انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى قائم على منهج السلف الصالح في فهم النصوص الشرعية


    تحقيقُ الرِّسالة ودفعُ الحَمَالَة

    avatar
    زائر
    زائر


    تحقيقُ الرِّسالة ودفعُ الحَمَالَة Empty تحقيقُ الرِّسالة ودفعُ الحَمَالَة

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء يونيو 04, 2008 4:59 am

    <hr align=center width="100%" color=white noShade SIZE=1>
    تحقيقُ الرِّسالة ودفعُ الحَمَالَة

    بقلم : سعيد إدريس




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
    فقد اطلعت على ما كتب الأخ (سعد الزعتري) -وفقه الله- لما يحبه ويرضاه رداً على رسالة لي عبر الجوال ( sms) كنت قد أرسلتها للشيخ هشام –حفظه الله- ولعدد من الإخوة والأصحاب فيها تبشير بعودة الشيخ محمد حسان عن بعض الأخطاء التي وقع فيها .
    فوجدت أن كلامه وفقه الله ( حُمِلَ ) على غير ما أريد من هذه الرسالة ( وحمَّلها ) أكثر مما (تحتمل) ، ذلك أن الرسالة وهذا نصها :


    (
    أبشركم : حدثني الشيخ علي أن الشيخ محمد حسان قبل أيام حدثه : أنه حذف النقولات التي كانت في كتبه لسيد قطب ، وقال للشيخ علي : إني أرى في سيد قطب ما ترى ، وقاطع محمد حسان قناة الناس لأنهم رفضوا طلبه بعدم السماح لعمرو خالد بالتدريس فيها ، وهناك أشياء أخرى ، ويقول محمد حسان : أي ملاحظات لكم عندنا فإنا نقبل ).


    ومعلوم أن هذه رسالة عبر الجوال لها خصوصيتها من حيث : ( القِصَر والاختصار ، فليس فيها تعليق ولا مدح ولا تقرير ) ، وما هي إلا خبر طيب سمعته ، وبين الخواص أذعته ، فلا يَحْسُنُ أن يكون عليها ردود واستلزامات ، و(حَمْلُها) على أوجه ما خطرت على بال ولا سنحت في خيال ، دون الرجوع إلى أحد من أطرافها ، أو مرسلها للاستيضاح والاستفصال .

    أوردها سعد وسعد مشتمل...... ما هكذا ياسعد تورد الإبل



    ذكر الأخ سعد أنه وصلته رسالة مفادها العناصر الثلاثة الآنفة الذكر ، وذكرها ، وسمى رده : ( رد الشبهة المنقولة عن صاحب التوبة المزعومة ) ، فأقول : هل ورد في رسالتي كلمة ( توبة ) حتى يكون من بَعْدُ تَطَلُبٌ لشروطها وتمامها ، وتسمى : ( توبة مزعومة ).


    ذكر هذه الأمور الشيخ محمد حسان بلسانه من حذف نقولات له في كتبه من كتب سيد قطب في طبعات جديدة، وقال للشيخ علي الحلبي عندما قرأ كتابه :" حق كلمة الإمام الألباني في سيد قطب ونقد أحواله ، ونقض أقواله " : كنت وأنا أقرأ أشعر بأنك تكتب عني.


    ألا يحق لنا أن نستبشر بأن جهود علمائنا الألباني وابن باز والعثيمين -رحمهم الله- والشيخ ربيع والشيخ علي الحلبي –حفظهما الله- في بيان أحوال سيد قطب وضلالاته قد أثمرت وبدأت تؤتي أكلها في هذا الرجل ؟


    ألا يحق لنا أن نستبشر ببداية هذه ( التوبة الجزئية ) ولعلها تكون أكثر من هذه المسائل؟! ونأمل أن تصبح ( كلية وعلنية ) وقد بدأ يترجمها عملياً بأن حذف الأقوال المنقولة عن سيد قطب ، وأصبح يُضلله ، وقال لصاحب قناة الناس : لا تسمح لعمرو خالد بالتدريس في قناتك لأنه ( يُضَلِلُ الناس ). فلما رفض ، قاطع القناة .




    أليست هذه بداية طيبة تدل على تحسن وخير، وتجعل الرجاء فيه أكبر أن يلحق هذه المسائل بغيرها مما انتقد عليه .


    ثم إنه- وهذا الأهم- أصبح له توجهات نحو العلماء السلفيين ومنهم مشايخنا في الأردن، يتلطف معهم ويتأثر بهم وبنصحهم ويستجيب بفضل الله ، ويطلب إبداء الملحوظات عليه بنفسه ، وهذا باب عظيم منه يُدْخَلُ إلى المسائل الأخرى ، وقد فهمت من الشيخ علي الحلبي -حفظه الله- أنه سيَجْمََع المسائل الأخرى عند الشيخ محمد حسان ليناصحه بها ، فهل هذا تمييع وترقيع !!!؟؟؟


    أقول وأقول وأقول : إن هذه ( بداية خير ، وبداية بشرى ) وعودة إلى حق وليست (نهاية حال ، ونهاية توبة) حتى يطالب بكل شروطها ولوازمها في لحظة واحدة ، فإن وجدت وإلا ردت البشرى ، وليس المقصود من هذه الرسالة أن نقول لكم : خذوا محمد حسان إماماً أوْحَداً ، أو أنه تاب توبة شاملة فاقبلوا توبته .


