انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


2 مشترك

    قال العلامة ربيع بن هادي( من يتحدث عن الفرق على خلاف منهج اهل الحديث في الجرح ..

    أبو عبيدة الأثري
    أبو عبيدة الأثري
    مدير


    عدد الرسائل : 642
    الرتبة : قال العلامة ربيع بن هادي( من يتحدث عن الفرق على خلاف منهج اهل الحديث في الجرح .. Ytyhyig4
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 109
    تاريخ التسجيل : 23/05/2008

    قال العلامة ربيع بن هادي( من يتحدث عن الفرق على خلاف منهج اهل الحديث في الجرح .. Empty قال العلامة ربيع بن هادي( من يتحدث عن الفرق على خلاف منهج اهل الحديث في الجرح ..

    مُساهمة من طرف أبو عبيدة الأثري الثلاثاء يونيو 10, 2008 4:53 pm

    قال العلاّمة المحدث ربيع بن هادي: (من يتحدث عن الفِرقِ على خِلاف منهج أهل الحديث في الجرح والتعديل لا بد أن يتحدث بحكم الظن والهوى، لأنه لا منهج لديه يُثبت به ما يدين به هذه الفرقة أو تلك، وينفي عنها ما ليس من مذهبها). نقلا من نصيحته حفظه الله إلى فالح.

