(الذين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم .... و أصنااافهم )
قال تقي الدين الهلالي ـرحمه الله ـ [ فـــائدة : الذين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم في هذا الزمان أصناااف :
· أولهم : المرتدون الذين كفروا بالله تقليدا لدعاية كاذبة خاطئة ، و هذه الدعاية شائعة في البلدان التي كان أهلها متمسكين بالإسلام في أزمنة غابرة في آسيا و إفريقيا ، و حاصلها ك إن الإسلام إن كان صالحا في الزمن الماضي لترفيه الشعوب و أخذ نصيبا في القوة المادية ، و تحصيل المعيشة السعيدة و السيادة الكاملة ، فإنه في هذا الزمان لا يتفق مع الأخذ بالأسباب الحضارة و الرقى ، فكل أمة تمسكت به تبقى متأخرة تسير إلى الوراء ، و لا تكاد تدرك شيئا من الحضارة العصرية .
فإذا قيل لهم : ما دليلكم على هذا ؟
يزعمون أن الأوربيين تركوا دينهم و تقدموا ، فلا يمكن أن نتقدم إلا إذا سلكنا سبيلهم .
فنقول لهم : أولا ـ نحن لا نسلم أبداً أن الأوربيين تركوا دينهم ، فإنهم لا يزالون متمسكين به ، و لا نكلفكم على أن تذهبوا إلى بلادكم لتعلموا أنكم كاذبون ، بل نرشدكم إلى أدلة بلادكم ، فعدوا الإرساليات و الكنائس التي في بلادكم ، و ما أسسوا من الوسائل الطبية و التعليمية ، و لكنكم تكذبون و تغالطون و تقلدون ثم أنضروا إلى الحرب القائمة في ايرلندا بين الكاثولكين و البروستنانيبن منذ سنتين و لا سبب لها إلا الاختلاف في الدين ـ على أن دينهم و إن كان لا يصلح للحضارة ، فإن ديننا ليس كدينهم و العالم يشهد بعظمة الحضارة التي أسسها المسلمون في العصور التي كان الإسلام قويا عزيزا، و حسبكم أن الإسلام في أواخر زمانه تصارع مع الصليب في الحروب الصليبية مدة مائة و تسعين سنة فانهزم الصليبيون أمامه في كثرة عددهم و عُـدَدهم.
و سيقول المقلدون لأعداء الإسلام: هذا بكاء على الأطلال ، ارونا ما صنع الإسلام في هذا الزمان ، أقول لهم كما قلت من قبل :* أوجدوا لي إسلاماُ، أعطكم كل ما تريدون من قوة و عظمة و تقدم في جميع الميادين * . فهل تريدون من المسلمين أن يقوموا من قبورهم ليدافعوا عنكم و يبينوا لكم حضارة جديدة ، و قد جربتم الكفر التقليدي مئات السنين ن فجربوا الإسلام سنة واحدة إن كنتم صادقين.
· و ثانيها: المدعون للإسلام بألسنتهم مع عدم تطبيقه لا عقيدة و لا عبادة و لا حكما فهؤلاء، يدعون الإسلام و الأقوال المجردة.
و الدَعَـاوَي مَا لـَمْ يُقـِيمُوا عَلـَيهْـَا **** بَـيِّـنـَاتٌ أَبـْنَاؤُهـَا أَدْعِــيـَاءُ
· ثالثهم :الأعداء الخارجون ، و هم متعصبون من النصارى في أوربة و أمريكة ، و المتعصبون من الوثنيين في الهند و غيرها من الأمم الوثنية ، و نحن نسمع المذابح التي تجري على المسلمين في أنحاء الهند و في فليبيين و في أثيريا.
· رابعهم : علماء سوء ، الذين باعوا دينهم و لم يدركوا الدنيا ، و هذه الأصناف تبذل جهودها لإطفاء ما بقي من نور الإسلام ن و ليس بملوم ، لأنه قد أسعد من تمسك به و خلف كنوز عظيمة من الآثار و العلم و المعرفة التي لا يجحدها ، الذين باعوا دينهم و لم يدركوا الدنيا ، و هذه الأصناف تبذل جهودها لإطفاء ما بقي من نور الإسلام ن و ليس بملوم ، لأنه قد أسعد من تمسك به و خلف كنوز عظيمة من الآثار و العلم و المعرفة التي لا يجحدها لا من يجحد الشمس في يوم الصحو و مضى حميداً
تِـلـْكَ أَثـَارُنـَا تـَدُلُ عَلَيـْـــنَا **** فَانـْظُرُوا بَعْدَنَا إلَىَ الآثـَارِ ]
( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ـ لتقي الدين الهلالي رحمه الله ـ الجزء 2/130)