( نوع الدليل) الذي يناسبها ، فالدعاوى المتعلقة بطبائع الأشياء المادية و جو هرها تحتاج إلى دليل علمي تجريبي محسوس ، و الدعاوى المتعلقة بالمجردات؛ كالأرقام ن و النفس ، و المنطق ، و تحتاج إلى براهينها القانونية المسلمة، و الدعاوى المتعلقة بالحقوق و الأمور القضائية فيما يقع فيه خلاف بين المتنازعين لا ينفع معها إلا البينات و الحجج المتفق على ضرورة ارتباطها معها ، و هكذا لا تصبح الدعاوى حقائق علمية ثابتة إلا بعد أن يقترن بها الدليل الذي يناسبها ن فالدليل في غير هذا الحال ليس له أية قيمة علمية .
    و رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ فإنه قال في كتابه (( الاستغاثة و الرد على البكري )) (2/228-629) بعد كلام : (( و العلم شيئان : إما نقل مصدق، و ما سوى ذلك فهذيان مزوق ،و كثير من كلام هؤلاء هو من هذا القسم ، من الهذيان / فما يوجد منه من نقل فمنه ما لا يتميز صحيحه عن فاسده، و فيه ما لا ينقله على وجهه ن و منه ما يضعه في غير موضعه ، و أما بحثه و استدلاله على المطلوب عمن العجائب، فلا يتحقق جنس الأدلة حتى يتميز بين ما يدل و ما لا يدل ن و لا مراتب الأدلة حتى يقدم الراجح على المرجوح إذا تعارض دليلان ))، و قال : (( و قد قيل :( إنما يفسد الناس نصف متكلم ن و نصف فقيه ، و نصف نحوي ، و نصف طبيب ، هذا يفسد الأبدان ، و هذا يفسد البلدان ، و هذا يفسد اللسان ، و هذا يفسد الأبدان ) ، و لا سيما إذا خاض في مسألة لم يسبق لها عالم و لا معه فيها نقل عن أحد ، و لا هي من مسائل النزاع بين العلماء فيختار أحد القولين ، بل هجم فيها على ما يخالف دين الرسول المعلوم بالضرورة عن رسول الله عليه السلام )).
    و بناء عليه ؛ فإذا ربط الحديث بأحداث على طريقة لا انسجام بينهما ن و لا تعلق للدليل بالحادثة أو القضية المبحوثة إلا الاحتمال و الظن رجم بالغيب ، ولعب على العقول ، و خروج عن المنهج العلمي الصحيح ، و هذا الذي نقله بكل طمأنينة عن الأبحاث و النشرات و الكتب التي فيها إثارة و لف نظر من خلال عناوين براقة جذابة تصادف رغبة مركزة في النفس لاستشراف شيء من الغيب بمعرفة ما سيحصل ، و لا سيما عند حصول الآلام و النكبات و الأزمات بمستقبل بلد أو شعب ما.
    و ما لم نحرص على المنهج العلمي الذي نوّهنا به سابقا ؛ فإننا سنبقى في تخبُّط ، و نعِّرض نصوص الوحي إلى التكذيب ، أو الاستهزاء ، أو الانتقاص ، أو التغير و التبديل .
    التهذيب الحسن لكتاب العراق في أحادث و أثار الفتن
    لشيخ أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان (ــــ صـ 323)

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 6:31 am