    بسم الله الرحمن الرحيم.
    إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون].
    [يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا].
    [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا].
    أما بعد:
    فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمد، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.
    لقد منّ الله تعالى علينا بإلقاء دورة علمية مدتها أربعة أيام في ولاية باتنة شرق الجزائر، وكانت بعونه الله الرحيم ثم بجهود الطلاب المنضمين وإخوانهم أهل الحديث نافعة ومثمرة، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص والموافقة.
    ومن خلال أسئلة الطلاب لمست أن بعضهم يجهل منهج أهل الحديث والأثر في نقد الفرق والرجال،، وهذه الخلل يظهر جليا عندما نجد بعض طلاب العلم المشار إليهم بالبنان يسلكون منهجا محدثا في نقد إخوانهم، وينطلقون من نقاط لم تكن ولن تكن إن شاء الله علمات فواصل بين الحق والباطل، ويقدحون غفر الله لهم في إخوانهم أهل السنة دون جرح ظاهر أو علة، ولا يفرقون لجهلهم بمنهج أهل الحديث في باب النقد بين النصيحة التي يجب أن تسود أصحاب المنهج الواحد، وبين التحذير من المخالفين للحق، والمعادين لنصوصه، وأحيانا يبهرجون بعض مشايخ أهل الحديث بكلمات مجملة لا زمام لها ولا خطام، كقولهم: فلان عليه ملاحظات! ونحن نناصحه، وغيرها من العبارات الجوفاء والخرقاء الخالية من الصدق والعلم.
    إن المندفعين في نقد إخوانهم من أهل الحديث انطلاقا من النقاط السابقة، ونقاط أخرى ناجمة عن نقص في تزكية النفس وتطهيرها من بعض الأمراض كالحسد أفرز ظنونا وهوى في الساحة الدعوية، وأنتج جيلا يلغ بلسانه في كل شيء، ولا يحترم أهل الحديث، ولا يدب عن عرضهم؛ بل نجده يتعاون مع المبتدعة كالإخوان المفلسين للطعن في أصحاب الحديث والإزراء بدعوتهم.
    إنّ كلمة العلامة ربيع بن هادي حفظه الله المتينة والأمينة حفزتني لطرح هذه المادة موجزة بين يدي القراء الكرام، نصحاّ لبعض الدعاة الذين أرخوا آذانهم لكل ناعق، وأرخوا الوكاء لألسنتهم الحادة طعنا في إخوانهم من أهل الحديث عسى ربي أن يوفقنا لتصحيح الوضع أو وضع لبنة الإصلاح.
    إنّ منهج أهل الحديث الأبرار مبني على مرعاةُ حالة المتلقي عند بثّ العلم، وتأسيس أصول التربية، وإصلاح ما أفساد الناس، ونقد المخالف أو نصحه؛ فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه (برقم 127)؛ عن عبيد الله بن موسى، عن معروف بن خرَّبوذ، عن أبي الطُّفيل، عن علي رضي الله عنه أنه قال: (حدَّثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذَّبَ الله ورسوله).
    وأخرج الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (باب: النهي عن الحديث بكل ما سمع، برقم: 14)؛ قال: حدثني أبو طاهر، وحرملة بن يحي، قالا: أخبرنا بن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن مسعود قال: (ما أنت بمحدِّثٍ قوما حديثا لا تبلغه عقولُهم إلاّ كان لبعضهم فتنةً).
    قال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/424 ط: سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم): (وممن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج، ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب، ومن قبلهم أبو هريرة كما تقدم عنه في الجرابين، وأن المراد ما يقع من الفتن، ونحوه عن حذيفة، وعن الحسن أنّه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنيين، لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمد من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي)، ثم ذكر الحافظ ضابطا مهما يشرح كلامه السابق ويوضح معناه: (وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة، وظاهره في الأصل غير مراد، فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب، والله أعلم).
    إن علمَ الجرح والتعديل، أو ما يسمى بعلم نقد الرجال والطوائف، علمُ الخاصة لا يدركه إلا من كان عالما بالشّرع، وعالما بمقالة القوم، وخبيرا بالأصول السلفية الطاهرة، وبصيرا بالمقالة التي تخرج الرجل من دائرة أهل السنة إلى حفرة أهل الأهواء.
    قال البربهاري في جزئه: (ومن عرف ما ترك أصحاب البدع من السنة، وما فارقوا فيه فتمسك به، فهو صاحب سنة وصاحب جماعة، وحقيق أن يتبع وأن يعان، وأن يحفظ، وهو ممن أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم).