    ألايحق لنا أن نفرح ببداية توبة رجل مؤثر سحب البساط من تحت أرجل ضلال يدعون إلى الشركيات والبدع والخرافت التي هي أخطر من أخطاء وزلات محمد حسان مثل الجفري وغيره، ونفرح بما يُفْرِحُ الله -عز وجل- ، والله أشد فرحاً بتوبة التائبين ؟


    ألايحق لنا أن نستبشر وندعو الله أن يزيده من توفيقه وهداه ، ويؤيد به الإسلام ويعُزَه به وبأمثاله ؟ ألم يدعو نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه بأن ( يُعِزَ الإسلام بأحد العمرين ) ؛ لعظيم صفاتٍ فيهما .


    فقد كان في عمر بن الخطاب صفاتُ الرجولة والعقل والعلم و قوة البدن والشخصية والرأي والبصيرة ، ما لم يكن في آلافٍ من الرجال المسلمين غيره فدعا له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واستبشر به المسلمون .


    وهذا محمد حسان فيه صفات وعنده قدرات عظيمة ينفع بها الإسلام والمسلمين إذا ترك المؤاخذات التي عليه .
    وقد وفقه الله إلى مخاطبة الملايين من الناس عبر وسائل كبيرة مؤثرة ، وفتح له أبواب البلاد وقلوب العباد .


    وله (عدد) من الكتب المفيدة التي تتميز بالسهولة والوضوح والجمع الطيب ، مما جعلها في متناول الجميع ، وتنتشر الآن بسرعة وأعداد كبيرة في العالم كله لمن يعرف ذلك!


    ولكن إن لم يرجع إلى الحق وخاصة في الأصول ، ويصلح ، ويبين ، فلا نعبأ بأسلوبه ولا نقيم وزناً لوعظه ، ونتجاوز عنه وعن جهده ، والحق وأهله أحب إلينا من كل شيء .


    ومن بيان تأثير الشيخ محمد حسان الكبير الذي مَن ينكره ينكر واضح المشاهدات وجِرْمَ المحسوسات ما قاله أحد رؤوس الإخوان في مصر : ( ده ابن ... [وشتمه] محمد حسان ده في سنتين خلى كل الناس سلفيين ، واحنا بآلنا ستين سنة بنشتغل ما اعملناش إلِّي هو عمله ) ، وكما يقال : ( والفضل ما شهدت به الأعداء ) .


    ثم إن محمد حسان أصلُ علمه ودعوته سلفية ، وها هو بدأ يتراجع عما وقع فيه من مسائل غير سلفية ، فهذا أدعى لأن يُصْبَرَ عليه ، وأدعى للتواصي معه بالحق والصبر وبالمرحمة .


    ونحن إذ نستبشر ببدايات رجوع مسلم - أياً كان – عن الأخطاء التي وقع فيها ؛ فإنما ذلك لرحمتنا بالمسلمين وليننا معهم ما بقي لنا أمل في رجعوعهم إلى الحق ، فإذا فقدنا ذلك الأمل قدمنا مصلحة التحذير من أخطائه على الحرص على توبته ؛ لأن الحرص على بيان الحق وحمايته أولى من الحرص على شخص بعينه ، وما ذلك منا إلا عملاً بما أمر الله به موسى –عليه السلام– من اللين مع فرعون في دعوته له بداية ، ثم بعد أن انقطع كل رجاء من توبة فرعون واستُنْفِذَت كل الطرق والوسائل لذلك ؛ أغلظ له القول ، وانتهى الأمر إلى ما تعلمون ، وهذا مع المسلمين أولى منه مع الكافرين ، لا كما يفعله البعض من تقديم الشدة على اللين ، ولا الأخذ باللين مطلقا ولو على حساب حفظ الشريعة والنصح لها ، وهذا الذي نعلمه من منهج الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- حيث كان يناصح المخطئ سنوات كثيرة قبل أن يتكلم فيه ما دام يرجو رجوعه إلى الحق ، وما المانع أن يكون هناك جولات من مشايخٍ لنصح إنسان معين إذا رأوا قرائن قبولٍ وهدايةٍ عنده ، أيكون هذا لهم أم عليهم ؟! والمسألة في مثل هذا اجتهادية

    .
    وبعد : هذا ما اضطررت لكتابته وبيان حقيقته بأسلوب هاديء ولطيف ، وما كنت أحب أن أنشره إلا لأنه رَدٌ على مقالٍ قد نُشِر ، مع حرصي على أُلفة إخواني جميعاً ، والمقصود قد ظهر وبان ، والحمد لله العظيم المنان.

    عمان- الأردن
    ( 14 / 5 / 1429
    هـ الموافق 19 / 5 / 2008م )



    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 9:13 am