    وحين خاض في علم الجرح والتعديل، أو (فقه نقد الطوائف والرجال) طلابٌ عنده جهل بمنهج أهل الحديث في النقد، وإن كان عندهم حرقة للمنهج السلفي، ولكنهم لم يتربوا على أعين أهل السنة، ولم يحرق البن صدورهم وهم يطلبون العلم، كان الخوض لغوالي هذا الفن لبعضهم فتنة، وقد أحسن أبو داود التصرف حين لم يعرج على كل مسألة أو علة في الحديث فقال رحمه الله كما في رسالته إلى أهل مكة يصف فيها سننه: (وربما أتوقف عن مثل هذه لأنه ضرر على العامة أن يكشف لهم كل ما كان من هذا الباب فيما مضى من عيوب الحديث، لأن العامة يقصر عن مثل هذا).
    وصدق أبو محمد الحسن بن علي البربهاري(329هـ) حين قال: (واعلم أنه لم تجئ بدعة قط إلا من الهمج الرّعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح).
    إن التعمق في المسائل، وولوج باب الإلزامات أمر خطير، فالسلف رحمهم الله كانوا ينهون عن الإغراق في الدقائق، والتفريط في الأمر المهم:
    قال أبو جعفر القطيعي كما في طبقات الحنابلة: ( سألت أبا عبد الله عن الوضوء بماء النورة؟ فقال: ما أحب ذلك، قلت: أتوضأ بماء الباقلاء؟ قال: ما أحب ذلك، قلت: أتوضأ بماء الورد؟ قال: ما أحب ذلك، قال: فقمت فتعلق في ثوبي ثم قال: إيش تقول إذا دخلت المسجد؟ فسكت، قال: وإيش تقول إذا خرجت من المسجد؟ فسكت، قال: اذهب فتعلم هذا).
    وقال المروذي كما في الأداب الشرعية لابن مفلح: قال أبو عبد الله: (سألني رجل مرة عن يأجوج ومأجوج أمسلمون هم؟ فقلت له: أحكمت العلم حتى تسأل عن ذا؟).
    وكنت أحضر مجالس شيخي الشيخ الفاضل ربيع بن هادي في بيته بعوالي المدينة النبوية، فكان حفظه الله يسأل عن بعض المسائل والرجال فيجيب أحيانا، ومرات يعرض عن الإجابة، ومرة يحيل السائل على الشيخ ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين، والحكمة في هذا أنه حفظه الله كان يتفرس في السائل، فإذا أدرك أنه وعاء للعلم أجابه، وإن أحس أنه غر لا يفقه من العلم شيئا وخشي عليه من عدم فهم الجواب أعرض عنه وأرشده إلى ما يصلح له، وإن كان يريد التشويش بالمسألة على الأقران أحاله على ملئ حتى يقطع شوهته.
    وهذا حال بعض طلبة العلم فإننا نعاني منهم الأمرّين، فقد تشابه عليهم الأمر، وصاروا كل من لا يوافقهم إلى ظاهر ما توصلوا إليه من الأحكام يعدونه مميعا، وصاحب فتنة، ومبتدعا، ومتوليا يوم الزحف، وعليه ملاحظات، وغيرها من العبارات الجائرة، حتى ولو كان المخالف لظاهر استنباطهم من خيرة طلاب العلم فقها وأدبا وسلوكا وعلما، وفي المقابل نجد هذا الصنف من الدعاة يفرغ وابل الألقاب، وأسمى التبريكات على من سايرهم على اعوجاجهم، وناصرهم على باطلهم ولو كان من فسلاء القوم، وأرذلهم، ومن صغار طلبة العلم أو من أجهلهم.
    وإذا قام بعض الحريصين على سلامة منهج أهل الحديث من الإحداث بتصحيح مسار هذا الصنف، أوانتقد صنيعهم بالحق، قام وأرسل بعض الشباب إلى شبكات الانترنيت لإثارة الشغب، والتعريض بأهل الحديث بأسلوب ساخر مقزز يتنزه عنه عامة الناس، مصطحبين معهم جزء البربهاري ونشروا بعض فصوله في ذم أهل البدع والتحذير منهم، منزلين مقالة البربهاري رحمه الله على من عارضهم جزافا وبعمية عارمة والله المستعان.
    فأقول لهم كلام الحسن بن علي البربهاري صحيح، والعيب جاء من القياس والإسقاط، فهل الذي أنزلتم عليه كلام البربهاري يعد من أهل البدع؟ بل من أشرهم على ميزانهم المحدث؟
    وأنا لا أقول لبعض طلابنا لا تردوا على المبتدع الذي رسم معالم أصوله أهل السنة الأفذاذ، ولا تحذروا من بدعته القبيحة، فإن هذا الكلام لا يقوله سلفي، ولكن أقول لهم حددوا المبتدع وبدعته، وخطره على الأمة، ولكل داء دواء، وعرِّفوا الجاهل بخطورة المبتدع على دينه ودنياه كما قال البربهاري: (وإذا رأيت الرجل جالس مع رجل من أهل الأهواء فحذّره وعرفه، فإن جالس معه بعد ما علم فاتقيه، فإنه صاحب هوى)، وهذا كله يحدث بالعلم النافع والعمل الصالح، وسهر الليالي مع التفسير وكتب السنة، ومصنفات أئمة الإسلام، وتوزيع أشرطة العلماء التي فيها التحذير من البدع بأنواعها، فإن أصر المخالف على مؤانسة أهل البدع من الصوفية والخوارج والرافضة يرفع أمره إلى أهل العلم ومن بابهم تأتي الأحكام.
    ثم على اللبيب الفطن أن يركز السهام على محاربة البدع التي انتشرت في مجتمعه وخفي أمرها على الناس، فنحن نعيش في مجتمع يغلب عليه التصوف وفكر الخوارج مع ذلك أجد هذا الباب مقفرا من المراجع الصوتية للعلماء فلست أدري لماذا؟! وفي المقابل أجد سهاما حادة وجهت لبعض إخواننا من أهل السنة ضعفوا في مسألة، أو لم يحسنوا التصرف في أخرى لأسباب عديدة، مع مناصرتهم للمنهج السلفي ووقوفهم مع العلماء في الحق، ويرون كما قال الإمام أحمد (قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدع من الزهاد حفرة، فساق أهل السنة أولياء الله، وزهاد أهل البدعة أعداء الله)، فعمل بعض الدعاة الخالي من علم أهل الحديث زاد الصف السلفي وهنا، وقوى جانب أهل البدع والعياذ بالله.

    قال العلامة ربيع حاملة راية الجرح والتعديل في العصر الحديث: (إن إصدار الأحكام على أشخاص ينتمون إلى المنهج السلفي وأصواتهم تدوي بأنهم هم السلفيون بدون بيان أسباب وبدون حجج وبراهين قد سبب أضراراً عظيمة وفرقة كبيرة في كل البلدان فيجب إطفاء هذه الفتن بإبراز الحجج والبراهين التي تبين للناس وتقنعهم بأحقية تلك الأحكام وصوابها أو الاعتذار عن هذه الأحكام) انظر نصيحة إلى فالح.
    وقال أطال الله عمره في الطاعة والعبادة: (فعلى من يتصدى لنقد البدع وأهلها أن يسلك طريق الكتاب والسنة ويسلك مسلك السلف الصالح في الدقة في النقد والجرح وفي إقامة الحجج والبراهين لبيان ما عليه هو من حق وما عليه من ينتقدهم من الفرق والأحزاب والأفراد والمخطئين من ضلال وباطل أوخطأ).
    وقال ابن تيمية في منهاج السنة (1/66): (والمقصود هنا أن العلماء كلهم متفقون على أن الكذب في الرافضة أظهر منه في سائر طوائف أهل القبلة، ومن تأمل كتب الجرح والتعديل المصنفة في أسماء الرواة والنقلة وأحوالهم – مثل كتب يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم الرازي، والنسائي، وأبي حاتم بن حبان، وأبي أحمد بن عدي، والدارقطني، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي، ويعقوب بن سفيان الفسوى، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، والعقيلي، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، والحاكم النيسابوري، والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأمثال هؤلاء الذين هم جهابذةٌ ونُقَّادٌ، وأهلُ معرفةٍ بأحوال الإسناد – رأى المعروف عندهم بالكذب في الشيعة أكثر منهم في جميع الطوائف).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- خلال كلامه عن الفرق والحديث عنها وتحريم القول على الله بغير علم : (..وأيضاً فكثير من الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى، فيجعل طائفته والمنتسبة إلى متبوعه الموالية له هم أهل السنة والجماعة، ويجعل من خالفها أهل البدع، وهذا ضلال مبين، فإنّ أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، وليست هذه المنـزلة لغيره من الأئمة، بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مَنْ أحبه ووافقه كان من أهل السنّة والجماعة، ومَن خالفه كان من أهل البدع والفرقة، -كما يوجد ذلك في الطوائف من أتباع أئمة في الكلام في الدين وغيره- كان من أهل البدع والضلال والتفرق.
    وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهلُ الحديث والسنة، الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها، واتباعا لها: تصديقا وعملا وحبا ومولاة لمن والاها ومعادة لمن عاداها، الذين يردون المقالات المجملة إلى ما جاء به الكتاب والحكمة؛ فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم، وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول، بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والسنة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه).
    وقال ابن تيمية رحمه الله في رده على الأخنائي (ص193 ط: دار الفتح الشارقة): (وكان ينبغي له أن يحكي لفظ المجيب بعينه، ويبين ما فيه من فساد، وإن ذكر معناه فيسلك طريق الهدى والسداد، فأما أن يذكر عنه ما ليس فيه، ولا يذكر ما فيه، فهذا خروج عن الصدق والعدل إلى الكذب والظلم).
    وقال أبو العرب في طباقات علماء إفريقيا وتونس (ص110): «وحدثني جبلة بن حمود قال: وأخبرنا يعني سُحنون، أنه نظر في رسالة مالك إلى بن فرّوخ، وكان ابن فرّوخ قد كتب إليه يخبره أن بلدنا كثير البدع، وأنه ألف لهم كلاما[وفي نسخة:كتابا] في الردّ عليهم، فكتب إليه -الإمام- مالك يقول له: إنك إن ظننت ذلك بنفسك خفت أن تزل فتهلك أو نحو ذلك، لا يرد عليهم إلا من كان عالما ضابطا عارفا بما يقول لهم، لا يقدرون أن يعرجوا عليه، فهذا لا بأس به، وأما غير ذلك فإني أخاف أن يكلمهم فيخطئ يمضوا على خطئه، أو يظفروا منه بشيء فيطغوا ويزدادوا تماديا على ذلك».
    لقد اشترط الإمام مالك للردّ على المخالفين من أهل الأهواء والبدع عدّة قوية لكسر شوكتهم، ونقض شبههم، لقوله جلّ وعلا: [وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم وءاخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم].
    والعدة القوية لقهر المخالف وبيان زيف منهجه الفاسد؛ هي العلم النافع والعمل الصالح، والضبط التام، والمعرفة الكاملة بأقوال المخالف للحق؛ فمن كان مقفرا من هذه الأصول كحال بعض إخواننا من طلبة العلم، ثم تصدى للرد على المخالف، أو لنصح إخوانه من أهل الحديث؛ فإنه يزيدهم تماديا في الباطل، ويمدّ في عمر الحرب القائمة على المخالف فيسقط بسببها أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل كما نلاحظ ونلمس.
    إن مقارعة أهل البدع جهاد كما قال السلف، وقد قال يحي بن يحي: (الذب عن السنة أفضل من الجهاد)، فإذا شارك في هذا العمل المبارك أهل التنطع والغلو، والجهال؛ فإنهم يزيدون أهل الباطل تعنتا وجبروتا، وأهل السنة الخلص خبالا وضعفا بسبب قواعدهم الباطلة وتصرفاتهم الحمقاء.
    قال الله تعالى في نظير الغلاة: [لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلاّ خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم والله عليم بالظالمين].
    قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (ثم بيّن تعالى وجه كراهيته لخروجهم مع المؤمنين فقال: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) لأنهم جبناء مخذولون، (ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة) أي: ولأسرعوا السير بينكم بالنميمة والبغضاء والفتنة، (وفيكم سمّاعون لهم)، أي: مطعون لهم، ومستحسنون لحديثهم وكلامهم، يستنصحونهم وإن كانوا لا يعلمون حالهم، فيؤدي هذا إلى وقوع شر بين المؤمنين، وفساد كبير)اهـ.
    وهكذا الحال والله المستعان، فإن بعض الدعاة الجهال بمنهج أهل الحديث في باب النقد قد بثوا في صفوف السلفيين الخلص النميمة والبغضاء والفتنة، والقيل والقال.
    أخرج الخطيب في الكفاية (1/435) بإسناد لا بأس به من طريق سليمان بن أحمد الدمشقي، قال: لعبد الرحمن بن مهدي: (أكتب عمن يغلط في عشرة؟ قال نعم، قيل له يغلط في عشرين؟ قال نعم، قلت فثلاثين؟ قال: نعم، قلت فخمسين؟ قال: نعم).
    وأخرج الخطيب في الكفاية (1/429) بإسناد صحيح من طريق الحسين بن منصور، قال: (سُئل أحمد بن حنبل عمن نكتب العلم؟ فقال عن الناس كلهم؛ إلا عن ثلاثة: صاحب هوى يدعو إليه، أو كذاب، فإنه لا يكتب عنه قليل ولا كثير، أو عن رجل يغلط، فيرد عليه فلا يقبل).
    وأخرج الخطيب (1/431) بإسناد لا بأس به من طريق عبد الرحمن بن مهدي قال: كنا عند شعبة فسئل يا أبا بسطام حديث من يترك؟
    فقال: من يكذب في الحديث، و من يكثر الغلط، ومن يخطئ في حديث مجتمع عليه فيقيم على غلطه فلا يرجع، ومن روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون، وليس يكفيه في الرجوع أن يمسك عن رواية ذلك الحديث في المستقبل حسب، بل يجب عليه أن يظهر للناس أنه كان قد أخطأ فيه وقد رجع عنه).

    قال حمزة بن يوسف السهمي: سألت أبا الحسن الدارقطني عمن يكون كثير الخطأ؟
    قال: إن نبهوه عليه ورجع عنه فلا يسقط، وإن لم يرجع سقط ) الكفاية للخطيب.

    وللحديث بقية........
    وكتبه أبو عبد الباري عبد الحميد العربي حفظه الله
    منقول من سحاب
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    أبو حارثة الأثري الجزائري
    المشرف العام


    ذكر عدد الرسائل : 411
    الرتبة : قال العلامة ربيع بن هادي( من يتحدث عن الفرق على خلاف منهج اهل الحديث في الجرح .. Mouchr10
    السٌّمعَة : 1
    نقاط : 5
    تاريخ التسجيل : 24/05/2008

    قال العلامة ربيع بن هادي( من يتحدث عن الفرق على خلاف منهج اهل الحديث في الجرح .. Empty رد: قال العلامة ربيع بن هادي( من يتحدث عن الفرق على خلاف منهج اهل الحديث في الجرح ..

    مُساهمة من طرف أبو حارثة الأثري الجزائري الخميس يونيو 12, 2008 2:59 pm

    سلام عليكم
    بارك الله فيكم على هاته المشاركة الطيبة النافعة و جزاكم الله خيرا

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 6:17 am